وائل كفوري مثل العطر يُعشَق ولا يُؤسَر
جو 24 : غاب وائل كفوري عن الكليب سنوات، وحين عاد بدا كالسحر، له بريق اللآلئ. انتهى في "الغرام المستحيل" وحيداً في الغرق، وكان المخرج حسن غدار وعد بأنّ للحكاية تتمّة. "كيفِك يا وجعي"، كليبٌ يُكمِل بوح العينين بمكنونات قلبٍ يعضّ على الرغبة.
لم نشعر بأننا أمام عملٍ جديد، ورغم ذلك، نشاهد كفوري كأنها المرة الأولى. يُبقي غدار على الرفاهية في حياة العاشق، وعلى قلب حزين لا تُسعده قصورٌ ولا يملأ فراغاته الأثاث الفخم. نحبّذ إزاحة مشهد الخزانة الطافحة بالملابس والأحذية، فذلك مملٌّ ومُدَّعٍ، لكنها عين المُخرج. كفوري في منأى عن الرخاء، يعنيه فقط أنّ القلب يئنّ والحبيبة خانت العِشرة. الأغنية (كلمات منير بو عساف، وألحان هشام بولس) استعادةٌ لذكرياتٍ لا تُمحى وعناقٍ شهد التصاق الأجساد. يمتدّ الماضي إلى الحاضر فارضاً العيش في قسوته والتنفُّس ببالغ الصعوبة. يترك كفوري للوجه أن يفضحه، وللنظرات أن تُبيّنه يتلوّع، وحين يطارده الحبّ بحثاً عن بداية جديدة، يُعاند ويتمالك نفسه. كليب المشاعر المتناقضة الرامية صاحبها في حفرة سحيقة، يُتقن كفوري جعله ملاذاً لكلّ قلبٍ مُحطّم. "مش عم حاكيكِ لقلك رجعي. عم حاكيكِ تَإطمن عحالي اللي تركتوا فيكِ". بصوت كفوري، تُشبه الأغنية دمعةً تتحوّل غصةً كي لا تُذرَف وتقع على الأرض.
الأحزان حين ترتطم بحناجر من شجن، تتحلّى وتفيض عذوبة. "كيفِك يا وجعي" كشيء من "تبكي الطيور"، رقيقة، وفي الآن عينه جبّارة فيها مزايا الصخر. عينا كفوري تعوّضان مَشاهد في الإمكان الاستغناء عنها. لمعانٌ يستبدّ ليغدو هو البطل، فيتراءى بعضاً من غموضٍ يثير حوله التساؤلات، وبعضاً من انكشاف يضع نفسه أمام الاحتمالات المُستبعَدة. كفوري جامع التناقضات: ثراء الأيام في مقابل قلب تؤلمه الوحدة، والتمتّع بالخيرات في مقابل استحالة الحصول على المُبتغى. حسن غدار صوَّر كفوري ظلاً يُشبه العطر بامتداده في الأرجاء، لكنه يُعشَق فحسب، ولا يُؤسَر.النهار
لم نشعر بأننا أمام عملٍ جديد، ورغم ذلك، نشاهد كفوري كأنها المرة الأولى. يُبقي غدار على الرفاهية في حياة العاشق، وعلى قلب حزين لا تُسعده قصورٌ ولا يملأ فراغاته الأثاث الفخم. نحبّذ إزاحة مشهد الخزانة الطافحة بالملابس والأحذية، فذلك مملٌّ ومُدَّعٍ، لكنها عين المُخرج. كفوري في منأى عن الرخاء، يعنيه فقط أنّ القلب يئنّ والحبيبة خانت العِشرة. الأغنية (كلمات منير بو عساف، وألحان هشام بولس) استعادةٌ لذكرياتٍ لا تُمحى وعناقٍ شهد التصاق الأجساد. يمتدّ الماضي إلى الحاضر فارضاً العيش في قسوته والتنفُّس ببالغ الصعوبة. يترك كفوري للوجه أن يفضحه، وللنظرات أن تُبيّنه يتلوّع، وحين يطارده الحبّ بحثاً عن بداية جديدة، يُعاند ويتمالك نفسه. كليب المشاعر المتناقضة الرامية صاحبها في حفرة سحيقة، يُتقن كفوري جعله ملاذاً لكلّ قلبٍ مُحطّم. "مش عم حاكيكِ لقلك رجعي. عم حاكيكِ تَإطمن عحالي اللي تركتوا فيكِ". بصوت كفوري، تُشبه الأغنية دمعةً تتحوّل غصةً كي لا تُذرَف وتقع على الأرض.
الأحزان حين ترتطم بحناجر من شجن، تتحلّى وتفيض عذوبة. "كيفِك يا وجعي" كشيء من "تبكي الطيور"، رقيقة، وفي الآن عينه جبّارة فيها مزايا الصخر. عينا كفوري تعوّضان مَشاهد في الإمكان الاستغناء عنها. لمعانٌ يستبدّ ليغدو هو البطل، فيتراءى بعضاً من غموضٍ يثير حوله التساؤلات، وبعضاً من انكشاف يضع نفسه أمام الاحتمالات المُستبعَدة. كفوري جامع التناقضات: ثراء الأيام في مقابل قلب تؤلمه الوحدة، والتمتّع بالخيرات في مقابل استحالة الحصول على المُبتغى. حسن غدار صوَّر كفوري ظلاً يُشبه العطر بامتداده في الأرجاء، لكنه يُعشَق فحسب، ولا يُؤسَر.النهار