jo24_banner
jo24_banner

جدل حول استخدام الاطفال في دعايات علاج السرطان.. بين الاستغلال ونُبل الغاية

جدل حول استخدام الاطفال في دعايات علاج السرطان.. بين الاستغلال ونُبل الغاية
جو 24 : أمل غباين - أكد حقوقيون ومختصون في قضايا الأسرة ان استخدام الاطفال المرضى او ذوي الاحتياجات في الإعلانات المحفزة على التبرع يدخل ضمن اطار استغلال الاطفال.

وحذر المختصون في تصريحات لـJo24 من انعكاس الأمر -الذي يجده الطفل بداية بمثابة أمر طبيعي- على حياته عند الكبر بشكل سلبي، مطالبين بإيجاد تشريعات تحمي الطفل من الاستغلال في المواد الدعائية.

رئيسة لجنة الحريات النقابية السابقة المحامية نور الإمام بينت أن المعايير الدولية لحماية الطفل تمنع استغلال الاطفال تحت اي ظرف حتى لو كان البعد انساني كون الطفل لا يملك من امره شيئا ويكون تحت وصاية اهله او اشخاص بالغين هم من يقررون السماح له بدخول معترك الاعلانات او رفضها.

وتابعت الامام ان الطفل وبعد ان يصبح شابا ويعود بالذاكرة الى تلك الاعلانات يصاب بالشعور في اغلب الاحيان بأنه تم استغلاله ويشعر بالظلم جراء عدم قدرته وهو صغير على اتخاذ القرار المناسب والذي اتخذ نيابة عنه.

وقالت ان تصوير أطفال مرضى السرطان يشكل ارقا ويضع علامات استفهام على الهدف الحقيقي من اثارة الشفقة عليهم بهذا الاسلوب والشكل.

اما المختص بقضايا الاسرة المحامي عاكف الطراونة اشار إلى ان اراء الحقوقيين في هذا الاطار انقسمت الى قسمين احدهما يؤيد الفكره ان هدفها نبيل والآخر يخشى ان يكون للقضية علاقة في استغلال الاطفال.

وتابع الطراونة انه لا يجوز استخدام الاطفال في مشاهد مؤثرة ومؤلمة تحرك مشاعر الناس بهدف الحصول على اموال المتبرعين لكون الطفل لا يملك من أمره شيئا وعندما ينضج قد يترك الامر في نفسه جرحا عميقا.

أخصائي علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي من جانبه اكد القضية لها جانبان، سلبي وايجابي، ويعتمد الجانب الاخير على مدى مصداقية الجهة التي تحاول جمع التبرعات بهدف تقديم الخدمة الصحية.

وأضاف الخزاعي ان التكافل الاجتماعي والتراحم والتلاحم امر حسن بين الناس وان الاستجابة لنداءات المؤسسات التي ترعى الاطفال صحيا وبالمجان له اجره الا انه عاد ليقول ان الاعلانات التي تستهدف تبرعات الناس يجب ان تراعي نفسية الطفل والمتلقي بذات الوقت حيث اشار الى ان بعض الصور للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ومرضى السرطان ترك اثرا مؤلما لدى البعض وخاصة الاطفال الذي ينقل اليهم صوره "بشعه" عن مرض السرطان من خلال تصوير المرضى وهم حليقو الرؤوس جراء استخدام العلاج ما يجعل هذا المرض يشكل كابوسا لديهم.

وأشار الخزاعي الى ان الطفل الذي يتم استخدامه في تلك الاعلانات قد يراجع نفسه مطولا عندما يكبر ويشفى ويشعر بالندم على تصوير نفسه بلحظة وهن وضعف مؤكدا ان تصوير الانسان وهو بحالة المرض والوهن تعتبر اساءة له لما تحمل لدى الاخرين من مشاعر الشفقة.

وطالب الخزاعي بإعادة النظر باستخدام المرضى في الاعلانات الجاذبة للتبرعات وتشديد الرقابة عليها.

مدير مستشفى الحسين للسرطان الدكتور عاصم منصور أكد ان استخدام مرضى السرطان من الاطفال في الدعايات معمول به في كافة مستشفيات دول العالم المتقدمة، مضيفا ان الغاية من استخدام الاطفال نبيلة وتهدف الى مساعدتهم ومساندتهم من خلال جمع التبرعات لضمان استمرارية علاجهم.

وتابع :"لست خبيرا حقوقيا لكني على ثقة بأنه وكون النية والهدف من الاعلانات نبيل لا يوجد ضرر محتمل وان الطفل الذي يظهر بمثل هذه الاعلانات يشكل حافز له ولغيره من المرضى خاصة بعد ان ينضج ويشفى من المرض".

وأكد مدير المستشفى -التي تقدم خدمات مقدّرة- ان الاطفال الذين يظهرون في الاعلانات يتم اختيارهم بدقه ويتم شرح كافة التفاصيل لهم ووضعهم بصورة الاعلان كما يتم اخذ موافقة اولياء امورهم.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير