معلمو الصفوف الثلاثة الأولى ... هموم منسية ومعاناة لا يعلم عنها الكثير
جو 24 : أعدّ التقرير المكتب الإعلامي في نقابة المعلمين – يعد معلمو الصفوف الثلاثة الأولى حجر الزاوية في البناء المعرفي للطلاب، وهم من يبدأ أغلب الطلبة بمعرفة العلم وأهميته من خلالهم، ويرسمون لهم الطريق، وينقلونهم للمرحلة التي تليها وقد اكتمل نطقهم ورسمت الحروف أناملهم، ليساعدوا تلك العقول الصغيرة على نقش أحرفها بالصخر ..
ونحن في هذا التحقيق سنتكلم عنهم وسنعرض لكم معاناتهم ونسلِط الضوء على همومهم التي لا يعلم عنها الكثير ...
أكبر مشاكلهم – والتي تـشكّل حجر عثرة بالنسبة للكثير منهم – هي "عدد الطلبة" ، والذي لا يقل – في معظم الأحيان – عن خمسين طالب في الصف الواحد ، ومما يزيد من صعوبة هذه المشكلة :
1. تفاوت القدرات التحصيلية بينهم
2. عدم متابعة أولياء الأمور لهم
فالمعلم لا يستطيع الاستماع إلى استفسارات عدد كبير من الطلبة في زمن محدد يذهب معظمه لشرح المنهاج وتطبيق الأنشطة ، وكان من المفترض أن لا يزيد أعداد طلبة الصف الواحد فيها عن خمسة وعشرين طالباً في الصف الواحد.
لا تنتهي مأساة المعلم الأردني هنا، فالنصاب (وهو معدل الحصص الأسبوعي) عالٍ ويؤثر سلبياً على عطائهم ، ولا يُمكّنهم من إتمام مهامهم المطلوبة منهم خلال فترة الدوام الرسمي ، من تجهيز أنشطة وأوراق عمل وتدريبات وواجبات بيتية ، وهذا بطبيعة الحال سيضطرهم في غالب الأحيان إلى نقل حقيبة أعمالهم إلى المنزل، ما يعني أن العمل لا ينتهي مع سماع صوت جرس آخر الدوام، بل إن جرساً آخر يدق ليكمل المعلم عمله بين جدران منزله، ولنا أن نتخيل أثر ذلك على راحة المعلم وأسرته، وهو يقوم بإعداد كشوفات العلامات وإدخال بيانات الإديوويف، وتحضير دفاتر الحضور والغياب وسجلات الصحة وتقارير أداء الطلاب الشهرية والسنوية والفصلية وغيرها من الأعمال الإدارية ، ناهيك عن الانهماك في المناوبة والإشغال بطريقة تشوش على المعلم التفكير التربوي في التعامل مع طلابه ، فكيف ينجز ذلك معلم نصابه وصل إلى سبع وعشرين حصة في الأسبوع الواحد..!!
ومن بين تلك المشكلات أيضا : كثرة المعلومات غير الميسرة بل والضعيفة في بعض الأحيان– خاصة في مادتي الرياضيات والعلوم – ؛ حيث أن المعلم لا يستطيع إيصالها بالطرق الأكثر ملائمة، هذا إن كانت المدرسة أصلاً توفر الأدوات التي يحتاجها المعلم في التدريس.
غرفة المصادر هي معضلة أخرى في مدارسنا ، فكثير من هذه المدارس لا يتوفر فيه غرفة مصادر التعلم ، فأين سيتعلم الطلبة الذين يعانون من صعوبات في القراءة أو الكتابة أو الحساب أو الذين يعانون من فرط في الحركة والنشاط ؟ وكيف يمكن للمعلم إيصال المعلومة لهذه الفئة من الطلبة دون توفير المكان والأدوات التي يحتاجها؟؟
لم تنتهِ المشاكل بعد، حينما نعلم أن أغلب مدارسنا الحكومية تعاني من عدم وجود آلات تصوير ورق لغايات أوراق العمل والاختبارات الشهرية للطلاب ، والمعلم هنا ملزم أن يوفر هذه الأوراق ، ولو على حسابه الشخصي.
أما سجلات الأداء (أو ما يطلق عليها تقييم الأداء) المستحدثة مؤخراً وضعت المعلم بين مطرقة التقييم وسندان النتيجة وموقف المشرفين منها ، فأصبح المعلم يعمل ليل نهار ويجتهد من أجل الحصول على تقييم جيد يبقيه على رأس عمله بما يضمن توفير قوت يومه ، وهنا نستذكر معدل القيمة المتدنية لرواتب المعلمين الذي لا يكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية للحياة ، فما بالك لمن رغب بكمالياتها ؟!
بين هذا وذاك ، صفوفنا الثلاثة الأولى هي الأمل الذي يفتح طريق العلم للطلبة، وكل ما يليها يُبنى عليها، فرفقاً بها وبطلابها ومعلميها، إنهم إن أحسنوا اليوم ، سيبنون الغد.
ونحن في هذا التحقيق سنتكلم عنهم وسنعرض لكم معاناتهم ونسلِط الضوء على همومهم التي لا يعلم عنها الكثير ...
أكبر مشاكلهم – والتي تـشكّل حجر عثرة بالنسبة للكثير منهم – هي "عدد الطلبة" ، والذي لا يقل – في معظم الأحيان – عن خمسين طالب في الصف الواحد ، ومما يزيد من صعوبة هذه المشكلة :
1. تفاوت القدرات التحصيلية بينهم
2. عدم متابعة أولياء الأمور لهم
فالمعلم لا يستطيع الاستماع إلى استفسارات عدد كبير من الطلبة في زمن محدد يذهب معظمه لشرح المنهاج وتطبيق الأنشطة ، وكان من المفترض أن لا يزيد أعداد طلبة الصف الواحد فيها عن خمسة وعشرين طالباً في الصف الواحد.
لا تنتهي مأساة المعلم الأردني هنا، فالنصاب (وهو معدل الحصص الأسبوعي) عالٍ ويؤثر سلبياً على عطائهم ، ولا يُمكّنهم من إتمام مهامهم المطلوبة منهم خلال فترة الدوام الرسمي ، من تجهيز أنشطة وأوراق عمل وتدريبات وواجبات بيتية ، وهذا بطبيعة الحال سيضطرهم في غالب الأحيان إلى نقل حقيبة أعمالهم إلى المنزل، ما يعني أن العمل لا ينتهي مع سماع صوت جرس آخر الدوام، بل إن جرساً آخر يدق ليكمل المعلم عمله بين جدران منزله، ولنا أن نتخيل أثر ذلك على راحة المعلم وأسرته، وهو يقوم بإعداد كشوفات العلامات وإدخال بيانات الإديوويف، وتحضير دفاتر الحضور والغياب وسجلات الصحة وتقارير أداء الطلاب الشهرية والسنوية والفصلية وغيرها من الأعمال الإدارية ، ناهيك عن الانهماك في المناوبة والإشغال بطريقة تشوش على المعلم التفكير التربوي في التعامل مع طلابه ، فكيف ينجز ذلك معلم نصابه وصل إلى سبع وعشرين حصة في الأسبوع الواحد..!!
ومن بين تلك المشكلات أيضا : كثرة المعلومات غير الميسرة بل والضعيفة في بعض الأحيان– خاصة في مادتي الرياضيات والعلوم – ؛ حيث أن المعلم لا يستطيع إيصالها بالطرق الأكثر ملائمة، هذا إن كانت المدرسة أصلاً توفر الأدوات التي يحتاجها المعلم في التدريس.
غرفة المصادر هي معضلة أخرى في مدارسنا ، فكثير من هذه المدارس لا يتوفر فيه غرفة مصادر التعلم ، فأين سيتعلم الطلبة الذين يعانون من صعوبات في القراءة أو الكتابة أو الحساب أو الذين يعانون من فرط في الحركة والنشاط ؟ وكيف يمكن للمعلم إيصال المعلومة لهذه الفئة من الطلبة دون توفير المكان والأدوات التي يحتاجها؟؟
لم تنتهِ المشاكل بعد، حينما نعلم أن أغلب مدارسنا الحكومية تعاني من عدم وجود آلات تصوير ورق لغايات أوراق العمل والاختبارات الشهرية للطلاب ، والمعلم هنا ملزم أن يوفر هذه الأوراق ، ولو على حسابه الشخصي.
أما سجلات الأداء (أو ما يطلق عليها تقييم الأداء) المستحدثة مؤخراً وضعت المعلم بين مطرقة التقييم وسندان النتيجة وموقف المشرفين منها ، فأصبح المعلم يعمل ليل نهار ويجتهد من أجل الحصول على تقييم جيد يبقيه على رأس عمله بما يضمن توفير قوت يومه ، وهنا نستذكر معدل القيمة المتدنية لرواتب المعلمين الذي لا يكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية للحياة ، فما بالك لمن رغب بكمالياتها ؟!
بين هذا وذاك ، صفوفنا الثلاثة الأولى هي الأمل الذي يفتح طريق العلم للطلبة، وكل ما يليها يُبنى عليها، فرفقاً بها وبطلابها ومعلميها، إنهم إن أحسنوا اليوم ، سيبنون الغد.