قتل وإجرام وزبالة و... "قلبي دق"!

جو 24 : يكاد لا يمر يوم من دون ان نتصبح بجريمة قتل وحشية سرعان ما تنتشر بكل الاعلام وعلى شبكة التواصل الاجتماعي. دم يسيل وعنف يتزايد وضحايا تسقط بأبشع الأساليب، هذا يذبح وهذا يقتل وآخر يحرق وهزات بدن متواصلة من كل الأنواع توجت اخيراً بالزبالة وكأنه لا يكفي الوضع الزبالة والعيشة الزبالة والحلول الزبالة والزبالة المنتشرة بكل الشوارع وعلى كل الارصفة بعطرها الفواح. هون صارت الناس تريد الهرب الى فسحة ما، الى تسلية ما، الى خبرية بعيدة عن الدم والقذارة والاجرام، ويمكن لهذه الأسباب ولغيرها وجدوا المتنفس بمسلسل "قلبي دق" اللايت والخفيف. وما لفت النظر هو تنوع المشاهدين من كل الطبقات الاجتماعية، مش انو بس شعبي. وطبعا هذا يضاف الى الخلطة المتنوعة التي أثمرت طبخة استطاب الجمهور مذاقها وتابعها حتى آخر لقمة خصوصي انه بالفترة الاخيرة ما عدنا نشوف سوى قصور فخمة ويخوت و سيارات كلها فور ويل ومجوهرات باهظة وسفرة بتكلف دكة وخدم وحشم وسيكار والكل مليونيرية وطلوع مينيموم، وصرنا نفتقد الى الطيبة، الى ناس المجتمع المكافح، الى حكايات نراها كل يوم، الى احداث طبيعية ونهفات كوميدية طيبة القلب. حلو وجود دراما تعالج مشاكل اجتماعية نراها بالقرب منا، حد البيت، مع الجيران، بالمكتب، وحلو ايضا وجود مسلسلات خفيفة هي عدوة النقاد الباحثين دوما عن الثقل الفني بالعمل نصا وتمثيلا وإخراجا، وهذا صح مية بالمية، لكن السهل الممتنع مطلوب ايضا وساعة خفيفة تريح الاعصاب بعد يوم عمل متعب وسمّات بدن وريحة زبالة وهو ما كان ينقص في وطن حكامه عجزوا عن حل أزمة نفايات والسؤال يتردد من تلاتين سنة: وين محرقة الزبالة؟ وتعلا وتتعمّر يا دار...النهار