جاد شويري يُخرِج سيرين عبدالنور حوريّة من البحر
جو 24 : تدرك سيرين عبد النور أنّ لمسةً، في أحيان، هي الفارق. فلنسمِّها خربشات ونفتَرِض أنّ جاد شويري في إخراج الكليبات، فنّان خربشة. سلّمته عبد النور أغنيتها "عادي"، وقالت له صَوِّر. مخرجون كثر يضيفون إلى الصورة جمالاً وتقنيات، لكنّ شويري يضيف نَفَساً.
نتابع عبد النور في "24 قيراط"، وقبل العودة اليه مفصلا نمرّ على "عادي". كليبٌ تجيد امرأته الرهان على تقلّبات النفس. عبد النور هنا ممثلة لا تكترث لأداء الدور فحسب، بل لتقديمه في شكل أفضل. رَجُلها يعرّضها لمواقف شتّى، وفي الآن عينه يربّت على كتفها لتهدأ. شويري يقدّم امرأة ترمي القسوة حين تخاف على مَن تحبّ. يريدها مزيجاً من اللين والشِّدة ومن التمهُّل واتخاذ القرار. إنه أحمر الشفاه في لحظة انسجام مع الأبيض العائم على وجه مياهٍ باردة. تتراءى حاجةٌ الى الإحساس بالأمان بين يدي رجل متفهِّم. كلّ ما هنالك أنّ الأغنية التي كتب مروان خوري كلماتها ولحّنها، لا تفضي دائماً الى الطمأنينة. يحتدم صراع الحبّ والصدمة، وتنذر المساحات الموحشة بطارئ يحيل البرهة زماناً مكشوفاً على الاستحالة والشكّ. لقطاتٌ تختزل صراعات أنثى خائبة: العينان زائغتان الى حيث يُستَدعى الشرود ويُشتَهى الأفق. الوجه ينتظر قبلة لا تتحقق. واليدان تبحثان عمن تمنحانه الاحتواء. أما القدمان فتسرعان الى الاستجابة لنداء القلب. مهما عاند الحبيب وقسا، فالقلب هو القلب. الجميلة نائمة، لكنّ الوحش يتربّص. أيقظها هاتفٌ في الليل، والنبأ السيئ لا يُؤجَّل. هَرَعَت الى المستشفى وهالها أن تفقد مَن تهوى. يتداخل الشعور بالعتب بشعور الغفران والاستعداد للصفح. شويري يُخرج من عبدالنور لقطات تمثيلية ناطقة تعوّض في مكان، تواضع الصوت. هنا يتبع الهناء الشقاء وتتبع الفرحة الدمعة. ليست "عادي" أغنية بالغة الأثر، لكنّ شويري يمسكنا من أيدينا ويشدّنا إليها. جمال عبدالنور هادئ مثل رمال البحر، والكليب يظهرها حورية منهمكة بإخراج الكنوز من أعماق القلب.النهار
نتابع عبد النور في "24 قيراط"، وقبل العودة اليه مفصلا نمرّ على "عادي". كليبٌ تجيد امرأته الرهان على تقلّبات النفس. عبد النور هنا ممثلة لا تكترث لأداء الدور فحسب، بل لتقديمه في شكل أفضل. رَجُلها يعرّضها لمواقف شتّى، وفي الآن عينه يربّت على كتفها لتهدأ. شويري يقدّم امرأة ترمي القسوة حين تخاف على مَن تحبّ. يريدها مزيجاً من اللين والشِّدة ومن التمهُّل واتخاذ القرار. إنه أحمر الشفاه في لحظة انسجام مع الأبيض العائم على وجه مياهٍ باردة. تتراءى حاجةٌ الى الإحساس بالأمان بين يدي رجل متفهِّم. كلّ ما هنالك أنّ الأغنية التي كتب مروان خوري كلماتها ولحّنها، لا تفضي دائماً الى الطمأنينة. يحتدم صراع الحبّ والصدمة، وتنذر المساحات الموحشة بطارئ يحيل البرهة زماناً مكشوفاً على الاستحالة والشكّ. لقطاتٌ تختزل صراعات أنثى خائبة: العينان زائغتان الى حيث يُستَدعى الشرود ويُشتَهى الأفق. الوجه ينتظر قبلة لا تتحقق. واليدان تبحثان عمن تمنحانه الاحتواء. أما القدمان فتسرعان الى الاستجابة لنداء القلب. مهما عاند الحبيب وقسا، فالقلب هو القلب. الجميلة نائمة، لكنّ الوحش يتربّص. أيقظها هاتفٌ في الليل، والنبأ السيئ لا يُؤجَّل. هَرَعَت الى المستشفى وهالها أن تفقد مَن تهوى. يتداخل الشعور بالعتب بشعور الغفران والاستعداد للصفح. شويري يُخرج من عبدالنور لقطات تمثيلية ناطقة تعوّض في مكان، تواضع الصوت. هنا يتبع الهناء الشقاء وتتبع الفرحة الدمعة. ليست "عادي" أغنية بالغة الأثر، لكنّ شويري يمسكنا من أيدينا ويشدّنا إليها. جمال عبدالنور هادئ مثل رمال البحر، والكليب يظهرها حورية منهمكة بإخراج الكنوز من أعماق القلب.النهار