موجة الحر تلحق خسائر فادحة بالقطاع الزراعي والحيواني
جو 24 : ألحقت موجة الحر التي تجتاح الأردن هذه الأيام خسائر فادحة بقطاع الزراعة، بينما عجّلت درجات الحرارة التي بلغت معدلات غير مسبوقة بنضوج الفواكه والخضار لا سيما ثمار البندورة على نحو يثير مخاوف من خراب محصولها، على ما أفاد مسؤولان في القطاع.
وارتفعت أسعار بعض الخضراوات مثل الخيار، حيث ارتفع سعرها في السوق المركزي حوالي 4 أضعاف سعرها المعمول به قبل الموجة. وأعلنت وزارة المياه والري أنها ضاعفت كميات المياه المخصصة للمزارعين لأجل استخدامها في ري المزروعات خوفا من تلفها. ورافقت موجة الحر عاصفة رملية مصحوبة بالأمطار، قالت الأرصاد الجوية إن شهر آب لم يشهد مثيلها خلال الـ 85 عاما الماضية، ما يعني أن الخسائر الزراعية ستكون أعلى من أي وقت مضى، سيما وأن غالبية المحاصيل بأراض مكشوفة وفي منطقة الأغوار الأكثر تأثراً بالموجة.
وقال رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان خدام في تصريح صحفي إن درجات الحرارة المرتفعة وغير المسبوقة، قضت على حولي 60% من محصول الفلفل في وادي الأردن، بينما يتوقع أن تتلف ثمار البندورة تماماً في حال استمر ارتفاع الحرارة حتى الخميس على هذا النحو. وأضاف «في وادي الأردن أيضاً على سبيل المثال أدى ارتفاع درجات الحرارة لسقوط ثمار أشجار الحمضيات بنسبة تبلغ حوالي 25%».
وحذّر خدام من أن استمرار ارتفاع درجات الحرارة على هذا النحو سيقضي بالكامل على محصول البندورة وثمارها، وقال إنها سيطالها التلف التام،لا سيما نضجت في وقت مبكر وعلى غير موعدها. وأكد خدام أن الموجة أثرت سلباً على محاصيل التين والعنب وأشجار الفواكه حيث ستشهد الأسواق تدفقاً كبيراً وغير مسبوق منها بسبب نضجها المبكر، وكذلك ستتأثر ثمار الزيتون بشكل مباشر. وبحسب خدام لا يمكن الحديث في الوقت الحالي عن فقدان بعض المحاصيل من الأسواق خاصة البندورة خشية تلاعب بعض التجار بأسعارها، وكذلك لحين التوصل لحجم الخسائر بشكل نهائي.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الزراعة نمر حدادين أن الوزارة لم تتلق حتى اللحظة أية بلاغات عن خسائر، لكنه أكد أن درجات الحرارة غير المسبوقة ستنال من المحاصيل الزراعية وأشجار الحمضيات وثمار البندورة على وجه الخصوص. وأوضح أن تأثر الثمار لا يعني موت النبتة، سيما إذا اتبع المزارع تعليمات وإرشادات وزارة الزراعة التي أعلنتها قبل اجتياح موجة الحر البلاد.
الأغوار الشمالية أثرت موجة الحر التي اجتاحت المنطقة على مختلف القطاعات في المملكة لكن تأثيرها كان اشد وطأة على أهالي لواء الأغوار الشمالية في ظل ارتفاع درجات الحرارة فوق منتصف الأربعينات المئوية وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر خلال الثلاثة أيام الماضية .
كما تأثر القطاع الزراعي بشكل مباشر حيث عجز المزارعون عن القيام بأعمالهم اليومية وصعوبة تنظيم عمليات الري بسبب الارتفاع الحاد في درجات الحرارة. واستنجد المزارعون بسلطة وادي الأردن لزيادة ضخ مياه الري بكميات كبيرة للحد من أثار أشعة الشمس الحارقة على المزروعات لتعويض انقطاع الكهرباء لفترات كبيرة ،الأمر الذي صعب عليهم القيام بعمليات الري بشكل منتظم.
وقال مدير زراعة الأغوار الشمالية المهندس بكر البلاونة بأن ارتفاع درجات الحرارة الكبير الذي تشهده المملكة لم يؤثر على المزروعات الشجرية المروية بشكل مباشر في اللواء ،بينما تأثرت المحاصيل الخضرية وان ضررها لم يكون كبيرا نظرا لقرب انتهاء موسم اغلبها ، لافتا الى أن فرق المديرية تقوم بجولات ميدانية لحصر الأضرار وتقديم النص والمشورة للمزارعين والتي تتناسب مع الأحوال الجوية السائدة .
ودعا البلاونة المزارعين الى تنفيذ عمليات الري في ساعات الصباح الباكر أو في ساعات المساء المتأخرة للتقليل من نسبة التبخر الذي تتعرض له مياه الري ، وعدم رش المواد الكيماوية وتخفيف الأسمدة الى الحد الأدنى وذلك للحد من تأثير درجات الحرارة، مبينا بأن الأشجار المهملة ستتأثر بشكل مباشر وتجف أوراقها وتتساقط كما ممكن أن تتساقط الثمار كذلك. أما بالنسبة للثروة الحيوانية فعلى اصحابها اقتصار عمليات الرعي على ساعات الصباح الباكر وفي الفترة المسائي وتجهيز الحظائر بالمظلات بشكل يقي الحيوانات من أشعة الشمس المباشرة وعدم تعرضها الى الشمس لمدة طويلة وهنا قد تؤدي الى وفاتها .
من جهة ثانية تطرق المهندس البلاونة الى الحسنات المتوقعة من ارتفاع درجات الحرارة وأهمها فأنها تكسر طور نمو وتكاثر الحشرات مبينا بأن دورة الحياة لديها لا تتعدى 10 أيام وان ارتفاع الحرارة يقضي على دورتها مباشرة حيث تعيش وتتكاثر في درجات حرارة مثالية ما بين 15- 30 درجة مئوية .
كما أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من فاعلية عمليات التعقيم الشمسي التي يعتمدها المزارعين في عمليات تعقيم التربة حيث تعمل درجات الحرارة على قتل البكتيريا الضارة والآفات الفطرية والحشرات الكائنة في التربة.
وقال مدير مديرية شمال وادي الأردن المهندس غسان عبيدات بأن سلطة وادي الأردن عملت على زيادة ساعات الري في جميع مناطق اللواء من 2- 4 ساعات تشغيلية أي من 10- 20 بالمائة من الحصص المائية وان هذه الزيادة ستستمر الى نهاية الموجة وأن كوادر السلطة تعمل في الميدان وتزود المزارعين بكامل احتياجاتهم من المياه اللازمة لمواجهة الموجة الحارة .
وأهاب عبيدات بالمزارعين بعدم إشعال النيران خلال هذه الأيام وتخفيف العمليات الزراعية بكافة أشكالها باستثناء الري وتوزيع كميات المياه على فترتين صباحية ومسائية لحين انتهاء الموجة الحارة . وقال المزارع خالد أبو رأس بأن ارتفاع درجات الحرارة بهذا الشكل لا بد وان يؤثر على الأشجار المثمرة ويصيب الثمار بالجفاف رغم زيادة معدلات الري .
وأضاف بأن ارتفاع درجات الحرارة بالصيف يوازي موجات الصقيع في الشتاء وكلاهما له أضراره ،وان الضرر سيكون بمعدلات تختلف بين مزرعة وأخرى من حيث نسبة الرعاية والري ونظافة المزرعة مبينا بأن انتشار الأعشاب بين الأشجار يعمل على توزيع المياه ما بين الأشجار والأعشاب وان الشجرة لن تحصل على حصتها من المياه خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة .
المفرق خلفت موجة الحر التي تضرب المنطقة خسائر واضحة لدى المزارعين ومربي الثروة الحيوانية في محافظة المفرق ، وتركت تأثيراتها السلبية على الإنتاج النباتي والحيواني . ووصف رئيس اتحاد المزارعين في المفرق عودة السرور خسائر المزارعين « بالكارثية « نظرا لضيق الحال بالأصل على المزارعين لأسباب كثيرة ضاعفتها موجة الحرة السائدة والتي أثرت سلبا على معظم المحاصيل وبخاصة محصول البندورة الذي تعرض للتلف .
وأفاد السرور « للدستور» أن حجم الأضرار يتفاوت من منطقة الى منطقة ولم تعرف حتى الان حجم الخسائر التي تعرض لها المزارعين في محاصيلهم ، مشيرا الى أن الاضرار تركزت في محاصيل البندورة ولم تقتصر على حب البندورة فحسب بل طالت نوار البندورة مما يقلل حجم الإنتاج .
ولفت الى أن الأضرار طالت عشرات الآلاف من المساحات المزروعة بالبندورة ومحاصيل الشمام والفلفل ومعظم المزروعات المكشوفة مبينا أن البطيخ من أكثرها تضررا نتيجة لارتفاع الحرارة حيث لحقت الأضرار بمحاصيل البطيخ في المفرق منذ ما يزيد عن شهر . وقال المزارع خالد جويد العيسى ان موجة الحر وما رافقها من غبار كثيف ساهمت بتلف 300 دونم من محصول البندورة، لافتا الى ان محصول البندورة من الزراعة المبكرة «احترق» بنسبة 90 بالمئة في حين غطت الاتربة بشكل كامل اشتال المحصول من الزراعات المتأخرة. وقال مدير زراعة المفرق المهندس عوني الشديفات « للدستور» أنه لم يتم التوصل إلى حصر محدد للخسائر بالمحاصيل الزراعية، رغم شكاوي المزارعين ، مشيرا إلى أن حصر الأضرار يبدأ بعد أسبوع على الأقل من انتهاء الموجة الحارة .
وبين أنه من الطبيعي تأثر الكثير من المحاصيل الزراعية بموجة الحر التي تشهدها المنطقة والتي من الممكن ان تطال محاصيل الخضار ومنها البندورة والبطيخ والشمام فضلا عن تأثر الزيتون كذلك ، لافتا أن زراعة البندورة والبطيخ والشمام تأتي في نهايات موسمها .
وأجهضت موجة الحر تفاؤل المزارعين بأن يكون موسم الزيتون وفيرا هذا العام، لكن التغيرات المناخية وارتفاع درجة الحرارة غير المسبوق خفض سقف توقعاتهم ، مؤكدين أن التغير المناخي وما نتج عنه من ارتفاع شديد في درجات الحرارة تسبب في سقوط أزهار الزيتون بعد عقدها وضمور الثمار.
وتكبد قطاع الدواجن خسائر بمئات الالوف نتيجة نفوق اعداد كبيرة من الدواجن بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي ألحقت الضرر بمزارع تربية الدواجن وأدت الى نفوق اكثر من 15% بالمئة من الدجاج اللاحم وبخاصة في المزارع المكونة من حوائط وأسقف زينكو حيث انها لا تحتوي على مكيفات فضلا عن فساد كميات كبيرة من مادة البيض جراء الموجة الحارة وهبوط أوزانه بسبب ضعف إقبال الدواجن على الأعلاف في حالات ارتفاع الحرارة .
وتسببت الموجة بنفوق أكثر من 5 آلاف طير من الدجاج اللاحم والبياض تضاف الى نسبة النفوق بين الطيور في حال أن تكون الحرارة ضمن معدلها الطبيعي بحسب العديد من مربي الدواجن في المفرق ، مشيرين الى ان حجم خسائرهم جراء موجة الحر يتحدد بعد تجاوز موجة الحر. وفي ذات السياق طالب مزارعون ومربو دواجن التقتهم « الدستور» بضرورة تفعيل صندوقي المخاطر الزراعية ودعم الثروة الحيوانية, ودعم المزارعين ومربي الدواجن الذين تكبدوا خسائر جسيمة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
ويبين رئيس اتحاد مزارعي المفرق عودة السرور أن قانون صندوق المخاطر لايلبي حاجة المزارعين من حيث الضرر الواقع على مزروعاتهم ، موضحا أن قانون الصندوق حدد الضرر بالصقيع ولم يتطرق الى موجات الحر مما جعله ضعيفا ولا يرقى الى مستوى طموح وحاجة المزارعين .
ودعا السرور الحكومة وأصحاب العلاقة الى أعادة النظر بقانون الصندوق وشمول الأضرار الناجمة عن موجات الحارة على المزروعات بالمخاطر التي تواجه المزارعين وتؤدي الى أتلاف منتجاتهم من المحاصيل وهي أسباب طبيعية لابد من الوقوف عندها لمساندة القطاع الزراعي الذي أوشك على الانهيار .
الكرك وفي لواء الاغوار الجنوبية في محافظة الكرك انعكست الزيادة الملحوظة على درجات الحرارة سلباً على طبيعة الحياة اليومية للمواطنين وعلى الزراعات الصيفية في المنطقة، وعلى الثروة الحيوانية .
وقال عدد من المزارعين، أن الموجة الحارة التي تجتاح المنطقة أثرت بشكل مباشر على أشجار الموز والجوافة والمنجا والملوخية والليمون ، حيث أصيبت أوراق الثمار بالذبول والجفاف ، مما تتطلب حاجة كبيرة من مياه الري لتعويض الفاقد نتيجة عملية التبخر من باطن الأرض .
وقال المزارع علي العشوش من غور الصافي ان موجة الحر السائدة لها تأثير كبير على مزارع الملوخية والليمون حيث الحاجة الكبيرة لهذه المزروعات للمياه لتعويض تبخر المياه ، مبيناً أن المزارع الذي كان يروي مزرعته كل ساعتين يحتاج الآن إلى روايتها أربعة ساعات لتعويض الفاقد من تبخر المياه .
واشار ان ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير يؤثر على المزروعات خاصة الخضار والفواكة والموز حيث تؤدي الحرارة العالية الى اصابة الحمضيات بضربات شمس مما يؤدي الى ظهور بقع يابسة في الجهه المعرضة للشمس مطالبا المزارعين بزيادة سقاية المزروعات من اجل تخفيف تأثير الحرارة العالية وزيادة معدلات الري .
بدوره بين المزارع حسن قنيفد ان الموجة الحارة لها تأثير على مزارع الموز والمنجا ، مبيناً أن درجات الحرارة العالية تؤدي إلى حرق الأوراق وبالتالي موت المحصول ، مطالباً الجهات المعنية في الحكومة والشركات العاملة في منطقة الأغوار الجنوبية تحمل مسؤولياتها بموضوع الكهرباء نظراً للمبالغ الكبيرة التي تترتب على المزارعين والمواطنين في الأغوار الجنوبية نتيجة ارتفاع فاتورة الكهرباء بالإضافة الى تردي الشبكة في المنطقة .
اما المزارع سليم الهويمل من مزارعي غور المزرعة فقد اكد ان الموجة الحارة كان لها فائدة للمزارعين في منطقة الاغوار الجنوبية رغم بعض الضرر الذي اصاب مزارع الموز ، مبيناً في حديثه ان فائدة الموجة تمحورت بعملية التعقيم الشمسي للتربة لتحضيرها للزراعة الموسم القادم ، لافتاَ الى ان اغلبية المزارعين قاموا بحراثة اراضيهم استعدادا للموسم القادم مما هيأ التربة لعملية التعقيم الشمسي لقتل بعض الآفات الضارة الموجودة في التربة مثل الفطريات بشكل عام وبعض البكتيريا الضارة .
وأشار الدكتور شريف الرواشدة مدير محطة البحوث الزراعية في غور الصافي إلى فائدة هذه الموجة الحارة بالنسبة لمزارع النخيل مبيناً أن هذه الأجواء الحارة تساعد في سرعة نضوج ثمار النخيل ، بيد أن لها تأثير سلبياً كبير على باقي المزروعات التي لا تتحمل درجات حرارة عالية مثل المنجا حيث تعمل على تنشيف وحرق النباتات وبالتالي موتها وإتلاف المحصول .
رئيس جمعية مربي الثروة الحيوانية في الكرك زعل الكواليت اكد التأثير الكبير لهذه الموجة الحارة على الثروة الحيوانية وخاصة المواليد الصغيرة ، مؤكداً الضرر الكبير الذي يلحق بهذه المواليد نتيجة تعرضها لاشعة الشمس المباشرة ، حيث ستتسبب الحرارة العالية بالتهابات رئوية للمواليد الصغيرة مما يزيد من نسبة نفوقها .
وطالب الكواليت مربي الثروة الحيوانية بضرورة تضليل المواليد الصغيرة بالاضافة الى وجود المياه الباردة بشكل دائم لتخفيف الضرر الذي سيتسبب جراء الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة ، ناصحاً مربي الثروة الحيوانية بعدم الخروج للرعي اثناء ساعات النهار مطالباً اقتصار ساعات الرعي فترات الصباح الباكر او المساء حتى لا تتعرض الحيوانات لاشعة الشمس المباشرة وبالتالي اصابتها بالتهابات وزيادة نسبة النفوق . الدستور
وارتفعت أسعار بعض الخضراوات مثل الخيار، حيث ارتفع سعرها في السوق المركزي حوالي 4 أضعاف سعرها المعمول به قبل الموجة. وأعلنت وزارة المياه والري أنها ضاعفت كميات المياه المخصصة للمزارعين لأجل استخدامها في ري المزروعات خوفا من تلفها. ورافقت موجة الحر عاصفة رملية مصحوبة بالأمطار، قالت الأرصاد الجوية إن شهر آب لم يشهد مثيلها خلال الـ 85 عاما الماضية، ما يعني أن الخسائر الزراعية ستكون أعلى من أي وقت مضى، سيما وأن غالبية المحاصيل بأراض مكشوفة وفي منطقة الأغوار الأكثر تأثراً بالموجة.
وقال رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان خدام في تصريح صحفي إن درجات الحرارة المرتفعة وغير المسبوقة، قضت على حولي 60% من محصول الفلفل في وادي الأردن، بينما يتوقع أن تتلف ثمار البندورة تماماً في حال استمر ارتفاع الحرارة حتى الخميس على هذا النحو. وأضاف «في وادي الأردن أيضاً على سبيل المثال أدى ارتفاع درجات الحرارة لسقوط ثمار أشجار الحمضيات بنسبة تبلغ حوالي 25%».
وحذّر خدام من أن استمرار ارتفاع درجات الحرارة على هذا النحو سيقضي بالكامل على محصول البندورة وثمارها، وقال إنها سيطالها التلف التام،لا سيما نضجت في وقت مبكر وعلى غير موعدها. وأكد خدام أن الموجة أثرت سلباً على محاصيل التين والعنب وأشجار الفواكه حيث ستشهد الأسواق تدفقاً كبيراً وغير مسبوق منها بسبب نضجها المبكر، وكذلك ستتأثر ثمار الزيتون بشكل مباشر. وبحسب خدام لا يمكن الحديث في الوقت الحالي عن فقدان بعض المحاصيل من الأسواق خاصة البندورة خشية تلاعب بعض التجار بأسعارها، وكذلك لحين التوصل لحجم الخسائر بشكل نهائي.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الزراعة نمر حدادين أن الوزارة لم تتلق حتى اللحظة أية بلاغات عن خسائر، لكنه أكد أن درجات الحرارة غير المسبوقة ستنال من المحاصيل الزراعية وأشجار الحمضيات وثمار البندورة على وجه الخصوص. وأوضح أن تأثر الثمار لا يعني موت النبتة، سيما إذا اتبع المزارع تعليمات وإرشادات وزارة الزراعة التي أعلنتها قبل اجتياح موجة الحر البلاد.
الأغوار الشمالية أثرت موجة الحر التي اجتاحت المنطقة على مختلف القطاعات في المملكة لكن تأثيرها كان اشد وطأة على أهالي لواء الأغوار الشمالية في ظل ارتفاع درجات الحرارة فوق منتصف الأربعينات المئوية وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر خلال الثلاثة أيام الماضية .
كما تأثر القطاع الزراعي بشكل مباشر حيث عجز المزارعون عن القيام بأعمالهم اليومية وصعوبة تنظيم عمليات الري بسبب الارتفاع الحاد في درجات الحرارة. واستنجد المزارعون بسلطة وادي الأردن لزيادة ضخ مياه الري بكميات كبيرة للحد من أثار أشعة الشمس الحارقة على المزروعات لتعويض انقطاع الكهرباء لفترات كبيرة ،الأمر الذي صعب عليهم القيام بعمليات الري بشكل منتظم.
وقال مدير زراعة الأغوار الشمالية المهندس بكر البلاونة بأن ارتفاع درجات الحرارة الكبير الذي تشهده المملكة لم يؤثر على المزروعات الشجرية المروية بشكل مباشر في اللواء ،بينما تأثرت المحاصيل الخضرية وان ضررها لم يكون كبيرا نظرا لقرب انتهاء موسم اغلبها ، لافتا الى أن فرق المديرية تقوم بجولات ميدانية لحصر الأضرار وتقديم النص والمشورة للمزارعين والتي تتناسب مع الأحوال الجوية السائدة .
ودعا البلاونة المزارعين الى تنفيذ عمليات الري في ساعات الصباح الباكر أو في ساعات المساء المتأخرة للتقليل من نسبة التبخر الذي تتعرض له مياه الري ، وعدم رش المواد الكيماوية وتخفيف الأسمدة الى الحد الأدنى وذلك للحد من تأثير درجات الحرارة، مبينا بأن الأشجار المهملة ستتأثر بشكل مباشر وتجف أوراقها وتتساقط كما ممكن أن تتساقط الثمار كذلك. أما بالنسبة للثروة الحيوانية فعلى اصحابها اقتصار عمليات الرعي على ساعات الصباح الباكر وفي الفترة المسائي وتجهيز الحظائر بالمظلات بشكل يقي الحيوانات من أشعة الشمس المباشرة وعدم تعرضها الى الشمس لمدة طويلة وهنا قد تؤدي الى وفاتها .
من جهة ثانية تطرق المهندس البلاونة الى الحسنات المتوقعة من ارتفاع درجات الحرارة وأهمها فأنها تكسر طور نمو وتكاثر الحشرات مبينا بأن دورة الحياة لديها لا تتعدى 10 أيام وان ارتفاع الحرارة يقضي على دورتها مباشرة حيث تعيش وتتكاثر في درجات حرارة مثالية ما بين 15- 30 درجة مئوية .
كما أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من فاعلية عمليات التعقيم الشمسي التي يعتمدها المزارعين في عمليات تعقيم التربة حيث تعمل درجات الحرارة على قتل البكتيريا الضارة والآفات الفطرية والحشرات الكائنة في التربة.
وقال مدير مديرية شمال وادي الأردن المهندس غسان عبيدات بأن سلطة وادي الأردن عملت على زيادة ساعات الري في جميع مناطق اللواء من 2- 4 ساعات تشغيلية أي من 10- 20 بالمائة من الحصص المائية وان هذه الزيادة ستستمر الى نهاية الموجة وأن كوادر السلطة تعمل في الميدان وتزود المزارعين بكامل احتياجاتهم من المياه اللازمة لمواجهة الموجة الحارة .
وأهاب عبيدات بالمزارعين بعدم إشعال النيران خلال هذه الأيام وتخفيف العمليات الزراعية بكافة أشكالها باستثناء الري وتوزيع كميات المياه على فترتين صباحية ومسائية لحين انتهاء الموجة الحارة . وقال المزارع خالد أبو رأس بأن ارتفاع درجات الحرارة بهذا الشكل لا بد وان يؤثر على الأشجار المثمرة ويصيب الثمار بالجفاف رغم زيادة معدلات الري .
وأضاف بأن ارتفاع درجات الحرارة بالصيف يوازي موجات الصقيع في الشتاء وكلاهما له أضراره ،وان الضرر سيكون بمعدلات تختلف بين مزرعة وأخرى من حيث نسبة الرعاية والري ونظافة المزرعة مبينا بأن انتشار الأعشاب بين الأشجار يعمل على توزيع المياه ما بين الأشجار والأعشاب وان الشجرة لن تحصل على حصتها من المياه خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة .
المفرق خلفت موجة الحر التي تضرب المنطقة خسائر واضحة لدى المزارعين ومربي الثروة الحيوانية في محافظة المفرق ، وتركت تأثيراتها السلبية على الإنتاج النباتي والحيواني . ووصف رئيس اتحاد المزارعين في المفرق عودة السرور خسائر المزارعين « بالكارثية « نظرا لضيق الحال بالأصل على المزارعين لأسباب كثيرة ضاعفتها موجة الحرة السائدة والتي أثرت سلبا على معظم المحاصيل وبخاصة محصول البندورة الذي تعرض للتلف .
وأفاد السرور « للدستور» أن حجم الأضرار يتفاوت من منطقة الى منطقة ولم تعرف حتى الان حجم الخسائر التي تعرض لها المزارعين في محاصيلهم ، مشيرا الى أن الاضرار تركزت في محاصيل البندورة ولم تقتصر على حب البندورة فحسب بل طالت نوار البندورة مما يقلل حجم الإنتاج .
ولفت الى أن الأضرار طالت عشرات الآلاف من المساحات المزروعة بالبندورة ومحاصيل الشمام والفلفل ومعظم المزروعات المكشوفة مبينا أن البطيخ من أكثرها تضررا نتيجة لارتفاع الحرارة حيث لحقت الأضرار بمحاصيل البطيخ في المفرق منذ ما يزيد عن شهر . وقال المزارع خالد جويد العيسى ان موجة الحر وما رافقها من غبار كثيف ساهمت بتلف 300 دونم من محصول البندورة، لافتا الى ان محصول البندورة من الزراعة المبكرة «احترق» بنسبة 90 بالمئة في حين غطت الاتربة بشكل كامل اشتال المحصول من الزراعات المتأخرة. وقال مدير زراعة المفرق المهندس عوني الشديفات « للدستور» أنه لم يتم التوصل إلى حصر محدد للخسائر بالمحاصيل الزراعية، رغم شكاوي المزارعين ، مشيرا إلى أن حصر الأضرار يبدأ بعد أسبوع على الأقل من انتهاء الموجة الحارة .
وبين أنه من الطبيعي تأثر الكثير من المحاصيل الزراعية بموجة الحر التي تشهدها المنطقة والتي من الممكن ان تطال محاصيل الخضار ومنها البندورة والبطيخ والشمام فضلا عن تأثر الزيتون كذلك ، لافتا أن زراعة البندورة والبطيخ والشمام تأتي في نهايات موسمها .
وأجهضت موجة الحر تفاؤل المزارعين بأن يكون موسم الزيتون وفيرا هذا العام، لكن التغيرات المناخية وارتفاع درجة الحرارة غير المسبوق خفض سقف توقعاتهم ، مؤكدين أن التغير المناخي وما نتج عنه من ارتفاع شديد في درجات الحرارة تسبب في سقوط أزهار الزيتون بعد عقدها وضمور الثمار.
وتكبد قطاع الدواجن خسائر بمئات الالوف نتيجة نفوق اعداد كبيرة من الدواجن بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي ألحقت الضرر بمزارع تربية الدواجن وأدت الى نفوق اكثر من 15% بالمئة من الدجاج اللاحم وبخاصة في المزارع المكونة من حوائط وأسقف زينكو حيث انها لا تحتوي على مكيفات فضلا عن فساد كميات كبيرة من مادة البيض جراء الموجة الحارة وهبوط أوزانه بسبب ضعف إقبال الدواجن على الأعلاف في حالات ارتفاع الحرارة .
وتسببت الموجة بنفوق أكثر من 5 آلاف طير من الدجاج اللاحم والبياض تضاف الى نسبة النفوق بين الطيور في حال أن تكون الحرارة ضمن معدلها الطبيعي بحسب العديد من مربي الدواجن في المفرق ، مشيرين الى ان حجم خسائرهم جراء موجة الحر يتحدد بعد تجاوز موجة الحر. وفي ذات السياق طالب مزارعون ومربو دواجن التقتهم « الدستور» بضرورة تفعيل صندوقي المخاطر الزراعية ودعم الثروة الحيوانية, ودعم المزارعين ومربي الدواجن الذين تكبدوا خسائر جسيمة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.
ويبين رئيس اتحاد مزارعي المفرق عودة السرور أن قانون صندوق المخاطر لايلبي حاجة المزارعين من حيث الضرر الواقع على مزروعاتهم ، موضحا أن قانون الصندوق حدد الضرر بالصقيع ولم يتطرق الى موجات الحر مما جعله ضعيفا ولا يرقى الى مستوى طموح وحاجة المزارعين .
ودعا السرور الحكومة وأصحاب العلاقة الى أعادة النظر بقانون الصندوق وشمول الأضرار الناجمة عن موجات الحارة على المزروعات بالمخاطر التي تواجه المزارعين وتؤدي الى أتلاف منتجاتهم من المحاصيل وهي أسباب طبيعية لابد من الوقوف عندها لمساندة القطاع الزراعي الذي أوشك على الانهيار .
الكرك وفي لواء الاغوار الجنوبية في محافظة الكرك انعكست الزيادة الملحوظة على درجات الحرارة سلباً على طبيعة الحياة اليومية للمواطنين وعلى الزراعات الصيفية في المنطقة، وعلى الثروة الحيوانية .
وقال عدد من المزارعين، أن الموجة الحارة التي تجتاح المنطقة أثرت بشكل مباشر على أشجار الموز والجوافة والمنجا والملوخية والليمون ، حيث أصيبت أوراق الثمار بالذبول والجفاف ، مما تتطلب حاجة كبيرة من مياه الري لتعويض الفاقد نتيجة عملية التبخر من باطن الأرض .
وقال المزارع علي العشوش من غور الصافي ان موجة الحر السائدة لها تأثير كبير على مزارع الملوخية والليمون حيث الحاجة الكبيرة لهذه المزروعات للمياه لتعويض تبخر المياه ، مبيناً أن المزارع الذي كان يروي مزرعته كل ساعتين يحتاج الآن إلى روايتها أربعة ساعات لتعويض الفاقد من تبخر المياه .
واشار ان ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير يؤثر على المزروعات خاصة الخضار والفواكة والموز حيث تؤدي الحرارة العالية الى اصابة الحمضيات بضربات شمس مما يؤدي الى ظهور بقع يابسة في الجهه المعرضة للشمس مطالبا المزارعين بزيادة سقاية المزروعات من اجل تخفيف تأثير الحرارة العالية وزيادة معدلات الري .
بدوره بين المزارع حسن قنيفد ان الموجة الحارة لها تأثير على مزارع الموز والمنجا ، مبيناً أن درجات الحرارة العالية تؤدي إلى حرق الأوراق وبالتالي موت المحصول ، مطالباً الجهات المعنية في الحكومة والشركات العاملة في منطقة الأغوار الجنوبية تحمل مسؤولياتها بموضوع الكهرباء نظراً للمبالغ الكبيرة التي تترتب على المزارعين والمواطنين في الأغوار الجنوبية نتيجة ارتفاع فاتورة الكهرباء بالإضافة الى تردي الشبكة في المنطقة .
اما المزارع سليم الهويمل من مزارعي غور المزرعة فقد اكد ان الموجة الحارة كان لها فائدة للمزارعين في منطقة الاغوار الجنوبية رغم بعض الضرر الذي اصاب مزارع الموز ، مبيناً في حديثه ان فائدة الموجة تمحورت بعملية التعقيم الشمسي للتربة لتحضيرها للزراعة الموسم القادم ، لافتاَ الى ان اغلبية المزارعين قاموا بحراثة اراضيهم استعدادا للموسم القادم مما هيأ التربة لعملية التعقيم الشمسي لقتل بعض الآفات الضارة الموجودة في التربة مثل الفطريات بشكل عام وبعض البكتيريا الضارة .
وأشار الدكتور شريف الرواشدة مدير محطة البحوث الزراعية في غور الصافي إلى فائدة هذه الموجة الحارة بالنسبة لمزارع النخيل مبيناً أن هذه الأجواء الحارة تساعد في سرعة نضوج ثمار النخيل ، بيد أن لها تأثير سلبياً كبير على باقي المزروعات التي لا تتحمل درجات حرارة عالية مثل المنجا حيث تعمل على تنشيف وحرق النباتات وبالتالي موتها وإتلاف المحصول .
رئيس جمعية مربي الثروة الحيوانية في الكرك زعل الكواليت اكد التأثير الكبير لهذه الموجة الحارة على الثروة الحيوانية وخاصة المواليد الصغيرة ، مؤكداً الضرر الكبير الذي يلحق بهذه المواليد نتيجة تعرضها لاشعة الشمس المباشرة ، حيث ستتسبب الحرارة العالية بالتهابات رئوية للمواليد الصغيرة مما يزيد من نسبة نفوقها .
وطالب الكواليت مربي الثروة الحيوانية بضرورة تضليل المواليد الصغيرة بالاضافة الى وجود المياه الباردة بشكل دائم لتخفيف الضرر الذي سيتسبب جراء الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة ، ناصحاً مربي الثروة الحيوانية بعدم الخروج للرعي اثناء ساعات النهار مطالباً اقتصار ساعات الرعي فترات الصباح الباكر او المساء حتى لا تتعرض الحيوانات لاشعة الشمس المباشرة وبالتالي اصابتها بالتهابات وزيادة نسبة النفوق . الدستور