jo24_banner
jo24_banner

الأرصاد الجوية.. بين روحانية الماضي ومهنية الحاضر

الأرصاد الجوية.. بين روحانية الماضي ومهنية الحاضر
جو 24 : كتب: مروان شوقي صلاح - تختزن الذاكرة الجمعية للمواطن الأردني، مواقف ومحطات ترتبط بحميمية الذكرى، وروحانية المشهد، ولهفة المعرفة لتنبؤات الطقس، بما تعنيه لكل فرد منا، كي يبني قراراته، وينظم أوقاته، وفقا لما تضفيه اطلالة المتنبىء الجوي عبر التلفزيون الأردني على مدى العقود الماضية.

قبل نحو عقدين من الزمان... حين كانت العائلة الأردنية تفرض على نفسها صمتا مطبقا لحظة خروج المتنبئ الأستاذ محمد البطاينة عبر التلفزيو ن الأردني في نشرة الثامنة، ليخبرنا عن جديد النشرة الجوية، لاسيما وأن معطياتها تعني الشيء الكثير لأسرة ضمت في كنفها طالب توجيهي، ربما داعبت مستقبله عاصفة ثلجية أو موجة رملية في شهر كانون الثاني.

هي حالة وجد عززتها وجوه ناضرة، كانت إطلالتها الأجمل في زمن رائع تبدو فيه الأشياء على طبيعتها وعفويتها، حين يظهر المتنبئ البطاينة وصحبه الكرام بوجوه تشع بهاء وصفاء، لتشكل اطلالتهم خيطا رفيعا من الصدق والود بينهم وبين الناس كان ومازال متينا حتى يومنا هذا.

واليوم.... فإن رسالة الأرصاد الجوية باتت أكثر دقة ووضوحا ومصداقية، حينما تصبح هذه المؤسسة بمثابة البوصلة التي تجيب على أسئلة الجماهير، حينما تتوارد الدعايات وتكثر الشائعات، عن عاصفة هنا أو منخفض هناك، فيأتي القطع، كالسيف البتار، إما بالنفي او الاثبات مع درجة عالية من التوقعات.

كما أن رسالة الارصاد، إضافة الى الدقة والمصداقية، فقد لاقت المزيد من التحديث والتطوير في نشرات الجو، وآليات العمل، وتقديم الخدمات.

وها هي دائرة الارصاد حاليا....تعمل على التشبيك والمأسسة مع أعرق مراكز الارصاد العالمية، لتستفيد من الربط العالمي في توقعاتها..، ولاغرابة، في أن تعلن الدائرة قبل ايام عن توقعاتها لما ستكون عليه الحال في شهر رمضان المبارك.. فتقدم النصائح للمواطنين، بعد أن تخبرهم بأن رمضان هذا العام، سيشهد زيادة على درجات الحرارة لتعطيهم الفرصة للتَّهَيُّؤُ والاستعداد لاستقبال الشهر الكريم...

واذا ما علمنا بالنقلة النوعية التي حققتها دائرة الارصاد الجوية في عهد مديرها الحالي المهندس محمد سماوي، فإننا نسجل تقديرنا لهذا الرجل وما تم انجازه في عهده على مختلف الصعد الادارية والفنية وغيرهما من المجالات.
فهناك اتفاقية دولية أبرمت مع شركة "انتر روت" لاستمرار تبادل المعلومات الجوية بين الاردن ومختلف دول العالم، اضافة لتركيب محطات رصد آلي في مواقع جديدة، ليصل عدد المحطات التابعة للدائرة الى 13 محطة.

وعلى الصعيد المحلي، شهد العام الماضي، تغييرات جوهرية في أسلوب أداء الدائرة، الأمر الذي منحها استحقاقا مهماً، في الحصول على شهادة "الآيزو" 9001، ما رتّب عليها مسؤولية إضافية، في المحافظة على دقة عملها، بل وزيادة مصداقية تنبؤاتها الجوية.

كما عملت الدائرة في عهده على تركيب شاشات عرض كبيرة في مركز التنبؤات، ومركز الدائرة لمتابعة الحالات الجوية، واجهزة راديو سوند، وبالونات لقياس عناصر الطقس في طبقات الجو العليا، إضافة لأجهزة رصد متطورة زُوّدت بها المحطات.

هذا، وستمتلك الدائرة اجهزة في المنظور القريب، عبر وزارة التخطيط كمنحة يابانية بنحو 750ر1 مليون دينار، تشمل أجهزة رصد قياس عناصر الطقس، ستوزع على مختلف مناطق المملكة.

وفيما يتعلق بتنظيم عمل الدائرة، فإن الدائرة بصدد اصدار قانون جديد ينظم عمل الارصاد الجوية، وان مشروع القانون، سينظم عمل المراكز التي تعنى بالرصد والتنبؤات الجوية.

كما تسعى الدائرة، لتحقيق رسالتها وتطوير خدماتها من خلال، مشروع تقييم الدائرة الذي يجري حاليا بدعم من الاتحاد الاوروبي ووزارة التخطيط، وكذلك اعادة إحياء مشروع الاستمطار، مع الارصاد الجوية التايلندية وهو في لمساته الأخيرة، في مجالي التدريب واستمطار الغيوم، الى جانب مواصلة العمل والتنسيق من اجل البدء بمشروع رادار الطقس.

وعليه فإنه من الواجب: أن نقف اجلالا واكبارا لهذه المؤسسة العريقة وللجنود المجهولين من كوادرها العاملة لما يبذلونه من جهود جبارة، يستحقون حيالها أن نرفع لهم قبعاتنا تقديرا واحتراما لهذا الصنيع المبارك.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير