لاجئو "الزعتري" يروون لـ jo24 حكاية الشقاء في مخيم البؤس "صور"
أسامة المومني - تستمر رحلة النزوح من الموت الى الموت في مخيم الزعتري حيث يعاني الآلاف من قاطني المخيم أوضاعا إنسانية صعبة، بعد ما فرّوا من الموت في بلادهم إلى الأردن، لتزيد المعاناة والمشقة التي يتحملونها جراء العواصف الرملية وسوء الأغذية، فقد ذكرت تقارير صحفية أن الوجبات الغذائية التي يتلقاها أهالي المخيم غير صالحة، وتتردى نوعيتها بسبب سوء النقل والتخزين، وبشأن الأوضاع الصحية، ذكرت التقارير انتشار القوارض في المخيم ، وأن كمية المنظفات الموزعة لا تكفي، ما زاد من انتشار الأمراض.
وفي الوقت الذي يستمر فيه التعتيم الاعلامي والتجاهل الحكومي لمعاناة سكان المخيم تقوم السلطات الاردنية بمنع عدسة jo24 للمرة الثانية من التصوير داخل المخيم.
وخلال جولة لفريق jo24 داخل المخيم الذي بالكاد تتوافر فيه المياه والكهرباء والحمامات وغيرها من المرافق اللازمة، التقينا أم محمد (55عاما) التي أصيب اربعة من ابنائها بجروح، ودمّر منزلهم بسقوط ثلاثة صواريخ ، الأمر الذي دفعهم إلى اللجوء للاردن.
وقالت ام محمد: "لم ننو يوما الخروج من سوريا ولكن تدمير منزلنا والمنازل المجاورة دفعنا الى التوجة الى الاردن".
ام محمد انضمت إلى اللاجئين السوريين، الذين يصل عددهم إلى 35 ألفاً، وتدفقوا عبر الحدود من أنحاء سوريا كافة، حيث يصف اللاجئون الاوضاع التي فرّوا منها بأنها ارحم لهم من "الذل" في مخيم الزعتري.
ويقول خالد (30عاما) انه لم يتوقع في يوم من حياتة ان يرى ابناء شعبة يعيشون بهذه الضروف اللانسانية، وأضاف انه بات على استعداد لأن يقف أمام الدبابة ويموت حرا مكرما في بلده، بدلا من العيش في الزعتري.
ويستمر صناع القرار بالتنصل من المسؤولية الإنسانية تجاه اللاجئين بالحديث الرسمي حول صعوبة الأوضاع الاقتصادية، وعدم قدرة الأردن على تحمل المزيد من الأعباء، لتبرير منع اللاجئين من حق الحياة، أو التضييق عليهم في مخيمات القهر التي تشهد أوضاعاً مأساوية .
وكانت jo24 قد نشرت تقريرا اظهرت فيه لعبة استقطاب المنح المالية التي برع بها أركان السلطة التنفيذية، والتي رفدت الخزينة بملايين الدولارات دون أن يعلم أحد القيمة الإجمالية لهذه المنح أو كيفية إدارتها، حيث ورد على لسان وزير الدولة لشؤون الإعلام -خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد مؤخرا حول قضية اللاجئين- أن 'مؤسسات الدولة تدير هذا الملف دون ان ترتبط بالحكومة أو بمجلس النواب ' !!
البؤس الذي يعانيه اللاجؤون السوريون يتناقض تماما مع التصريحات الرسمية حول الارقام التي تتحدث بها أركان الحكومة.. في الوقت الذي تتوارد فيه الأنباء حول منحة أمريكية إضافية تم تقديمها للأردن بقيمة 100مليون دولار لدعم موازنتها وإيواء اللاجئين السوريين، و 17.5 مليون جنيه استرليني قدمتها بريطانيا.
كما خصصت الحكومة اليابانية مبلغ 3 ملايين دولار لدعم اللاجئين، فيما قدمت ألمانيا 10 ملايين يورو كمساعدة عاجلة لدعم قطاع المياه في الأردن بعد الشكوى من 'الضغط المتزايد' نتيجة ارتفاع أعداد اللاجئين السوريين في المملكة.
هذا وقدم الاتحاد الأوروبي منحة مالية للحكومة في حزيران الماضي بلغت 6.6 مليون دولار، كما قدمت الحكومة الصينية مساعدات إنسانية طارئة لإغاثة اللاجئين السوريين في الأردن بنحو 2.3 مليون دولار، ناهيك عن المبالغ التي لم يتم التصريح بها، وآلاف الاطنان من المواد الغذائية والمساعدات العينية التي تلقاها الأردن من مختلف الدول الآسيوية والأوروبية والخليجية!!
ورغم هذه الأرقام، يحرم اللاجئون من أبسط الحقوق الإنسانية في مخيم الزعتري الذي مازال يفتقر إلى أبسط شروط الحياة الإنسانية، وقد يكون هذا ما دفع 40 عائلة تقطن في 'الزعتري' لطلب العودة إلى سورية، حيث يكون الموت هو المشهد المهيمن، إذ كشف مصدر إغاثي أردني أن عائلات سورية لاجئة فرّت من المخيم، فيما أعادت السلطات الأردنية 40 عائلة أخرى إلى بلادها بناء على 'رغبتها'.
أما المساعدات العينية التي يتم تقديمها من الدول المانحة، فإن بشاعة المشهد كشفت عن وصول كميات هائلة من هذه المساعدات لغير اللاجئين، حيث أكدت المعلومات الواردة لـ jo24 أن بعض الأردنيين العاملين في إدارة شؤون اللاجئين أوصلوا المساعدات العينية إلى منازلهم !!
تجاوزات عديدة واستغلال يتمثل بأبشع صوره، تكشفها الحقائق التي لم يعد بالإمكان إخفاؤها خلف كثبان الغبار التي تغلف مخيم الزعتري في الصحراء لتكن رحلة النزوح من الموت الى الموت.
وتاليا بعض الصور التي رصدتها عدسة jo24 رغم المنع والتضيق الذي تعرضت له.
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
..
.