صور نادرة لقبائل أرض النار

لم يبقَ الكثير من إرث حضارة القبائل الهندية التي سكنت في الماضي أرض النار، في أقصى جنوب القارة الأميركية. في الراهن، ثمة إمكان ربما للعثور على أدوات مصنوعة من العظام ومزيّنة بالصدف، وعلى بعض السلال والأقنعة فحسب.

في أرض النار أو "تييرا ديل فويغو" وهي كناية عن مجموعة من الجزر أُلقيت في طرف العالم الجنوبي ويغطيها الثلج وتمرّ بها الرياح العنيفة، سادت بين أفراد هذه القبائل ثقافة شفوية في المقام الأول. وحين حلّ القرن التاسع عشر جرى القضاء على لغاتهم وتقاليدهم وعلى وجودهم تقريبا، ذلك ان الباحثين عن الذهب أتمّوا طردهم من مطارحهم كالحيوانات فلم يلبث أبناء القبائل أن أصيبوا بالأمراض التي جلبها لهم الأوروبيون، فتعرضوا لما يشبه الإبادة.

غير ان ثمة صورا بقيت رغم كل شيء. صور تمتاز بسحر خاص ويمكن الإطلاع عليها في إطار أحد المعارض ضمن "لقاءات آرل" في فرنسا وإلى العشرين من أيلول 2015. والحال انه وبين دفتي كتاب جميل جدا صدر لدى دار "كزافييه بارال"، يمكن الإطلاع على الصور التي التقطها الكاهن الألماني مارتن غوسيند في مطلع القرن العشرين خلال رحلة الى باتاغونيا، ولن تكون آخر رحلاته إلى هذا المكان.

إستطاع غوسيند أن ينال رضى القبائل الهنديّة التي استقبلته فالتقط بعدسته أجمل الكليشيهات لمناظر طبيعية خلاّبة فضلا عن مجموعة من البورتريهات لناس بنظرات ثاقبة، وأظهر الطقوس والعادات ومجموعة أجساد طُليت بالألوان على شكل خطوط ونقاط أيضاً. تراءى هؤلاء كأنهم ينتمون إلى عالم السحر، كأنهم ثلة من الأرواح الطيّبة والأرواح الشريرة.