معاكسة البنات أمام مدارسهن.. ظاهرة لا أخلاقية تسلتزم العقاب
جو 24 : عدنا والعود أحمد، وأنتظم الطلبة في مدارسهم، وعلى مقاعد الدرس، بدأ المشوار، وبدأت العملية التعليمية بيسر، وهمة. تبقى في المحيط التعليمي، والتربوي، منغصات تقلق شركاء العملية التربوية في وطننا، من ادارة مدرسية، وأولياء أمور، وطلبة.
معاكسة الطالبات امام مدارسهن، وفي الشوارع المؤدية إليها، وصفها البعض بالظاهرة، فيما ذهبت بعض الاراء، الى حجب صفة الظاهرة عن هذه الممارسات على اعتبار انها فردية، وتحت الرقابة والسيطرة غالبا.
الأهالي وأولياء الأمور، أكثر المشتكين من وجود شباب في شوارع وطرق تقصدها بناتهم من الطالبات يوميا، في رحلة الذهاب والاياب من والى مدارسهن، وما يعترض هذا المشوار اليومي من معاكسات، وتصرفات ومضايقات تنجم عن شبان ومراهقين يتجمعون بكثافة حول المدارس، بحسب رصد حي لـ»الدستور»، واراء مواطنين. ومن منبر «الدستور» نطلق مبادرة «عرض بناتنا.. من عرض بلادنا»، للحد من الظاهرة التي تعد آفة غريبة على مجتمعنا الأردني المحافظ.
أولياء أمور: نريد حرية التنقل لبناتنا
«الدستور» التقت مجموعة من أهالي طالبات، تواجدوا في الايام الأولى من العام الدراسي الجديد على اعتاب مدارس بناتهم، بل ان بعضهم كان داخل اسوار المدارس،وفي مكاتب المديرات والمدراء، للحديث عن حق بناتهم من الطالبات بحرية التنقل من والى المدرسة، دون التعرض لتحرش، او مضايقات ومعاكسات من قبل شباب ومراهقين امام مدارسهن.
تقول والدة الطالبة «ميس عزمي»، وبنبرة لا تخلو من خوف وغضب ايضا «في العام الماضي تعرضت ابنتي وزميلاتها لجملة من المضايقات التي اضطرت والدها ليصحبها بصورة يومية من والى المدرسة، ولكن هذا العام الوضع مختلف، فالوالد مسافر، وارتأيت ان يكون الحل من داخل المدرسة لهذه الظاهرة، التي تجعل بناتنا ونحن ايضا كأولياء امور، في حالة من الانزعاج بسبب هذه الظاهرة السيئة والمزعجة».
وتضيف، «هؤلاء الشباب والمتسكعين على أبواب المدارس يتلفظون بألفاظ نابية لا يقبلها أي شخص، تجرح حياء الفتاة، كما انها تشكل عنفا يمارس لحظة مرورهن في الشارع».
حديث والدة الطالبة ميس، اثنى عليه والد الطالبة «سناء فارس»، وقال «نحن كأولياء أمور، معنيون بالراحة النفسية لبناتنا، من هنا نطالب الجهات المعنية بتخصيص دوريات أمنية، وبصورة دورية، وليس فقط لفترات زمنية تترافق مع حملات او مبادرات مثل مبادرة «الدستور» هذه.
وزاد «مطلوب من هذه الحملات تفقد مدارس البنات وقت خروجهن من مدارسهن، وفي فترات الصباح ايضا، وذلك لضبط سلوكيات المعتدين على حرمة تواجدهن في الشارع، للحيلولة دون تكرار مثل هذه التصرفات، وضبط من يمارسونها واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم».
الى ذلك اعتبر أولياء امور طالبات، ان تواجد دوريات الأمن العام يشكل الرادع الاكبر، بل ان هذا الاجراء سيحد من تصرف الشباب الغير مسؤول ويجعلهم يخافون من الإقتراب من بناتهم، نظراً للعقوبات التي تنتظرهم بعد ان يتم ضبطهم».
الطالبة «عروب سامي» أكدت تعرضها وزميلاتها لسلوكيات مشينة يقوم بها بعض الشباب، ولعل ابرزها، ووفق حديثها، وقوفهم الغير مبرر امام المدرسة، والتحرش بهن، ومحاولة البعض السير خلفهن في الشارع».
تقول « هذه التصرفات مزعجة، وبكل صدق تجرح مشاعرنا، سيما تلك المعاكسات التي تصدر عن البعض وتمس الحياء العام».
وانهت حديثها بالقول «نطالب بحرية التنقل، دون منغصات، حماية لنا من هذه الظاهرة المزعجة، والتي ان تروق لبعض الفتيات، الا انها تؤذي الغالبية العظمى منا، نحن طالبات المدارس».
زميلتها الطالبة رند غالب، قالت «من الامور المزعجة التي تواجهنا يوميا ايضا تواجد سيارات لبعض الشباب ومحاولة عرقلة مرورنا في الشارع بيسر، اضافة الى تشغيل الاغاني باصوات مرتفعة تزامنا مع مرورنا في الطريق العام.
الطالبة رند اوضحت ان بعض الزميلات تضطرهن الظروف الى الوقوف امام مبنى المدرسة، لانتظار ذويهن او وسيلة نقل، حيث تغلق المدرسة ابوابها في الاثناء، وبالتالي تكون عرضة لهذه التصرفات المزعجة والسلبية».
بين الخطاب الاخلاقي ومظلة العقاب
فاتن سميرات، مديرة مدرسة الروم الكاثوليك في محافظة الزرقاء، قالت أن الأمر يحتاج الى أكثر من هبات او مبادرات، وان علاج الظاهرة، يتوقف على رغبة جدية وعمل متكامل من عدة اطراف للحد منها، بل والقضاء عليها.
تقول سميرات، من واقع وجود مدرستي في شارع السعادة، انشط شوارع المحافظة حركة، واكثرها اكتظاظا بالمارين، اؤكد ان الظاهرة موجودة، شخصيا اخرج يوميا للشارع صباحا ومساء، في مواعيد حضور ومغادرة الطالبات للتأكد من عدم تعرضهن لاي مضايقات محتملة.
تزيد « في السابق كان تمييز الوجوه وحتى الاشخاص امرا ممكنا باعتبار الكل معروف، اليوم وفي ظل وجود غرباء، واشخاص جدد في مجتمعنا المحلي، بات من الصعب الركون الى حل الأمر بطرق الحديث المباشر، او «المونة» على تدخل وجوه المجتمع المحلي، ومخاطبة مباشرة لهؤلاء المتسكعين.
وتوضح سميرات، «لا ننكر ان جيران المدرسة، من اصحاب محال تجارية، وسكان المنطقة يقومون بواجبهم اتجاه المدرسة والطالبات من خلال الحديث مع هؤلاء الشبان ومحاولة ثنيهم عن المعاكسات واعاقة حركة الطالبات، بالطبع الامر يحتاج الى اكثر من ذلك، خطاب اخلاقي مثلا، وآخر يقوم على مبدأ العقاب».
وتوضح سميرات، ان وجود معظم المدارس في الاحياء السكنية، وعلى الشوارع العامة الرئيسة، من شأنه ان يرفع نسبة تعرض الطالبات لمضايقات المارة والمتواجدين لهذه الغاية امام اسوار المدارس، وبواباتها، وبما انه من الصعوبة بمكان، نقل المدارس، لابد من نقلة نوعية في اخلاق مستخدمي الطرق ، وكذلك توعية هذا الجيل، على ان البنت عموما، هي شرف للامة، مسؤولية الجميع الحفاظ عليه، والعمل على راحة هؤلاء الطالبات في مشوارهن وسعيهن للعلم والمدارس.
من امن العقوبة
من جانبه أرجع استاذ علم الاجتماع في كلية الاميرة رحمة الجامعية الدكتور حسين الخزاعي ان مرحلة المراهقة التي تطغى عليها محاولة اثبات الذات، لربما تشكل السبب الابرز وراء تجمهر المراهقين من الشباب أمام بوابات واسوار مدارس البنات.
وزاد الدكتور خزاعي أن تواجد المدارس على اطراف الشوارع وبين الاحياء السكنية، يعد بيئة خصبة للاحتكاك المباشر، وبالتالي، زيادة جرأة الشباب بالتواجد ومحاولة اثبات هذا الوجود.
يقول،» بالغالب نراهن على التنشئة الاجتماعية، التي تؤسس لوعي، وثقافة في التعامل مع الآخر، والشارع ايضا، ومن ذلك التنشئة الصحيحة على قبول السلوكيات التي نقدمها للآخر، لأنفسنا وأحبتنا، وبالتالي العكس ينتج السلبية.
ونوه «غياب رقابة اولياء الامور عن سلوكيات ابنائهم خارج المنزل، اضافة الى عدم ادراكهم لتصرفاتهم بعدم وجود ذويهم، ومع رفاقهم، تزيد من تفشي ظاهرة معاكسات الفتيات والتحرش بهن، وتتجاوز ذلك الى ممارسات قد تؤدي الى النيل من الممتلكات العامة، او التعدي على حرمة الطريق».
ويرى د. الخزاعي في إقامة ندوات ومحاضرات لتوعية الطالبات من أخطار المعاكسات،حل لأحد اطراف المشكلة التي تتمثل في ازعاج نفسي للطالبات وحتى ذويهن، الى جانب حل تنسيقي يشمل إدارات المدارس التي تكثر فيها شكاوى أهالي الطالبات
اللواتي يتعرضن للمضايقات،مع جهاز الأمن العام، والجهات المختصة ليصار الى عقاب فوري ورادع ، والقبض على كل شاب يحاول أن يمارس هذه السلوكيات بالتنسيق مع الجهات المختصة.
فترة مراهقة، لا يجب استغلالها
الاخصائية الاسرية رندة روحي، ذهبت الى ان البعض قد يستغل فترة المراهقة التي تمر بها طالبات المدارس في هذه المرحلة العمرية، ومن ذلك رغبتهن بسماع الاطراء والثناء عليهن.
واوضحت روحي ان البعض يحمل طالبات المدرسة مسؤولية تشجيع الشباب على المعاكسات، الامر الذي أكده شباب لم ينفوا هذا السلوك، وأضافت «نعول هنا على دور المعلمات والمرشدات التربويات اضافة الى دور الاسرة بإرشاد الطالبات ونصحهن وإعلامهن، بكيفية التعامل مع الشارع ومن فيه».
الأمن المدرسي، حملة مستمرة على مدار العام
الى ذلك أكد الناطق الإعلامي في مديرية الأمن العام المقدم عامر السرطاوي، للدستور ان مديرية الامن العام قد استأنفت، وفعلت ومنذ اليوم الدراسي الاول حملاتها على أبواب مدارس الطالبات، فيما يعرف بــ «الأمن المدرسي» لكبح وصد ظاهرة معاكسات الطالبات، والتي تخل بالحياء العام، وتشكل ازعاجا على العملية التربوية.
واوضح السرطاوي ان كل مديرية شرطة باتت تحدد المدارس المستهدفة، وتوجه دورياتها العاملة باتجاهها ، وذلك في ساعات الصباح ، بالتزامن مع بداية الدوام المدرسي، وفي نهايته ايضا.
واكد السرطاوي ان جهاز الامن العام على تواصل مستمر مع وزارة التربية والتعليم ومديرياتها، والمدارس ايضا، واصفا التحرك عند الابلاغ ايضا عن اي تجاوز ، بالفوري ، من قبل المركز الأمني في حال تلقي شكوى من مدرسة اولياء امور، او اعضاء مجتمع محلي، وتقع ضمن اختصاصه.
ونوه السرطاوي الى انه رغم عشرات الحالات التي تم ضبطها في الاسبوع الاول لبداية العام الدراسي، الا ان تراجعا ملحوظا ظهر في مواجهة هذه الظاهرة والتصدي لها.
السرطاوي اوضح ان ظاهرة معاكسة الطالبات تزداد في المدن المكتظة بالسكان مثل عمان، اربد والزرقاء، في حين تكاد تكون هذه الظاهرة منعدمة في باقي المدن وتحديدا في القرى والبوادي، موضحا ان تقارب مباني مدارس الذكور والاناث تفاقم من الظاهرة ايضا.
وأكد السرطاوي ان الحملات الامنية واستمراريتها ادت الى انخفاض ملموس في هذه الظاهرة السلبية موضحا ان العقاب في انتظار من تسول له نفسه التعدي، وممارسات هذه السلوكيات المرفوضة مجتمعيا ، واخلاقيا ودينيا، وان العقاب في انتظار المتعدين.الدستور
معاكسة الطالبات امام مدارسهن، وفي الشوارع المؤدية إليها، وصفها البعض بالظاهرة، فيما ذهبت بعض الاراء، الى حجب صفة الظاهرة عن هذه الممارسات على اعتبار انها فردية، وتحت الرقابة والسيطرة غالبا.
الأهالي وأولياء الأمور، أكثر المشتكين من وجود شباب في شوارع وطرق تقصدها بناتهم من الطالبات يوميا، في رحلة الذهاب والاياب من والى مدارسهن، وما يعترض هذا المشوار اليومي من معاكسات، وتصرفات ومضايقات تنجم عن شبان ومراهقين يتجمعون بكثافة حول المدارس، بحسب رصد حي لـ»الدستور»، واراء مواطنين. ومن منبر «الدستور» نطلق مبادرة «عرض بناتنا.. من عرض بلادنا»، للحد من الظاهرة التي تعد آفة غريبة على مجتمعنا الأردني المحافظ.
أولياء أمور: نريد حرية التنقل لبناتنا
«الدستور» التقت مجموعة من أهالي طالبات، تواجدوا في الايام الأولى من العام الدراسي الجديد على اعتاب مدارس بناتهم، بل ان بعضهم كان داخل اسوار المدارس،وفي مكاتب المديرات والمدراء، للحديث عن حق بناتهم من الطالبات بحرية التنقل من والى المدرسة، دون التعرض لتحرش، او مضايقات ومعاكسات من قبل شباب ومراهقين امام مدارسهن.
تقول والدة الطالبة «ميس عزمي»، وبنبرة لا تخلو من خوف وغضب ايضا «في العام الماضي تعرضت ابنتي وزميلاتها لجملة من المضايقات التي اضطرت والدها ليصحبها بصورة يومية من والى المدرسة، ولكن هذا العام الوضع مختلف، فالوالد مسافر، وارتأيت ان يكون الحل من داخل المدرسة لهذه الظاهرة، التي تجعل بناتنا ونحن ايضا كأولياء امور، في حالة من الانزعاج بسبب هذه الظاهرة السيئة والمزعجة».
وتضيف، «هؤلاء الشباب والمتسكعين على أبواب المدارس يتلفظون بألفاظ نابية لا يقبلها أي شخص، تجرح حياء الفتاة، كما انها تشكل عنفا يمارس لحظة مرورهن في الشارع».
حديث والدة الطالبة ميس، اثنى عليه والد الطالبة «سناء فارس»، وقال «نحن كأولياء أمور، معنيون بالراحة النفسية لبناتنا، من هنا نطالب الجهات المعنية بتخصيص دوريات أمنية، وبصورة دورية، وليس فقط لفترات زمنية تترافق مع حملات او مبادرات مثل مبادرة «الدستور» هذه.
وزاد «مطلوب من هذه الحملات تفقد مدارس البنات وقت خروجهن من مدارسهن، وفي فترات الصباح ايضا، وذلك لضبط سلوكيات المعتدين على حرمة تواجدهن في الشارع، للحيلولة دون تكرار مثل هذه التصرفات، وضبط من يمارسونها واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم».
الى ذلك اعتبر أولياء امور طالبات، ان تواجد دوريات الأمن العام يشكل الرادع الاكبر، بل ان هذا الاجراء سيحد من تصرف الشباب الغير مسؤول ويجعلهم يخافون من الإقتراب من بناتهم، نظراً للعقوبات التي تنتظرهم بعد ان يتم ضبطهم».
الطالبة «عروب سامي» أكدت تعرضها وزميلاتها لسلوكيات مشينة يقوم بها بعض الشباب، ولعل ابرزها، ووفق حديثها، وقوفهم الغير مبرر امام المدرسة، والتحرش بهن، ومحاولة البعض السير خلفهن في الشارع».
تقول « هذه التصرفات مزعجة، وبكل صدق تجرح مشاعرنا، سيما تلك المعاكسات التي تصدر عن البعض وتمس الحياء العام».
وانهت حديثها بالقول «نطالب بحرية التنقل، دون منغصات، حماية لنا من هذه الظاهرة المزعجة، والتي ان تروق لبعض الفتيات، الا انها تؤذي الغالبية العظمى منا، نحن طالبات المدارس».
زميلتها الطالبة رند غالب، قالت «من الامور المزعجة التي تواجهنا يوميا ايضا تواجد سيارات لبعض الشباب ومحاولة عرقلة مرورنا في الشارع بيسر، اضافة الى تشغيل الاغاني باصوات مرتفعة تزامنا مع مرورنا في الطريق العام.
الطالبة رند اوضحت ان بعض الزميلات تضطرهن الظروف الى الوقوف امام مبنى المدرسة، لانتظار ذويهن او وسيلة نقل، حيث تغلق المدرسة ابوابها في الاثناء، وبالتالي تكون عرضة لهذه التصرفات المزعجة والسلبية».
بين الخطاب الاخلاقي ومظلة العقاب
فاتن سميرات، مديرة مدرسة الروم الكاثوليك في محافظة الزرقاء، قالت أن الأمر يحتاج الى أكثر من هبات او مبادرات، وان علاج الظاهرة، يتوقف على رغبة جدية وعمل متكامل من عدة اطراف للحد منها، بل والقضاء عليها.
تقول سميرات، من واقع وجود مدرستي في شارع السعادة، انشط شوارع المحافظة حركة، واكثرها اكتظاظا بالمارين، اؤكد ان الظاهرة موجودة، شخصيا اخرج يوميا للشارع صباحا ومساء، في مواعيد حضور ومغادرة الطالبات للتأكد من عدم تعرضهن لاي مضايقات محتملة.
تزيد « في السابق كان تمييز الوجوه وحتى الاشخاص امرا ممكنا باعتبار الكل معروف، اليوم وفي ظل وجود غرباء، واشخاص جدد في مجتمعنا المحلي، بات من الصعب الركون الى حل الأمر بطرق الحديث المباشر، او «المونة» على تدخل وجوه المجتمع المحلي، ومخاطبة مباشرة لهؤلاء المتسكعين.
وتوضح سميرات، «لا ننكر ان جيران المدرسة، من اصحاب محال تجارية، وسكان المنطقة يقومون بواجبهم اتجاه المدرسة والطالبات من خلال الحديث مع هؤلاء الشبان ومحاولة ثنيهم عن المعاكسات واعاقة حركة الطالبات، بالطبع الامر يحتاج الى اكثر من ذلك، خطاب اخلاقي مثلا، وآخر يقوم على مبدأ العقاب».
وتوضح سميرات، ان وجود معظم المدارس في الاحياء السكنية، وعلى الشوارع العامة الرئيسة، من شأنه ان يرفع نسبة تعرض الطالبات لمضايقات المارة والمتواجدين لهذه الغاية امام اسوار المدارس، وبواباتها، وبما انه من الصعوبة بمكان، نقل المدارس، لابد من نقلة نوعية في اخلاق مستخدمي الطرق ، وكذلك توعية هذا الجيل، على ان البنت عموما، هي شرف للامة، مسؤولية الجميع الحفاظ عليه، والعمل على راحة هؤلاء الطالبات في مشوارهن وسعيهن للعلم والمدارس.
من امن العقوبة
من جانبه أرجع استاذ علم الاجتماع في كلية الاميرة رحمة الجامعية الدكتور حسين الخزاعي ان مرحلة المراهقة التي تطغى عليها محاولة اثبات الذات، لربما تشكل السبب الابرز وراء تجمهر المراهقين من الشباب أمام بوابات واسوار مدارس البنات.
وزاد الدكتور خزاعي أن تواجد المدارس على اطراف الشوارع وبين الاحياء السكنية، يعد بيئة خصبة للاحتكاك المباشر، وبالتالي، زيادة جرأة الشباب بالتواجد ومحاولة اثبات هذا الوجود.
يقول،» بالغالب نراهن على التنشئة الاجتماعية، التي تؤسس لوعي، وثقافة في التعامل مع الآخر، والشارع ايضا، ومن ذلك التنشئة الصحيحة على قبول السلوكيات التي نقدمها للآخر، لأنفسنا وأحبتنا، وبالتالي العكس ينتج السلبية.
ونوه «غياب رقابة اولياء الامور عن سلوكيات ابنائهم خارج المنزل، اضافة الى عدم ادراكهم لتصرفاتهم بعدم وجود ذويهم، ومع رفاقهم، تزيد من تفشي ظاهرة معاكسات الفتيات والتحرش بهن، وتتجاوز ذلك الى ممارسات قد تؤدي الى النيل من الممتلكات العامة، او التعدي على حرمة الطريق».
ويرى د. الخزاعي في إقامة ندوات ومحاضرات لتوعية الطالبات من أخطار المعاكسات،حل لأحد اطراف المشكلة التي تتمثل في ازعاج نفسي للطالبات وحتى ذويهن، الى جانب حل تنسيقي يشمل إدارات المدارس التي تكثر فيها شكاوى أهالي الطالبات
اللواتي يتعرضن للمضايقات،مع جهاز الأمن العام، والجهات المختصة ليصار الى عقاب فوري ورادع ، والقبض على كل شاب يحاول أن يمارس هذه السلوكيات بالتنسيق مع الجهات المختصة.
فترة مراهقة، لا يجب استغلالها
الاخصائية الاسرية رندة روحي، ذهبت الى ان البعض قد يستغل فترة المراهقة التي تمر بها طالبات المدارس في هذه المرحلة العمرية، ومن ذلك رغبتهن بسماع الاطراء والثناء عليهن.
واوضحت روحي ان البعض يحمل طالبات المدرسة مسؤولية تشجيع الشباب على المعاكسات، الامر الذي أكده شباب لم ينفوا هذا السلوك، وأضافت «نعول هنا على دور المعلمات والمرشدات التربويات اضافة الى دور الاسرة بإرشاد الطالبات ونصحهن وإعلامهن، بكيفية التعامل مع الشارع ومن فيه».
الأمن المدرسي، حملة مستمرة على مدار العام
الى ذلك أكد الناطق الإعلامي في مديرية الأمن العام المقدم عامر السرطاوي، للدستور ان مديرية الامن العام قد استأنفت، وفعلت ومنذ اليوم الدراسي الاول حملاتها على أبواب مدارس الطالبات، فيما يعرف بــ «الأمن المدرسي» لكبح وصد ظاهرة معاكسات الطالبات، والتي تخل بالحياء العام، وتشكل ازعاجا على العملية التربوية.
واوضح السرطاوي ان كل مديرية شرطة باتت تحدد المدارس المستهدفة، وتوجه دورياتها العاملة باتجاهها ، وذلك في ساعات الصباح ، بالتزامن مع بداية الدوام المدرسي، وفي نهايته ايضا.
واكد السرطاوي ان جهاز الامن العام على تواصل مستمر مع وزارة التربية والتعليم ومديرياتها، والمدارس ايضا، واصفا التحرك عند الابلاغ ايضا عن اي تجاوز ، بالفوري ، من قبل المركز الأمني في حال تلقي شكوى من مدرسة اولياء امور، او اعضاء مجتمع محلي، وتقع ضمن اختصاصه.
ونوه السرطاوي الى انه رغم عشرات الحالات التي تم ضبطها في الاسبوع الاول لبداية العام الدراسي، الا ان تراجعا ملحوظا ظهر في مواجهة هذه الظاهرة والتصدي لها.
السرطاوي اوضح ان ظاهرة معاكسة الطالبات تزداد في المدن المكتظة بالسكان مثل عمان، اربد والزرقاء، في حين تكاد تكون هذه الظاهرة منعدمة في باقي المدن وتحديدا في القرى والبوادي، موضحا ان تقارب مباني مدارس الذكور والاناث تفاقم من الظاهرة ايضا.
وأكد السرطاوي ان الحملات الامنية واستمراريتها ادت الى انخفاض ملموس في هذه الظاهرة السلبية موضحا ان العقاب في انتظار من تسول له نفسه التعدي، وممارسات هذه السلوكيات المرفوضة مجتمعيا ، واخلاقيا ودينيا، وان العقاب في انتظار المتعدين.الدستور