خبراء يطالبون بوقف احتضار الحياة البحرية في خليج العقبة
وقال مدير المتنزة البحري عبد الله ابو عوالي ان تأثير غبار الفوسفات يتركز على المرجان والاعشاب والكائنات البحرية باعتبار ان دقائق الغبار تترسب بشكل كامل على الشعاب المرجانية وتقوم باغلاق المسام لكائن المرجان غير مرئي، ما يمنع وصول الاوكسجين له، وبالتالي موت بطىء للمرجان الذي تتميز به العقبة، اضافة الى الكائنات البحرية الاخرى.
ويضيف ابو عوالي ان كثرة غبار الفوسفات على سطح البحر يشكل حجب لاشعة الشمس من الوصول الى الاحياء الدقيقة وللشعاب المرجانية ما يؤدي ايضاً الى موتها.
ويقول احد الخبراء من الجمعية العلمية الملكية لحماية البيئة البحرية فضل عدم الكشف عن اسمه ان غبار الفوسفات يمتص أشعة الشمس ويمنع وصولها الى اعماق قريبة من سطح البحر، ونتيجة لذلك لا تتعرض الشعاب المرجانية لاشعة الشمس بشكل طبيعي مما يجعل نموها غير طبيعي.
ويشير الخبير البيئي الى انه بالاضافة الى ما يسببه غبار الفوسفات من اذى للحياة البحرية فانه يؤثر على الانسان بصورة اكبر، حيث يسبب غبار الفوسفات سيلان في العيون وامراض اخرى عديدة خاصة للعمال الذين يعملون فيه او بالقرب منه.
اما الباحث البيئي محمد الطواها من الجمعية الملكية لحماية البيئة البحرية، فيؤكد أن ماء البحر ليس وسطا حامضيا، مبينا أن معدل ذوبان الفوسفات في الماء يكون قليلا، وبالتالي يترسب في القاع مما يسبب مشاكل للكائنات البحرية وبالذات التي تتغذى بطريقة الفلترة.
وأشار إلى أن تأثير مادة الفوسفات يزيد من عكورة مياه البحر، وبالتالي تقل شفافية الماء، وتقل نسبة الضوء التي تصل إلى الشعب المرجانية ما يضعف نموها ويؤدي الى موتها، أو ترسب الفوسفات على المرجان.
وبين أنه بوجود الامونيا، فإن زيادة الفوسفات في مياه البحر تؤدي إلى ظاهرة الإثراء الغذائي وخصوصا في المناطق المغلقة وشبه المغلقة، إضافة إلى النمو المضطرد للطحالب، وبالتالي تقل نسبة الضوء التي تخترق الماء ويكون هذا النمو على حساب الكائنات البحرية الأخرى.
وقال مواطنون إن غبار الفوسفات المتطاير أثناء تحميل بواخر الفوسفات يشكل منظراً لا يطاق وصورة مشوهة للعقبة السياحية، حيث أصبح الذهاب إلى الشاطىء الجنوبي محفوفا بالمخاطر جراء تطاير الغبار الكثيف.
وأشاروا إلى أنه قبل عامين تمت السيطرة على الغبار المتطاير بعد تركيب وحدات فلترة، إلا أنها تعطلت وعادت أغبرة الفوسفات المؤذية تشوه صورة المدينة الساحية.
ورأوا أن انبعاث الغبار من ميناء الفوسفات وقربه على الوسط التجاري ومنازل المواطنين أضر بصورة العقبة، إلى جانب الأذى الذي يلحقه بصحة الإنسان.
وطالب المواطن قيس المحيسن بترحيل ميناء الفوسفات على الفور لمسافة بعيدة عن غبار الفوسفات المعروف بأنه يؤدي إلى أمراض خطيرة، من أبرزها السرطان، إضافة إلى تلوث الماء والهواء.
وكانت مؤسسة الموانئ الأردنية ساهمت في التخفيف من مخاطر غبار الفوسفات المتطاير منذ أكثر من 40 عاما، عبر تقنية متطور نفذتها شركة الكونكورد للإنشاءات قبل ثلاثة أعوام بكلفة 3 ملايين دينار، والذي تمثل باستبدال مصبات السفن على رصيف الفوسفات بمصبات جديدة لتستطيع من خلالها السيطرة على الغبار المتطاير أثناء تحميل بواخر الفوسفات، إضافة إلى إطالة مداخل وخارج محطة تفريع القطار الأولى والثانية ومحطة تفريغ السيارات الخامسة والسادسة.
وتضمن المشروع تركيب 4 وحدات فلترة جديدة و4 مراوح عملاقة للشفط و4 أنظمة لإعادة الفوسفات إلى '' المأخذ '' واستبدال أكياس الفلاتر بمحطات لوحدات الشفط بمحطات تفريغ السيارات وتغطية الاقشطة الناقلة بأغطية معدنية وحواف معدنية خاصة.
ووفق موقع عالم البحار والمحيطات فان الفوسفات تعتبر من العناصر الغذائية الرئيسة في البحار ويؤدي ارتفاع مستواه في الماء الى تصاعد نمو الطحالب على حساب المرجان/ فكثير من انواع الطحالب يتحمل مستويات عالية من الفوسفات وينمو بشكل مطرد في حين يتراجع نمو العديد من الاحياء الاخرى وقد يتلاشى تماما، فارتفاع تركيز الفوسفات في مياه الخليج يحدث إخلالا في التوازن الطبيعي للمجتمعات الحية، وقد اكدت الدراسات تأثير الفوسفات على منع تكلس المرجان والرخويات الصدفية، اضف الى ذلك اثره كمواد ترسبية، مما يزيد حدة اثر التنافس الطبيعي على الحيز القائم بين المرجان والطحالب والاسفنجيات وهي غير مرغوبة لان تزايد نموها على سطح المرجان يسبب موته.
مصادر في شركة الفوسفات الأردنية، قالت أن الشركة عملت على تركيب نظام آلي لشفط الغبار في محطة التفريغ بتكلفة مليون دولار، ما أسهم في تخفيف انبعاث الغبار بنسبة 90 % إلى جانب استرجاع نحو 30 ألف طن شهريا كانت تتناثر من تصاعد الغبار.
تابعو الأردن 24 على 
