سوق مخيم البقعة تحت رحمة «البلطجية» وغياب للجهات المعنية
عندما تدخل شارع السوق في مخيم البقعة يكاد ينتابك الفزع وأنت تمشي بين صفوف طويلة من العربات والبسطات التي تغول اصحابها وتضخموا حتى اصبح شارع السوق العريض مجرد ممرات ضيقة معوجة، تتزاحم فيها اجساد المواطنين الذين لم يجدوا امامهم خيارا آخر غير الاستكانة لهذا الواقع المرير، خوفا من (الشفرات والسيوف) التي قد يشهرها في وجوههم بعض من يعرفون بـ(البلطجية) وهم في اغلبهم اصحاب سوابق اصبح السوق تحت سيطرتهم الى درجة وصل فيها الأمر الى تأجيرهم بعض المساحات في الشارع لوافدين، اما الجهات المعنية فتركت (الجمل بما حمل)، فكان الانفلات هو النتيجة الحتمية.
وضع لا يطاق
فخري سعادة عضو المجلس الاستشاري في مخيم البقعة قال ان الوضع الحالي للسوق لا يمكن السكوت عنه بأي حال من الاحوال فشارع السوق يكاد يكون مغلقا بالكامل، وهذا يسبب معاناة كبيرة للمواطنين، مع العلم ان البديل لأصحاب البسطات هو الانتقال الى سوق البسطات الذي اعد بالاساس من اجلهم، لذا فلا مجال للحديث عن حالات انسانية تبرر احتلال شارع السوق بهذا الشكل، ولهذه الاسباب فنحن نطالب الجهات المعنية بانهاء معاناة الناس واتخاذ قرارات فورية بنقل هذه البسطات الى سوق البسطات لان الوضع اصبح لا يطاق.
حسني ابو جابر معلم في القطاع العام قال انه لم تبقى اي حقوق للمشاة في سوق البقعة، حيث تمتد البسطات على مد البصر ما جعل عملية المرور بينها امرا صعبا، هذا بالاضافة للالفاظ البذيئة التي يضطر المارة لسماعها من بعض الباعة في هذه البسطات، واضاف ابو جابر ان هناك حالة من الرعب تسيطر على كثير من المواطنين اثناء مرورهم في السوق بسبب انتشار بعض البلطجية الذين يسيطرون على البسطات ويتحرشون احيانا ببعضهم او بالمواطنين، لذا فنحن نتمنى ان تقوم دائرة الشؤون الفلسطينية بالتعاون مع الجهات المعنية بفرض النظام في السوق واعادة اصحاب البسطات الى موقعهم الطبيعي في سوق البسطات.
العودة لسوق البسطات
د. محمد الدرباشي رئيس لجنة خدمات المخيم قال ان لجنة الخدمات ستخاطب دائرة الشؤون الفلسطينية من اجل ازالة البسطات من السوق ونقلها الى سوق البسطات الذي كان الدافع وراء انشائه هو استيعاب الباعة الذين تنتشر بسطاتهم في حرم الشارع في سوق البقعة، ما يؤثر على حركة المشاة والسيارات في السوق ويسبب مضايقة كبيرة للمتسوقين، لذا وبسبب عدم امتلاك لجنة الخدمات لارض في المخيم اقيم هذا السوق على قطعة ارض تعود لنادي البقعة، وبمشاركة مع النادي، بحيث توزع العوائد على اساس 70% للنادي و30% للجنة خدمات المخيم والتي دفعت هي بالكامل تكاليف هذا المشروع، واضاف الدرباشي ان لجنة الخدمات حريصة على عدم قطع ارزاق باعة البسطات ولهذا السبب اقيم سوق البسطات، ولكنها ايضا تتلمس المعاناة الكبيرة التي يعبر عنها المواطنين بشكواهم المستمرة من الوضع المزري الذي آلت اليه الحال في سوق البقعة. الدستور