jo24_banner
jo24_banner

القناة الفضائية الثالثة ... بين مد وجزر

أحمد عبدالباسط الرجوب
جو 24 : ما اشبه اليوم بالامس فقد تناولت في كتابي " نافذة اردنية لأجندة الـ 21 للاقتصاد والتنمية الادارية " الذي صدر في العام 2003 في احد فصوله " الأعلام والقناة الفضائية الدولية " واقتبس ما نصه ما يلي:

" المباشرة بإنشاء محطة فضائية اردنية دولية منافسة قد تساهم الى حد بعيد في تعزيز المناخ الاستثماري في الاردن وكذلك من شأنها تسويق الأردن عالميا من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والي ما يتمتع بة الأردن من اجواء ديموقراطية ودولة المؤسسات تريح رأس المال الأجنبي حيث تتوفر البيئة الآمنة للمال والمستثمر في ان واحد (اعلام وطن لا اعلام حكومة ) ما يساهم في كشف الحقائق - كما هي - بقدر ما يحقق مصداقية عالية ويساهم في رفد الاقتصاد الوطني من خلال حماية المال العام بكثير من الشفافية والمراقبة والمتابعة الحقيقية أي ان يكون الاعلام سلطة رابعة فعلية تسهم بحق في قرارات سياسية ترفد الاقتصاد الوطني "
يا لها من صدفة خير من ميعاد وبعد احد عشر سنة ، وكأن ليلة القدر قد انفتحت أمام امنيتي بقرار الحكومة العتيدة الصادر بتاريخ :3/8/2014 استحداث القناة الثالثة في الهيكل التنظيمي في مؤسسة الاذاعة والتلفزيون حيث ستعمل هذه القناة على معالجة القضايا المحلية والعربية من خلال بث نشرات الاخبار والبرامج الحوارية الهادفة التي تتناسب وطبيعة التطورات السياسية في المنطقة وكما ستعنى بانتاج البرامج الشبابية والترفيهية لتوعية الشباب وتثقيفهم اضافة الى انشاء استديوهات مصممة بتقنيات عالية باستخدام الانظمة الحديثة للارشفة حفاظا على المواد الفلمية من التلف ولمدة طويلة.
وتأكيدا على فهمنا لمبررات إنشاء هذه القناة ومن خلال التقائنا خارج الاردن بنخبة من الاعلاميين المحترفين من رؤساء مجالس ومدراء عامون لتلك القنوات الفضائية العملاقة والذي لا يتسع المقام لذكر اسمائهم فقد تولدت لدينا في حينها قناعة فهمنا تحول الإعلام اليوم من مجرد نقل المعلومات والأفكار إلى الإسهام الفعلي في تكوين الحياة في أبعادها السياسية والثقافية ، والاجتماعية والاقتصادية لما له من قدرة على دعم الاتجاهات لدى الأفراد والجماعات أو تعديلها أو تغييرها
ان واقع القنوات الفضائية المتاح استقبالها في بلادنا الاردنية تبين عدم وجود أهداف واضحة من خلال طبيعتها البرامجية ، فمن الناحية التجارية لا تزال غير مربحة ، ومن الناحية الثقافية ، فهي لا تمثل في الغالب ثقافة بلد المصدر أو الثقافة التي ينتمي إليها مالك هذه القنوات لارتفاع نسبة البرامج المستوردة في كثير منها ، وهي في الغالب ليست ذات بعد دولي للطبيعة المحلية لمعظمها ، وهذا ما يعضد القول بأن الهدف من هذه القنوات الحكومية هو الرغبة في التواجد فضائيا لتبقى ضمن الخيارات المتاحة أمام المشاهد المحلي فضائيا
وعودا لاصل الموضوع وما تناولته صحافتنا الاردنية ومواقع التواصل الاجتماعي والحديث يدور حول اتجاه النية الى تشكيل مجلس ادارة لهذه القناة الفتية الناشئة من اناس نحترمهم على الصعيد الشخصي ولكن ليس لديهم الخبرة في هذا المجال لا بل واذا كانت الاسماء الراشحة صحيحة فإن هؤلاء المرشحون كانوا وما زالوا كتاب اعمدة مبدعون في مجالهم - ليست فضائية – وهنا فإننا نضع امام صاحب الولاية وصانع القرار مراعاة المصلحة العامة في استقطاب من هم اهل لادارة هذه القناة التي ننتظرها بفارغ الصبر ، وحيث أن تطوير ورفع كفاءة الجهاز الوظيفي في الدوائر والمؤسسات الحكومية كأحد أهم أهداف برامج الإصلاح والتطوير في القطاع العام ، لا بد أن يستند إلى دراسة تحليلية لواقع وتطور الوظيفة العامة من مختلف جوانبها التنظيمية والهيكلية وتحليل فئاتها ومجموعاتها النوعية وواقع وسمات القوى البشرية فيها من حيث أعدادها وخصائصها ومؤهلاتها العلمية وخبراتها في مجال الاعلام المرئي (التلفزيوني) والذين لديهم الخبرة الدولية في هذا المجال حتى يكون في مقدورهم منافسة القنوات الفضائية في محيط هذا الكون الرحب ، وان تكون لدى مجلس ادارة هذه القناة رؤيا شاملة منبثقة عن قواعد السلوك الاعلامي الفضائي وفقا لما تتطلبه المصلحة الاردنية ضمن المحاور والاهداف التاليه:
 ترسيخ قيم وتقاليد المجتمع الاردني والمحافظة على التراث الثقافي الوطني وتعزيز القيم والهوية العربية والإسلامية.
 تشجيع النشء على الإبداع والابتكار و تنمية القدرات.
 غرس روح الانتماء والمواطنة.
 تعزيز قدرات المرأة وتمكينها من المشاركة الاقتصادية والسياسية، وخاصة تلك المتعلقة بصناعة القرار.
 غرس وتطوير روح التسامح والحوار البنّاء والانفتاح على الآخرين على الصعيد الوطني والدولي.
 تعزيز دورالاردن الإقليمي اقتصاديا وسياسيا وثقافيا
 التركيز على ميزة الاردن بصناعة السياحة بأنواعها المختلفة والإنسان الأردني المميز ( الثروة البشرية ) وهى من السياسات لزيادة حصيلة النقد الأجنبي والترويج لذلك عبر البرامج الهادفة بهذا الخصوص.
 المشاركة في مجموعة واسعة من النشاطات الثقافية والرياضية.
 دور فاعل دوليا في مجالات النشاط الثقافي والفكري والبحث العلمي.
 معاملة جمهور المشاهدين بما يستحقه من احترام ، والتعامل مع كل قضية أو خبر بالاهتمام المناسب لتقديم صورة واضحة واقعية ودقيقة.
 المنافسة النزيهة الصادقة دون السماح لها بالنيل من مستويات الأداء حتى لا يصبح السبق الصحفي والاعلامي هدفا بحد ذاته.
 تقديم وجهات النظر والآراء المختلفة دون محاباة أو انحياز لأي منها.
 التعامل الموضوعي مع التنوع الذي يميز المجتمعات البشرية بكل ما فيها من أعراق وثقافات ومعتقدات وما تنطوي عليه من قيم وخصوصيات ذاتية لتقديم انعكاس أمين وغير منحاز عنها.
 أن يتبنى المنهج الأقوم في التعامل مع المستجدات عموما ، والمستجدات في حقل الإعلام خصوصا لأن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى الناس بها ،
 التميز في نشر الأخبار إضافة إلى النقل الحي للأحداث ، وتطوير صور التبادل العلمي والثقافي ، وهو فرصة للتحاور الحضاري
 متابعة ما يجري على مستوى العالم لحظة وقوعه من مصادر متعددة مما يسهم في تكوين صورة صحيحة عنه بالانفتاح على العالم وزيادة المعلومات عنه مع اكتساب مهارات جديدة قد تساعد على تغيير الاتجاه والسلوك السلبي ، والتخلص من العزلة والوحدة .
 الادراك الكامل بأن القنوات الفضائية وسيلة تربوية متى أحسن استخدامها تجذب إليها ملايين البشر بحكم خصائصها الذاتية شديدة الوقع والتأثير

واختم بالقول فإنه ومن خلال رفد تلك القناة بالكفاءات المؤهلة المدربة وانتهاج الادارة الحديثة ذات الرؤيا بعيدة المدى يتحدد موقع القناة في عملية التأثير في المجتمع ، فقد كشفت الدراسات والأبحاث والمناقشات عن توجهات بحثية تمثلت في ثلاثة نماذج ، نموذج الآثار القوية ، ونموذج الآثار المحدودة ، ونموذج الآثار المعتدلة ، وضمن كل نموذج جملة من الافتراضات والنظريات العلمية .

ومن كل ذلك نلحظ ضرورة وجود ادارة كفوءة لها تأثيرها في تسويق المنتج الاعلامي الفضائي وخاصة أن الإعلام اليوم لم يعد قاصرا على إشباع الاهتمامات وغرس المعلومات ، وإنما تحول إلى صناعة الاهتمامات وإعادة التشكيل الثقافي للإنسان من خلال الأوعية الإعلامية المختلفة والتقنيات المتطورة ، والتي عجز الإنسان أمام سطوتها عن متابعة ما تقدم والإحاطة به ولو في حدود حاجته واهتمامه

اعتذر عن الاطالة ولكن الموضوع يتطلب ابراز العديد من الجوانب التي تثري معرفة السادة القراء حيال هذا الموضوع الهام والحيوي

حمى الله بلادنا الاردنية من كل مكروه وجنبها شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن
السلام عليكم ،،،
أحمد عبد الباسط الرجوب
arajoub21@yahoo.com
تابعو الأردن 24 على google news