ما الرابط العجيب بين ازمة المواقف وتركيب عدادات على جوانب الطرقات يا امين عمان ؟
كتب محرر الشؤون المحلية - اعلنت أمانة عمان الكبرى عن نيتها تركيب عدادات مواقف مركبات داخل العاصمة عمان . حيث تشمل المرحلة الأولى من المشروع وضع 200 جهاز يتحكّم كل جهاز بـ20 مصفّ على الأقل، وذلك -كما ادعت في الخبر الذي وزع على وسائل الاعلام- "استجابة لشكاوى المواطنين من عدم توفّر مواقف للاصطفاف"، وجاء في الخبر ان كلفة تنفيذ المشروع الذي سيستمر تنفيذه 5 سنوات تبلغ 3.35 مليون دينار.
"استجابة للشكاوى " ستقوم الامانة بتحميل المواطن كلفة الاصطفاف على جوانب الطريق ، حقيقة يا سلام ، فعلا حل سحري لازمة الموقف ، في الحقيقة لدينا امين للعاصمة يخزي العين لديه من المهارات ما يعجز عن وصفها اللسان، تركيب عدادات على الشوارع لحل ازمة المواقف المتاحة مجانا !!! وهنا لا بد ان نسأل امين عمان عقل بلتاجي عن الرابط العجيب بين شكاوى الناس من عدم توفر المواقف وتركيب عدادات لتحميلهم كلفة الاصطفاف علي جوانب الطرقات المتاحة اصلا بالعدادات او بدونها ؟ واضح انها وسيلة جباية جديدة والمواطن عليه ان يتحمل " فلا يضر الشاه سلخها بعد ذبحها " اليس كذلك يا امين عمان ..
اصحاب المجمعات والمحال التجارية وكذلك المنازل في كل شبر من العاصمة عمان دفعوا مسبقا مبالغ كبيرة بدل مواقف حتى يحصلوا على ما يعرف ب " إذن الاشغال "،وكان يفترض ان تقوم الامانة بجمع هذه المبالغ الكبيرة وتخصيص مبان كاملة في كل منطقة تجارية كمواقف للسيارات ،هذا حقٌ للناس جرى هضمه، واليوم يقترح الامين -الذي ينشغل بالفعاليات الثقافية والادبية والامور الهامشية وبالأنسنة او للدقة "أنسنة الموضوعات" - وضع عدادات لتشليح الناس المزيد من الاتاوات دون وجه حق .
مشروع العدادات جرب ، وفشل فشلا ذريعا ، وها نحن اليوم نجتر الفشل ،ونبدد المزيد من المقدرات،فكل مسؤول يريد ان يجرب بنفسه ،والمواطن يدفع فاتورة مغامراتهم ..
في البداية، اعتقدنا أن أمين عمان، عقل بلتاجي، يملك رؤية وتصوّرا جديدا يقوم على تخصيص قطع أراضي لبناء مواقف سيارات عليها، لكننا نتفاجأ أن تلك المواقف ستكون في الشارع العام وعلى جوانب الطرقات.
بلتاجي مطالب بالبحث عن طرق أخرى لجمع الأموال، بعيدا عن تحميل المواطن كلف زائدة دون فائدة، فالأصل أن تقوم الأمانة بخدمة العمانيين بحقّ وليس صوريا، وهنا نسأل لماذا لا تستملك الأمانة قطع أراض لبناء مواقف سيارات عليها، ولماذا لا توفّر الأمانة قيمة الحفلات والاستعراضات التي ترعاها وتقيمها وتخصص تلك الأموال لخدمة العمانيين بدلا من الاستمرار بتطبيق مقولة "جيب المواطن بترول الأردن".
مرة اخرى نجدد دعوتنا للامين ، ان استقم او اعتزل ، فلقد ضقنا ذرعا بالعاب الاكروبات التي لا تغني ولا تسمن من جوع .الجباية ليست حلا لمشاكلكم المالية ، ترشيد الانفاق والتوقف عن لعب دور وزارة الثقافة هو الحل ، الامانة مطالبة بتوفير البنية التحتية للانشطة والفعاليات الثقافية فقط ،والانفاق الزائد يكون حتما على حساب الدور الخدمي الذي يفترض ان تضطلع به امانة عمان.. المواطن ينتظر افعالا وانجازات وليس كلاما كثيرا واستعراض فارغ ..