زياد أبو غنيمة.. عن سياسيّ ومؤرخ إربدي أحبّ وطنه واستثمر في ابنائه
أحمد الحراسيس - كاتب ومؤرخ وسياسي مخضرم، لا تملك ومهما اختلفت معه في الرأي واحتدت الخصومة السياسية بينك وبينه إلا أن تُجلّه وتحترمه، فالراحل كان واحدا من أكثر الشخصيات الناشطة في العمل العام دماثة في الخُلق وطيبة ووطنية.
مساء السبت، نعى أبناء المرحوم زياد أبو غنيمة والدهم بكلمات قليلة هزّوا بها مشاعر الأردنيين والناشطين في العمل العام، فقد رحل الأب والسياسي والمؤرخ الكبير.. رحل صاحب الخُلق الكريم.. رحل أحد السياسيين الشرفاء والوطنيين.
أبصر نجل المربّي الفاضل محمود وابن شقيقة شاعر الأردن مصطفى وهبي التل، زياد، النور عام 1937، حيث ترعرع في كنف أسرة "اربدية" معروفة بوطنيتها وانتمائها للأردن والأمة العربية والاسلامية، قبل أن يغادر المملكة إلى تركيا حيث أكمل تعليمه الجامعي وزامل عددا من الشخصيات الوطنية في جامعة استطنبول التي تخرج منها حاملا شهادة البكالوريوس في الكيمياء.
عاد أبو غنيمة إلى المملكة منتصف الستينات، حيث انتظم في العمل السياسي الوطني، فكان عضوا مؤثرا في جماعة الاخوان المسلمين، وشغل مواقع متقدمة في الجماعة، قبل أن ينسحب من الجماعة بسبب الخلافات في بداية التسعينات.
انسحاب ابو غنيمة كان مميزا كما هو الرجل، فقد ظلّ قريبا من الجماعة ولم يستهدفها كما فعل غيره، ولعلّ ذلك لإيمانه المطلق بالفكرة التي بقي يدافع عنها حتى اخر لحظات حياته.
عُرف أبو غنيمة طوال سنوات حياته بأنه رجل لا يجامل في الحقّ، مباشرا في طرح وجهة نظره والأكثر حماسة في مواجهة خصومه السياسيين الذين عادة ما كان يكسب احترامهم..
بعيدا عن السياسة، عُرف أبو غنيمة بأنه واحد من المؤرخين القلة الذين وثّقوا للعشائر الأردنية والأحداث التي عاشتها البلاد، كما وثّق تاريخ المدن الأردنية في كتاباته المختلفة وربما كان كتابه "إربدي يتذكر" الأشهر بينها.
أبو غنيمة وإن غاب جسده فقد بقيت آثاره راسخة وحيّة، وبالإضافة لذلك فهؤلاء أبنائه "محمود، أحمد، محمد"، والذين نحسب أنهم خير خلف لخير سلف، فمحمود نقيب للمهندسين الزراعيين وواحد من أكثر الشخصيات الوطنية دماثة في الخلق، والدكتور أحمد كاتب صحفي وسياسي لا يساوم ولا يهادن على مبادئه كما أنه واحد من أعضاء مجلس نقابة الصيادلة السابق، والمحامي محمد ناشط نقابي بارز لا يتوقف عن خدمة زملائه في الحق.