مسؤول أمني إسرائيلي يدعو لضرب الأسد
دعا المدير السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) عاموس يادلين إلى ضرورة التدخل العسكري الخارجي من أجل وقف شلال الدم وعمليات الذبح والإبادة التي يتعرض لها الشعب السوري على أيد الجيش السوري النظامي.
وقال يادلين الذي يشغل منصب المدير التنفيذي لمعهد الدراسات الأمنية الوطنية في جامعة تل أبيب في مقال نشرته له صحيفة ذي إندبندنت البريطانية، إنه لا يمكن وقف المذبحة في سوريا دون اتخاذ إجراء ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد النظامية وتدميرها، وذلك كي لا تتحول سوريا إلى عراق آخر.
واتهم الكاتب الأسد بأنه يستغل تلكؤ المجتمع الدولي إزاء التدخل فيما تشهده سوريا، فيذبح المئات من المدنيين السوريين في كل أسبوع، ودعا الغرب إلى عدم الاكتفاء بتصريحات الشجب والاستنكار، وإلى استغلال نفوذه من أجل تجنيب سوريا الانزلاق إلى مستنقع الحرب الأهلية.
وأوضح أنه حان للغرب أن يتوقف عن الإدانات الضعيفة ومؤتمرات القمم الإعلامية، وعن المبادرات غير الفاعلة كالتي طرحها في الأشهر الماضية، والابتعاد عن تجريب المجرب، مشيرا إلى أن التدخل العسكري الخارجي بات أمرا ضروريا من أجل إسقاط نظام الأسد.
وأضاف أن التدخل العسكري الخارجي كان من شأنه إسقاط نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في ليبيا، بل إنه يمكن أن يؤدي إلى انبثاق نظام ديمقراطي جديد في سوريا، وذلك كما جرى بشأن كوسوفو قبل عشرين عاما.
نظام الأسد تسبب في تشريد مئات الآلاف من اللاجئين داخل وخارج البلاد (أسوشيتد برس)
خيار جدي
وقال الخبير الأمني الإسرائيلي إنه يمكن اتباع خطوات تدريجية لإقناع الأسد بأن خيار التدخل العسكري الخارجي بات خيارا واقعا وجديا، وذلك من خلال تحرك حاملات الطائرات إلى المنطقة، وتقدم القوات العسكرية التركية إلى الحدود السورية، وإنشاء مناطق عازلة آمنة داخل سوريا نفسها، وإيجاد ممرات للإغاثة الإنسانية.
وأضاف أنه يمكن للقوى الغربية شحذ همم الحلفاء للتحرك خارج إطار مجلس الأمن الدولي، وذلك إذا ما استمرت موسكو وبكين في موقفهما الداعم لنظام الأسد، موضحا أن أي معارضة روسية أو صينية أو حتى عربية ليس من شأنها سوى استمرار تعرض الشعب السوري للمذابح على أيد قوات الأسد.
وقال إن التدخل العسكري الخارجي من شأنه منع انزلاق سوريا إلى حرب أهلية طائفية يتطاير شررها إلى خارج الحدود في المنطقة، بل من شأنه أيضا التعامل مع أي خيار من جانب نظام الأسد لاستخدام مخزونات الأسلحة الكيماوية التي لديه ضد الثوار، وكذلك منع وقوعها في أيدي جماعات متطرفة قد تستخدمها ضد أهداف غربية.
وأضاف أن الجيش السوري الحر التابع للمعارضة السورية قد حقق إنجازات عسكرية وسيطر على أجزاء كبيرة جدا من الأراضي السورية، وأنه يمكن للغرب من خلال التدخل العسكري التعاون مع الثوار السوريين.
كما أن التدخل العسكري الخارجي في سوريا من شأنه أن يدعم الحملة الدولية ضد إيران، بل من شأنه إضعاف أو وقف العلاقة بين إيران من جهة وكل من سوريا وحزب الله اللبناني و"المنظمات الإرهابية" الفلسطينية من جهة أخرى، وبالتالي وقف النفوذ الإيراني في بلاد الشام والمنطقة.
واختتم بالقول إنه يتوجب على الغرب أن لا يسمح لمخاوف غير موجودة على الأرض بالسيطرة على سياساته، وذلك بينما الأسد مستمر بذبح الشعب السوري وباقتراف المجازر والفظائع بحق المدنيين في البلاد. اندبندنت