"من لا وطن لديه لا بوصلة له".. الطبيب الحسامي قصة نجاح أردنية
جو 24 : ملاك العكور- الحياة رحلة، يرسم المرء منا خطوط السير فيها بأحلام وأماني يسعى لتحقيقها طوال فترة تلك الرحلة، قد لا يضع الغربة كمحطة فيها، إلا أن معترك الحياة غالبا ما يجبره على تلك التجربة وخوض مصاعبها.
رغم أن ألم الغربة يتجدد كلما ودعوا مسافرا صوب الوطن أو استقبلوا قادما من حيث تفوح رائحته، إلا أنها لن تكون بتلك الصعوبة على أولئلك العاملين في سبيل نقل خلاصة العمل إلى أوطانهم وضخها في شريان اقتصاده، أو يصرون على تعريف العالم الأخر بثقافة بلدهم وجمال عاداته.
وتزخر بلاد الغربة بأردنيين استطاعوا أن يتبوأوا مناصب عالية فيها، وتمكنوا أن يكونوا شعلة يباهي فيها وطنهم.
أحد هؤلاء الاشخاص الطبيب الأردني وائل الحسامي والذي صار مديرا لمستشفى لاهي في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان لنا معه الحوار التالي:
*البدايات..
حدثنا الطبيب وائل حسامي عن بدايته في الأردن ودراسته، فقد درس في منطقة وادي السير بمحافظة العاصمة، وأنهى دراسته الثانوية من كلية الحسين، والتحق بعدها بالجامعة الأردنية لدراسة الطب وتخرج في عام 1996.
انضم الحسامي بعد التخرج لكوادر وزارة الصحة وعمل طبيبا ممارسا في مستشفى البشير مدة 4 سنوات، لينتقل بعدها إلى العيش في الولايات المتحدة الأمريكية، تحديدا في ولاية نيويورك ودرس في جامعة "كورنيل" التي تعد من أهم الجامعات على مستوى العالم.
وحصل على البورد الأمريكي في عدة تخصصات منها أمراض الباطني،أمراض القلب، وتداخل الشبكات، وكذلك أمراض الاوعية الدموية في الاطراف وتداخل الشبكات في الاطراف، إلى جانب البورد الأردني في أمراض القلب.
يعمل حاليا إلى جانب عمله كطبيب ممارس، مديرا عاما للمكتب الوطني لمستشفى لاهي، الذي يعتبر من أهم مراكز الولايات المتحدة المتخصصة في زراعة الكبد و أمراض القلب الاعصاب وجراحتها المسالك، ويضم المركز 11 ألف موظف منهم 1200 طبيب.
*العمل في الغربة..
استهل الحسامي حديثه عن تجربة العمل في الغربة بقوله "من لا وطن لديه لا بوصلة له"، فالمغترب وإن طالت سنوات ابتعاده عن وطنه إلا أنه من المفترض أن تكون عينه على بلده.
وتابع، الحياة صعبة، إلا أنها ستكون كما تريد طالما انتهجت المحاولة وعدم اليأس بعد كل اخفاق، خاصة وأنك بعيد عن ذويك الذين تطمئن لمسناندتهم وقت الشدائد.
وأضاف الحسامي أن عمل على تدريب أعداد من طلبة الطب ضمن استطاعته من خلال شبكة علاقاته في أمريكا بمختلف الجامعات هناك.
وأوضح الحسامي، أعمل في الوقت كطبيب ممارس إلى جانب العمل الإداري في مستشفى لاهي، الذي استطعت اقناع القائمين عليه بزيارة المملكة رغم تخوفهم من ذلك بسبب الظروف الأمنية الصعبة التي تحيط بها، وكانت ثمرة تلك الزيادة أنه تم اختيار مستشفى الخالدي لربطها طبيا مباشرة بمستشفى لاهي.
وقال الحسامي، تلك الفائدة لم تكن يوما شكلية، فقد تم تطبيق كافة البروتوكولات المعمول بها بمستشفى لاهي على الأجهزة الموجود بمستشفى الخالدي، موضحا أن المريض يمكنه بذلك نقل صوره الاشعاعية إلى أمريكا خلال دقائق بفضل ذلك التعاون.
واستطرد الحسامي حديثه قائلا، لقد عملنا بالتعاون مع مستشفى الخالدي كذلك على انشاء مركز لرجال الأعمال لجعله مقصدا لهم ليتمكنوا من اجراء كافة فحوصاتهم الطبية وفق ذات البرنامج الطبي المتبع في لاهي منذ 30 عاما.
وأكد أن تلك الخطوة لن يستفيد منها القطاع الصحي فحسب، بل ان تواجد رجال الأعمال في المملكة وإن كان لفترة قصيرة سيتيح لهم التعرف إلى الأردن واحتمالية اقامة مشاريعهم واستثماراتهم على أرضها.
وأشار إلى أن الملك كان يؤكد خلال لقاءاته بهم كمغتربين على ضرورة انجاز المشاريع المتفق عليها بسرعة أكبر، حيث كان يبدي تمنيه برؤيتها على أرض الواقع في الزارة المقبلة.
*العقبات والتحديات..
يقول الحسامي: أدركت من خلال تجربتي العملية والعلمية أن الإنسان خلال مسيرته معرض للوقوف في محطات لا ترضيه، إلا أن عليه بالصبر والمحاولة مرارا لتخطيها وعدم الالتفات إلى الوراء والتعلم من التجارب، وعليه أن ينظر دائما إلى الجانب المشرق من الأمور ما قد يعطيه حافزا للاستمرار.
ويتابع، إلا أن الأهم من ذلك كله ألا يتمكن الغرور من الانسان، وأن يبقى مستذكرا دوما لبداياته البسيطة والمجهود الكبير الذي بذل فيها، فقد واجهت خلال عملي تحديات كثيرة إلا أن اصراري على الوصول إلى هدفي دفعني لتخطيها.
*هل الاغتراب ضرورة لتحقيق الذات؟
يقول حسامي: الغربة مرتع خصب للتعلم، في ظل اعتماد الفرد على نفسه كليا، إلا أنه في الوقت الحالي وما آلت له المملكة من تطور فتحقيق الذات ليس بتلك الصعوبة.
فالأجيال الحالية تملك بين يديها فرصة ذهبية لتحقيق أهدافهم بعد أصبح العالم قرية صغيرة يضع بين يديك كافة المداخل من خلال شاشة الحاسوب، إلا أن ذلك أيضا يحتاج إلى المثابرة والجد والتفكير والسعي المتواصل، إضافة إلى أهمية دور المسؤولين في تبني المواهب ومساعدتها على الوصول.
*الحياة الشخصية..
يروي الحسامي أنه تزوج من ابنة خاله، أريج موسى النهار، ولديهم 4 بنات وولد.
ويضيف: عملي يتصف بالصعوبة وساعاته الطويلة، إلا أن وقوف زوجتي الفاضلة إلى جانبي طوال تلك الفترة خفف من الحمل الملقى على عاتقي، فقد آثرت البقاء في المنزل والاهتمام بالابناء على عملها رغم أنها تحمل شهادة الماجستير.
ويجدد الحسامي ثناءه على زوجته ويقول: لولاها لم تمكنت من اتمام المسيرة، فهي انسانة عظيمة لم تكل أو تمل يوما.
احدى بناتي رئيسة لاتحاد الطلبة في مدرسة "وولي كولج" التي تضم 600 طالبة، وتخرجت منها هيلاري كلينتون و سمو الامير عائشة، فتياتي يسعين دوما إلى التعريف بالأردن وطبيعته وعاداته وتقاليده إضافة إلى أنهن يرفعن العلم الأردني في المدرسة بالمناسبات الرسمية.
ويضيف، أحرص دائما على أن تكون اجازة أبنائي في الأردن لفترة طويلة تصل في أقصاها إلى شهرين ونصف، وأدفعهم إلى استغلالها بنشاطات ذات فائدة، حيث تطوع أبنائي باعطاء دروس في اللغة الانجليزية للأطفال الأيتام في المبرات.
رغم أن ألم الغربة يتجدد كلما ودعوا مسافرا صوب الوطن أو استقبلوا قادما من حيث تفوح رائحته، إلا أنها لن تكون بتلك الصعوبة على أولئلك العاملين في سبيل نقل خلاصة العمل إلى أوطانهم وضخها في شريان اقتصاده، أو يصرون على تعريف العالم الأخر بثقافة بلدهم وجمال عاداته.
وتزخر بلاد الغربة بأردنيين استطاعوا أن يتبوأوا مناصب عالية فيها، وتمكنوا أن يكونوا شعلة يباهي فيها وطنهم.
أحد هؤلاء الاشخاص الطبيب الأردني وائل الحسامي والذي صار مديرا لمستشفى لاهي في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان لنا معه الحوار التالي:
*البدايات..
حدثنا الطبيب وائل حسامي عن بدايته في الأردن ودراسته، فقد درس في منطقة وادي السير بمحافظة العاصمة، وأنهى دراسته الثانوية من كلية الحسين، والتحق بعدها بالجامعة الأردنية لدراسة الطب وتخرج في عام 1996.
انضم الحسامي بعد التخرج لكوادر وزارة الصحة وعمل طبيبا ممارسا في مستشفى البشير مدة 4 سنوات، لينتقل بعدها إلى العيش في الولايات المتحدة الأمريكية، تحديدا في ولاية نيويورك ودرس في جامعة "كورنيل" التي تعد من أهم الجامعات على مستوى العالم.
وحصل على البورد الأمريكي في عدة تخصصات منها أمراض الباطني،أمراض القلب، وتداخل الشبكات، وكذلك أمراض الاوعية الدموية في الاطراف وتداخل الشبكات في الاطراف، إلى جانب البورد الأردني في أمراض القلب.
يعمل حاليا إلى جانب عمله كطبيب ممارس، مديرا عاما للمكتب الوطني لمستشفى لاهي، الذي يعتبر من أهم مراكز الولايات المتحدة المتخصصة في زراعة الكبد و أمراض القلب الاعصاب وجراحتها المسالك، ويضم المركز 11 ألف موظف منهم 1200 طبيب.
*العمل في الغربة..
استهل الحسامي حديثه عن تجربة العمل في الغربة بقوله "من لا وطن لديه لا بوصلة له"، فالمغترب وإن طالت سنوات ابتعاده عن وطنه إلا أنه من المفترض أن تكون عينه على بلده.
وتابع، الحياة صعبة، إلا أنها ستكون كما تريد طالما انتهجت المحاولة وعدم اليأس بعد كل اخفاق، خاصة وأنك بعيد عن ذويك الذين تطمئن لمسناندتهم وقت الشدائد.
وأضاف الحسامي أن عمل على تدريب أعداد من طلبة الطب ضمن استطاعته من خلال شبكة علاقاته في أمريكا بمختلف الجامعات هناك.
وأوضح الحسامي، أعمل في الوقت كطبيب ممارس إلى جانب العمل الإداري في مستشفى لاهي، الذي استطعت اقناع القائمين عليه بزيارة المملكة رغم تخوفهم من ذلك بسبب الظروف الأمنية الصعبة التي تحيط بها، وكانت ثمرة تلك الزيادة أنه تم اختيار مستشفى الخالدي لربطها طبيا مباشرة بمستشفى لاهي.
وقال الحسامي، تلك الفائدة لم تكن يوما شكلية، فقد تم تطبيق كافة البروتوكولات المعمول بها بمستشفى لاهي على الأجهزة الموجود بمستشفى الخالدي، موضحا أن المريض يمكنه بذلك نقل صوره الاشعاعية إلى أمريكا خلال دقائق بفضل ذلك التعاون.
واستطرد الحسامي حديثه قائلا، لقد عملنا بالتعاون مع مستشفى الخالدي كذلك على انشاء مركز لرجال الأعمال لجعله مقصدا لهم ليتمكنوا من اجراء كافة فحوصاتهم الطبية وفق ذات البرنامج الطبي المتبع في لاهي منذ 30 عاما.
وأكد أن تلك الخطوة لن يستفيد منها القطاع الصحي فحسب، بل ان تواجد رجال الأعمال في المملكة وإن كان لفترة قصيرة سيتيح لهم التعرف إلى الأردن واحتمالية اقامة مشاريعهم واستثماراتهم على أرضها.
وأشار إلى أن الملك كان يؤكد خلال لقاءاته بهم كمغتربين على ضرورة انجاز المشاريع المتفق عليها بسرعة أكبر، حيث كان يبدي تمنيه برؤيتها على أرض الواقع في الزارة المقبلة.
*العقبات والتحديات..
يقول الحسامي: أدركت من خلال تجربتي العملية والعلمية أن الإنسان خلال مسيرته معرض للوقوف في محطات لا ترضيه، إلا أن عليه بالصبر والمحاولة مرارا لتخطيها وعدم الالتفات إلى الوراء والتعلم من التجارب، وعليه أن ينظر دائما إلى الجانب المشرق من الأمور ما قد يعطيه حافزا للاستمرار.
ويتابع، إلا أن الأهم من ذلك كله ألا يتمكن الغرور من الانسان، وأن يبقى مستذكرا دوما لبداياته البسيطة والمجهود الكبير الذي بذل فيها، فقد واجهت خلال عملي تحديات كثيرة إلا أن اصراري على الوصول إلى هدفي دفعني لتخطيها.
*هل الاغتراب ضرورة لتحقيق الذات؟
يقول حسامي: الغربة مرتع خصب للتعلم، في ظل اعتماد الفرد على نفسه كليا، إلا أنه في الوقت الحالي وما آلت له المملكة من تطور فتحقيق الذات ليس بتلك الصعوبة.
فالأجيال الحالية تملك بين يديها فرصة ذهبية لتحقيق أهدافهم بعد أصبح العالم قرية صغيرة يضع بين يديك كافة المداخل من خلال شاشة الحاسوب، إلا أن ذلك أيضا يحتاج إلى المثابرة والجد والتفكير والسعي المتواصل، إضافة إلى أهمية دور المسؤولين في تبني المواهب ومساعدتها على الوصول.
*الحياة الشخصية..
يروي الحسامي أنه تزوج من ابنة خاله، أريج موسى النهار، ولديهم 4 بنات وولد.
ويضيف: عملي يتصف بالصعوبة وساعاته الطويلة، إلا أن وقوف زوجتي الفاضلة إلى جانبي طوال تلك الفترة خفف من الحمل الملقى على عاتقي، فقد آثرت البقاء في المنزل والاهتمام بالابناء على عملها رغم أنها تحمل شهادة الماجستير.
ويجدد الحسامي ثناءه على زوجته ويقول: لولاها لم تمكنت من اتمام المسيرة، فهي انسانة عظيمة لم تكل أو تمل يوما.
احدى بناتي رئيسة لاتحاد الطلبة في مدرسة "وولي كولج" التي تضم 600 طالبة، وتخرجت منها هيلاري كلينتون و سمو الامير عائشة، فتياتي يسعين دوما إلى التعريف بالأردن وطبيعته وعاداته وتقاليده إضافة إلى أنهن يرفعن العلم الأردني في المدرسة بالمناسبات الرسمية.
ويضيف، أحرص دائما على أن تكون اجازة أبنائي في الأردن لفترة طويلة تصل في أقصاها إلى شهرين ونصف، وأدفعهم إلى استغلالها بنشاطات ذات فائدة، حيث تطوع أبنائي باعطاء دروس في اللغة الانجليزية للأطفال الأيتام في المبرات.