jo24_banner
jo24_banner

المحارمة يكتب: الأردن والقدس إرث يستحق الابتعاد عن العبارات المستهلكة

المحارمة يكتب: الأردن والقدس إرث يستحق الابتعاد عن العبارات المستهلكة
جو 24 :

كتب: عمر المحارمة - رؤية الأردن للقدس محكومة بمجموعة من المحددات الدستورية والمبدئية والروحية والدينية والوطنية والقومية والدولية، ومعالم صورة القدس حاضرة في ذهنية القيادة السياسية وفي سلوكها السياسي، ودماء شهدائنا هناك لا يزال يفوح عطرها على أبواب المدينة القديمة وفي جبل المكبر وتل الزيتون، ورهاننا على الأقصى رهان دم وفداء، لا رهان تصريحات وبيانات.

التصريحات الرسمية في الفترة الأخيرة لا ترتقي لهذا الرهان، وتعيد تكرار نفسها خلف كل إعتداء صهيوني، فالمتتبع لتلك التصريحات حول اهتمام الاردن بملف القدس بشكل عام والمسجد الاقصى بشكل خاص يعتقد أن الاردن جاهز للانقضاض على أي محاولة للمساس بالمدينة المقدسة ومستعد لاتخاذ كافة الاجراءات دفاعا عنها.

عبارات استخدمها الكثير من الساسة الاردنيون عند إحراجهم بالسؤال عن موقفهم من هذا التصعيد او ذاك الاعتداء من قبل الاسرائيليين المحتلين، لكن دون ان يكون للتصريحات القوية صدى حقيقيا على الارض.

بالأمس أغلقت السلطات الإسرائيلية عددا من أبواب المسجد الأقصى في وجه المصلين المسلمين وسمحت للمتطرفين والمستوطنين بإقتحامم المسجد تحت حماية جنود وشرطة الاحتلال، فصدر تصريح أردني يدين ذلك!!.

انتهاك لحرمات الاقصى، اعتداء على المصلين فيه، اقتحامات متكررة للمتطرفين تحت حماية قوات الاحتلال، انفاق قضمت الارض من تحت القبلة الاولى للمسلمين، تحايل لتملك العقارات والاوقاف، مستوطنات تخنق المدينة من كل جانب، عمليات تهويد واسعة وغيرها من الاعتداءات المستمرة والمتواصلة والرد دوما يتمثل بتصريح مقتضب أو إتصال عتب أو دعوة لتدخل دولة وسيطة.

الوصاية الهاشمية على القدس، تحتاج لترجمة عملية باستمرار من الاجهزة التنفيذية وتحتاج لموقف صارم وحازم للدفاع عن الوصاية التي تستمد قوتها من قانونيتها وشرعيتها الممتدة منذ ما يقرب مئة عام.

وحتى اللحظة لا يبدو أن الأجهزة التنفيذية تقوم بواجبها بالصورة المرجوة وكأنها تنتظر تدخلا ملكيا مباشرا عبر القنوات الدولية للجم غول الاحتلال، حيث بات التدخل الملكي المباشر ضرورة كلما أخفقت الأجهزة المعنية في جانب خصوصا فيما يتعلق بالقضايا الخارجية.

آخر تقليعات الصهاينة كانت ممارسة الرذيلة في ساحات الاقصى وإقامة مهرجان لشرب الخمر في أحد المقابر المحيطة به، فاي هوان واعتداء نتوقع ان يثير حمية الحكومة لاتخاذ موقف حقيقي غير الخروج على الاعلام للاعلان من جديد رفض الممارسات الاسرائيلية وادانة تلك الاعتداءات.

وماذا تعني كل العبارات إذا لم تكن هناك قواعد موضوعة للاجراءات الممكن اتخاذها والبدائل التي قد يلجأ اليها الاردن.

المتتبع للموقف الرسمي من كل حادثة واعتداء يقع في القدس يستشعر حجم الحرج الذي تقع فيه اجهزة الدولة التنفيذية التي تعلو جبهة رجالها خطوط عريضة وتجهم غريب ولسان حالهم يلعن وسائل الاعلام والاتصال الحديثة التي تنقل كل حدث صغر او كبر وكأن مشكلتهم في معرفتنا لتلك الاعتداءات لا في الاعتداءات ذاتها.

الملف بلا شك صعب وشائك ويحتاج الى مثابرة ومتابعة يومية لكن ذلك لا يشكل باي حال عذرا للتقاعس عن آداء المهمة المقدسة، ولا بد أن تكون لدى الدولة خيارات وبدائل للتعامل مع تصاعد الاعتداءات الصهيونية، وإن لم يكن اعلان الحرب على اسرائيل دفاعا عن القدس خيارا مطروحا، فليست القدس أقل من أن نستدعي سفيرنا في تل ابيب.

لا نعلم متى ستتموضع الحكومة وتعيد ترتيب مواقفها لاستيعاب تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية على واحدة من اعظم مقدساتنا ومهد صلواتنا..!! هل ستفعل حين يسقط المسجد على رؤوس المصلين فيه؟ حينها على الارجح لن تكون الكلمة للحكومة.


(الدستور)

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير