بالفيديو - صناعة الجينز الصيني الأزرق.. التكلفة الباهظة
مخبَّئين خلف أبواب المصانع في أنحاء الصين وفي ظروف عمل ترفضها كل منظمات حقوق الإنسان، يكدح عمال لإنتاج أحد أكثر الأزياء شعبية في العالم وهو الجينز، لكن بالنسبة للعمال ثمة ثمن باهض يجب أن يدفع لقاء ذلك.
حلقة 6/9/2015 من "عالم الجزيرة" تابعت تحقيقا استمر عاما كاملا قام به فريق من الصحفيين في جنوب الصين، حيث يصنع ما يقارب ثلث إنتاج الجينز في العالم.
التقى المحققون في جنوب الصين بعمال معرضين لظروف خطرة، ووقفوا على مشاهد للضرر البيئي المدمر الناجم عن هذه الصناعة، لكن أكثر شيء صدم فريق البحث كان اكتشافهم أن المصانع تستخدم طريقة قاتلة في تصنيع الجينز، وهي ما يعرف بعملية "القذف الرملي".
القذف الرملي
أجرى الفريق الصحفي تحقيقا اتسم بالسرية حيث قضى فترة من الوقت داخل أحد المصانع وسط ظروف مروعة.
يقول شان وهو عامل بأحد مصانع الجينز إنه وزملاءه يضطرون للعمل لمدة يومين دون توقف.
أما الأخطر على صحة العاملين فهو عملية "القذف الرملي"، وهي تتمثل بتوجيه رمل رقيق في رشاش هوائي، ثم يرش تحت ضغط عال على القماش حتى يبدو رثا، حسب الموضة.
تعد هذه العملية سريعة ورخيصة، لكنها في غاية الخطورة، لأن التعرض المستمر للحبيبات الدقيقة يمكن أن يؤدي إلى مرض قاتل في الجهاز التنفسي.
وبشأن الأعراض التي يعانيها العمال عند استخدامهم عملية "القذف الرملي" يقول شان "وجدت صعوبة في التنفس، وبدا الأمر وكأنني أتنفس شيئا غريبا, فالهواء ليس نظيفا".
الأمر المذهل الذي اكتشفه المحققون هو أن بعض بناطيل الجينز التي تصنع في هذا المصنع تحمل علامتين لاثنتين من كبريات العلامات التجارية الأميركية.
وفي ظل تأكيد إدارة الشركتين لفريق التحقيق حرصهما على سلامة العمال وبيئة العمل ورفضهما لاستخدام عملية "القذف الرملي"، فسر معنيون تصنيع بضائع لهذه الشركات في هذا المصنع بعدم فرض إدارة الشركتين رقابة صارمة على مراحل تصنيع البناطيل الخاصة بها، ولجوء بعض السماسرة لاستخدام "القذف الرملي" دون إبلاغ إدارة الشركتين.
يذكر أنه في العام 2009 حظرت تركيا استخدام هذه العملية بعد تشخيص إصابة مئات من العمال بأمراض في الجهاز التنفسي، بينما لقي عشرات آخرون حتفهم.
غير أن التشريعات الرسمية في الصين لا تمنع استخدام "القذف الرملي" لتصنيع الجينز، وهو ما يبدو أنه أثار استياء قادة الصناعات والناشطين والأطباء الذين تبنوا رأيا مغايرا.
ففي العام 2010 أطلقت شركات تصنيع ملابس كبرى مثل "ليفيس" و"أتش أند أم" حملة عالمية للقضاء على القذف الرملي، كما تعهدت العديد من العلامات التجارية بالتخلي عن هذه الممارسة.
لكن الناشطة في مجال حقوق العمال ليانغ بوى كوان تقول إن العلامات التجارية لا تحترم تعهداتها، لأنها لا تهتم بما يجري في المصانع في الصين.