اتجاهات الرأي العام الفلسطينّي واللبنانّي نحو الازمة السورية
باشر المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات تنفيذ استطلاع المؤشِّر العربيّ لعام 2012. وهو يشمل جميع الدّول العربيّة التي أُتيح فيها تنفيذ هذا الاستطلاع. هدفُ هذا الاستطلاع هو معرفة اتّجاهات الرأي العامّ في المنطقة العربيّة نحو العديد من القضايا المفصليّة، مثل الدّيمقراطية؛ والمواطنة؛ والمشاركة السياسيّة والمدنيّة؛ وتقييم أداء مؤسّسات الدّول؛ وتقييم الرّأي العامّ للثّورات العربيّة وتوقعاته لمآلاتها وإنجازاتها، إضافةً إلى تقييم المستجيبين لواقعهم الاقتصاديّ والاجتماعيّ. وسوف يصدر تقرير المؤشر العربي لعام 2012 كاملًا مع بداية عام2013.
وقد أضاف المركز لأسئلة الاستبيان الاعتياديّة هذا العام أسئلة متعلقة بقضية راهنة هي الثورة السوريّة. ونحن نضع بين أيديكم تقريرًا وتحليلًا لنتائج استطلاع هذا الموضوع. وهو يعرض اتّجاهات الرّأي العامّ في لبنان (أُنجز فيه الاستطلاع الميدانيّ من شهر تموز / يوليو إلى شهر آب / أغسطس 2012)، وفي فلسطين – في الضفّة الغربيّة وغزّة - (أُنجز في شهر تمّوز / يوليو 2012) نحو الأزمة السوريّة. كما يعرض هذا التقرير رؤية الرأي العامّ في كلّ من لبنان وفلسطين (الضفة الغربيّة وغزة) بشأن حلّ هذه الأزمة. وكان المركز قد نشر نتائج اتجاهات الرّأي العامّ الأردنيّ نحو الأزمةِ السوريّة في 1 أيلول / سبتمبر 2012.
وهذه أبرز النتائج التي خلص إليها تحليل إجابات المستجيبين في فلسطين ولبنان عن أسئلة الاستطلاع المتعلقة بالثورة السوريّة:
تُظهِر نتائج الاستطلاع أنّ الرّأي العامّ الفلسطيني منحازٌ لتأييد الثّورة السّورية؛ إذ يؤيِّد 81% من الفلسطينيّين تنحّي بشار الأسد عن السّلطة في سورية، ويرى 75% من الرّأي العامّ الفلسطيني أنّ الحلّ الأمثل للأزمةِ السّورية يكمن في تغيير نظام الحكم الحالي؛ في حين أنّ نسبة الذين أفادوا بأنّ الحلّ الأمثل للأزمةِ السورية هو في القضاء على الثّورة، لم تتجاوز 1.1% من المستجيبين الفلسطينيّين، وهي نسبة تقع ضمن هامش الخطإ (وهؤلاء يمثِّلون التيّار المؤيِّد لبشار الأسد). وعلى الرّغم من وجود بعض التّباينات بين اتجاهات الرّأي العامّ في غزّة والضفّة؛ فإنّ تلك التباينات تبقى محدودةً، في ظلّ وجود شبه توافقٍ على تأييد الثّورة السوريّة بين أبناء المجتمع الفلسطينيّ.
انقسم الرأي العام اللّبناني في مواقفه من الأزمةِ السّورية؛ إذ أيّد 44% من المستجيبين اللّبنانيين تنحّي بشّار الأسد عن السّلطة، مقابل معارضة 46% منهم لذلك. أمّا بالنّسبة إلى مقترحات الحلّ الأمثل للأزمةِ السورية؛ فقد اقترح 40% من الرّأي العامّ اللّبناني تغيير نظام الحكم في سورية (أي أنّهم يؤيِّدون الثّورة السوريّة). ورأى 24% أنّ الحلّ الأمثل يكمن في القضاء على الاحتجاجات والثّورة (أي نسبة المؤيِّدين بشكل مطلق للنّظام السوريّ الحاكم). ومثّلت نسبة الذين اقترحوا حلًّا سياسيًّا، من خلال المصالحة بين النّظام والشّعب أو النّظام والمعارضة، نحو ربع الرّأي العامّ اللبنانيّ. وتُظهر النّتائج، أنّ مواقف الرّأي العامّ اللّبنانيّ من الأزمةِ السّورية تتباين باختلاف طوائف المستجيبين؛ إذ يكاد يكون هنالك شبه إجماعٍ على تأييد النّظام السّوري بين المستجيبين الشّيعة، بينما يتركّز تأييد الثّورة السّورية بين المستجيبين السُنّة والدّروز، فيما انقسم المسيحيّون بين مؤيِّدٍ للثّورة ومؤيِّدٍ للنّظام.
كما اشير الى أن المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السّياسات مؤسّسة بحثيّة عربيّة للعلوم الاجتماعيّة والعلوم الاجتماعيّة التطبيقيّة والتّاريخ الإقليميّ والقضايا الجيوستراتيجية. وإضافة إلى كونه مركز أبحاثٍ فهو يولي اهتمامًا لدراسة السّياسات ونقدها وتقديم البدائل، سواء كانت سياسات عربيّة أو سياسات دوليّة تجاه المنطقة العربيّة، وسواء كانت سياسات حكوميّة، أو سياسات مؤسّسات وأحزاب وهيئات.
يعالج المركز قضايا المجتمعات والدول العربيّة بأدوات العلوم الاجتماعيّة والاقتصاديّة والتاريخيّة، وبمقاربات ومنهجيّات تكامليّة عابرة للتّخصصات. وينطلق من افتراض وجود أمن قوميّ وإنسانيّ عربيّ، ومن وجود سماتٍ ومصالح مشتركة، وإمكانيّة تطوير اقتصاد عربيّ، ويعمل على صوغ هذه الخطط وتحقيقها، كما يطرحها كبرامجَ وخططٍ من خلال عمله البحثيّ ومجمل إنتاجه.