jo24_banner
jo24_banner

متى تقتنع الجماهير الأردنية بالخيانة المشروعة في عصر الإحتراف؟

متى تقتنع الجماهير الأردنية بالخيانة المشروعة في عصر الإحتراف؟
جو 24 : لم يعد الإحتراف في ملاعب كرة القدم الأردنية تجربة ما تزال في طور التطبيق والمعاينة بل أصبح واقعاً حتمياً لا رجعة عنه، رغم كافة السلبيات والعراقيل التي واجهت الأندية الأردنية في (هضم) متطلباته الصعبة في ظل (هشاشة) البنية التحتية وفقر الحال.

ومع قرب إنطلاق الموسم الجديد لكرة القدم الأردنية، فإن الحديث عن الإحتراف ما يزال شائكاً، واستيعابه بمفهومه الحقيقي ما يزال عسيراً على كثير من المتابعين والمهتمين بشأن الكرة الأردنية، وهم الذين يرون على الأغلب بأن الإنتماء والوفاء هو أساس كرة القدم والرابط الذي يجمع اللاعب بناديه رغم أن هذا المفهوم قد اندثر، حيث أضحت كرة القدم عبارة عن مال واستثمار ولا شيء غير ذلك.

ومن خلال متابعات موقع لكافة شؤون وشجون كرة القدم الأردنية، فإنها تتوقف في هذا التقرير عند مدى تقبل الجماهير الأردنية لعصر الإحتراف وتحديداً بما يخص سوق انتقالات اللاعبين الذي يشهد تنافساً كبيراً هذه الأيام، كل يسعى لاستقطاب الأفضل بحثاً عن ضمان منافسة قوية على ألقاب الموسم المقبل.

ورغم أن قرار تطبيق الإحتراف صدر يوم 19 تموز/ يوليو من العام 2008، إلا أن بعض الجماهير والمتابعين لكرة القدم الأردنية ما تزال حتى الآن محكومة بعاطفتها في التعامل مع مفهوم الإحتراف وتقبل مخرجاته، فالبعض يرفض فكرة انتقال لاعب ترعرع في ناديه لسنوات طويلة لناد منافس، وقد يتم وصف هذا اللاعب بالخائن وقد يتم شتمه بأبشع الألفاظ في أول مباراة يلعبها مع فريقه الجديد ضد فريقه السابق (الأم)، لكن الوقت قد حان لتقتنع هذه الجماهير بأن هذه الخيانة في عصر الإحتراف أصبحت أشبه بالخيانة المشروعة.

ولأن تفكير بعض الجماهير ما يزال محكوماً بالعاطفة وبقناعة أن لاعب كرة القدم في الأردن يجب أن يبقى وفياً لناديه الذي تربى فيه وعُرف من خلاله حتى لو لعب له بالمجان وبأن اللعب لناد منافس هو شيء من المحرمات، فإن كثير من لاعبي كرة القدم الأردنية ما يزال أيضاً يتحسب كثيراً لهذه المسألة ويعد للألف قبل اتخاذ قرار من هذا القبيل، وقد تجده يتجنب اللعب لناد منافس لناديه مهما بلغت اغراءات العقد المقدم، وفي هذا أيضاً نوع من القسور في تفكير اللاعب الأردني.

لقد حان الوقت على جماهير الكرة الأردنية أن تقتنع قناعة تامة بأن زمن الإنتماء والولاء لا محل له من الإعراب في عصر الإحتراف، وبأن اللاعب طالما أصبح محترفاً فله الحق ليلعب مع النادي الذي يجد فيه ضالته ومصلحته محلياً وخارجياً، فلا مجاملة في هذا الشأن بتاتاً.

وقبل أيام أكد أحد رؤساء الأندية الأردنية في حديثه لموقع ولم يود الإفصاح عن هويته لتفادي أي انتقاد قد يوجه له في ظل حالة التفكير التي ما تزال تطغى على بعض جماهير الكرة الأردنية، أكد قائلاً: "الجماهير ما تزال تطالب بعودة أبناء النادي، وأنا أقول ما عاد هنالك شيء يسمى بلاعبي أبناء النادي، فاللاعبون من أبناء النادي أصبحوا يبحثون عن مصالحهم ويوقعون لمن يدفع أكثر، ولعلي أفشي سراً لو قلت بأن غالبية العقود التي يوقعها أبناء النادي تكون مشروطة ببند يحق للاعب فسخ العقد في حال تلقيه لعرض من الخارج، فعن أي انتماء تتحدث الجماهير وهل نصف هؤلاء الذين يشترطون شروطاص من هذا القبيل بأبناء النادي".

وأضاف: "بل أن هنالك من لاعبي أبناء النادي يطلبون دائماً بعدم كشف هذا البند لوسائل الإعلام حتى يحفظ هذا اللاعب من أبناء النادي ماء وجه أمام جماهيره العاشقة له والتي تظنه مخلصاً لفريقه وتعتقد بأن عصر الإنتماء والوفاء للنادي (الأم) ما يزال متجسداً فيه رغم دخولنا عصر الإحتراف، لكن الحقيقة المُرة تقول بأن لاعب كرة القدم في الأردن لا يبحث في النهاية إلا عن مصلحته وتأمين مستقبله، أما ناديه (الأم) فقد أصبح آخر همه ، وهذا ما على جماهير الكرة الأردنية أن تعرفه وتتفهمه أيضاً وعليها أن تصبح أكثر قناعة بذلك وأن لا تلقي دائماً باللوم على الأندية وتحملها وحدها سبب هجرة أبناء النادي".

ما سبق، يعبر عن حال بعض جماهير كرة القدم الأردنية التي ترفض حتى الآن تصديق فكرة أن يلعب - على سبيل المثال- حسونة الشيخ للوحدات ورأفت علي للفيصلي، ولكن يبقى العزاء الوحيد بأن الوقت وحده كاف لتصل هذه الجماهير مع مضي الأيام للقناعة بأن عصر الإحتراف لا انتماء ولا وفاء فيه، واللاعب الذي يلعب لك اليوم قد يلعب ضدك غداً، فالخيانة في عصر الإحتراف أصبحت مشروعة، وألفُ مشروعة.كووورة
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير