كيف تغيّر كرة القدم قناعتنا في لحظات
جو 24 : غريبة هي كرة القدم بمفارقاتها الكثيرة وبقدرتها الكبيرة على تغيير قناعاتنا خلال أقل من مباراة واحدة. غريبة هذه الرياضة التي تجبرك _حتى وإن لم تكن عاشقاً لها_ على تتعلق بمبارياتها الكبرى حتى الدقيقة الأخيرة .هذه المباريات التي يمسي فيها الفائز خاسراً والخاسر فائزاً خلال ثوان معدودة، فيمتزج فيها مفهوما العدل والظلم مع الحظ والاستحقاق بطريقة يصعب فهمها على الكثيرين.كل ما تقدم ينطبق بشكل كامل على مواجهة فريقي برشلونة وإشبيلية في كأس السوبر التي انتهت بخمسة أهداف كتلونية مقابل أربعة أندلسية لتكون وجبة كروية قلّ نظيرها.
ما الذي حدث خلال اللقاء؟
المباراة انطلقت بسرعة الصاروخ منذ الدقائق الأولى بهدف بانيجا في الدقيقة 3 عبر ضربة حرّة مباشرة. هدف مبكر رائع كهذا يفترض أن يهزّ أركان أي فريق”عادي” لكن برشلونة ليس بالفريق العادي أبداً ، فكان الرد قاسياً بهدفين رائعين من ميسي بنفس الطريقة عبر الركلات الحرّة المباشرة. فتخيل عزيزي القارئ يرعاك الله الوضعية النفسية لفريق كان متقدماً في الدقيقة 3 بهدف فأصبح متأخراً بهدفين في الدقيقة 15. منطق كرة القدم يقول أن إشبيلية سينهار بشكل شبه كلي وفعلياً هذا ما حدث تلقى هدفين آخرين لتصبح النتيجة في الدقيقة 55 أربعة أهداف لهدف.
نفسية إشبيلية تحطمت “كما دفاعه “ بشكل يشابه تحطم آنية الخزف الصينية التي يستحيل جمعها عادة، وللأمانة معظمنا آمن باستحالة العودة واعتبر أن برشلونة هو البطل، حتى أنني كتبت على صفحتي الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي أن البرشا مرشح لتكرار انجاز ميلان ساكي بالفوز بدوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين . كيف لا وهو يقدم أداءً رائعاً متناقلاً الكرة بشكل سلس ما بين الدفاع والهجوم واليمين واليسار بشكل أنضج حتى من برشلونة بيب المفرط في الهجومية.
لكن كرة القدم تأبى وجود كلمة مستحيل في قاموسها ، حيث انقلب السحر على الساحر “ثانية” بعد أن استغل الأندلسيون_ الذين أظهروا رغم انهيار دفاعهم أنهم فريق خطير جداً بتنظيمه _ تراخي الكتلان بعد الهدف الرابع وضربوا بقوة فارضين التعادل بثلاثة أهداف متتالية، ليصبح المستحيل واقعاً وتنقلب الأمور على برشلونة ويصبح إشبيلية صاحب اليد العليا والحظوظ الأعلى بالفوز على اعتبار حجم الصدمة النفسية الذي تلقاها فريق كان متقدماً بأربعة أهداف مقابل هدف عند بداية الشوط فوجد نفسه متعادلاً مع نهايته ويسعى للتمديد لحسم اللقاء.
عمل مدرب إشبيلية كان واضحاً خلال الشوطين ، فبداية لم يستسلم الفريق وامتلك ذهنية القتال حتى النهاية ، كما أن دخول إيموبلي هو السبب الرئيسي في التعادل عبر تمريرة متقنة لكونوبليانكا. ويأتي دخول الإيطالي السريع والمفيد في اللعب الطولي بعد قراءة صحيحة من أوناي إيمري لوضعية دفاع برشلونة الذهنية والفنية وكيفية استغلال الفراغات التي يتركها .
في الشوطين الإضافيين عانى الفريقان من التعب البدني ، لكن عزيمة المقاتلين لم تلن عند إشبيلية الذي ظهر واثقاً اكثر من البرشا المرتبك من وضعية اللقاء وأيضاً من احتمال هروب حلم السداسية التي ستكون تاريخية أكثر من الأولى لأنها ستصبح اختصاصاً كتلونياً خالصاً. لتستيقظ عقلية الانتصار مجدداً ويأتي الهدف عبر الابن الضال بيدرو الذي يجري عليه مزاد حالياً من أندية إنجلترا وتمهّد الطريق إلى السداسية مجدداً رغم المحاولات الأندلسية المتكررة التي كادت أن تثمر عدّة مرّات في انتصار ذهني واضح لرجال إيمري الذين لم ييأسوا حتى بعد هدف بيدرو المتأخر جداً.
رغم استحقاق أشبيلية لأكثر بكثير من الخسارة بعد أداء المقاتلين الراقي الذي لا يعتمد الخشونة ، إلا أنه من الجميل أن يسجل بيدرو في نفس الدقيقة التي منحت فريقه نفس اللعب عام 2009 أمام شختار كنوع من الانصاف بعد الظلم الكبير الذي يلحق بهذا النجم منذ فترة ليست بالقصيرة . وجميل أن يحمل إنيستا أول ألقابه كقائد بعد أن حمل الكثير غيرها كعضو من أعضاء الفريق .لكن الأهم مشاهدتنا لبداية حقبة جديدة بوصول برشلونة لانتصاره القاري الـ 21 ليصبح أكثر العالم ألقاباً ومعادلاً رقم نادي ميلان بالفوز بالبطولة خمسة مرّات متتالية، لكن الأهم رؤيتنا لطريق السداسية يفتح من جديد ، بعد أن بدا أن إشبيلية قادر على سدّه،وهو أمر ليس ببعيد عن أتلتيك بلباو.
super
ما الذي حدث خلال اللقاء؟
المباراة انطلقت بسرعة الصاروخ منذ الدقائق الأولى بهدف بانيجا في الدقيقة 3 عبر ضربة حرّة مباشرة. هدف مبكر رائع كهذا يفترض أن يهزّ أركان أي فريق”عادي” لكن برشلونة ليس بالفريق العادي أبداً ، فكان الرد قاسياً بهدفين رائعين من ميسي بنفس الطريقة عبر الركلات الحرّة المباشرة. فتخيل عزيزي القارئ يرعاك الله الوضعية النفسية لفريق كان متقدماً في الدقيقة 3 بهدف فأصبح متأخراً بهدفين في الدقيقة 15. منطق كرة القدم يقول أن إشبيلية سينهار بشكل شبه كلي وفعلياً هذا ما حدث تلقى هدفين آخرين لتصبح النتيجة في الدقيقة 55 أربعة أهداف لهدف.
نفسية إشبيلية تحطمت “كما دفاعه “ بشكل يشابه تحطم آنية الخزف الصينية التي يستحيل جمعها عادة، وللأمانة معظمنا آمن باستحالة العودة واعتبر أن برشلونة هو البطل، حتى أنني كتبت على صفحتي الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي أن البرشا مرشح لتكرار انجاز ميلان ساكي بالفوز بدوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين . كيف لا وهو يقدم أداءً رائعاً متناقلاً الكرة بشكل سلس ما بين الدفاع والهجوم واليمين واليسار بشكل أنضج حتى من برشلونة بيب المفرط في الهجومية.
لكن كرة القدم تأبى وجود كلمة مستحيل في قاموسها ، حيث انقلب السحر على الساحر “ثانية” بعد أن استغل الأندلسيون_ الذين أظهروا رغم انهيار دفاعهم أنهم فريق خطير جداً بتنظيمه _ تراخي الكتلان بعد الهدف الرابع وضربوا بقوة فارضين التعادل بثلاثة أهداف متتالية، ليصبح المستحيل واقعاً وتنقلب الأمور على برشلونة ويصبح إشبيلية صاحب اليد العليا والحظوظ الأعلى بالفوز على اعتبار حجم الصدمة النفسية الذي تلقاها فريق كان متقدماً بأربعة أهداف مقابل هدف عند بداية الشوط فوجد نفسه متعادلاً مع نهايته ويسعى للتمديد لحسم اللقاء.
عمل مدرب إشبيلية كان واضحاً خلال الشوطين ، فبداية لم يستسلم الفريق وامتلك ذهنية القتال حتى النهاية ، كما أن دخول إيموبلي هو السبب الرئيسي في التعادل عبر تمريرة متقنة لكونوبليانكا. ويأتي دخول الإيطالي السريع والمفيد في اللعب الطولي بعد قراءة صحيحة من أوناي إيمري لوضعية دفاع برشلونة الذهنية والفنية وكيفية استغلال الفراغات التي يتركها .
في الشوطين الإضافيين عانى الفريقان من التعب البدني ، لكن عزيمة المقاتلين لم تلن عند إشبيلية الذي ظهر واثقاً اكثر من البرشا المرتبك من وضعية اللقاء وأيضاً من احتمال هروب حلم السداسية التي ستكون تاريخية أكثر من الأولى لأنها ستصبح اختصاصاً كتلونياً خالصاً. لتستيقظ عقلية الانتصار مجدداً ويأتي الهدف عبر الابن الضال بيدرو الذي يجري عليه مزاد حالياً من أندية إنجلترا وتمهّد الطريق إلى السداسية مجدداً رغم المحاولات الأندلسية المتكررة التي كادت أن تثمر عدّة مرّات في انتصار ذهني واضح لرجال إيمري الذين لم ييأسوا حتى بعد هدف بيدرو المتأخر جداً.
رغم استحقاق أشبيلية لأكثر بكثير من الخسارة بعد أداء المقاتلين الراقي الذي لا يعتمد الخشونة ، إلا أنه من الجميل أن يسجل بيدرو في نفس الدقيقة التي منحت فريقه نفس اللعب عام 2009 أمام شختار كنوع من الانصاف بعد الظلم الكبير الذي يلحق بهذا النجم منذ فترة ليست بالقصيرة . وجميل أن يحمل إنيستا أول ألقابه كقائد بعد أن حمل الكثير غيرها كعضو من أعضاء الفريق .لكن الأهم مشاهدتنا لبداية حقبة جديدة بوصول برشلونة لانتصاره القاري الـ 21 ليصبح أكثر العالم ألقاباً ومعادلاً رقم نادي ميلان بالفوز بالبطولة خمسة مرّات متتالية، لكن الأهم رؤيتنا لطريق السداسية يفتح من جديد ، بعد أن بدا أن إشبيلية قادر على سدّه،وهو أمر ليس ببعيد عن أتلتيك بلباو.
super