jo24_banner
jo24_banner

في إيطاليا …هل بالإمكان أفضل مما كان

في إيطاليا …هل بالإمكان أفضل مما كان
جو 24 : رغم الفوزين المتتالين والنقاط الست الهامة التي وضعت منتخب إيطاليا في صدارة المجموعة الثامنة ، إلا أن المنتخب الإيطالي لم يطمئن عشاقه الذين وقفوا على أعصابهم طيلة المبارتين أمام كل من مالطا المتواضعة وبلغاريا العادية خشية من هدف مفاجئ يضيع الصدارة الموعودة خاصة مع الصحوة النرويجية والتراجع الكرواتي،فهل كان في إمكان إيطاليا أن تقدم عرضاً أفضل من ذلك ؟
بداية …واقع لا مفر منه

منذ أن استلم كونتي قيادة المنتخب الإيطالي وهو يعلم أنه يواجه تحدياً غير مسبوق، فإيطاليا تعاني من شح كبير في المواهب واللاعبين النجوم في مسألة يتحمل مسؤوليتها الاتحاد الإيطالي والأندية الكبرى والجمهور الغير صبور أيضاً . فالاتحاد الإيطالي وعلى مدى سنوات لم يهتم كثيراً بخطط الفئات السنية عكس الذي حدث في أسبانيا وألمانيا مثلاً ، أما الأندية الكبرى ففضلت الاعتماد على الأجانب بدلاً من لاعبي الأكاديميات تحت ضغط النتائج والذي يتسبب الجمهور بجزء كثير منه وهو الذي يرغب برؤية النجوم والاستمتاع بتحقيق الانتصارات.

هذه الأسباب بمجملها أدت إلى شح المواهب الذي تعاني منه إيطاليا حالياً والذي حد من خيارات كونتي عند استدعاء التشكيلة، ولأول مرة نرى تسعة لاعبين يلعبون خارج إيطاليا وعدداً من اللاعبين المجنسين (وهي الظاهرة التي بدأت منذ عهد برانديلي ودلت وقتها على عمق الأزمة ولا تزال). ورغم هذه الحلول “الترقيعية” كان لاعبو خط هجوم إيطاليا مغمورين بشكل شبه كامل حيث يصعب على غير المتابع لكرة إيطاليا أن يعرف أي لاعب فيهم مع احترامنا الكبير لهم ولقدراتهم . وقد انعكس هذا الأمر صعوبة في تسجيل الأهداف والدليل نتائج إيطاليا بأكملها حيث لم تسجل أكثر من هدفين في المباراة الواحدة .

رغم ذلك هناك حلول

لكن للأمانة فإن هناك حلولاً لهذا الوضع ،بداية مما اقترحه كونتي نفسه بضرورة ضم اللاعبين لمعسكرات أطول في المنتخب الوطني بدلاً من التجمعات السريعة والخاصة بالأيام الدولية بهدف زيادة الانسجام. وهذا الحل وإن كان يبدو صعب التطبيق لأسباب تتعلق بالأندية في المقام الأول فإنه يبدو ضرورة في ظل شح المواهب واللاعبين من أصحاب المستوى العالي.

الحل الثاني هو في خيارات كونتي نفسه، بداية من الثبات على تشكيل خططي معين وعدم التغيير المستمر بين 3-5-2 و 4-3-3 وزيادة تدوير الكرة في الثلث الأخير أكثر من التدوير في منتصف الملعب وهو الأمر غير المفيد، وأيضاً العمل على التبديل بين الدخول من العمق والأطراف بدلاً من الاعتماد على أسلوب واحد فقط لفترات طويلة خلال اللقاء. ويبقى الأهم استخدام الأوراق الصحيحة في الوقت الصحيح ومثالنا التأخر في استعمال إيدير لاعب سامبدوريا بالأمس خلال لقاء بلغاريا أمس. فبالنظر إلى المساحات الكبيرة التي كانت متوافرة في خط ظهر البلغار فإن إيدير هو الخيار الأفضل من زازا أو بيلي، ودخوله في آخر عشر دقائق خلق العديد من المشاكل للخصم.

الخلاصة …الأمور ليست بهذا السواد

رغم كل ما تقدم فإن وضعية المنتخب الإيطالي ليست بالسيئة ، وهي أفضل مثلاً من المنتخب الهولندي صاحب المركز الثالث في المونديال الأخير والذي لا يفرغ من المواهب لامتلاكه نظام إعداد في الفئات السنية عالي المستوى. والسبب هو العقلية الإيطالية القوية والواقعية التي تسمح على الأقل بالتماسك وعدم الانهيار رغم كل الصعوبات. ومع بداية العمل على الفئات السنية فإن المواهب ستعود لكن الأمر بحاجة للوقت ، ويبقى الأمل بعودة بالوتيلي إلى رشده والانخراط في العمل مع الميلان والمنتخب لكونه الوحيد الذي يملك جودة النجوم خاصة في الهجوم ، لكن العقلية هي الأهم.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير