مخدرات.. دعارة.. بلطجة.. هل هذه هي مصر ؟!
جو 24 : انتهى شهر رمضان في غفلة من كل الصائمين والمصلين، وكأنه يعترض ويرفض ما يحدث فيه باسم الشهر الكريم الذي تحول فجأة، وعلى أيدي بعض المدعين إلى شهر المسلسلات والكاميرا الخفية، التي تطورت حتى وصلت إلى مقالب مستر رامز، الذي يعتقد أنه صاحب الدم الخفيف في برنامجه ثقيل الظل، الذي لا أرى فيه هو وما شابهه من برامج إلا امتهانا لهذا الشهر الفضيل، سواء بمقالب نختلف عليها أو نتفق إن كانت حقيقية أو مجرد تمثيل بمقابل.. أو بكمية غير مسبوقة من السباب وقلة الأدب من نجوم يحترمهم الجمهور، ويعتبرهم قدوة ومثلا لنكتشف أنهم في الواقع شخصيات مختلفة تظهر على حقيقتها في برامج المقالب.
والأكثر سوءا في شهر رمضان هو أن الشهر الكريم تحول على أيدي مدعي الفن إلى شهر للمسلسلات والبرامج التي أقل ما يقال عنها إنها تافهة.. ولكنها أصبحت علامة من علامات الشهر الفضيل على أيدي تجار الفضائيات وتجار الفن الهابط.
في شهر رمضان يتم عرض العشرات من المسلسلات التي تبحث عن مكان مميز على الخريطة وسعيا للتميز وحصد الإعلانات فموضوع المسلسل لابد أن يكون مثيرا وجاذبا.. ويبدو أن السادة المخرجين والكتاب والفنانين أيضا لايجدون في مصر سوى المواخير وبيوت الدعارة ودواليب المخدرات والبلطجة؛ ليصوروا للعالم أن هذه هي مصر ولا شئ غير ذلك.. فنجد القواد الذي يمارس كل الموبقات والرذائل ويقوم باصطياد الفتيات لممارسة الدعارة بكل تفاصيل هذه الحياة وبأسوأ الألفاظ التي يمكن أن تسمعها في حياتك على شاشة التلفزيون، والتي كانت من المحرمات في الفن حتى أصبحت الآن من ثوابت الواقعية التي نعيشها على شاشات الفضائيات الآن.. كما نرى في مسلسل حالة عشق الذي تحول إلى حالة غريبة لعرض كل تفاصيل المواخير وبيوت الدعارة وتسريح المومسات، بل وعرض قصص حياتهن وإظهارهن بأنهن ضحايا كل منهن تستحق منا العطف والاحترام.
السادة المخرجون لايجدون في مصر سوى الدعارة ليقدموا عنها المسلسلات وخاصة في شهر رمضان.. لا يجدون في مصر سوى البلطجية ليقدموا عنهم حلقات مطولة تحكي عن بلطجتهم على خلق الله والفتونة بشكل غير مسبوق في تاريخ الفن المصري.. ورحم الله الراجل نجيب محفوظ الذي قدم لنا روائعه عن الحرافيش والبلطجية والفتوات بشكل أكثر من راق، أما الآن فالحكاية من أولها لآخرها هي عرض حي لقصة حياة البلطجي وكيفية استعماله للسيف والمطواة والسنجة ومختلف الأسلحة حسب الطلب، ناهيكم عن الدروس العملية في تعاطي المخدرات.. وكيف يظهر هذا البلطجي على أنه بطل قومي يواجه الشرطة بحرفنة وبطولة ويفرض سطوته وقوته، فيتحول في نظر الناس إلى قدوة ونموذج يحتذى.
وفي إطار البلطجة لا بد أن يكون العرض متضمنا لكل ما له علاقة بالإدمان والمخدرات وقعدة المخدرات والمزاج بكل تفاصيلها.. الحبوب المخدرة والبانجو والهيروين والحقن.. وأعتقد أننا جميعا شاهدنا كل تفاصيل حقن المخدرات أو شم الهيروين على شاشات التلفزيون أكثر مما يمكن أن نشاهده في الواقع.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن .. لماذا يتعمد مدعو الفن تقديم كل هذه الأعمال الفاسدة في رمضان وخاصة بعد ما يسمى بالربيع العربي الذي دمر كل الدول العربية إلا قليلا.. ؟؟ ولماذا رمضان تحديدا الذي يعرض فيه مثل هذه الأعمال المنافية للأخلاق، والتي لاتمت للفن بصلة من قريب أو من بعيد ؟ ولماذا لا يرى مدعو الفن في مصر إلا المخدرات والبلطجة والدعارة والشمامين والمدمنين؟ ألا يوجد في مصر من يستحق أن يظهر في مسلسلات الفن الرديء سوى هذه النماذج الفاسدة ؟ هل تحولت مصر إلى بيت دعارة كبير في نظر هؤلاء ؟ هل تحولت مصر في نظرهم إلى غرزة كبيرة لايوجد فيها إلا المدمنون والحشاشون والبلطجية؟
هل عقمت مصر ولم يعد فيها شرفاء ولا نماذج أخرى يمكن أن نتحدث عنها ونعرضها للمصريين في رمضان سوى هذه النماذج السيئة، التي لاتعبر إلا عمن يقدمها لأنه هو الذي يعيش مع هذه النماذج، فيعتقد أنه يقدم لنا جزءا من الحياة اليومية بحجة الواقعية.. تلك الواقعية التي كانت وبالا على مصر في السنوات الأخيرة والتي كانت الحجة الجاهزة، لكل من يريد أن يقدم "عكا" لايمت للفن بصلة فيخرج لنا بنماذج هي في الحقيقة موجودة بالواقع، ولكنها ليست الوحيدة التي يمكن أن نتحدث عنها.
أذكر تدوينة قرأتها على مواقع التواصل الاجتماعي عن هذا الموضوع، وللأسف كان رد كثير من العرب في دول أخرى، أن هذه مصر التي نعرفها.. وقد يكون قائل هذا الكلام لم يدخل مصر مرة واحدة، ولكنه شاهد هذه النماذج المتوفرة في الفن الهابط.. وقد يكون جاء لمصر فعلا وشاهد هذه النماذج فعلا وهي موجودة في كل دول العالم وليست مصر وحدها ولكنهم استنادا لما يظهر على أيدي فنانينا العظام يرسخون هذه الأفكار المغلوطة عن مصر.
لماذا لم نجد في رمضان مسلسلا تاريخيا أو دينيا خاصة أن هذا الشهر هو المناسبة الأقرب لمثل هذه الأعمال؟ .. لماذ لانجد أعمالا فنية تتحدث عن الحرب التي يشنها أعداء مصر علينا للقضاء على جيش مصر من باب كشف المؤامرات التي تحاك لمصر ؟ لماذا لم نر مسلسلا واحدا يتحدث عن شهداء الجيش والشرطة كما يتحدثون عن ثوار يناير؟ لماذا لانجد مسلسلا يتحدث عن أحد النماذج المشرفة في مصر سواء في تاريخها الطويل أو في العصر الحديث ؟
أعتقد أن الأمر لا يخلو من هدف خفي يسعى لضرب القيم والأخلاق في مصر وتقديم نماذج سيئة للشباب ليتعلم منها البلطجة والمخدرات، ويعيش في عالم الدعارة والدخان الأزرق والبودرة.. وأعتقد أنهم نجحوا في هذا إلى حد بعيد.. اسألوا شباب مصر الآن عن الانتماء لبلدهم.. اسألوهم عن جيش مصر والبطولات التي يسطرها في مواجهة الإرهاب الأسود.. اسألوهم عن القيم والأخلاق فستجدوا مفاجآت غير سارة في انتظاركم والسبب ما تقدمه فضائياتنا وأفلامنا من نماذج سيئة بل هي الأسوأ في تاريخ مصر.
والسؤال الأخطر هو لماذا شهر رمضان بالتحديد الذي يتعمد فيه هؤلاء المدعون تقديم هذه الأعمال الفاسدة والمفسدة على المشاهدين ؟
مصر ليست ماخورا كبيرا ولا بيت دعارة مفتوح على البحري.. مصر ليست بعضا من البلطجية الذين يظهرون في أعمالكم الشيطانية كأبطال وقدوة .. مصر في حاجة إلى عملية تطهير منكم.. وكما تواجه مصر الإرهاب بجيشها وشعبها فهي تحتاج إلى مواجهة أشد ضد هذه النماذج التي تدمر مصر وتاريخ مصر.. وشهر رمضان برئ منكم جميعا وستقفون جميعكم أمام الله ليسألكم عما فعلتم بشباب مصر.. رحم الله فنانينا الكبار من زمن الفن هادف والنظيف الذي أصبح جزءا من ماض بعيد !!وكالات
والأكثر سوءا في شهر رمضان هو أن الشهر الكريم تحول على أيدي مدعي الفن إلى شهر للمسلسلات والبرامج التي أقل ما يقال عنها إنها تافهة.. ولكنها أصبحت علامة من علامات الشهر الفضيل على أيدي تجار الفضائيات وتجار الفن الهابط.
في شهر رمضان يتم عرض العشرات من المسلسلات التي تبحث عن مكان مميز على الخريطة وسعيا للتميز وحصد الإعلانات فموضوع المسلسل لابد أن يكون مثيرا وجاذبا.. ويبدو أن السادة المخرجين والكتاب والفنانين أيضا لايجدون في مصر سوى المواخير وبيوت الدعارة ودواليب المخدرات والبلطجة؛ ليصوروا للعالم أن هذه هي مصر ولا شئ غير ذلك.. فنجد القواد الذي يمارس كل الموبقات والرذائل ويقوم باصطياد الفتيات لممارسة الدعارة بكل تفاصيل هذه الحياة وبأسوأ الألفاظ التي يمكن أن تسمعها في حياتك على شاشة التلفزيون، والتي كانت من المحرمات في الفن حتى أصبحت الآن من ثوابت الواقعية التي نعيشها على شاشات الفضائيات الآن.. كما نرى في مسلسل حالة عشق الذي تحول إلى حالة غريبة لعرض كل تفاصيل المواخير وبيوت الدعارة وتسريح المومسات، بل وعرض قصص حياتهن وإظهارهن بأنهن ضحايا كل منهن تستحق منا العطف والاحترام.
السادة المخرجون لايجدون في مصر سوى الدعارة ليقدموا عنها المسلسلات وخاصة في شهر رمضان.. لا يجدون في مصر سوى البلطجية ليقدموا عنهم حلقات مطولة تحكي عن بلطجتهم على خلق الله والفتونة بشكل غير مسبوق في تاريخ الفن المصري.. ورحم الله الراجل نجيب محفوظ الذي قدم لنا روائعه عن الحرافيش والبلطجية والفتوات بشكل أكثر من راق، أما الآن فالحكاية من أولها لآخرها هي عرض حي لقصة حياة البلطجي وكيفية استعماله للسيف والمطواة والسنجة ومختلف الأسلحة حسب الطلب، ناهيكم عن الدروس العملية في تعاطي المخدرات.. وكيف يظهر هذا البلطجي على أنه بطل قومي يواجه الشرطة بحرفنة وبطولة ويفرض سطوته وقوته، فيتحول في نظر الناس إلى قدوة ونموذج يحتذى.
وفي إطار البلطجة لا بد أن يكون العرض متضمنا لكل ما له علاقة بالإدمان والمخدرات وقعدة المخدرات والمزاج بكل تفاصيلها.. الحبوب المخدرة والبانجو والهيروين والحقن.. وأعتقد أننا جميعا شاهدنا كل تفاصيل حقن المخدرات أو شم الهيروين على شاشات التلفزيون أكثر مما يمكن أن نشاهده في الواقع.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن .. لماذا يتعمد مدعو الفن تقديم كل هذه الأعمال الفاسدة في رمضان وخاصة بعد ما يسمى بالربيع العربي الذي دمر كل الدول العربية إلا قليلا.. ؟؟ ولماذا رمضان تحديدا الذي يعرض فيه مثل هذه الأعمال المنافية للأخلاق، والتي لاتمت للفن بصلة من قريب أو من بعيد ؟ ولماذا لا يرى مدعو الفن في مصر إلا المخدرات والبلطجة والدعارة والشمامين والمدمنين؟ ألا يوجد في مصر من يستحق أن يظهر في مسلسلات الفن الرديء سوى هذه النماذج الفاسدة ؟ هل تحولت مصر إلى بيت دعارة كبير في نظر هؤلاء ؟ هل تحولت مصر في نظرهم إلى غرزة كبيرة لايوجد فيها إلا المدمنون والحشاشون والبلطجية؟
هل عقمت مصر ولم يعد فيها شرفاء ولا نماذج أخرى يمكن أن نتحدث عنها ونعرضها للمصريين في رمضان سوى هذه النماذج السيئة، التي لاتعبر إلا عمن يقدمها لأنه هو الذي يعيش مع هذه النماذج، فيعتقد أنه يقدم لنا جزءا من الحياة اليومية بحجة الواقعية.. تلك الواقعية التي كانت وبالا على مصر في السنوات الأخيرة والتي كانت الحجة الجاهزة، لكل من يريد أن يقدم "عكا" لايمت للفن بصلة فيخرج لنا بنماذج هي في الحقيقة موجودة بالواقع، ولكنها ليست الوحيدة التي يمكن أن نتحدث عنها.
أذكر تدوينة قرأتها على مواقع التواصل الاجتماعي عن هذا الموضوع، وللأسف كان رد كثير من العرب في دول أخرى، أن هذه مصر التي نعرفها.. وقد يكون قائل هذا الكلام لم يدخل مصر مرة واحدة، ولكنه شاهد هذه النماذج المتوفرة في الفن الهابط.. وقد يكون جاء لمصر فعلا وشاهد هذه النماذج فعلا وهي موجودة في كل دول العالم وليست مصر وحدها ولكنهم استنادا لما يظهر على أيدي فنانينا العظام يرسخون هذه الأفكار المغلوطة عن مصر.
لماذا لم نجد في رمضان مسلسلا تاريخيا أو دينيا خاصة أن هذا الشهر هو المناسبة الأقرب لمثل هذه الأعمال؟ .. لماذ لانجد أعمالا فنية تتحدث عن الحرب التي يشنها أعداء مصر علينا للقضاء على جيش مصر من باب كشف المؤامرات التي تحاك لمصر ؟ لماذا لم نر مسلسلا واحدا يتحدث عن شهداء الجيش والشرطة كما يتحدثون عن ثوار يناير؟ لماذا لانجد مسلسلا يتحدث عن أحد النماذج المشرفة في مصر سواء في تاريخها الطويل أو في العصر الحديث ؟
أعتقد أن الأمر لا يخلو من هدف خفي يسعى لضرب القيم والأخلاق في مصر وتقديم نماذج سيئة للشباب ليتعلم منها البلطجة والمخدرات، ويعيش في عالم الدعارة والدخان الأزرق والبودرة.. وأعتقد أنهم نجحوا في هذا إلى حد بعيد.. اسألوا شباب مصر الآن عن الانتماء لبلدهم.. اسألوهم عن جيش مصر والبطولات التي يسطرها في مواجهة الإرهاب الأسود.. اسألوهم عن القيم والأخلاق فستجدوا مفاجآت غير سارة في انتظاركم والسبب ما تقدمه فضائياتنا وأفلامنا من نماذج سيئة بل هي الأسوأ في تاريخ مصر.
والسؤال الأخطر هو لماذا شهر رمضان بالتحديد الذي يتعمد فيه هؤلاء المدعون تقديم هذه الأعمال الفاسدة والمفسدة على المشاهدين ؟
مصر ليست ماخورا كبيرا ولا بيت دعارة مفتوح على البحري.. مصر ليست بعضا من البلطجية الذين يظهرون في أعمالكم الشيطانية كأبطال وقدوة .. مصر في حاجة إلى عملية تطهير منكم.. وكما تواجه مصر الإرهاب بجيشها وشعبها فهي تحتاج إلى مواجهة أشد ضد هذه النماذج التي تدمر مصر وتاريخ مصر.. وشهر رمضان برئ منكم جميعا وستقفون جميعكم أمام الله ليسألكم عما فعلتم بشباب مصر.. رحم الله فنانينا الكبار من زمن الفن هادف والنظيف الذي أصبح جزءا من ماض بعيد !!وكالات