شارع درعا في إربد يسرد قصص وعادات السوريين في الاردن
جو 24 : يستذكر لاجئون سوريون يقطنون منطقة تعج بالناس وأصوات الباعة المتجولين، اطلق عليها "شارع درعا" في مدينة اربد، أجواء وطقوس شهر الخير والبركات كانوا يعيشونها في بلادهم.
قصص وحكايا يسردها الكبار لأبنائهم وأحفادهم في جلسات مسائية تعقد في الساحات العامة في الحي، ليورثوا فيهم اصالة ماضيهم وعشق بلدهم حيث يصفون أجمل اللحظات التي كانوا يعيشونها في هذا الشهر من تبادل لاطباق الطعام والحلويات والعمل والنشاط والتراحم وأداء الطاعات.
يؤكد هؤلاء وهم يتحدثون الى وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الاحداث في بلدهم لم تنسيهم العادات والقيم والتقاليد التي كانوا يمارسونها في رمضان، وخاصة أن العادات والطقوس هي "مشتركة ومتشابهة" بين الشعبين الشقيقين الأردني والسوري، لكن يبقى الحنين إلى الوطن هو الانتماء والأمن والامان لكل مغترب عن بلده .
ويعود العشريني مالك خلال شهر رمضان المبارك بذاكرته الى مدينته درعا، حيث الأجواء والطقوس والعادات التي تضفي عليه رونقاً مختلفاً وتجعل له طعماً آخر،"ولا يمكن لي أن أعوض ذلك الشعور في أي مكان آخر مثل مدينتي الأم".
ويقول مالك الذي جاء إلى الأردن عقب الأحداث التي شهدتها سوريا قبل أربع سنوات، من أكثر اللحظات الجميلة التي يستذكرها في رمضان هي "تشابه الأسر في طعامهم وشرابهم"، وأن الغني والفقير يأكلان من ذات الطعام، وذلك عبر تبادل أطباق الطعام المختلفة بين الجيران والأشقاء لتجد من النهاية العديد من الاصناف على مائدة الإفطار ، بعكس ما يحدث الآن من عدم معرفة الجيران لبعضهم البعض وقطع الأرحام نتيجة لأسباب مختلفة، ومعاناة اللجوء وإنعكاساتها سواء على المستويين الإقتصادي والإجتماعي .
ويصف الأربعيني أبو عمر الحائز وهو بطل سابق للالعاب القوى "الكرة الحديدية، القرص" لأكثر من مرة قبل أن تندلع الأحداث في سوريا واللجوء إلى الأردن، شهر رمضان المبارك بأنه شهر المحبة والخير والتراحم والطاعات ... مستذكراً الجلسات العائلية وأحاديث الأجداد وصلة الأرحام والعطف على المساكين والفقراء في هذا الشهر الفضيل.
ويوضح أنه عندما كان يتزامن شهر رمضان المبارك مع مواسم الحصاد أو مواسم قطف الزيتون وغيرها من المواسم الزراعية المختلفة ان هذا الشهر كان شهراً للعمل والنشاط والعبادة وليس للنوم أو الخمول بحجة الصيام وآثاره.
ويشير أبو عمر الذي يعمل في مهنة "تكحيل الحجر" التي تعلَمها في الأردن لتأمين قوت عائلته بأن رمضان كان مختلفاً في بلدته "نوى" وله طعم آخر، موضحاً بأنه حتى أسعار مختلف السلع الإستهلاكية تختلف بشكل ملحوظ بين هنا وهناك بنحو أربعة إلى خمسة أضعاف الثمن، لافتا الى يجار بيته الذي يقطن فيه الآن يبلغ 200 دينار تقريباً وهو مبلغ كبير مقارنة مع طبيعة عمله وأسرته المكونة من خمس أطفال ووالدتهم.
ويستذكر اللاجىء السوري (عمار) الحلويات والعصائر الرمضانية التي كانت عنصرا اساسيا في الشهر الفضيل في الحي الذي كان يقطنه في درعا، موضحاً بأن معظم الأجواء والعادات والطقوس هي "مشتركة ومتشابهة" بين الشعبين الشقيقيين الأردني والسوري، وبالتالي لا يشعر بغربة حقيقية عن موطنه سوريا.
ويأمل عمار وهو طالب جامعي درس تخصص الإقتصاد في جامعة دمشق لسنتين ويعمل حالياً في مطعم ، بان يتحقق حلمه الذي ما زال متوجها نحو أمله بانتهاء الازمة السورية ليعود ويرى ما تبقى من أهله ويكمل دراسته، متمنياً أن يأتي شهر رمضان المقبل وقد تحقق ما يصبو إليه .
من جهته قال الباحث المتخصص بالأنثربولوجيا الثقافية الأستاذ فهمي الزعبي، إن الثقافة بالمعنى الإنثربولوجي هي " كل ما يكتسبه الفرد من لغة ومعتقدات وعادات وتقاليد وقيم وأنماط سلوكية وغذائية مختلفة"، ويضيف أن أحد أهم مكونات هذه الثقافة هي العادات والتقاليد المتمثلة بإرث الماضي وعادات إعتاد الناس على القيام بها وقد تكون هذه العادات جمعية تمارس من قبل مجموعات أو فردية تعنى بالفرد ذاته.
وأضاف لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن شهر رمضان المبارك هو مناسبة دينية أضاف عليها الدين أبعادا روحانية ومشاعر دينية تعنى بتنقية النفس وتهذيبها، ومثال على ذلك تضامن الناس مع مع بعضهم بعضا، ويتابع .. بأنه قديماً كان يتضامن أفراد القبيلة مع بعضهم في الخير والشر، إضافة لتضامنهم أيضاً فيما يتعلق بمناسبات الزواج والوفاة وغيرها، أما في الوقت الحاضر وبعد ظهور الدين ترسخ هذا التضامن الإيجابي بشكل أكبر وأفضل بحيث وضع أحكاماً شرعية وقواعد تنظم وتفرض العادات الحسنة على الفرد، فعلى سبيل المثال يؤثم قاطع الرحم بحكم آيات قرآنية أكدت على ذلك، بعد أن كانت هذه العادات ليس لها أحكاما سوى أخلاقيات إجتماعية فقط على حد قوله.
وحول أهمية العادات والتقاليد للشعوب والمجتمعات أوضح الزعبي بأن أهميتها تكمن في تقوية نسيج العلاقات الأجتماعية وتحديداً في شهر رمضان المبارك؛ فهو الشهر الوحيد الذي ينتظم الناس فيه بعادات مشتركة ووفقاً لأوقات محددة.
ويشير الزعبي أنه يوجد في علم الإنثربولوجيا مصطلح " التثاقف" وهو أن تستعير أو تقتبس المجتمعات من بعضها البعض ثقافات إنسانية تتلاءم مع ظروف وطبيعة المجتمعات الأخرى فعلى سبيل المثال في الدول الفقيرة يضعف فيها عادات الزكاة والصدقات بشكل عام، بعكس ما قد يتواجد في المجتمعات الثرية التي قد تكرس هذه العادات، موضحاً بأن هذه العادات والسلوكيات تنتقل عبر قنوات ووسائل مختلفة أهمها المواقع والمدونات الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي والفضائيات ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بوجه عام.
وحول وجود أوجه للشبه أو للإختلاف في الثقافات والعادات والتقاليد بين المجتع الأردني واللاجئين السوريين أكد الزعبي عدم وجود إختلافات ثقافية بينهم، مشيراً الى أن مدن وقرى شمال الاردن تشترك مع مدن وقرى جنوب سوريا فيما يعرف تاريخياً بسهل حوران، وتاريخيا كان يوجد ثقافة حوران، وفي الزمن القديم جداً كان لهذا السهل ثقافة تعنى بالزراعة والنشاط الإقتصادي، وبالتالي يوجد انسجام ثقافي بين الناس ضمن هذه المنطقةً، وإن وجدت أية إختلافات فهي نسبية تنحصر بالوضع الإقتصادي فقط.بترا
قصص وحكايا يسردها الكبار لأبنائهم وأحفادهم في جلسات مسائية تعقد في الساحات العامة في الحي، ليورثوا فيهم اصالة ماضيهم وعشق بلدهم حيث يصفون أجمل اللحظات التي كانوا يعيشونها في هذا الشهر من تبادل لاطباق الطعام والحلويات والعمل والنشاط والتراحم وأداء الطاعات.
يؤكد هؤلاء وهم يتحدثون الى وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن الاحداث في بلدهم لم تنسيهم العادات والقيم والتقاليد التي كانوا يمارسونها في رمضان، وخاصة أن العادات والطقوس هي "مشتركة ومتشابهة" بين الشعبين الشقيقين الأردني والسوري، لكن يبقى الحنين إلى الوطن هو الانتماء والأمن والامان لكل مغترب عن بلده .
ويعود العشريني مالك خلال شهر رمضان المبارك بذاكرته الى مدينته درعا، حيث الأجواء والطقوس والعادات التي تضفي عليه رونقاً مختلفاً وتجعل له طعماً آخر،"ولا يمكن لي أن أعوض ذلك الشعور في أي مكان آخر مثل مدينتي الأم".
ويقول مالك الذي جاء إلى الأردن عقب الأحداث التي شهدتها سوريا قبل أربع سنوات، من أكثر اللحظات الجميلة التي يستذكرها في رمضان هي "تشابه الأسر في طعامهم وشرابهم"، وأن الغني والفقير يأكلان من ذات الطعام، وذلك عبر تبادل أطباق الطعام المختلفة بين الجيران والأشقاء لتجد من النهاية العديد من الاصناف على مائدة الإفطار ، بعكس ما يحدث الآن من عدم معرفة الجيران لبعضهم البعض وقطع الأرحام نتيجة لأسباب مختلفة، ومعاناة اللجوء وإنعكاساتها سواء على المستويين الإقتصادي والإجتماعي .
ويصف الأربعيني أبو عمر الحائز وهو بطل سابق للالعاب القوى "الكرة الحديدية، القرص" لأكثر من مرة قبل أن تندلع الأحداث في سوريا واللجوء إلى الأردن، شهر رمضان المبارك بأنه شهر المحبة والخير والتراحم والطاعات ... مستذكراً الجلسات العائلية وأحاديث الأجداد وصلة الأرحام والعطف على المساكين والفقراء في هذا الشهر الفضيل.
ويوضح أنه عندما كان يتزامن شهر رمضان المبارك مع مواسم الحصاد أو مواسم قطف الزيتون وغيرها من المواسم الزراعية المختلفة ان هذا الشهر كان شهراً للعمل والنشاط والعبادة وليس للنوم أو الخمول بحجة الصيام وآثاره.
ويشير أبو عمر الذي يعمل في مهنة "تكحيل الحجر" التي تعلَمها في الأردن لتأمين قوت عائلته بأن رمضان كان مختلفاً في بلدته "نوى" وله طعم آخر، موضحاً بأنه حتى أسعار مختلف السلع الإستهلاكية تختلف بشكل ملحوظ بين هنا وهناك بنحو أربعة إلى خمسة أضعاف الثمن، لافتا الى يجار بيته الذي يقطن فيه الآن يبلغ 200 دينار تقريباً وهو مبلغ كبير مقارنة مع طبيعة عمله وأسرته المكونة من خمس أطفال ووالدتهم.
ويستذكر اللاجىء السوري (عمار) الحلويات والعصائر الرمضانية التي كانت عنصرا اساسيا في الشهر الفضيل في الحي الذي كان يقطنه في درعا، موضحاً بأن معظم الأجواء والعادات والطقوس هي "مشتركة ومتشابهة" بين الشعبين الشقيقيين الأردني والسوري، وبالتالي لا يشعر بغربة حقيقية عن موطنه سوريا.
ويأمل عمار وهو طالب جامعي درس تخصص الإقتصاد في جامعة دمشق لسنتين ويعمل حالياً في مطعم ، بان يتحقق حلمه الذي ما زال متوجها نحو أمله بانتهاء الازمة السورية ليعود ويرى ما تبقى من أهله ويكمل دراسته، متمنياً أن يأتي شهر رمضان المقبل وقد تحقق ما يصبو إليه .
من جهته قال الباحث المتخصص بالأنثربولوجيا الثقافية الأستاذ فهمي الزعبي، إن الثقافة بالمعنى الإنثربولوجي هي " كل ما يكتسبه الفرد من لغة ومعتقدات وعادات وتقاليد وقيم وأنماط سلوكية وغذائية مختلفة"، ويضيف أن أحد أهم مكونات هذه الثقافة هي العادات والتقاليد المتمثلة بإرث الماضي وعادات إعتاد الناس على القيام بها وقد تكون هذه العادات جمعية تمارس من قبل مجموعات أو فردية تعنى بالفرد ذاته.
وأضاف لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أن شهر رمضان المبارك هو مناسبة دينية أضاف عليها الدين أبعادا روحانية ومشاعر دينية تعنى بتنقية النفس وتهذيبها، ومثال على ذلك تضامن الناس مع مع بعضهم بعضا، ويتابع .. بأنه قديماً كان يتضامن أفراد القبيلة مع بعضهم في الخير والشر، إضافة لتضامنهم أيضاً فيما يتعلق بمناسبات الزواج والوفاة وغيرها، أما في الوقت الحاضر وبعد ظهور الدين ترسخ هذا التضامن الإيجابي بشكل أكبر وأفضل بحيث وضع أحكاماً شرعية وقواعد تنظم وتفرض العادات الحسنة على الفرد، فعلى سبيل المثال يؤثم قاطع الرحم بحكم آيات قرآنية أكدت على ذلك، بعد أن كانت هذه العادات ليس لها أحكاما سوى أخلاقيات إجتماعية فقط على حد قوله.
وحول أهمية العادات والتقاليد للشعوب والمجتمعات أوضح الزعبي بأن أهميتها تكمن في تقوية نسيج العلاقات الأجتماعية وتحديداً في شهر رمضان المبارك؛ فهو الشهر الوحيد الذي ينتظم الناس فيه بعادات مشتركة ووفقاً لأوقات محددة.
ويشير الزعبي أنه يوجد في علم الإنثربولوجيا مصطلح " التثاقف" وهو أن تستعير أو تقتبس المجتمعات من بعضها البعض ثقافات إنسانية تتلاءم مع ظروف وطبيعة المجتمعات الأخرى فعلى سبيل المثال في الدول الفقيرة يضعف فيها عادات الزكاة والصدقات بشكل عام، بعكس ما قد يتواجد في المجتمعات الثرية التي قد تكرس هذه العادات، موضحاً بأن هذه العادات والسلوكيات تنتقل عبر قنوات ووسائل مختلفة أهمها المواقع والمدونات الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي والفضائيات ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بوجه عام.
وحول وجود أوجه للشبه أو للإختلاف في الثقافات والعادات والتقاليد بين المجتع الأردني واللاجئين السوريين أكد الزعبي عدم وجود إختلافات ثقافية بينهم، مشيراً الى أن مدن وقرى شمال الاردن تشترك مع مدن وقرى جنوب سوريا فيما يعرف تاريخياً بسهل حوران، وتاريخيا كان يوجد ثقافة حوران، وفي الزمن القديم جداً كان لهذا السهل ثقافة تعنى بالزراعة والنشاط الإقتصادي، وبالتالي يوجد انسجام ثقافي بين الناس ضمن هذه المنطقةً، وإن وجدت أية إختلافات فهي نسبية تنحصر بالوضع الإقتصادي فقط.بترا