jo24_banner
jo24_banner

الدواوين وجهة الاردنيين لتقّبل التهاني بالعيد

الدواوين وجهة الاردنيين لتقّبل التهاني بالعيد
جو 24 : التحول الاجتماعي في الاردن وما توافر للأفراد من امكانات مادية وأدوات خاصة بالتكنولوجيا ، نقلت الاردنيين في مظهر المعايدة في المنازل الى الجلوس في "الدواوين"، او الاتصال عبر الهاتف النقال.

وبحسب آراء أشخاص من كبار السن ومن عاشوا مراحل مظاهر العيد قبل عقود وما حدث من تغيرات على تلك المظاهر، فقد عزوا ذلك الى ظروف أملتها حركة المجتمع وتسارع تحولاته وانتقاله من مجتمع ريفي محدود السكان يضم فيه العشيرة، الى مجتمع مدني فيه تزايد سكاني متعدد.

يرى مدير مدرسة السلط الثانوية عبدالله عطيات ان الديوان رمز من رموز وحدة العشيره لتحقيق اهدافها الاجتماعية عند الافراح والاتراح والقضايا الانتخابية ومصلحة العشيرة وان وجودها اقتضاه التطور الاجتماعي وزيادة افراد العشيرة ليصبح البناء بديلاً لبيت الشعر دون الانتقاص من اهميته التراثية اذ ما يزال موجودا في بعض المناطق . كما تعطي الدواوين المجال للاقارب للقاء بكل يسر وسهولة وتختصر الجهد والوقت خصوصاً في الاعياد التي كانت تقتصر على حلقات ضيقه وعلى نطاق الاسرة . ويضيف ان المجتمع الاردني يحرص على اواصر المحبة والمودة والتشاور للالتزام بمنظومة العادات والتقاليد . ويبين ان وجود ديوان للعشيرة من شأنه ان يخفف عليها وطأة البحث عن مكان يتسع للزائرين .

ويقول التسعيني مسلّم الرواحلة الذي يلتزم بيته بسبب ظروفه الصحية ان عقدي الاربعينيات والخمسينيات وما قبلهما كانت فيها بيوت الشعَر" مَلمّ الناس" وتحديداً الاقارب وبعض المعارف، وأن بيت شيخ العشيرة أكثر ما يتجمع فيه أفرادها من الرجال، وعادة ما يتناولون فيه طعام الغداء ايام العيد.

ويضيف "الآن تغيّركل شيء، حتى الجار لا يعايد جاره" ولأن سلوك بعض الناس وعاداتهم تبدّلت بسبب الظروف الاجتماعية والحياتية،وربما الاقتصادية التي كانت تعتمد في السابق على البساطة ودون تكلفة في "معايدة صلة الرحم".

ويؤكد عبدالعزيز عنيزات "أبو محمد" ان ما يحدث من تغّير في مظاهر المعايدة ، سواء أماكن تجمع الناس وانتقالهم من الطواف على المنازل والانتقال الى "الدواوين" مردّه ضعف الترابط الاجتماعي والتراحم والتواد بين أبناء المجتمع وربما بين العشيرة، والظروف الاقتصادية الصعبة ، وضيق الوقت، اضافة الى التعدد السكاني وتباعد المسافات.

ويعود العنيزات وهو يتذكر مظاهر المعايدة في السنوات الماضية عندما كان طفلاً، حيث كان افراد العشيرة يتجمعون عند "الشيخ" او من هو أكبرهم سناً ما يتيح فرصة تبادل التهاني لأكبر عدد منهم ،رغم ان تبادلهم للتهاني تم خلال زياراتهم بشكل فردي او مجموعة صغيرة الى منازل العشيرة وخصوصاً في بيوت الشعر او "دور الطين" وتكون لقاءاتهم بمحبة وصفاء واحترام الصغير للكبير، واشاعة الألفة والسرور بينهم، خلافاً لما يحدث الآن من قطيعة وجفاء وخصومة بين الناس وعلى مستوى العائلة وتوتر أفرادها.

ويرى المدرس صالح القضاة ان التغير الديمغرافي في المملكة كان له اثر كبير في تحويل عادات وطبائع الناس واحدث تغييراً في اشكال المعايدة التي كان يتبادلها أبناء العشيرة والقبيلة والاصدقاء والمعارف حتى في السنوات الأخيرة.

ويقول ان التقارب السكني وعدم معرفة الناس ببعضهم، وخصوصاً في المدن المكتظة وظروف الحياة المعيشية سواء ما يتعلق بالعمل وساعاته الممتدة، او من حيث الكلفة الاقتصادية التي اجبرت الناس على قضاء معظم اوقاتها في منازلها، جميعها حدّت من التواصل المباشر لتبادل التهاني، فاستعيض عنها باستخدام وسائل التكنولوجيا، أو اقتصارها على اشخاص وعائلات محدودة، او الذهاب الى "الدواوين" والجمعيات والقاعات المستأجرة.

فيما يقول الشاب سامي المجالي ( الداوود) اننا ما زلنا في كثير من قرى الكرك نحافظ على تقاليد ومظاهر العيد من خلال الذهاب الى بيوت الاقارب وتبادل التهاني والالتقاء بصلة الرحم وزيارة المريض في منزله او القادم من السفر او توفي شخص من افراد العائلته، قبل ان نتجمع في (المضافة) التي يلتقي فيها كبار العشيرة.

ولم ينكر ما حدث من تطورات على العادات والتقاليد بحكم التحول المجتمعي في قرى ومدن المملكة، بسبب التوسع العمراني والتزايد السكاني وتنوعه، كاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي او الانتقال من بيوت الشعر الى الدواوين والمضافات.

ويرى الدكتور سليمان الخطيب المتخصص في علم الاجتماع ان حركة التغير المجتمعي وتطوره وراء تغير العادات والسلوك بما فيها العلاقات الاجتماعية بين العشيرة او القبيلة الواحدة ، كما في المجتمعات التي لا تربطها عشائر او قبائل كالمجتمعات المدنية في مختلف دول العالم، حيث يلعب تنوع الثقافات وتبادلها بين الشعوب دوراً مؤثراً على عادات وأعراف الناس، واكسابهم مفاهيم جديدة.

ويبين ان انتقال مظاهر المعايدة من زيارة الأقارب في بيوت الشعر او البناء الحديث الى "الدواوين" و"الصواوين" والقاعات والجمعيات،لم يكن الا لإنتشار الأقارب في مناطق متعددة وهناك منها البعيدة، وايضاً لعدم استيعاب المنازل للمعايدين بعد ان تزايد افراد العائلة الواحدة، وتزايد اعداد المهنئين.

ويقول ان التطور المجتمعي دفع الناس،ايضاً الى التخلي عن "بيوت الشعر" بحكم سكناهم في المدن، والاستعاضة عنها بمنازل دائمة كما هي عليه حالياً بناء "الحجر والاسمنت" التي غطت المناطق الريفية والبادية، وبالتالي ان مثل هذه التحولات تغير من مظاهر العيد وهي مظاهر ناجمة عن التغير في السلوكيات والعادات مع تقدم الزمن.بترا
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير