2025-12-15 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

عراق الغد

عراق الغد
جو 24 : كتب: يوسف ابراهيم -
بعد ما عمت المظاهرت والحراكات في المدن العراقية في الوسط والجنوب و اشتدادها في الفترة الاخيرة والخروج العارم للشارع العراقي من رجال وشباب ونساء مناديين باصلاحات تمس حياة المواطن بشكل رئيسي مثل البنية التحتية والوضع الاقتصادي والخدمات العامة وبالاخص الكهرباء التي لا تصل المواطن العراقي الا لسويعات في هذه الايام الحارقة، حيث ان درجة الحرارة تصل الى الستين درجة مؤوية في مدن كالبصرة في جنوب العراق.

الحراك الذي بدأ بشكل خجول واقتصر على بعض الشباب، الاغلبية شباب مدني غير مسيس، اشتد بعد مقتل الشباب مثنى الحلفي بعد التعامل الحاد من قبل الأمن العراقي، وقد قال الناشط والسياسي العراقي جاسم الحلفي عن الشاب المغدور انه بوعزيزي العراق. انتشرت المظاهرات في أنحاء كثيرة في العراق، في الوسط والجنوب. ووصلت الذروة الجمعة بتاريخ السابع من شهر أغسطس واعلان المرجعية العليا الممثلة بالسيد علي السيستاني بدعم التظاهرات ومطالبها، ودعوة الحكومة الممثلة برئيس الوزراء حيدر العبادي باخذ مطالب المتظاهرين على محمل الجد.

الوجه الآخر للعراق

الكثير في وطننا العربي الكبير لا يعرفون الوضع السياسي الداخلي في العراق، والكثير يعتقدون ان الوضع القائم في العراق ببساطة هو عبارة عن شيعة يتبعون لإيران ضد سنة مفرقين مظلومين. وفي احسن الأحوال أن السنة احزاب وعشائر تتبع السعودية أو قطر. ولكن ما لا يعرفه الكثير وأغلب الظن انه ظهر ولو بشكل خجول أن الشيعة ليسوا على قلب رجل واحد فمنهم من يتبع الحركات الدينية او المدنية او الشيوعية أو النقابية ..الخ. وأنه فعلا هناك في العراق من الشيعة من يرفض الوصاية الإيرانية بل يعتبر أن التوغل الإيراني هو نوع من انتهاك للسيادة العراقية على الأرض العراقية وبطبيعة الحال لا يبحثون عن وصي اخر، علما ان الكثير من الشيعة العراقيين من يرى ان الاخوة العرب كانوا ومازالوا ضدهم في العراق من خلال دعم الحركات المتطرفة، و أن ايران مدت يد العون عندما احتاجها العراقيون، وانا هنا اتكلم عن الشارع العراقي (الشيعي).

ما لا يمكن اي يمر مرور الكرام خلال الفترة السابقة -ومازال- هو موقف المرجعية الدينية العليا الممثلة بالسيد علي السيستاني حيث كان قد أعلن دعمه الكامل لمطالب المتظاهرين ومطالبة الحكومة بالتحرك ضد الفساد والمفسدين وطالب، وهنا الكلام لممثل السيد السيستاني، ب 'الضرب بيد من حديد ضد الفساد' وأعلن أن الدولة العراقية هي 'دولة مدنية' ،من على المنبر في كربلاء،وليس دينية أو بالأخص اثنى عشرية وهي دعوة عابرة للطوائف. وفي الجمعة الماضية أضاف الممثل عن السيستاني بخطبة الجمعة أن السياسيين في الفترة الماضية هم المسؤولين عن الحالة الاقتصادية السيئة والفساد وهو ما قد يفهم انه موجه بشكل أساسي ضد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وحتى وجود داعش وتمدده، وذلك مع عودة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي من زيارة لإيران واجتماعه بأعلى المسؤولين الإيرانيين بمافيهم المرشد الأعلى الإيراني آية الله على خامنئي والرئيس حسن روحاني.

وجهة نظري ببساطة ان على الدول العربية إعادة حساباتها وبشكل سريع بالنسبة للدولة العراقية ومستقبلها وإعادة التفكير في كيفية التعامل معها ودعمها. هنا لا أقصد اقتناص الفرص السياسية لاخضاعها أو ضمها لمحور آخر ولكن دعم العراق لكي يعود العراق الدولة القوية ذات السيادة، دولة تحترم كل مكوناتها، قائمة على احترام القانون و ديمقراطية، بعيدا عن المحاور وان تكون العراق لاعب أساسي إيجابي في مستقبل المنطقة وليس ساحة صراع ومصالح.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير