اصطحاب الاطفال الى المساجد بين الرفض والقبول
جو 24 : تلقي ظاهرة اصطحاب الأطفال إلى المساجد بظلالها على المصلين، حيث تتباين وجهات النظر بين مؤيد ومعارض لاصطحاب الآباء والامهات لأبنائهم الصغار أيام الجمعة وفي شهر رمضان المبارك.
ويجد البعض أن هناك أطفالا صغارا لا يدركون أسباب مجيئهم لتأدية الصلاة،حيث يحدثون ازعاجات أثناء تأدية الصلاة، أو اللعب ومنهم من يغافله النوم ليحجز حيزاً في المكان على حساب المصلين، كما هو الحال عند الامهات اللواتي يصطحبن بناتهن أو الأطفال الرضع، ويتسببون بالتشويش على المصّلين .
ويرى أستاذ كلية الشريعة في جامعة العلوم الاسلامية الدكتور احمد الحلايبة الازايدة، وخطيب مسجد عادل ابو خلف، أن علينا ان نحتوي أبناءنا الصغار الذين يأتون إلى المسجد، وتوفير مرافق ترويحية لهم خارج المساجد.
وقال "إن الامور بسيطة ولها أكثر من علاج، وهي في مرمى الدعاة والشيوخ والائمة، الذين عليهم أن يقوموا وخصوصاً في شهر رمضان المبارك، بتنفيذ وسائل مشجعة كالألعاب الهادئة والمسابقات الثقافية في حلقات وجوائز مشجعة، ولا يجد مانعا في أن يفرغ الامام نفسه في وقت محدد ليجلس معهم ويقدم لهم برنامجاً منوعاً، أو أن يستعين ببعض العلماء وبعض المربين للجلوس مع الصغار. ويعرض الحلايبة تجربة له مع الصغار تقوم على ابعادهم عن بعضهم في صفوف الصلاة، لأن اقترابهم من بعض يشجعهم على التشويش، مبينا أن إبعاد الصغار وعدم الصبر عليهم سينفرهم من المساجد ويذهبون إلى جهات غير آمنة، لأنني أخشى إذا ما طردناهم أن نتحمل اثما لقوله تعالى "فتطرهم فتكون من الظالمين".
يقول خطيب مسجد في محافظة مادبا الدكتور سليمان عيسى الهروط " إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله كان يمنع الأطفال غير المدركين من تأدية الصلاة ، وكذلك الذين يسببون الازعاج من المدركين، من دخول المسجد حتى لا يشوشوا على المصلين".
ويؤكد انه ناقش الكثيرين من ذوي الأطفال الصغار، لتدريبهم على الصلاة في بيوتهم قبل أن يأتوا بهم الى المسجد، بحيث يتعودوا على الهدوء والتعرف على الهدف من تأدية هذه الفريضة.
يقول سمير جنكات الذي يواظب على ارتياد المساجد ، إنه يفضل اصطحاب الأطفال إلى المسجد، وأن يتعلموا من أخطائهم سواء بإطلاق الاصوات أو البكاء أو اللعب، لأنهم في النهاية يتعلمون عادة الحضور الى المسجد، وتأدية الصلاة كباقي المصلين الراشدين.
ويتساءل جنكات لماذا لا يتعظ المصلون الكبار من أخطائهم وهم يتركون هواتفهم الخلوية تعج بالأصوات أياً كان شكل ونوع هذه "النغمات" وتسبب ازعاجاً يفوق ازعاجات الأطفال، وكذلك الأحاديث الجانبية التي يتناولها بعض المصلين وخصوصاً في أثناء خطبة الجمعة او الدروس الدينية أو ما قبل تأدية الصلوات في المساجد؟ ويضيف أنه في بعض الأحيان تحدث مشادات كلامية وشتم بين مصل وآخر.
ويقول (ابو أسعد)، إن التربية الأسرية هي التي تحدد سلوك الطفل ليكون هادئاً او مشاغباً، داعيا الى عدم اصطحاب الطفل إلى المسجد لأنه غير مدرك للصلاة،ومنهم من لا يستطيع أن يسيطر على قضاء حاجته أو انفعلاته ومشاكساته.
وينصح عبدالله حجازي، الآباء والامهات قراءة كتاب آداب المسجد، حتى يقوموا بتدريب الأبناء على كيفية أداء الصلاة، والإلتزام بالهدوء ولا يحدثوا تشويشا على المصلين.
خلال إعداد هذا التحقيق كان الطفل عيسى الشريف البالغ من العمر ستة أعوام ، يقدم درساً دينياً في أحد مساجد عمان، ويؤم المصلين في ركعتين من ركعات صلاة التراويح ، وقرأ سورة تبارك ، حيث يحفظ جزءين من القرآن الكريم.
يقول والد الطفل الشريف، إنه تعلم منذ الصغر على كيفية أداء الصلاة وقراءة القرآن وحفظ السور.
يبين مدير شؤون المساجد في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية حمزة ابداح، ان تسوية الصفوف للمصلين تبدأ بالرجال ثم النساء ثم الأطفال، معتبرا أن احضار الصغار إلى المساجد أمر شرعي، ومن المهم توجيه الاهل لسلوكيات أطفالهم، من حيث الانضباط وعدم التشويش على المصلين وتعريفهم بآداب المسجد.
ويرى أنه إذا كان الطفل راشداً ومميزاً؛ فهو أمر حسن أن يأتي إلى المسجد، وإن لم يكن راشداً فالأولى بالأهل أن يدربوه في البيت على الهدوء أثناء تأدية الصلاة.
يقول إمام مسجد ابو قورة الشيخ عبدالقادر الساحوري، "إن الامور تقدّر بمقاديرها"، فكل أب له خبرة مع إبنه، فإذا كان مميزاً راشداً فإنه من باب تشجيع الاطفال على ارتياد المساجد أن يحضر الآباء صغارهم، وقد كان الحسن والحسين يرتادان المسجد بحضور الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ويضيف من المهم ان يحافظ الاطفال على آداب المسجد من حيث الهدوء والالتزام بالصفوف وعدم تركها او العودة اليها ثانية والحفاظ على الطهارة.
ويؤكد الشيخ الساحوري في هذه المسألة أن الدليل الشرعي فضفاض وأن الامور تقديرية من حيث السن، فهناك أطفال ما دون السابعة ومنضبطون أكثر ممن يكبرهم في السن، ولكن عند بلوغ سن العاشرة فإن الطفل يصبح مسؤولاً ويفترض أن يكون مدرباً على تأدية الصلاة، وملتزماً بالهدوء وآداب المسجد، وبالتالي فإن اصطحاب الاطفال من عدمه، يعتمد على تربية الاهل لأبنائهم وتدريبهم قبل هذا السن وذاك.
ولا يحبذ الساحوري، اصطحاب الأطفال الذين يقل سنهم عن الخامسة، لأنهم غير مدركين لأنفسهم في أي عمل يصدر عنهم، وليس لديهم القدرة على التحكم بطهارتهم.
ويوضح أنه يفترض من سن السابعة أن يكون الطفل مدرباً على الصلاة بحيث يتعود على أجواء المسجد وطقوس العبادات، مع تقدمه في السن، لأن هناك من هم أكبر سنا ولا يعرفون كيفية تأدية الصلاة في ركوعها وسجودها والتسبيح والتشهد ، وحتى قراءة القرآن.
ويحث "ابو عمر" وهو امام وخطيب مسجد في عمان على احضار الاطفال الى المساجد بعد تدريبهم في البيوت، شريطة أن يعلموهم الآداب العامة وآداب المسجد.
ويدعو الى تشجيع الأطفال على الصلاة في المساجد،بحيث لا ننفرهم ولا نخسرهم في سن قد يصعب على الآباء اعادتهم الى المسجد، خصوصا وأن مدة الصلاة لا تتجاوز دقائق، ولكنه يفضل عدم اصطحاب الأطفال إلى صلاة التراويح لان وقتها طويل، والأطفال لديهم طاقات يريدون تفريغها.بترا
ويجد البعض أن هناك أطفالا صغارا لا يدركون أسباب مجيئهم لتأدية الصلاة،حيث يحدثون ازعاجات أثناء تأدية الصلاة، أو اللعب ومنهم من يغافله النوم ليحجز حيزاً في المكان على حساب المصلين، كما هو الحال عند الامهات اللواتي يصطحبن بناتهن أو الأطفال الرضع، ويتسببون بالتشويش على المصّلين .
ويرى أستاذ كلية الشريعة في جامعة العلوم الاسلامية الدكتور احمد الحلايبة الازايدة، وخطيب مسجد عادل ابو خلف، أن علينا ان نحتوي أبناءنا الصغار الذين يأتون إلى المسجد، وتوفير مرافق ترويحية لهم خارج المساجد.
وقال "إن الامور بسيطة ولها أكثر من علاج، وهي في مرمى الدعاة والشيوخ والائمة، الذين عليهم أن يقوموا وخصوصاً في شهر رمضان المبارك، بتنفيذ وسائل مشجعة كالألعاب الهادئة والمسابقات الثقافية في حلقات وجوائز مشجعة، ولا يجد مانعا في أن يفرغ الامام نفسه في وقت محدد ليجلس معهم ويقدم لهم برنامجاً منوعاً، أو أن يستعين ببعض العلماء وبعض المربين للجلوس مع الصغار. ويعرض الحلايبة تجربة له مع الصغار تقوم على ابعادهم عن بعضهم في صفوف الصلاة، لأن اقترابهم من بعض يشجعهم على التشويش، مبينا أن إبعاد الصغار وعدم الصبر عليهم سينفرهم من المساجد ويذهبون إلى جهات غير آمنة، لأنني أخشى إذا ما طردناهم أن نتحمل اثما لقوله تعالى "فتطرهم فتكون من الظالمين".
يقول خطيب مسجد في محافظة مادبا الدكتور سليمان عيسى الهروط " إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله كان يمنع الأطفال غير المدركين من تأدية الصلاة ، وكذلك الذين يسببون الازعاج من المدركين، من دخول المسجد حتى لا يشوشوا على المصلين".
ويؤكد انه ناقش الكثيرين من ذوي الأطفال الصغار، لتدريبهم على الصلاة في بيوتهم قبل أن يأتوا بهم الى المسجد، بحيث يتعودوا على الهدوء والتعرف على الهدف من تأدية هذه الفريضة.
يقول سمير جنكات الذي يواظب على ارتياد المساجد ، إنه يفضل اصطحاب الأطفال إلى المسجد، وأن يتعلموا من أخطائهم سواء بإطلاق الاصوات أو البكاء أو اللعب، لأنهم في النهاية يتعلمون عادة الحضور الى المسجد، وتأدية الصلاة كباقي المصلين الراشدين.
ويتساءل جنكات لماذا لا يتعظ المصلون الكبار من أخطائهم وهم يتركون هواتفهم الخلوية تعج بالأصوات أياً كان شكل ونوع هذه "النغمات" وتسبب ازعاجاً يفوق ازعاجات الأطفال، وكذلك الأحاديث الجانبية التي يتناولها بعض المصلين وخصوصاً في أثناء خطبة الجمعة او الدروس الدينية أو ما قبل تأدية الصلوات في المساجد؟ ويضيف أنه في بعض الأحيان تحدث مشادات كلامية وشتم بين مصل وآخر.
ويقول (ابو أسعد)، إن التربية الأسرية هي التي تحدد سلوك الطفل ليكون هادئاً او مشاغباً، داعيا الى عدم اصطحاب الطفل إلى المسجد لأنه غير مدرك للصلاة،ومنهم من لا يستطيع أن يسيطر على قضاء حاجته أو انفعلاته ومشاكساته.
وينصح عبدالله حجازي، الآباء والامهات قراءة كتاب آداب المسجد، حتى يقوموا بتدريب الأبناء على كيفية أداء الصلاة، والإلتزام بالهدوء ولا يحدثوا تشويشا على المصلين.
خلال إعداد هذا التحقيق كان الطفل عيسى الشريف البالغ من العمر ستة أعوام ، يقدم درساً دينياً في أحد مساجد عمان، ويؤم المصلين في ركعتين من ركعات صلاة التراويح ، وقرأ سورة تبارك ، حيث يحفظ جزءين من القرآن الكريم.
يقول والد الطفل الشريف، إنه تعلم منذ الصغر على كيفية أداء الصلاة وقراءة القرآن وحفظ السور.
يبين مدير شؤون المساجد في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية حمزة ابداح، ان تسوية الصفوف للمصلين تبدأ بالرجال ثم النساء ثم الأطفال، معتبرا أن احضار الصغار إلى المساجد أمر شرعي، ومن المهم توجيه الاهل لسلوكيات أطفالهم، من حيث الانضباط وعدم التشويش على المصلين وتعريفهم بآداب المسجد.
ويرى أنه إذا كان الطفل راشداً ومميزاً؛ فهو أمر حسن أن يأتي إلى المسجد، وإن لم يكن راشداً فالأولى بالأهل أن يدربوه في البيت على الهدوء أثناء تأدية الصلاة.
يقول إمام مسجد ابو قورة الشيخ عبدالقادر الساحوري، "إن الامور تقدّر بمقاديرها"، فكل أب له خبرة مع إبنه، فإذا كان مميزاً راشداً فإنه من باب تشجيع الاطفال على ارتياد المساجد أن يحضر الآباء صغارهم، وقد كان الحسن والحسين يرتادان المسجد بحضور الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ويضيف من المهم ان يحافظ الاطفال على آداب المسجد من حيث الهدوء والالتزام بالصفوف وعدم تركها او العودة اليها ثانية والحفاظ على الطهارة.
ويؤكد الشيخ الساحوري في هذه المسألة أن الدليل الشرعي فضفاض وأن الامور تقديرية من حيث السن، فهناك أطفال ما دون السابعة ومنضبطون أكثر ممن يكبرهم في السن، ولكن عند بلوغ سن العاشرة فإن الطفل يصبح مسؤولاً ويفترض أن يكون مدرباً على تأدية الصلاة، وملتزماً بالهدوء وآداب المسجد، وبالتالي فإن اصطحاب الاطفال من عدمه، يعتمد على تربية الاهل لأبنائهم وتدريبهم قبل هذا السن وذاك.
ولا يحبذ الساحوري، اصطحاب الأطفال الذين يقل سنهم عن الخامسة، لأنهم غير مدركين لأنفسهم في أي عمل يصدر عنهم، وليس لديهم القدرة على التحكم بطهارتهم.
ويوضح أنه يفترض من سن السابعة أن يكون الطفل مدرباً على الصلاة بحيث يتعود على أجواء المسجد وطقوس العبادات، مع تقدمه في السن، لأن هناك من هم أكبر سنا ولا يعرفون كيفية تأدية الصلاة في ركوعها وسجودها والتسبيح والتشهد ، وحتى قراءة القرآن.
ويحث "ابو عمر" وهو امام وخطيب مسجد في عمان على احضار الاطفال الى المساجد بعد تدريبهم في البيوت، شريطة أن يعلموهم الآداب العامة وآداب المسجد.
ويدعو الى تشجيع الأطفال على الصلاة في المساجد،بحيث لا ننفرهم ولا نخسرهم في سن قد يصعب على الآباء اعادتهم الى المسجد، خصوصا وأن مدة الصلاة لا تتجاوز دقائق، ولكنه يفضل عدم اصطحاب الأطفال إلى صلاة التراويح لان وقتها طويل، والأطفال لديهم طاقات يريدون تفريغها.بترا