مسلسلات رمضان رهن خواتيمها
جو 24 : بعيداً عن عالم التقنيات الإخراجية والسيناريوهات المقتبسة بما فيها من إسقاطات عالم الإنتاجات المنهمر على محطاتنا المنهمكة رمضانياً في تقديم أعمال تدر الكثير على كل من لاعبيها، بغض النظر عن موضوعات الأعمال المعروضة وعمقها وأبعادها وانعكاساتها وتأثيراتها في المشهد العربي والمشاهد الذي اعتاد للأسف استهلاك الدسم بسمه ربما أو خالياً، لتبقى تلك المسلسلات رهن خواتيمها.
إلا أننا كما قلنا، بعيداً عن كل ذاك، ومنعاً للغوص في تكرار الحديث عن المبدأ، أو ضرورة أن يلامس الشهر الفضيل روحانية ترتقي بالفرد والمجتمع وتكوّن ذخراً للأيام وكسباً للآخرة. لا بدّ من أن يلفت المشاهد العربي تمحور عدد من المسلسلات التي تعرض في شهر رمضان، عن قصد أو غير قصد ولغايات هادفة أو عشوائية حول الصراع الطبقي، ومواجهة الرأسمالية للرأسمالية في ثلاثة على الأقل من المسلسلات التي تصور صراعاً بين خير وشر نسبيين تسجل معدلاتهما مقاييس ومعايير تختلف من مشاهد لآخر.
أستاذ ورئيس قسم
فلنأخذ بداية مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» للممثل عادل إمام، فعلى الرغم مما سجله العمل من انتقادات طالت الموضوع الذي تناوله والجهات المتضررة منه إيديولوجياً، لا يمكن تجاهل واقع حاول البعض من المتعاطفين مع مختلف الجهات استنكاره يميناً ويساراً كل عبر قنواته المسقطة وإرهاصاته المستقاة.
أما مسلسل «تشيللو» الناطق بلغة الضاد، فيمرر للمشاهد رسائل وجودية أو رفضية يفرضها منطق يتراوح بين التبرير والتعيير، في إشكالية أزلية لا بدّ أن يكون وقعها مثار تساؤلات عن ثقلها المستسيغ لمنطقيات تستفز بسلاستها العابرة المرء للسؤال أو الاستسلام لفرضية أن الأقوياء «في تعلية صوت الحفيف» هم دائماً «على حق» يبيعون ويشترون ويعقدون صفقات تتاجر بأحلام الطامحين ببرجوازية «التاجيين»، التي تحلل ارتهان كل أنواع الياسمين، وتمتهن صرف الفلوس لإذلال النفوس، بغض النظر عن اعتبارات الأخيرة ورصيد ممانعتها ليد تقطف بنعومة الخنجر وحدّ الضمير.
وعلى الرغم من أهمية السؤال هنا عن الجهة الأكثر اقتراباً للحق، والجهة الأقرب إلى الملامة، ومدى صحة وبراغماتية وأخلاقية القرارات المصيرية المتخذة، وهل فيها خلاص حقيقي، أم أنها عتبة إلى جحيم أبدي واحتقار ذاتي. لا بد من التطرق إلى أهمية تصوير مبدأ العرض والطلب، القائم على الاستضعاف واستغلال عالم الأرقام لكل صفر ملقى يميناً أو يساراً أيضاً.
24 قيراط
أما الطامة الكبرى في «24 قيراط» المحبوكة أحداثه بخيوط بطر اليسر وحسد العسر الضارب في العمق على وتر الدفء العائلي، ولو المنبعث من توهج القيراطات، والتناغم الثنائي الظاهر، فيخفي وراء بهرجة الأحجار، حصى من نوع آخر تشكل عثرات، وتؤدي إلى دهاليز يتآمر في عتمتها القريب على قريبه طمعاً، ويورط أصحاب مطامع وثأر دفينين آخرين جشعاً، فيأخذ في طريقه كل أعراف وضوابط، حالة صلات القربى المفترضة بين تماهي تصنيفاتها الاجتماعية، وفروقاتها الظرفية.
ومع ذلك تبقى المسلسلات رهن خواتيمها والمشاهد رهن تحليله لمجرياتها، وإن كانت نهايات الأولى غير عصية على التوقع، فإن مصاف الثاني، الله أعلم. أو على رأي ألبير كامو «من السهل استنتاج النتائج التي يشتمل عليها الفعل من الفعل نفسه».
إلا أننا كما قلنا، بعيداً عن كل ذاك، ومنعاً للغوص في تكرار الحديث عن المبدأ، أو ضرورة أن يلامس الشهر الفضيل روحانية ترتقي بالفرد والمجتمع وتكوّن ذخراً للأيام وكسباً للآخرة. لا بدّ من أن يلفت المشاهد العربي تمحور عدد من المسلسلات التي تعرض في شهر رمضان، عن قصد أو غير قصد ولغايات هادفة أو عشوائية حول الصراع الطبقي، ومواجهة الرأسمالية للرأسمالية في ثلاثة على الأقل من المسلسلات التي تصور صراعاً بين خير وشر نسبيين تسجل معدلاتهما مقاييس ومعايير تختلف من مشاهد لآخر.
أستاذ ورئيس قسم
فلنأخذ بداية مسلسل «أستاذ ورئيس قسم» للممثل عادل إمام، فعلى الرغم مما سجله العمل من انتقادات طالت الموضوع الذي تناوله والجهات المتضررة منه إيديولوجياً، لا يمكن تجاهل واقع حاول البعض من المتعاطفين مع مختلف الجهات استنكاره يميناً ويساراً كل عبر قنواته المسقطة وإرهاصاته المستقاة.
أما مسلسل «تشيللو» الناطق بلغة الضاد، فيمرر للمشاهد رسائل وجودية أو رفضية يفرضها منطق يتراوح بين التبرير والتعيير، في إشكالية أزلية لا بدّ أن يكون وقعها مثار تساؤلات عن ثقلها المستسيغ لمنطقيات تستفز بسلاستها العابرة المرء للسؤال أو الاستسلام لفرضية أن الأقوياء «في تعلية صوت الحفيف» هم دائماً «على حق» يبيعون ويشترون ويعقدون صفقات تتاجر بأحلام الطامحين ببرجوازية «التاجيين»، التي تحلل ارتهان كل أنواع الياسمين، وتمتهن صرف الفلوس لإذلال النفوس، بغض النظر عن اعتبارات الأخيرة ورصيد ممانعتها ليد تقطف بنعومة الخنجر وحدّ الضمير.
وعلى الرغم من أهمية السؤال هنا عن الجهة الأكثر اقتراباً للحق، والجهة الأقرب إلى الملامة، ومدى صحة وبراغماتية وأخلاقية القرارات المصيرية المتخذة، وهل فيها خلاص حقيقي، أم أنها عتبة إلى جحيم أبدي واحتقار ذاتي. لا بد من التطرق إلى أهمية تصوير مبدأ العرض والطلب، القائم على الاستضعاف واستغلال عالم الأرقام لكل صفر ملقى يميناً أو يساراً أيضاً.
24 قيراط
أما الطامة الكبرى في «24 قيراط» المحبوكة أحداثه بخيوط بطر اليسر وحسد العسر الضارب في العمق على وتر الدفء العائلي، ولو المنبعث من توهج القيراطات، والتناغم الثنائي الظاهر، فيخفي وراء بهرجة الأحجار، حصى من نوع آخر تشكل عثرات، وتؤدي إلى دهاليز يتآمر في عتمتها القريب على قريبه طمعاً، ويورط أصحاب مطامع وثأر دفينين آخرين جشعاً، فيأخذ في طريقه كل أعراف وضوابط، حالة صلات القربى المفترضة بين تماهي تصنيفاتها الاجتماعية، وفروقاتها الظرفية.
ومع ذلك تبقى المسلسلات رهن خواتيمها والمشاهد رهن تحليله لمجرياتها، وإن كانت نهايات الأولى غير عصية على التوقع، فإن مصاف الثاني، الله أعلم. أو على رأي ألبير كامو «من السهل استنتاج النتائج التي يشتمل عليها الفعل من الفعل نفسه».