إعادة فتح السفارة الاسرائيليّة في القاهرة ... التوقيت والدلالات
جو 24 : بعد مرور أربع سنوات كاملة (9 أيلول 2011) على اقتحام متظاهرين مصريّين للسفارة الاسرائيليّة في مصر، أعادت إسرائيل افتتاح سفارتها الاربعاء في القاهرة كمؤشّر لتحسّن العلاقات الديبلوماسيّة بين البلدين.
صحيفة "النيويورك تايمس" الاميركيّة أشارت الى أنّ الفترة الحاليّة التي تمرّ فيها مصر، شهدت انحساراً واضحاً للتظاهرات الشعبيّة الكبيرة مما أدّى الى تقوية العلاقات بين البلدين. ونسبت الى مسؤولين إسرائيليّين سرورهم بالعلاقة المتينة مع حكم الرئيس عبدالفتّاح السيسي.
وفي اتصال للصحيفة نفسها مع السفير الاسرائيلي حاييم كورين، أوضح الاخير أنّ "التعاون أصبح أفضل بكثير الآن في ما يتعلّق بالمسائل الأمنيّة بالأخص. هذه فرصة، ليس لكلّ الامور، بل لبعضها ولدينا مصلحة مشتركة الآن".
وتؤكّد الصحيفة أنّ تحسّن العلاقات بين الطرفين يعود بسبب جزئيّ الى التعاون الأمنيّ وتحديداً في جزيرة سيناء، حيث يخوض الجيش المصري حرباً ضدّ ميليشيات إرهابيّة مرتبطة بتنظيم الدولة الاسلاميّة قامت باستهداف عناصر منه ومن الشرطة المصريّة. وفي الجهة المقابلة، استهدفت هذه الميليشيات باصاً للسيّاح داخل الاراضي الاسرائيليّة وخرّبت خطّ أنابيب يمدّ الدولة العبريّة بالغاز.
ولا تنحصر المحادثات بين الجانبين بالقضايا الأمنيّة على رغم أهمّيتها، إنّما وبحسب وكالة "رويترز" الاميركيّة، فإنّ إسرائيل مهتمّة أيضاً ببيع الغاز الطبيعي من حقل "لوياثان" الى الدولة المصريّة، لكن لم يتوصّل الطرفان الى توقيع أيّ اتفاق حتى الآن.
وكانت لمراسم إعادة الافتتاح أهميّة خاصّة. فقد حضر الحفل وفد من وزارة الخارجيّة الاسرائيليّة برئاسة المدير العام الوزارة دوري غولد، أمّا عن الجانب المصري فقد حضر نائب رئيس التشريفات. ومثّل الولايات المتّحدة السفير الأميركي في القاهرة ستيفن بيكروفت. وبعد تأكيد غولد على تمكّن الطرفين المصري والاسرائيلي من التصدّي للتهديدات والعمل من أجل تحقيق الازدهار، أشاد بالحضارة المصريّة قائلاً: "إنّ مصر ستظلّ أكبر وأهمّ دولة في المنطقة، وليس غريباً أنّ يصفها الناس في العالم العربي بأنّها أمّ الدينا".
ورحّبت نائب وزير الخارجيّة تسيبي حوتوفلي بإعادة فتح السفارة التي جاءت لمواجهة التطوّرات الاقليميّة وتعزيز فرص التعاون بين البلدين على حدّ تعبيرها.
وسيصل السفير المصري الجديد حازم خيرت الى إسرائيل في وقت لاحق من هذا الشهر. أتى ذلك الخبر بعدما استدعى الرئيس المصري المعزول محمد مرسي السفير المصري المعتمد في تل أبيب عام 2012 احتجاجاً على الهجوم الواسع الذي شنّته إسرائيل حينها على قطاع غزّة.
وعلى رغم أنّ الاسرائيليّين سلّطوا الضوء على الموضوع وأعطوه بعداً استرتيجيّاً كبيراً من خلال تصريحات بعض مسؤوليهم إلّا أنّ ردّة الفعل الرسميّة على الحدث جاءت عاديّة في مصر لكونها وضعت الأمور في نصابها الشكليّ الطبيعيّ. فالمتحدّث باسم وزارة الخارجيّة المصريّة المستشار أحمد أبو زيد، أشار في حديث لوكالة "أنباء الشرق الاوسط" إلى أنّ ما حصل يوم الاربعاء هو افتتاح رسميّ للمقرّ المؤقّت للسفارة الاسرائيليّة في دار سكن السفير الاسرائيليّ الذي كان موجوداً في مصر ويباشر عمله من دار سكنه طيلة السنوات التي كانت السفارة فيها مغلقة.
صحيح أنّ الدولتين وقّعتا اتفاق كامب دايفد في أيلول 1978، لكنّ السلام ظلّ على مستوى العلاقات الرسميّة ولم يتجاوز هذا الحدّ ليقوّي العلاقات بين الشعبين. فالتعاطي الاسرائيليّ مع القضايا العربيّة وعلى رأسها القضيّة الفلسطينيّة لا يفتح المجال أمام المصريّين للاندفاع باتجاه إقامة روابط معيّنة مع الشعب الاسرائيلي. وهذا ما تؤكّده "النيويورك تايمس" إذ توضح أنّ إعادة افتتاح السفارة تطرح مسألة سياسيّة حسّاسة، لأنّ العداء لإسرائيل لا يزال ضارباً بالعمق في المجتمع المصري، بسبب احتلالها للمناطق الفلسطينيّة وصعوبة محو الحروب القاسية بين مصر واسرائيل من الذاكرة الجماعيّة المصريّة ولفترة طويلة من الزمن.
(النهار - جورج عيسى)
صحيفة "النيويورك تايمس" الاميركيّة أشارت الى أنّ الفترة الحاليّة التي تمرّ فيها مصر، شهدت انحساراً واضحاً للتظاهرات الشعبيّة الكبيرة مما أدّى الى تقوية العلاقات بين البلدين. ونسبت الى مسؤولين إسرائيليّين سرورهم بالعلاقة المتينة مع حكم الرئيس عبدالفتّاح السيسي.
وفي اتصال للصحيفة نفسها مع السفير الاسرائيلي حاييم كورين، أوضح الاخير أنّ "التعاون أصبح أفضل بكثير الآن في ما يتعلّق بالمسائل الأمنيّة بالأخص. هذه فرصة، ليس لكلّ الامور، بل لبعضها ولدينا مصلحة مشتركة الآن".
وتؤكّد الصحيفة أنّ تحسّن العلاقات بين الطرفين يعود بسبب جزئيّ الى التعاون الأمنيّ وتحديداً في جزيرة سيناء، حيث يخوض الجيش المصري حرباً ضدّ ميليشيات إرهابيّة مرتبطة بتنظيم الدولة الاسلاميّة قامت باستهداف عناصر منه ومن الشرطة المصريّة. وفي الجهة المقابلة، استهدفت هذه الميليشيات باصاً للسيّاح داخل الاراضي الاسرائيليّة وخرّبت خطّ أنابيب يمدّ الدولة العبريّة بالغاز.
ولا تنحصر المحادثات بين الجانبين بالقضايا الأمنيّة على رغم أهمّيتها، إنّما وبحسب وكالة "رويترز" الاميركيّة، فإنّ إسرائيل مهتمّة أيضاً ببيع الغاز الطبيعي من حقل "لوياثان" الى الدولة المصريّة، لكن لم يتوصّل الطرفان الى توقيع أيّ اتفاق حتى الآن.
وكانت لمراسم إعادة الافتتاح أهميّة خاصّة. فقد حضر الحفل وفد من وزارة الخارجيّة الاسرائيليّة برئاسة المدير العام الوزارة دوري غولد، أمّا عن الجانب المصري فقد حضر نائب رئيس التشريفات. ومثّل الولايات المتّحدة السفير الأميركي في القاهرة ستيفن بيكروفت. وبعد تأكيد غولد على تمكّن الطرفين المصري والاسرائيلي من التصدّي للتهديدات والعمل من أجل تحقيق الازدهار، أشاد بالحضارة المصريّة قائلاً: "إنّ مصر ستظلّ أكبر وأهمّ دولة في المنطقة، وليس غريباً أنّ يصفها الناس في العالم العربي بأنّها أمّ الدينا".
ورحّبت نائب وزير الخارجيّة تسيبي حوتوفلي بإعادة فتح السفارة التي جاءت لمواجهة التطوّرات الاقليميّة وتعزيز فرص التعاون بين البلدين على حدّ تعبيرها.
وسيصل السفير المصري الجديد حازم خيرت الى إسرائيل في وقت لاحق من هذا الشهر. أتى ذلك الخبر بعدما استدعى الرئيس المصري المعزول محمد مرسي السفير المصري المعتمد في تل أبيب عام 2012 احتجاجاً على الهجوم الواسع الذي شنّته إسرائيل حينها على قطاع غزّة.
وعلى رغم أنّ الاسرائيليّين سلّطوا الضوء على الموضوع وأعطوه بعداً استرتيجيّاً كبيراً من خلال تصريحات بعض مسؤوليهم إلّا أنّ ردّة الفعل الرسميّة على الحدث جاءت عاديّة في مصر لكونها وضعت الأمور في نصابها الشكليّ الطبيعيّ. فالمتحدّث باسم وزارة الخارجيّة المصريّة المستشار أحمد أبو زيد، أشار في حديث لوكالة "أنباء الشرق الاوسط" إلى أنّ ما حصل يوم الاربعاء هو افتتاح رسميّ للمقرّ المؤقّت للسفارة الاسرائيليّة في دار سكن السفير الاسرائيليّ الذي كان موجوداً في مصر ويباشر عمله من دار سكنه طيلة السنوات التي كانت السفارة فيها مغلقة.
صحيح أنّ الدولتين وقّعتا اتفاق كامب دايفد في أيلول 1978، لكنّ السلام ظلّ على مستوى العلاقات الرسميّة ولم يتجاوز هذا الحدّ ليقوّي العلاقات بين الشعبين. فالتعاطي الاسرائيليّ مع القضايا العربيّة وعلى رأسها القضيّة الفلسطينيّة لا يفتح المجال أمام المصريّين للاندفاع باتجاه إقامة روابط معيّنة مع الشعب الاسرائيلي. وهذا ما تؤكّده "النيويورك تايمس" إذ توضح أنّ إعادة افتتاح السفارة تطرح مسألة سياسيّة حسّاسة، لأنّ العداء لإسرائيل لا يزال ضارباً بالعمق في المجتمع المصري، بسبب احتلالها للمناطق الفلسطينيّة وصعوبة محو الحروب القاسية بين مصر واسرائيل من الذاكرة الجماعيّة المصريّة ولفترة طويلة من الزمن.
(النهار - جورج عيسى)