"نريد العمل الجماعي لا الـالتلفزيوني"
جو 24 : لم تكن الساعات التي قضاها شبان وشابات في مبنى #وزارة_البيئة الثلثاء بالسهلة، خصوصاً بعد سماع رواياتهم عن التعنيف الذي تعرّضوا له ، أو رؤية اللكمات والجروح التي أصابت بعضهم.
أراد المعتصمون أن ينتج تحرّكم استقالة وزير البيئة محمد المشنوق المتنحي عن مهامه والباقي في منصبه. لم يتحقق هدف احتلال الوزارة وبرزت أهمية التقييم الضروري لـ2 أيلول، إن كان من الناشطين المستقلّين او من الأعضاء في الحركات الموجودة على الساحة اليوم، لاسيّما في ضوء الأسئلة التي تُثار عن وحدة الحراك والتحديات التي تواجه الاطار التنظيمي ومسألة القيادة فيه.
فكرة... فاقتحام... واستثناءات التنسيق
تحدّثنا مع أحد منظّمي حملة #طلعت_ريحتكم أمير فقيه الذي أخبرنا أنه جرى النقاش في فكرة اقتحام مبنى الوزارة قبل يوم واحد فقط من التنفيذ، وقد تمّ اتخاذ القرار في حضور 9 أشخاص، علماً انّ الأفراد المجتمعين فكّروا باحتمالات أخرى للضغط على السلطة قبل أن يرسو القرار على احتلال الوزارة.
ورداً على سؤالٍ عن سبب عدم التنسيق مع حملات أخرى في هذه الخطوة، أجاب فقيه ان الحملة "خافت من التسريب الإعلامي الذي قد يُفشِل خطوتها". إلاّ أن المقتحمين تواصلوا مع عدد من الحملات لحظة وصولهم إلى مبنى الوزارة، والتحق بهم أفراد من تلك الحملات، منهم نعمت بدرالدين من #بدنا_نحاسب.
استثناءات التنسيق هذه التي ارتأتها الحملة، لم تمنعها من الشعور بأن وجود عدد أكبر من الأشخاص معها كان سيساعدها أكثر، ولم يرَ فقيه ان خطوتهم احتاجت المزيد من التحضير، اقتحمنا مبنى الوزارة بهدف استقالة الوزير المشنوق، وإصرارنا على ذلك طوال الوقت وعدم خروجنا من المبنى يعنيان ان الرسالة وصلت".
الحراك الشعبي من أجل التغيير
لا شك أن هناك العديد من الحملات والأفراد الفاعلين على الأرض اليوم، وتواصلنا مع عدد منهم لمعرفة تقييمهم لاقتحام الوزارة. لم ير محمد، وهو عضو في #الشعب_يريد ، أن ما جرى الثلثاء يظهر التفرّد بالقرار من "طلعت ريحتكم"، مؤكداً انه كان من الضروري ان تحافظ الحملة على سريّة العمل كي تنجح.
ويرى عضو آخر ان المبادرة والعمل على الأرض هما الأهم، بدلاً من انتقاد الحملات لبعضها البعض. ويتّفق الاثنان على انّ توحيد الحراك هو الأساس، "فلا نريد ان ينقسّم، لأنّ ذلك سيخدم مصالح السياسيين".
من جهتها، تعتبر فرح قبيسي أن تضامن الحملة مع "طلعت ريحتكم" هو الأهم، مشيرة إلى اختلاف الخطاب السياسي بين الحملتين، لكن المهم هو اتفاقهما على الضغط تجاه النظام السياسي الموجود في لبنان بطرق شتى.
أما مي الخطيب من #بدنا_نحاسب ، وهو الشعار الذي تنضوي تحته #شباب_ضد_النظام وحركات أخرى، فرأت أنه جرى التفرّد بالقرار من "طلعت_ريحتكم"، ولم تعلم "بدنا_نحاسب" بخطوة الاقتحام إلاّ لحظة حصولها. وكانت الحملة في تلك اللحظة في اجتماع يضم حملات عدّة ومختصّين، وكان من المفترض ان تحضره "طلعت ريحتكم"، الأمر الذي لم يحصل.
وترى "بدنا نحاسب" ان وقوف كل الحملات إلى جانب "طلعت ريحتكم" في خطوتها، على رغم عدم التنسيق معها، أمر صائب جداً، كونه يخدم الحراك الشعبي. وتؤكّد ان "الحراك مستمر في الشارع، ولا يتأثر إن كان هناك احد الأشخاص الذين يريدون ركوب الموجة"، مضيفة ان تجارب التنسيق السابقة مع طلعت ريحتكم كانت على الأرض فقط من دون ان تكون تسمية "بدنا نحاسب" قد أوجدت بعد. لكن انسحاب الحملة من الشارع يوم الأحد وقولها انها ستعود بعد اسبوع للتظاهر، أوجدا حملة "بدنا نحاسب"، لضرورة متابعة العمل". وتضم الحملة أفراد ناشطين في العمل المطلبي منذ وقت طويل.
سأبقى معهم ... حتّى لو هُزِموا
باتريسيا، من المستقلّين الذي شاركوا في التظاهرات الأخيرة التي حصلت، ترى انّ "خطوة احتلال الوزارة كانت بحاجة لدراسة أكثر، لأن الصورة الجميلة الجامعة التي ظهرت في 29 آب يجب أن تبقى في الوجدان ". تكمل الشابة وتأثّرها بادٍ بالأحداث الجارية، قائلة: "ما حصل قلّل من وهج تظاهرة السبت لأنه لم يحقق مكاسب مباشرة".
وتشير الى النقاش السياسي والقانوني حول صحّة احتلال المرافق العامّة، وتردف بأنها تعلم من بعض الأصدقاء الناشطين في الحراك انّ "الخطوة أثارت الجدل حول توقيتها والأهداف التي يمكن ان توصلنا إليها، وميزان الخسائر والأرباح".
ولا تخفي أنه كان للخطوة بعد "ثوري"، وكان يجب التمهيد لها، للرأي العام خصوصاً، من دون حرق المراحل، إذ ان الناس تلتحق عادة بحركة شعبية لأنها تعوّل على التغيير، والرأي العام يريد المكاسب، وفي حال لم يلقاها، قد يتراجع ولاءه وتفاعله معها".
"الملاحظ هو استشراس المنظومة السلطوية بشقّيها السياسي والإعلامي لاستهداف التحرّك"، تقولها متأسّفة. ورداً على سؤالنا ان كان رأيها هذا مما حصل قد يمنعها من المشاركة بتحرّكات أخرى قد تدعو إليها الحملات الفاعلة، تجيب: "لست خائفة على نفسي من عدم الولاء أو المشاركة، بل على الرأي العام الهش، فأنا سأبقى مع ما يقوم به الشباب سواء ربحوا أم خسروا".
حسان الزين وتحدي القدرة على الحوار
اختار الصحافي حسان الزين الإنسحاب من العمل التنظيمي في الحراك، كما ظهر في فيديو عبر حساب #تغريدة على #يوتيوب . وتحدّث خلال دقيقتين عن سبب اتخاذه هذا القرار، مفضلاً التنازل عن موقعه كشخص مستقل في حضور الإجتماعات وتقريب وجهات النظر، والعودة إلى المشاركة في التظاهرات. وفي اتصال هاتفي مع "النهار"، لاستيضاح خلفيات قراره، قال الزين أن الأمر يتعلّق بـ"عدم قدرة الجميع على الحوار الصحيح"، مضيفاً: "إنني أعمل منذ أسبوع أو أكثر من أجل بناء العلاقات الإيجابية بين الأطراف، لكننا لم نستطع ان نصل لشيء غير لغة الألاعيب والإستفراد".
كما أشار إلى ان "طلعت ريحتكم" خائفة من ان يأخذ أي شخص او جهة قرارها، لكنّه في الوقت عينه، لم يحمّلها المسؤولية وحدها. وعلّق أن "الحسابات الخاصة أصبحت هي الأقوى". اكتفى الصحافي الذي يدوّن في "تغريدة" بإبلاغ عدد من الأشخاص المقرّبين عن قرار انسحابه صباح الثلثاء، أي قبل اقتحام وزارة البيئة، لكنه لم يبلّغ منظّمي "طلعت ريحتكم" بالأمر. اكتفى بالقول أنه انضمّ للحراك الشعبي كمواطن، لكنه لم يعد يحتمل صعوبة التواصل، التي لم يعمّمها على جميع الحملات أو الأفراد داخلها.
"لا شكّ انّ تظاهرة 29 آب حمّلتنا جميعاً مسؤولية أكبر مما كنا نعلم"، ويؤكد حسّان ان تلك التظاهرة قالت لنا: اذهبوا لتغيير المجتمع من خلال العمل النقابي والسياسي، ولا تتنافسوا على حبّ الظهور. العمل التغييري، يكون من خلال إنضاج المجتمع، وليس فقط من خلال حراك، على أهمية الحراك الذي يعطي مناخاً من التفاؤل. وربّما انفعال الزين من خلال قوله ان "الثورة ليست عملاً تلفزيونياً"، يصلح للانطلاق نحو عمل أفضل. فهل يجتاز الحراك التحديات التنظيمية بعد المسؤوليات التي حتمها نجاح تظاهرة 29 آب؟المصدر: "النهار"
زينة ناصر
أراد المعتصمون أن ينتج تحرّكم استقالة وزير البيئة محمد المشنوق المتنحي عن مهامه والباقي في منصبه. لم يتحقق هدف احتلال الوزارة وبرزت أهمية التقييم الضروري لـ2 أيلول، إن كان من الناشطين المستقلّين او من الأعضاء في الحركات الموجودة على الساحة اليوم، لاسيّما في ضوء الأسئلة التي تُثار عن وحدة الحراك والتحديات التي تواجه الاطار التنظيمي ومسألة القيادة فيه.
فكرة... فاقتحام... واستثناءات التنسيق
تحدّثنا مع أحد منظّمي حملة #طلعت_ريحتكم أمير فقيه الذي أخبرنا أنه جرى النقاش في فكرة اقتحام مبنى الوزارة قبل يوم واحد فقط من التنفيذ، وقد تمّ اتخاذ القرار في حضور 9 أشخاص، علماً انّ الأفراد المجتمعين فكّروا باحتمالات أخرى للضغط على السلطة قبل أن يرسو القرار على احتلال الوزارة.
ورداً على سؤالٍ عن سبب عدم التنسيق مع حملات أخرى في هذه الخطوة، أجاب فقيه ان الحملة "خافت من التسريب الإعلامي الذي قد يُفشِل خطوتها". إلاّ أن المقتحمين تواصلوا مع عدد من الحملات لحظة وصولهم إلى مبنى الوزارة، والتحق بهم أفراد من تلك الحملات، منهم نعمت بدرالدين من #بدنا_نحاسب.
استثناءات التنسيق هذه التي ارتأتها الحملة، لم تمنعها من الشعور بأن وجود عدد أكبر من الأشخاص معها كان سيساعدها أكثر، ولم يرَ فقيه ان خطوتهم احتاجت المزيد من التحضير، اقتحمنا مبنى الوزارة بهدف استقالة الوزير المشنوق، وإصرارنا على ذلك طوال الوقت وعدم خروجنا من المبنى يعنيان ان الرسالة وصلت".
الحراك الشعبي من أجل التغيير
لا شك أن هناك العديد من الحملات والأفراد الفاعلين على الأرض اليوم، وتواصلنا مع عدد منهم لمعرفة تقييمهم لاقتحام الوزارة. لم ير محمد، وهو عضو في #الشعب_يريد ، أن ما جرى الثلثاء يظهر التفرّد بالقرار من "طلعت ريحتكم"، مؤكداً انه كان من الضروري ان تحافظ الحملة على سريّة العمل كي تنجح.
ويرى عضو آخر ان المبادرة والعمل على الأرض هما الأهم، بدلاً من انتقاد الحملات لبعضها البعض. ويتّفق الاثنان على انّ توحيد الحراك هو الأساس، "فلا نريد ان ينقسّم، لأنّ ذلك سيخدم مصالح السياسيين".
من جهتها، تعتبر فرح قبيسي أن تضامن الحملة مع "طلعت ريحتكم" هو الأهم، مشيرة إلى اختلاف الخطاب السياسي بين الحملتين، لكن المهم هو اتفاقهما على الضغط تجاه النظام السياسي الموجود في لبنان بطرق شتى.
أما مي الخطيب من #بدنا_نحاسب ، وهو الشعار الذي تنضوي تحته #شباب_ضد_النظام وحركات أخرى، فرأت أنه جرى التفرّد بالقرار من "طلعت_ريحتكم"، ولم تعلم "بدنا_نحاسب" بخطوة الاقتحام إلاّ لحظة حصولها. وكانت الحملة في تلك اللحظة في اجتماع يضم حملات عدّة ومختصّين، وكان من المفترض ان تحضره "طلعت ريحتكم"، الأمر الذي لم يحصل.
وترى "بدنا نحاسب" ان وقوف كل الحملات إلى جانب "طلعت ريحتكم" في خطوتها، على رغم عدم التنسيق معها، أمر صائب جداً، كونه يخدم الحراك الشعبي. وتؤكّد ان "الحراك مستمر في الشارع، ولا يتأثر إن كان هناك احد الأشخاص الذين يريدون ركوب الموجة"، مضيفة ان تجارب التنسيق السابقة مع طلعت ريحتكم كانت على الأرض فقط من دون ان تكون تسمية "بدنا نحاسب" قد أوجدت بعد. لكن انسحاب الحملة من الشارع يوم الأحد وقولها انها ستعود بعد اسبوع للتظاهر، أوجدا حملة "بدنا نحاسب"، لضرورة متابعة العمل". وتضم الحملة أفراد ناشطين في العمل المطلبي منذ وقت طويل.
سأبقى معهم ... حتّى لو هُزِموا
باتريسيا، من المستقلّين الذي شاركوا في التظاهرات الأخيرة التي حصلت، ترى انّ "خطوة احتلال الوزارة كانت بحاجة لدراسة أكثر، لأن الصورة الجميلة الجامعة التي ظهرت في 29 آب يجب أن تبقى في الوجدان ". تكمل الشابة وتأثّرها بادٍ بالأحداث الجارية، قائلة: "ما حصل قلّل من وهج تظاهرة السبت لأنه لم يحقق مكاسب مباشرة".
وتشير الى النقاش السياسي والقانوني حول صحّة احتلال المرافق العامّة، وتردف بأنها تعلم من بعض الأصدقاء الناشطين في الحراك انّ "الخطوة أثارت الجدل حول توقيتها والأهداف التي يمكن ان توصلنا إليها، وميزان الخسائر والأرباح".
ولا تخفي أنه كان للخطوة بعد "ثوري"، وكان يجب التمهيد لها، للرأي العام خصوصاً، من دون حرق المراحل، إذ ان الناس تلتحق عادة بحركة شعبية لأنها تعوّل على التغيير، والرأي العام يريد المكاسب، وفي حال لم يلقاها، قد يتراجع ولاءه وتفاعله معها".
"الملاحظ هو استشراس المنظومة السلطوية بشقّيها السياسي والإعلامي لاستهداف التحرّك"، تقولها متأسّفة. ورداً على سؤالنا ان كان رأيها هذا مما حصل قد يمنعها من المشاركة بتحرّكات أخرى قد تدعو إليها الحملات الفاعلة، تجيب: "لست خائفة على نفسي من عدم الولاء أو المشاركة، بل على الرأي العام الهش، فأنا سأبقى مع ما يقوم به الشباب سواء ربحوا أم خسروا".
حسان الزين وتحدي القدرة على الحوار
اختار الصحافي حسان الزين الإنسحاب من العمل التنظيمي في الحراك، كما ظهر في فيديو عبر حساب #تغريدة على #يوتيوب . وتحدّث خلال دقيقتين عن سبب اتخاذه هذا القرار، مفضلاً التنازل عن موقعه كشخص مستقل في حضور الإجتماعات وتقريب وجهات النظر، والعودة إلى المشاركة في التظاهرات. وفي اتصال هاتفي مع "النهار"، لاستيضاح خلفيات قراره، قال الزين أن الأمر يتعلّق بـ"عدم قدرة الجميع على الحوار الصحيح"، مضيفاً: "إنني أعمل منذ أسبوع أو أكثر من أجل بناء العلاقات الإيجابية بين الأطراف، لكننا لم نستطع ان نصل لشيء غير لغة الألاعيب والإستفراد".
كما أشار إلى ان "طلعت ريحتكم" خائفة من ان يأخذ أي شخص او جهة قرارها، لكنّه في الوقت عينه، لم يحمّلها المسؤولية وحدها. وعلّق أن "الحسابات الخاصة أصبحت هي الأقوى". اكتفى الصحافي الذي يدوّن في "تغريدة" بإبلاغ عدد من الأشخاص المقرّبين عن قرار انسحابه صباح الثلثاء، أي قبل اقتحام وزارة البيئة، لكنه لم يبلّغ منظّمي "طلعت ريحتكم" بالأمر. اكتفى بالقول أنه انضمّ للحراك الشعبي كمواطن، لكنه لم يعد يحتمل صعوبة التواصل، التي لم يعمّمها على جميع الحملات أو الأفراد داخلها.
"لا شكّ انّ تظاهرة 29 آب حمّلتنا جميعاً مسؤولية أكبر مما كنا نعلم"، ويؤكد حسّان ان تلك التظاهرة قالت لنا: اذهبوا لتغيير المجتمع من خلال العمل النقابي والسياسي، ولا تتنافسوا على حبّ الظهور. العمل التغييري، يكون من خلال إنضاج المجتمع، وليس فقط من خلال حراك، على أهمية الحراك الذي يعطي مناخاً من التفاؤل. وربّما انفعال الزين من خلال قوله ان "الثورة ليست عملاً تلفزيونياً"، يصلح للانطلاق نحو عمل أفضل. فهل يجتاز الحراك التحديات التنظيمية بعد المسؤوليات التي حتمها نجاح تظاهرة 29 آب؟المصدر: "النهار"
زينة ناصر