2024-05-22 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

كلنا في الهم شرق !

د. يعقوب ناصر الدين
جو 24 : اجتمعنا نهاية الأسبوع الماضي في نطاق المجلس العربي لحوكمة الجامعات العربية، وهو مجلس تم تشكيله بناء على توصية من المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية في دورته الأخيرة بمدينة بيروت ، بعد أن اطلع على نموذج لدليل موحد أعده فريق من المختصين الأردنيين كخطوة أولى قررها المؤتمر في دورته التي عقدها في عمان العام الماضي .

الذين حضروا الاجتماع هم رؤساء جامعات عربية إما أنها عتيقة عريقة ، أو حديثة واعدة ، جاءوا إلينا من مصر والعراق والسعودية والسودان والإمارات وفلسطين ، وكان الأردن ممثلا بالجامعة المضيفة ، والمقر الدائم للمجلس ، جامعة الشرق الأوسط التي سبق وأن انطلقت المبادرة منها ، على اعتبار أن غياب أحد معايير التصنيف العالمي للجامعات أدى إلى غياب جامعاتنا عن مؤشر الصدارة الذي يضم خمسمائة جامعة من أنحاء العالم ، ليس منها أي جامعة عربية للأسف ، رغم أن أقدم الجامعات في التاريخ الإنساني كانت جامعات عربية !

وقد أظهر المجتمعون وعيهم لطبيعة المهمة التي ينوبون فيها عن حوالي أربعمئة وخمسين جامعة عضواً في الاتحاد ، وما لا يقل عن هذا العدد من الجامعات غير الأعضاء ، ولكنها يمكن أن تستفيد من النموذج أو الدليل الموحد الذي سيعمل المجلس على إعداده ، لكي تتبع كل جامعة ترغب في تطبيق معايير الحوكمة الرشيدة في إدارة شؤونها ، خطوات الدليل الذي سيلتقي في نقطة معينة مع معايير الجودة التي اصبحت الآن شرطا من شروط نجاح الجامعة ، أو بقائها .

كان أول سؤال يواجهه المجلس في اجتماعه الأول هو : هل يمكننا الحديث عن نموذج موحد في ظل اختلاف القوانين الناظمة لقطاع التعليم العالي من بلد لآخر ؟ لقد قالها أحد الأعضاء سلفا ، إذا اختلف الدليل مع الأنظمة المعمول بها في بلدي ، فلن يكون له أي قيمة ، وبطبيعة الحال وافقه الآخرون بطريقة أو أخرى ، وكنا نعرف سلفا أن إعداد الدليل يتطلب الاطلاع على التشريعات والقوانين والأنظمة الخاصة بمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في كل بلد على حدة ، وبالتالي فإن اتباع الدليل عندما ينجز ليس بالضرورة أن يكون حرفيا !

إن الفكرة الرئيسة تقوم على ضرورة إعادة النظر في الطريقة التي تدار بها الجامعات الرسمية والخاصة في بلادنا العربية ، ليس من أجل أن تدرج على قائمة ، ولكن من أجل أن تصير رافعة لعملية نهوض شامل تزداد الحاجة إليه يوما بعد يوم ، خاصة ونحن نرى قصور الفكر العربي عن التصدي لأسوأ حالة انهيار فكري تمر بها منطقتنا العربية ، حيث يسيطر التطرف والتخلف فيصم الأمة بما لا يليق بها ، ولا يستقيم مع فكرها واسهامها العميق في الحضارة الإنسانية ، دينا قيما ، وعلما نافعا ، وفلسفة راقية ، وإرثا غنيا ، وكان منطلق ذلك كله ما يشبه الجامعات والمعاهد والمدارس في عصرنا الراهن .

إنها ليست مسألة تشريعات وقوانين وأنظمة ، إنها مهمة ودور إما أن القطاعات قادرة على القيام به ، أو لا ، وهذا الدور يجب أن يحدد بناء على طبيعة التحديات التي نواجهها ، وهي تحديات تجاوزت مفهوم التشغيل واستيعاب الخريجين في سوق العمل ، إلى ما هو أهم وأخطر إنه الوجود والثبات والصمود في وجه الانهيار الكبير !

لقد سرني ما لمست من روح ايجابية عّبر عنها جميع رؤساء الجامعات الأعضاء في المجلس العربي لحوكمة الجامعات العربية ، وكأن لسان حالهم يكرر قول الشاعر الكبير أحمد شوقي نصحت ونحن مختلفون دارا ولكن كلنا في الهم شرق
ويجمعنا إذا اختلفت بلاد بيان غير مختلف ونطق
Yacoub@meuco.jo
www.yacoubnasereddin.com

تابعو الأردن 24 على google news