الجامعات الخاصة .... والمخرجات
أحمد عبدالباسط الرجوب
جو 24 : تابعت مثل غيري من الملايين في بلادنا الاردنية وحول العالم من خلال روابط الفيديو (YouTube) والتي اظهرت مدى صفاقة وتربية احد خريجي جامعتنا الاردنية الخاصة بكل وقاحة غير معهودة أن يقوم طالب جامعي خريج بالبصق في وجه أستاذة أثناء حفل التخريج في احدى الجامعات الخاصة والتي تظهر وبدون ادنى شك الى ما وصلت اليه حالة التعليم في بعض الجامعات الخاصة (ولا اعمم) تلك الاكشاك التي تقذف الاف الخريجين الى مجتمعنا الاردني المغلوب على امرة من جراء سياسات التعليم التي تتغير بين سنة واخرى وحسب من هو صاحب القرار ، ويقف خلف ذلك الهدف الربحي والثراء المستعجل الذي يبحث عنه اصحاب تلك الجامعات ، بعض من هؤلاء المستثمرين الغير مؤهلين حتى بالثانوية العامة كادنى حد وبقدرة قادر اصبحو ممن يسبقون اسماؤهم بحرف الدال (د) يا لها من طرافة ... ذكرتني بسالف الزمان بحكاية تغريبة بني هلال !!!
وأمام هذه الحادثة الآثمه فلا بد ان تضع الحكومة عيونها على تلك الجامعات الخاصة من مراقبة لادائها والذي ينعكس على الحالة التعليمية في بلادنا وبالتالي التأثير على سمعة ابنائنا من خريجي الجامعات الاردنية لان السمعة تشمل الكل ولا تقتصر على احد بعينة (حكومي أو خاص) ، وفي هذا السياق انتابني حزنا شديدا على موقف مجلس التعليم العالي من هذه الحادثة وقد خرج للاسف بتصريحة الناري بأنه " حادث داخلي يخص الجامعة " ... يبدو ان لبيب التعليم العالي لم تصل اليه الاشارة بعد - اللبيب من الاشارة يفهم ؟
لا زلت عند تجريم هذا الطالب العاق - لكن على الجانب الاخر من طرف المعادلة يلعب الأستاذ الجامعي دوراً حيوياً فهو بمثابة العمود الفقري في هيكل التعليم الجامعي، وهو بلا منازع الشريان الدافق الذي يمدُ الجامعات بأسباب الحياة ، أو أن يقودها إلى الذبول والموت البطيء حين يمارس أفعالاً هي خارج النسق الأكاديمي المنتظر من رائد التنوير، والتثقيف الاجتماعي. غير انه قد تحدث احيانا مشاهد متعددة من السلطوية والفوقية ، والشدة غير المبررة الذي يتعامل من خلالها الكثير من الأساتذة الجامعيين مع من يقومون على تعليمهم داخل قاعات العلم والمعرفة الجامعية
نستمع الى كثير من الروايات والقصص حيث تعد الفوقية والسلطوية المشهد الأبرز في تعامل بعض من أساتذة الجامعات (الحكومية والخاصة) مع أبنائهم الطلاب ، وبناتهم الطالبات (ولا اعمم) ، إلى جانب قدر كبير من سوء المعاملة المغلفة بقالب عنف يخلو من الرحمة واللين ، وتشوبه الكثير من الصرامة والشدة ، وحتى الشراسة والتعنت أحياناً.
وأمام تفشي ظاهرة طغيان الجانب التسلطي ، وسمة التعالي والغطرسة لبعض من الأساتذة الجامعيين يجدُ المرء نفسه في حيرة حيال تلمس أسباب الحضور القوي لهذا السلوك المهني التربوي غير السوي داخل باحات مؤسسات التعليم العالي لدينا ؛ فهل هي نتاج لحظات مزاجية تطغى على الأستاذ لتغطية ضعفه العلمي؟ أو هل مصدرها شعور الأستاذ بأن الطلبة حالة من الجهل الميئوس منها؟ أو أنهم مجموعة من المستهترين الذين يشعر بأنه يُضيّع وقته ، ويُهدر جُهده ، ويُعطي من علمه لمن لا يستحق ، أو أنهم حالة مستعصية من الفشل التي لا يمكن علاجها ، وأنهم عديمو المسؤولية ، وهم في الإجمال لا يمكن أن يقوموا بدورهم كاساتذه جامعيين إلاّ في ظل استخدامه (للعين الحمراء) كما نقول في أدبياتنا الشعبية ، أو أنهم أقنعوا أنفسهم بأنه ليس هناك سلطة من دون حزم ، وأن بوابة المهابة تمر عبر نافذة القسوة والتعنت.
وكأني بهذا النوع من الأساتذة يعتقدون أن التلويح بعصا الدرجات الغليظة ، والتخويف بالرسوب في موادهم هما الفيصل اللذان يمنحانهم احتراماً ومهابةً ينشدونها من طلابهم الذين لا حول لهم ولا قوة إلاّ الانصياع لمطالب من يمسك بزمام مصيرهم الأكاديمي ومستقبلهم.
ومما تقدم فإننا نضع على طاولة من يهمه الامر ان تأخذ العملية التعليمية في جامعاتنا لطرفي المعادلة (الاستاذ والتلميذ) اتجاها حازما ووضع الضوابط الحاكمة لهذة العلاقة والأُطر والمعايير الأكاديمية التي تحدد العلاقة بين الأستاذ والطالب الجامعي التي يجب أن يكون من أولوياتها العدالة ، والتجرد ، والإنصاف وتفعيل قانون الجامعات بالعقاب والثواب ودون هوادة ، حتى تصبح لدينا مؤسسات تعليمية متطورة ومستقلة تدار بكفاءة وبشكل ذاتي ووفق إرشادات مركزية وتخضع لنظام المساءلة..
واخيرا وليس اخرا - فإن مجلس التعليم العالي - مطالب وبدون تردد باتخاذ اشد الاجراءات القانونية بحق هذا الطالب المستهتر كرامه لهذا الأستاذ الجامعي - لان كرامته من كرامة الوطن - كي يكون عبرة لغيرة نظرا لتصرفة الشائن ودخولة على منطقة الحرام المقدسة بين الاستاذ وتلميذه (الفلتان الأخلاقي) ومهما كانت مبرراته الواهية ، إن السكوت على هذه الجريمة هو خطر مباشر بحق المجتمع الاردني سيما أننا نشهد العديد من الظواهر الاجتماعية الدخيلة على مجتمعنا وثقافتنا والتي تمثل خطرا على الأمن العام المجتمعي ولما لهذا الامر الخطير تأثير على حياتنا نحن في المجتمع الاردني وشبابنا مطالب بحماية المنظومة الأخلاقية والتربوية والتي ما زالت الى يومنا حاضرة في طليعة الامة ويشار اليها بالبنان على المستوى العربي والعالمي.
رحمك الله يا امير شعراء لغتنا العربية احمد شوقي الذي افرد للمعلم مساحة واسعة من الاحترام والتقدير والمهابة عندما قال نظما في شعرة للمعلم :
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا
حمى الله بلادنا الاردنية من كل مكروه وجنبها شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن ...
وأمام هذه الحادثة الآثمه فلا بد ان تضع الحكومة عيونها على تلك الجامعات الخاصة من مراقبة لادائها والذي ينعكس على الحالة التعليمية في بلادنا وبالتالي التأثير على سمعة ابنائنا من خريجي الجامعات الاردنية لان السمعة تشمل الكل ولا تقتصر على احد بعينة (حكومي أو خاص) ، وفي هذا السياق انتابني حزنا شديدا على موقف مجلس التعليم العالي من هذه الحادثة وقد خرج للاسف بتصريحة الناري بأنه " حادث داخلي يخص الجامعة " ... يبدو ان لبيب التعليم العالي لم تصل اليه الاشارة بعد - اللبيب من الاشارة يفهم ؟
لا زلت عند تجريم هذا الطالب العاق - لكن على الجانب الاخر من طرف المعادلة يلعب الأستاذ الجامعي دوراً حيوياً فهو بمثابة العمود الفقري في هيكل التعليم الجامعي، وهو بلا منازع الشريان الدافق الذي يمدُ الجامعات بأسباب الحياة ، أو أن يقودها إلى الذبول والموت البطيء حين يمارس أفعالاً هي خارج النسق الأكاديمي المنتظر من رائد التنوير، والتثقيف الاجتماعي. غير انه قد تحدث احيانا مشاهد متعددة من السلطوية والفوقية ، والشدة غير المبررة الذي يتعامل من خلالها الكثير من الأساتذة الجامعيين مع من يقومون على تعليمهم داخل قاعات العلم والمعرفة الجامعية
نستمع الى كثير من الروايات والقصص حيث تعد الفوقية والسلطوية المشهد الأبرز في تعامل بعض من أساتذة الجامعات (الحكومية والخاصة) مع أبنائهم الطلاب ، وبناتهم الطالبات (ولا اعمم) ، إلى جانب قدر كبير من سوء المعاملة المغلفة بقالب عنف يخلو من الرحمة واللين ، وتشوبه الكثير من الصرامة والشدة ، وحتى الشراسة والتعنت أحياناً.
وأمام تفشي ظاهرة طغيان الجانب التسلطي ، وسمة التعالي والغطرسة لبعض من الأساتذة الجامعيين يجدُ المرء نفسه في حيرة حيال تلمس أسباب الحضور القوي لهذا السلوك المهني التربوي غير السوي داخل باحات مؤسسات التعليم العالي لدينا ؛ فهل هي نتاج لحظات مزاجية تطغى على الأستاذ لتغطية ضعفه العلمي؟ أو هل مصدرها شعور الأستاذ بأن الطلبة حالة من الجهل الميئوس منها؟ أو أنهم مجموعة من المستهترين الذين يشعر بأنه يُضيّع وقته ، ويُهدر جُهده ، ويُعطي من علمه لمن لا يستحق ، أو أنهم حالة مستعصية من الفشل التي لا يمكن علاجها ، وأنهم عديمو المسؤولية ، وهم في الإجمال لا يمكن أن يقوموا بدورهم كاساتذه جامعيين إلاّ في ظل استخدامه (للعين الحمراء) كما نقول في أدبياتنا الشعبية ، أو أنهم أقنعوا أنفسهم بأنه ليس هناك سلطة من دون حزم ، وأن بوابة المهابة تمر عبر نافذة القسوة والتعنت.
وكأني بهذا النوع من الأساتذة يعتقدون أن التلويح بعصا الدرجات الغليظة ، والتخويف بالرسوب في موادهم هما الفيصل اللذان يمنحانهم احتراماً ومهابةً ينشدونها من طلابهم الذين لا حول لهم ولا قوة إلاّ الانصياع لمطالب من يمسك بزمام مصيرهم الأكاديمي ومستقبلهم.
ومما تقدم فإننا نضع على طاولة من يهمه الامر ان تأخذ العملية التعليمية في جامعاتنا لطرفي المعادلة (الاستاذ والتلميذ) اتجاها حازما ووضع الضوابط الحاكمة لهذة العلاقة والأُطر والمعايير الأكاديمية التي تحدد العلاقة بين الأستاذ والطالب الجامعي التي يجب أن يكون من أولوياتها العدالة ، والتجرد ، والإنصاف وتفعيل قانون الجامعات بالعقاب والثواب ودون هوادة ، حتى تصبح لدينا مؤسسات تعليمية متطورة ومستقلة تدار بكفاءة وبشكل ذاتي ووفق إرشادات مركزية وتخضع لنظام المساءلة..
واخيرا وليس اخرا - فإن مجلس التعليم العالي - مطالب وبدون تردد باتخاذ اشد الاجراءات القانونية بحق هذا الطالب المستهتر كرامه لهذا الأستاذ الجامعي - لان كرامته من كرامة الوطن - كي يكون عبرة لغيرة نظرا لتصرفة الشائن ودخولة على منطقة الحرام المقدسة بين الاستاذ وتلميذه (الفلتان الأخلاقي) ومهما كانت مبرراته الواهية ، إن السكوت على هذه الجريمة هو خطر مباشر بحق المجتمع الاردني سيما أننا نشهد العديد من الظواهر الاجتماعية الدخيلة على مجتمعنا وثقافتنا والتي تمثل خطرا على الأمن العام المجتمعي ولما لهذا الامر الخطير تأثير على حياتنا نحن في المجتمع الاردني وشبابنا مطالب بحماية المنظومة الأخلاقية والتربوية والتي ما زالت الى يومنا حاضرة في طليعة الامة ويشار اليها بالبنان على المستوى العربي والعالمي.
رحمك الله يا امير شعراء لغتنا العربية احمد شوقي الذي افرد للمعلم مساحة واسعة من الاحترام والتقدير والمهابة عندما قال نظما في شعرة للمعلم :
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا
حمى الله بلادنا الاردنية من كل مكروه وجنبها شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن ...