مفوضية الامم المتحدة : محاسبة تجار البشر وعلى أوروبا استقبال اللاجئين السوريين
جو 24 : صورة تلو الاخرى تسجل معاناة السوريين الهاربين من الموت الى #الموت، ولعلها من أكثرها الماً مشهد ذلك #الطفل الهامد على وجهه على أحد شواطئ تركيا، وهو واحد من 12 شخصاً قضوا بعد غرق قاربين غادرا جنوب تركيا في طريقهما الى جزيرة كوس اليونانية.
#مأساة الطفل السوري ليست الا تجسيداً لخيبة الاف والاف من #السوريين الاخرين الذين يقضون غرقاً أو اختناقاً أو ينتهون في سجون دول تعاملهم كأنهم غزاة يحاولون دخول أراضيها. مأساة هؤلاء لا تقلل حجم نكبة آخرين يعيشون من قلة الموت في مخيمات دول الجوار، الا أن تفاقمها في الاونة الاخيرة أبرز فشلاً جديدا للمجتمع الدولي في التعامل مع أسوأ مأساة انسانية يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
#الطفل_السوري بقميصه الاحمر وسرواله الأزرق يبدو كأنه نائم على شاطئ رملي في بودروم التركية. ولكن الواقع غير ذلك.فالطفل لفظ أنفاسه بعدما غرق مع ثمانية آخرين كانوا مع 14 شخصاً على قاربين انطلقا في شكل منفصل من منطقة أكيارلار في شبه جزيرة بودروم التركية. وبين القتلى خمسة أطفال وامرأة ، فيما أنقذ سبعة أشخاص ووصل اثنان إلى الشاطئ وهما يرتديان سترتي نجاة ولا يزال شخصان مفقودين.
في الاونة الاخيرة تزايدت كثيراً حركة الانتقال من #تركيا الى اليونان بحراً.ورصدت وكالات الاغاثة انتقال 2000 شخص يومياً في آب الماضي الى الجزر الشرقية لليونان عبر قوارب مطاطية.والثلثاء، أعلنت الحكومة التركية انقاذ حرس السواحل أكثر من 42 الف مهاجر في بحر ايجه منذ مطلع 2015 وأكثر من 2160 الاسبوع الماضي وحده.
الواضح أن #اللاجئين، وغالبيتهم سوريون،والذين يدفعون الف دولار على الاقل للمهربين بدلا لهذه الرحلة الخطيرة، يستفيدون من هدوء البحر خلال الصيف. ومع ذلك، ثمة رحلات كثيرة تغرق بعدما تملأ المراكب المطالطية بركاب أكثر من قدرتها على الاستيعاب.
المفوضية
مسؤول العلاقات الخارجية في المفوضة العليا للأمم المتحدة للاجئين فراس كيال قال لـ"النهار" إن نحو 2,500 شخص لقوا حتفهم غرقاً هذه السنة اثناء محاولتهم الوصول الى اوروبا مستخدمين قوارب لعبور البحر الابيض المتوسط مقارنة مع 3,500 شخص قضوا في المتوسط العام الماضي.
أرقام المفوضية تشير الى تزايد أعداد اللاجئين السوريين الواصلين الى أوروبا هذه السنة مقارنة بالعام الماضي، إذ ان أكثر من 300 آلأف شخص، غالبيتهم من اللاجئين السوريين وطالبي اللجوء من جنسيات اخرى اضافة الى المهاجرين، وصلوا إلى أوروبا في الاشهر الثمانية من 2015 ، بينهم 200 ألف حطوا رحالهم في اليونان بعد رحلة شاقة مقارنة مع 110 الاف وصلوا إلى السواحل الإيطالية.
وفي غياب أفق الحلول السياسية للأزمات التي تعصف بسوريا، يقول كيال إن المفوضية تتوقع استمرار وصول اللاجئين خلال الفترة المقبلة بمعدل ثلاثة الاف شخص يومياً تقريبا.
ازاء تزايد موجة اللجوء وتفاقم المأساة الانسانية الناجمة عنها، ما هي الخطوات التي تقوم بها المفوضية في هذا الشأن؟يجيب كيال :" نحن على تواصل مستمر مع حكومات الدول الأوروبية من أجل أخذ التدابير اللازمة ومراجعة السياسات الاوروبية للجوء بما يسمح بمعاملة أفضل لللاجئين وفتح الحدود أمامهم ليحصلوا على الحماية التي جاؤوا من أجلها.
أما تجار تجار البشر "العديمي الأخلاق ويتاجرون بأرواح الأبرياء" فيجب في رأيه محاسبتهم "وهؤلاء المهربون لا ينشطون فقط في البحر الابيض المتوسط وانما ايضا عبر الحدود داخل الدول الاوروبية"، في اشارة الى الحادث المأسوي الذي راح ضحيته أخيراً اكثر من 70 شخص ماتوا اختناقا في شاحنة اثناء تهريبهم عبر #النمسا.
المفوضية تنسق على نحو مستمر مع دول الإتحاد الأوروبي المعنية مباشرة بالازمة، اضافة الى المفوضية الاوروبية. وفي هذا الشأن، لفت أخيراً موقف المانيا التي أوقفت اعادة طالبي اللجوء من السوريين الى الدول التي دخلوا منها اراضي الاتحاد الاوروبي، معلقة عملياً تطبيق اتفاقات دبلن التي تنص على اعادتهم.
المانيا وأسوج
كيال يلفت الى الموقف "المميز والانساني" للحكومة الألمانية والمستشارة أنغيلا ميركل خصوصاً التي دعت الى معاملة اللاجئين في أوروبا معاملة حسنة وافساح المجال للاجئين للبقاء قانونياً على أرضها، مضيفاً أيضاً أن أسوج أبدت تعاوناً ممتازا لاستيعاب عدد غير محدود من اللاجئين، متمنياً على الدول الاوروبية الاخرى أن تحذو حذوهما في القريب العاجل اذ "لا بد في هذا الخصوص من استراتيجية أوروبية واضحة للتعامل مع هذه الازمة تخلص الى استيعاب عادل للاجئين في عموم الدول الاوروبية بدل من سياسات فردية لكل دولة على حدة".
على غرار كل النزاعات التي تؤدي الى موجات هجرة وتدفع الناس الى المجازفة بحياتهم هرباً من الحروب، يبقى الحل النهائي لهذه الازمة حل سياسي شامل. ولكن الى حين تحقيق ذلك، يقول كيال إن ثمة اجراءات عملية يجب اتخاذها سريعاً، بما فيها انشاء مراكز استقبال على حدود اوروبا الجنوبية تقدم فيها المساعدات الطارئة للاجئين وطالبي اللجوء مع مراعاة الحالات الخاصة للنساء والاطفال والعجزة. "هؤلاء بشر في نهاية المطاف ولابد ان يعاملوا بطريقة انسانية ومنظمة بدل أن يتركوا فريسة لعصابات التهريب وتجار البشر".
الى ذلك، يلفت الى وجوب درس حالاتهم ح وفقا المعايير الدولية و"من تنطبق عليهم معايير اللجوء، كالسوريين الهاربين من الحرب مثلاً، فيجب توزيعهم داخل الدول الاوروبيةوفقاً لنظام عادل وفعال كي لا تضطر دولة او اثنتان في اوروبا لاستقبال غالبية هؤلاء اللاجئين بينما دول اخرى اوروبية لا تستقبل الا عدد بسيط منهم".
دول الجوار
الازمة في أوروبا خطفت الاضواء أخيراً، لكن الازمة في الدول المجاورة لسوريا الى تفاقم بدورها. ويقر كيال بان اعداد اللاجئين الذين بحاجه الى مساعدة يزداد بشكل مضطرد" . ففي لبنان كل شخص من اصل 4 اشخاص هو لاجئ سوري. هذه الزيادة تأتي في ظل عجز كبير في قيمة التمويل المتوفر لدى المنظمات الدولية العاملة على إغاثة اللاجئين السوريين. ويلفت الى أن ما وصل حتى الآن هو 37 في المئة فقط من المبلغ الذي طالبت به هذه المنظمات من خلال النداء الذي أطلقته في شهر كانون الاول الماضي. وهذا يعني ان من يقارب من 60 في المئة من برامج الاغاثة التي كانت هذه المنظمات تنوي تنفيذها في الدول المجاورة معلقة بسبب نقص التمويل. لذلك، ناشد كل الدول المانحة لتقاسم الأعباء من طريق التمويل مع الدول الجوار التي تستضيف بكرم أكثر من 4 مليون لاجئ سوري منذ أكثر من أربع سنوات.
"النهار - موناليزا فريحة "
#مأساة الطفل السوري ليست الا تجسيداً لخيبة الاف والاف من #السوريين الاخرين الذين يقضون غرقاً أو اختناقاً أو ينتهون في سجون دول تعاملهم كأنهم غزاة يحاولون دخول أراضيها. مأساة هؤلاء لا تقلل حجم نكبة آخرين يعيشون من قلة الموت في مخيمات دول الجوار، الا أن تفاقمها في الاونة الاخيرة أبرز فشلاً جديدا للمجتمع الدولي في التعامل مع أسوأ مأساة انسانية يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
#الطفل_السوري بقميصه الاحمر وسرواله الأزرق يبدو كأنه نائم على شاطئ رملي في بودروم التركية. ولكن الواقع غير ذلك.فالطفل لفظ أنفاسه بعدما غرق مع ثمانية آخرين كانوا مع 14 شخصاً على قاربين انطلقا في شكل منفصل من منطقة أكيارلار في شبه جزيرة بودروم التركية. وبين القتلى خمسة أطفال وامرأة ، فيما أنقذ سبعة أشخاص ووصل اثنان إلى الشاطئ وهما يرتديان سترتي نجاة ولا يزال شخصان مفقودين.
في الاونة الاخيرة تزايدت كثيراً حركة الانتقال من #تركيا الى اليونان بحراً.ورصدت وكالات الاغاثة انتقال 2000 شخص يومياً في آب الماضي الى الجزر الشرقية لليونان عبر قوارب مطاطية.والثلثاء، أعلنت الحكومة التركية انقاذ حرس السواحل أكثر من 42 الف مهاجر في بحر ايجه منذ مطلع 2015 وأكثر من 2160 الاسبوع الماضي وحده.
الواضح أن #اللاجئين، وغالبيتهم سوريون،والذين يدفعون الف دولار على الاقل للمهربين بدلا لهذه الرحلة الخطيرة، يستفيدون من هدوء البحر خلال الصيف. ومع ذلك، ثمة رحلات كثيرة تغرق بعدما تملأ المراكب المطالطية بركاب أكثر من قدرتها على الاستيعاب.
المفوضية
مسؤول العلاقات الخارجية في المفوضة العليا للأمم المتحدة للاجئين فراس كيال قال لـ"النهار" إن نحو 2,500 شخص لقوا حتفهم غرقاً هذه السنة اثناء محاولتهم الوصول الى اوروبا مستخدمين قوارب لعبور البحر الابيض المتوسط مقارنة مع 3,500 شخص قضوا في المتوسط العام الماضي.
أرقام المفوضية تشير الى تزايد أعداد اللاجئين السوريين الواصلين الى أوروبا هذه السنة مقارنة بالعام الماضي، إذ ان أكثر من 300 آلأف شخص، غالبيتهم من اللاجئين السوريين وطالبي اللجوء من جنسيات اخرى اضافة الى المهاجرين، وصلوا إلى أوروبا في الاشهر الثمانية من 2015 ، بينهم 200 ألف حطوا رحالهم في اليونان بعد رحلة شاقة مقارنة مع 110 الاف وصلوا إلى السواحل الإيطالية.
وفي غياب أفق الحلول السياسية للأزمات التي تعصف بسوريا، يقول كيال إن المفوضية تتوقع استمرار وصول اللاجئين خلال الفترة المقبلة بمعدل ثلاثة الاف شخص يومياً تقريبا.
ازاء تزايد موجة اللجوء وتفاقم المأساة الانسانية الناجمة عنها، ما هي الخطوات التي تقوم بها المفوضية في هذا الشأن؟يجيب كيال :" نحن على تواصل مستمر مع حكومات الدول الأوروبية من أجل أخذ التدابير اللازمة ومراجعة السياسات الاوروبية للجوء بما يسمح بمعاملة أفضل لللاجئين وفتح الحدود أمامهم ليحصلوا على الحماية التي جاؤوا من أجلها.
أما تجار تجار البشر "العديمي الأخلاق ويتاجرون بأرواح الأبرياء" فيجب في رأيه محاسبتهم "وهؤلاء المهربون لا ينشطون فقط في البحر الابيض المتوسط وانما ايضا عبر الحدود داخل الدول الاوروبية"، في اشارة الى الحادث المأسوي الذي راح ضحيته أخيراً اكثر من 70 شخص ماتوا اختناقا في شاحنة اثناء تهريبهم عبر #النمسا.
المفوضية تنسق على نحو مستمر مع دول الإتحاد الأوروبي المعنية مباشرة بالازمة، اضافة الى المفوضية الاوروبية. وفي هذا الشأن، لفت أخيراً موقف المانيا التي أوقفت اعادة طالبي اللجوء من السوريين الى الدول التي دخلوا منها اراضي الاتحاد الاوروبي، معلقة عملياً تطبيق اتفاقات دبلن التي تنص على اعادتهم.
المانيا وأسوج
كيال يلفت الى الموقف "المميز والانساني" للحكومة الألمانية والمستشارة أنغيلا ميركل خصوصاً التي دعت الى معاملة اللاجئين في أوروبا معاملة حسنة وافساح المجال للاجئين للبقاء قانونياً على أرضها، مضيفاً أيضاً أن أسوج أبدت تعاوناً ممتازا لاستيعاب عدد غير محدود من اللاجئين، متمنياً على الدول الاوروبية الاخرى أن تحذو حذوهما في القريب العاجل اذ "لا بد في هذا الخصوص من استراتيجية أوروبية واضحة للتعامل مع هذه الازمة تخلص الى استيعاب عادل للاجئين في عموم الدول الاوروبية بدل من سياسات فردية لكل دولة على حدة".
على غرار كل النزاعات التي تؤدي الى موجات هجرة وتدفع الناس الى المجازفة بحياتهم هرباً من الحروب، يبقى الحل النهائي لهذه الازمة حل سياسي شامل. ولكن الى حين تحقيق ذلك، يقول كيال إن ثمة اجراءات عملية يجب اتخاذها سريعاً، بما فيها انشاء مراكز استقبال على حدود اوروبا الجنوبية تقدم فيها المساعدات الطارئة للاجئين وطالبي اللجوء مع مراعاة الحالات الخاصة للنساء والاطفال والعجزة. "هؤلاء بشر في نهاية المطاف ولابد ان يعاملوا بطريقة انسانية ومنظمة بدل أن يتركوا فريسة لعصابات التهريب وتجار البشر".
الى ذلك، يلفت الى وجوب درس حالاتهم ح وفقا المعايير الدولية و"من تنطبق عليهم معايير اللجوء، كالسوريين الهاربين من الحرب مثلاً، فيجب توزيعهم داخل الدول الاوروبيةوفقاً لنظام عادل وفعال كي لا تضطر دولة او اثنتان في اوروبا لاستقبال غالبية هؤلاء اللاجئين بينما دول اخرى اوروبية لا تستقبل الا عدد بسيط منهم".
دول الجوار
الازمة في أوروبا خطفت الاضواء أخيراً، لكن الازمة في الدول المجاورة لسوريا الى تفاقم بدورها. ويقر كيال بان اعداد اللاجئين الذين بحاجه الى مساعدة يزداد بشكل مضطرد" . ففي لبنان كل شخص من اصل 4 اشخاص هو لاجئ سوري. هذه الزيادة تأتي في ظل عجز كبير في قيمة التمويل المتوفر لدى المنظمات الدولية العاملة على إغاثة اللاجئين السوريين. ويلفت الى أن ما وصل حتى الآن هو 37 في المئة فقط من المبلغ الذي طالبت به هذه المنظمات من خلال النداء الذي أطلقته في شهر كانون الاول الماضي. وهذا يعني ان من يقارب من 60 في المئة من برامج الاغاثة التي كانت هذه المنظمات تنوي تنفيذها في الدول المجاورة معلقة بسبب نقص التمويل. لذلك، ناشد كل الدول المانحة لتقاسم الأعباء من طريق التمويل مع الدول الجوار التي تستضيف بكرم أكثر من 4 مليون لاجئ سوري منذ أكثر من أربع سنوات.
"النهار - موناليزا فريحة "