عضلات منفوخة وثقافة معدومة، فيُولَد ملك جمال لبنان!
جو 24 : انتظرنا ألا تكون مسابقة ملك جمال لبنان مجرّد عضلات وجُمل إنشاء، لكنّها أتت عكس المأمول. حَضَر الشبّان منفوخي العضلات بارزي الصدور، وحين سُئلوا بسذاجة عن لبنان، شطحوا في مَدْح طبيعته وشعبه المضياف.
نكاد نفقد الأمل في مسابقة تُسطّح جمال الرجل وتؤطّر معاييره ضمن "النموذج" النمطي. ليست المسألة أنّ فريد مطر فاز باللقب بعد مروره بثياب السهرة والجينز وأسئلة اللجنة. عرضت "أم تي في" حفلاً لم يُمسِك بعد روح اللعبة، فتعثّر ما بين الجمال وأجساد رجال المصارعة. لم تنهض الفنانة يارا بسهرة لاح في زواياها الضجر، رغم محاولات مقدّمتها ريتا حرب افتعال المرح. لم تُفلح. حتى إنّ حزّورة الـ "إنّ" و"الآوت" بدت ثقيلة أضعاف ثقلها كلّ سنة. ظنّت حرب أنّ التشويق يُمثَّل، فأتى المشهد كحال بعض المسلسلات اللبنانية. "إنتَ إنّ أو آوت"، تكرّر السؤال. ليت المسابقة تتخلّى كلياً عن هذه العفوية.
انتظرنا الأهم: ثقافة المشترك وحَذَر اللجنة من فخاخ الكليشيات. لكنّ أعضاء اللجان غارقون عادة في الأسئلة الجاهزة. بعضهم يبالغ فيسأل الحالم بالمجد المُنتَظر: "كيف تمنع مسلسل حوادث السير في لبنان؟"(!). جميلٌ والإجابة أجمل. الباحث عن الجمال، إليه الاقتراح الفذّ: "على كلٍّ منا أن يرفع نفاياته من أمام منزله"، ردّ الشاب بفطنة على سؤال حول النفايات. ليته اقترح بالفطنة عينها مكاناً نضعها فيه بعد رفعها.
سيقول متعمّقون في الحياة: لكنّها ليست مسابقة ثقافة، إنها مسابقة جمال! نَفْخ العضل لا يصنع إنساناً جميلاً، والرياء الوطني لا يختزل الذكاء. "شو بدي قول عن لبنان؟"، تساءل شابٌ ظنّاً أنه يلمع. وأضاف: "طبيعة خضراء، قلعتا بعلبك وصيدا، والشعب الكريم". تساوت الأسئلة بالأجوبة، وراح الشبّان يجودون بحبّ "لبنان الحلو والسياحة"، كأنّ المسابقة تشترط التملّق. أحد المشتركين ارتأى تنشيط "السياحة الطبّية". فَطِنٌ هو أيضاً، خَفَق من أجله قلب أحد أعضاء اللجنة: "طبيب التجميل الشهير".
النهار
نكاد نفقد الأمل في مسابقة تُسطّح جمال الرجل وتؤطّر معاييره ضمن "النموذج" النمطي. ليست المسألة أنّ فريد مطر فاز باللقب بعد مروره بثياب السهرة والجينز وأسئلة اللجنة. عرضت "أم تي في" حفلاً لم يُمسِك بعد روح اللعبة، فتعثّر ما بين الجمال وأجساد رجال المصارعة. لم تنهض الفنانة يارا بسهرة لاح في زواياها الضجر، رغم محاولات مقدّمتها ريتا حرب افتعال المرح. لم تُفلح. حتى إنّ حزّورة الـ "إنّ" و"الآوت" بدت ثقيلة أضعاف ثقلها كلّ سنة. ظنّت حرب أنّ التشويق يُمثَّل، فأتى المشهد كحال بعض المسلسلات اللبنانية. "إنتَ إنّ أو آوت"، تكرّر السؤال. ليت المسابقة تتخلّى كلياً عن هذه العفوية.
انتظرنا الأهم: ثقافة المشترك وحَذَر اللجنة من فخاخ الكليشيات. لكنّ أعضاء اللجان غارقون عادة في الأسئلة الجاهزة. بعضهم يبالغ فيسأل الحالم بالمجد المُنتَظر: "كيف تمنع مسلسل حوادث السير في لبنان؟"(!). جميلٌ والإجابة أجمل. الباحث عن الجمال، إليه الاقتراح الفذّ: "على كلٍّ منا أن يرفع نفاياته من أمام منزله"، ردّ الشاب بفطنة على سؤال حول النفايات. ليته اقترح بالفطنة عينها مكاناً نضعها فيه بعد رفعها.
سيقول متعمّقون في الحياة: لكنّها ليست مسابقة ثقافة، إنها مسابقة جمال! نَفْخ العضل لا يصنع إنساناً جميلاً، والرياء الوطني لا يختزل الذكاء. "شو بدي قول عن لبنان؟"، تساءل شابٌ ظنّاً أنه يلمع. وأضاف: "طبيعة خضراء، قلعتا بعلبك وصيدا، والشعب الكريم". تساوت الأسئلة بالأجوبة، وراح الشبّان يجودون بحبّ "لبنان الحلو والسياحة"، كأنّ المسابقة تشترط التملّق. أحد المشتركين ارتأى تنشيط "السياحة الطبّية". فَطِنٌ هو أيضاً، خَفَق من أجله قلب أحد أعضاء اللجنة: "طبيب التجميل الشهير".
النهار