خدعوك فقالوا.. أفكار صحية خاطئة موروثة من السينما والدراما العربية

جو 24 : إذا كنت متابعاً جيداً للأفلام والمسلسلات العربية، فمن المؤكد أنك اكتسبت بعض الأفكار الخاصة بالصحة والأمراض وأعراضها وما إلى ذلك، وهذه الانطباعات معظمها مبني على حقائق وهمية وعلى أفكار تابعة للتراث العربي وعاداته وتقاليده التى تدخلت فى كل شئ حتى فيما يتعلق بالصحة! تلك الأفكار التى تحولت بدورها عن طريق الشاشتين الفضية والذهبية إلى حقائق زائفة يصدقها البعض بل ويعتمد عليها.

إليك عدد من الحقائق الصحية "الوهمية" التى عرضتها السينما والدراما العربية على مدار سنوات طويلة، وصدقها البعض واصبح يتعامل معها على إنها حقيقية!

1- "الإغماء" كأول عارض من عوارض الحمل


أحد المشاهد الهامة فى أى مسلسل درامي أو أى فيلم يتحدث عن الحياة الزوجية التى تجمع شخصين، يجب ان تظهر فيه الممثلة وهي فى حالة إغماء وغياب عن الوعي، حتى يأتي زوجها بالطبيب إلى المنزل والذي بدوره يفاجئ الكل بقوله "مبروك المدام حامل".. وكأن الحمل لا يتم اكتشافه إلا عن طريق هذا العارض!

علمياً، الإغماء بالفعل أحد عوارض الحمل، ولكنه لا يرافق جميع الحالات، ولا يعد تأكيداً على وجود حمل، فهناك العديد من العوارض الأخرى التى لها أهمية أكبر من هذا العارض مثل إنقطاع الطمث، الغثيان، ترقق الثدي، ولكن هذه العوارض تهملها الدراما العربية، لتهتم فقط بإظهار عنصر "الإغماء".

2- دواء الصداع وتأثيره "الوقتي"

فى أحد مشاهد الأفلام او المسلسلات يظهر دواء الصداع كأنه "سحر" يداوي الصداع على الفور، ليظهر فى المشهد ممثل يعاني منه فيأخذ دواء عبارة عن "قرص" للصداع، وإذا بصديقه فى نفس المشهد يسأله "تشعر بتحسن الآن"؟ ليجيب "أفضل بكثير".

فى الحقيقة لا يكون تأثير دواء الصداع سريعاً لهذه الدرجة، فالأقراص بالذات لا تأتي بمفعولها على الشخص إلا بعد مرور نصف ساعة أو ساعة إلا ربع على الأقل، وذلك للوقت الذي تستغرقه فى عملية الهضم.

3- أقراص المهدئات ومفعولها

إذا واجه ممثل فى أحد المسلسلات أو الأفلام موقف صادم، فقد يتسبب له فى انفعال وعصبية شديدة وهو ما يجعله يتناول أحد أقراص المهدئات، والتى يظهر مفعولها فى نفس المشهد! لتراه أكثر هدوئاً وأكثر حكمة فى التعامل مع الموقف، فقط بسبب دواء لم بفت على تناوله سوى بضع ثواني!

أقراص المهدئات أيضاً تأخد وقتها ليظهر تأثيرها على الشخص الذي تناولها، فهي أيضاً تتطلب وقتاً لعملية الهضم، لا يقل عن نصف ساعة، أما إذا اخذ احدهم حقنة مهدئة، فهي كفيلة بالفعل بأن يسري مفعولها على الفور لأنها تخترق الدماء فى وقتها.

4- الإصابة بالسرطان وسقوط الشعر


قد يظن البعض أن كل أنواع السرطان يتم علاجها بنفس العلاج "الكيماوي" كما يسمي فى الدراما العربية، وقد يظن البعض أن سقوط الشعر هو مصاحب للعلاج من مرض السرطان، والتى صورته الدراما العربية والسينما بشكل كبير، وكأن مريض السرطان يجب ان يعالج فقد بالعلاج الكيماوى الذي يسقط الشعر!

الحقيقة أن ليس كل أنواع السرطان تتطلب العلاج الكيميائي، على سبيل المثال، سرطان الجلد فيمكن ازالته جراحيا ولا يحتاج إلى مزيد من العلاج، وبعض السرطانات الأخرى يمكن علاجها بشكل أفضل بالإشعاع أو عن طريق الجراحة وبالتالى لا يتساقط شعر المريض.

5- تناول الكثير من السكر يتسبب في الإصابة بمرض السكري

في بعض مشاهد الأفلام والدراما العربية، قد يتم تجسيد مريض السكر انه يتناول حلوى وسكريات بشكل كبير ومفرط أدي إلى إصابته بهذ المرض..

ولكن في حقيقة الأمر تناول الكثير من السكر لا يسبب الإصابة بمرض السكري. فالسكري من النوع الأول يكون بفعل عوامل وراثية. أما النوع الثاني من السكري فينتج عن عوامل مرتبطة بالوراثة وبنمط الحياة واسلوبها للمصاب، فزيادة الوزن على سبيل المثال تزيد من مخاطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وتناول أطعمة غنية بالسعرات الحرارية، سواء كان مصدرها السكر أو الدهون، يمكن أن يسهم في زيادة الوزن.

6- وضع "البُن" على الجرح لوقف النزيف

مشاهد كثيرة قد تتذكرها فى الأفلام والمسلسلات العربية تُظهر البُن كأداة فعالة وصحية لوقف النزيف، فإذا ما أصيب الممثل فى أحد المشاهد بجرح فى رأسه على سبيل المثال، سرعان ما تأتي أمه او زوجته يقدر من البُن ليوضع على الجرح!

علمياً، فإن استخدام البن ليس صحياً ابداً لوقف النزيف، بالفعل هو يساعد في تخفيف نزيف الدم إذ أنه يساعد على انقباض الأوردة لكنه في الوقت نفسه قد يسبب مشاكل أخري، مثل تلوث الجرح وإصابته بالإلتهاب عند إلتئام الجرح.

مشاهد كثيرة فى الدراما العربية أدت إلى تكوين انطباعات غير صحيحة عن بعض الأمراض، لذا حاول ان تكون أكثر حذراً وحاول ألا تتعامل مع كل ما يُعرض على الشاشة وكأنه حقيقة مسلم بها.. فمن يعرف، قد تكون هذه الحقيقة ما هي إلا "مشهد" من خيال مؤلف! ام بي سي