jo24_banner
jo24_banner

التآخي والتعايش الاسلامي المسيحي في الاردن

أحمد عبدالباسط الرجوب
جو 24 : استوقفني خبرا ادخل الى قلبي السرور والسعادة بقيام عائلة آل حداد المسيحية في مدينة السلط حاضرة البلقا شامة على جبين الوطن مأدبة إفطار رمضانية احتفاءا بزواج ابنهم حيث أولمت العائلة لابنها مأدبة بالتزامن مع رفع آذان المغرب حيث وزعت المياه والتمور على الصائمين الحاضرين مراعاة لمشاعر الصيام لديهم ومما يشار إليه أن الأردن يشهد في كل عام نماذج من التآخي والتعايش بين المسلمين والمسيحيين ، إذ يتشارك المسيحيون مع المسلمين في إحياء شعائر شهر رمضان ، سواء بالإفطارات الرمضانية، أو المشاركة معهم في طقوس الشهر الفضيل.

ان المحبه والسلام والحياة بامن وامان واستقرار على قاعدة الاحترام المتبادل والحوار تشكل الدعامة الرئيسية لبناء حياة الاجيال وازدهار الدول وتقدمها ، مما يؤدي الى تعزيز السلام الاهلي بين المجتمعات والدول ، وما بناء مسجد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام الذي شيده احد المواطنين قبل سنتين الا تجسيدا لعمق التاخي الاسلامي المسيحي في المدينة بشكل خاص وبالاردن بشكل عام على مر العصور وترجمة للتعايش والعيش المشترك.

انطلاقا من الفهم الصحيح للرسالتين الاسلامية والمسيحية وتأكيدهما على العيش المشترك بين ابناء المجتمع الواحد المسلمين والمسيحيين على قاعدة الدولة والارض والمصير المشترك ، وعليه جاءت المبادرة الملكية الساميه للتقريب بين الاديان وشرح الاسلام بروحه وقيمته الحقيقية ومثل هذه لمبادرات مبادرة رسالة عمان وكلمة سوا وغيرها من المبادرات التي تبناها جلالة الملك وقبلها المجتمع لتوضيح صورة الاسلام الحقيقية والتي تعزز العيش والتعايش النبيل بين ابناء الوطن بعيدا عن ظاهرة التعصب الديني التي تؤدي الى التطرف وانكار حق الاخرين للعيش بسلم وسلام مما يهدد وحدة المجتمع ويؤدي الى تفتيت الوحدة الوطنية وهدم سيادة الدولة

إن هذا يؤكد ان الاسلام ليس دين تعصب والدليل على ذلك التعايش الاسلامي المسيحي منذ نشوء الدولة الاردنية فالاسلام الذي يؤمن بالمسيح عيسى بن مريم ومناصرته للمسيحية وهذا ماجاء في القران الكريم في اكثر من موقع الذي يؤكد حقيقة الاسلام التي تؤكد صدق التعايش بين الاسلام والمسيحية ومن ابرز صور التعايش كانت العهدة العمرية والتي شكلت حجر الاساس في ترسيخ علاقة قوية رائعة بين اتباع الديانتين.

إن هذا التواصل والتواضع بين اتباع الديانتين في الاردن ادى الى ترسيخ المحبة الصادقة القائمة على الاحترام المتبادل فنحن جميعا نعبد ربا واحدا والاردن لنا جميعا وهنا تعود بي الذاكرة الى فارس الوحدة الوطنية المصري مكرم عبيد باشا والذي كان كثير الاستشهاد بالقرآن الكريم وهو صاحب المقولة الشهيرة نحن مسلمون وطنا ونصارى دينا، اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك ، وللوطن أنصارا ، اللهم اجعلنا نحن نصارى لك ، وللوطن مسلمين ، وفي هذا المقام لا انسى معالي الدكتور منذر حدادين الذي دوما يكون القرآن حاضرا معه مستشهدا به في كل مناسبة او بيان ...حماك الله

إن تعاليم وارشادات نبينا الحبيب المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم والمرسل لكافة البشر على ضرورة مراعاة وحماية الاخوة المسيحين وحسن معاملتهم فالاسلام يدعو الى تعايش حقيقي مع غير المسلمين ومع كل ملل الارض لانه دين تسامح ولا اكراه في الدين فكل انسان حر في ديانته ولايجبر الإسلام اي شخص ان يتبعه بل من يرغب بدون اكراه وعن قناعه وامتدادا لذلك فإن الهاشميين من عترة المصطفى عليه السلام يجسدون هذه المعاملة ولا تمييز بين المواطنين على اختلاف مشاربهم وعقائدهم.

ومما لاشك فيه بان البعد الانساني في التقارب بين الديانات السماوية يقرب الناس من بعضها البعض ويقوي وحدتها الوطنية المبنية على المحبة بدون اي نضرة تعصبية لاننا جميعا نعبد الله ونطلب مرضاته وغفرانه.

تقبل الله طاعتكم في هذا الشهر الفضيل وعساكم من العائدين وحمى الله بلادي الاردنية وطن التآخي والتعايش الاسلامي المسيحي من شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن.


arajoub21@yahoo.com
تابعو الأردن 24 على google news