ندى قفزت من الطائرة كالمجنونة... فهل وصلت الرسالة الى امّها؟
جو 24 : لم يعد مشهد القفز من #الطائرات من على ارتفاعاتٍ تحاكي سحب السماء، حكراً على الافلام البوليسية الاميركية. القلب بات كالعين، من حقّه اختبار هذه التجربة شخصياً، من على ارض الواقع وليس من امام #التلفاز. الفرق يكمن في انتقال مفهوم هذا العمل الجنونيّ من عالم التمثيل الى مفترقٍ مميّز في عالم الرياضة الترفيهية، وهو ما يعرف اليوم بالـ"skydiving" او القفز المظلي الحرّ. الامر يتطلّب قراراً حازماً بركوب الطائرة، التحليق على متنها عالياً لدقائق، والتقيّد بمعايير السلامة الضروريّة قبل الشروع في إغماض العينين والقفز مباشرةً. دوافع التجربة تتأرجح بين حبّ المغامرة والرغبة في اضفاء روحٍ ايجابية والتخلّص من ترسّبات #المشاكل_النفسيّة. الاّ ان البعض قد يتّخذون هذا القرار الشجاع للتغلّب على مواقف اكثر صخباً كحكاية ندى.
تحيّةٌ الى روحها
لم تستطع تقبّل خبر الرحيل فقرّرت المواجهة على طريقتها الخاصة. ذلك اليوم غيّر حياة ندى، حين استفاقت ولم تجد امّها في الغرفة المقبلة سوى في صورةٍ تحوطها باقات الورود. التعبير عن الحزن احتاج الى ثورةٍ شاجبة تختلف عن منطق الدموع. تروي ندى ما حصل بعد اسبوعٍ على غياب امّها: "شعرت انني احتاج الى التغلب على مظاهر #الحزن و#التوتّر، فأنا بطبعي لا احبّذ التراجيديا بل افضّل المواجهة والاستمرار. حادثة وفاة امي كبّلت عزيمتي ووضعت امامي عائقاً صعبٌ تخطيه. قرار الثورة على الذات اتخذ بعد اسبوع، حين حجزت تذكرة الى دبي وعزمت على القفز من الطائرة كإهداء الى روحها واتخلّص من مظاهر اليأس عبر تجديد #الادرينالين في جسمي". على رغم عزيمة التصميم، الا ان شجاعة التنفيذ تحتاج إلى خطواتٍ مغايرة. تقول: "لحظة الصعود الى الطائرة كانت مختلفة. الرهبة والخوف سيطرا منذ صعدت ورأيت طاقم العمل مجتمعاً. حين اقلعنا بدأت وتيرة دقّات القلب تتسارع حتى حانت اللحظة المنتظرة. فتح الباب عن ارتفاعٍ جنوني، فنظرت الى الاسفل وانا ارتجف. ما يثير الرعب، انني كنت معلّقة بين السماء والارض دون وجود أي عامل امان حسي، رغم توافرها في الخفاء". وتعتبر "انني لم استطع القفز من باب الطائرة بل قاموا بدفعي من الاعلى، لأنهم معتادون على هذه التجارب ويعلمون ان العملية تحتاج الى تشجيع منهم. في الدقائق الاربعة الاولى تأرجحت في الفضاء وانا اصرخ باعلى صوت، لكن ما لبثت ان فتحت المظلة تلقائياً بعد وقتٍ معيّن حيث شعرت بالراحة واستمتعت بالمنظر الخلّاب الجامع لأشجار البلح في الجزيرة". وحول ما اذا كانت مستعّدة لتكرار التجربة، تؤكّد "انني لن اعيدها مرّة اخرى، لانني سأتذكّر المواقف المخيفة التي حصلت معي، الا انها كانت لحظات رائعة لا تتكرّر ساعدتني على طرد ذبذبات التوتّر والقلق، كما عبّرت عن سخطي بطريقة اراحتني فاهديتها الى امي".
7000 قدم مرحلة اولى
توصيف رياضة القفز المظلي الحرّ عملياً يعطيها بعداً ترفيهياً. فيلفت الاستاذ محمّد ابرهيم، منسّق دورات الـskydiving بين #لبنان و#اوروبا الى ان "هذه الرياضة تحتاج الى الشجاعة وتحدي الذات كخطوة اولى. الفرق بينها وبين القفز المظلي الاعتيادي يكمن في ان المظلّة هنا لا تفتح سوى في منتصف الرحلة عند الوصول الى ارتفاعٍ معيّن، فتكون العمليّة حرّةً على مسافة 7000 قدم كمرحلة اولى قبل ان تفتح المظلة". وحول اقبال اللبنانيين على ممارسة هذه الرياضة، يؤكّد ان "النسبة تقارب سنوياً الـ 500 قفزة توزّعت بين مطار رياق، القليعات وحالات في حين يتجاوز العدد 2500 تجربة تنفذ في ايطاليا. ويعود السبب في اختلاف العدد الى الكلفة المرتفعة نسبياً في لبنان التي تشمل الكلفة على القيمة المضافة وشؤون بلدية ووزارية حيث يبلغ السعر في لبنان نحو 480 دولاراً للقفزة الواحدة، في حين لا تزيد في #ايطاليا على الـ 175 يورو". وعن الاسباب التي تدفع اللبنانيين الى القفز المظلي الحرّ، يشير الى ان "غالبية الراغبين في تنفيذها يرجّحون دوافعهم الى رغبة شخصيّة في التجربة، خصوصاً بعد الضوضاء الاعلامية التي اتخذها هذا الموضوع في السنوات الاخيرة. اما في اوروبا، فهم اكثر صراحة، حيث يعترفون انهم يعانون مشاكل نفسية معينة ويرغبون في تخطيها، حتى إن منهم من يأتي الينا وتظهر عليه علامات السكر والطيش".
أعراض جانبية؟
يشدّد الاستاذ ابرهيم على ان "تنفيذ القفز المظلي الحر يحتاج قبل كل شيء الى مستندات طبيّة تؤكّد عدم معاناة المغامر من امراض #القلب والديسك، اضافةً الى عدم اصابته بمظاهر التقيؤ و#الغثيان. ففي حال توافرت هذه الدلائل، استطيع ضمان سلامة القفزة على مسؤوليتي الخاصة، اما في حال التشكيك بها، فتقع المسؤولية في هذه الحالة على الراغب في التجربة حيث لا بد من التوقيع على مستندات معيّنة في هذه الحالة". ويشير الى ان "لا اعراض جانبية لرياضةٍ ترفيهية كهذه، بل على العكس فهي تساهم في اضفاء روح الايجابية والمرح، والتخلّص من مظاهر الحزن والكآبة والقلق النفسي، كما تزيد هذه العملية من تدفق الادرينالين في جسم الانسان وتمده بالطاقة". ويعتبر ان "الخطوة الاهم تكمن في تحليه بالثقة في النفس في محيطه وقوّة في الشخصية اساسها المغامرة".
البنات اكثر شجاعة
من المستغرب ان نسبة الفتيات اللواتي يقدمن على على القفز المظلي الحرّ تفوق نسبة الذكور بأشواط. فيؤكّد الاستاذ ابرهيم ان "عدد الفتيات اللواتي نفذن هذه #الرياضة في لبنان كبير، وهن يأتين الينا بكامل لياقتهن البدنية والنفسية، ويصمّمن على تنفيذ القفزة بعنفوان، في حين ان الشبان يكونون اكثر حذراً وقلقاً وتظهر عليهم علامات الخوف والرهبة والتردّد". وحول احتفاظ المغامرين بلحظات مغامرتهم يضيف: "اجمل ما في التجربة انها تصوّر على طريقة الفيديو اضافةً الى الصور الخاصة التي تبقى تذكاراً يحتفظ به القافزون مدى الحياة، حيث ان كلفتها تكون مقتطعة مسبقاً فيشملها سعر القفزة".
الوصول الى الأرض من الفضاء لم يعد حكراً على "سوبرمان". المسألة باتت تشمل كلّ راغبٍ في تجربتها، شرط ان يتخذ القرار الجريء. دقائق معدودة استثنائية لا تمحى مدى العمر. الا ان عاملاً واحداً على القافزين ان يتشاركوا فيه مع ابطال المسلسلات الكرتونية الطائرة... انها الشجاعة.
النهار
تحيّةٌ الى روحها
لم تستطع تقبّل خبر الرحيل فقرّرت المواجهة على طريقتها الخاصة. ذلك اليوم غيّر حياة ندى، حين استفاقت ولم تجد امّها في الغرفة المقبلة سوى في صورةٍ تحوطها باقات الورود. التعبير عن الحزن احتاج الى ثورةٍ شاجبة تختلف عن منطق الدموع. تروي ندى ما حصل بعد اسبوعٍ على غياب امّها: "شعرت انني احتاج الى التغلب على مظاهر #الحزن و#التوتّر، فأنا بطبعي لا احبّذ التراجيديا بل افضّل المواجهة والاستمرار. حادثة وفاة امي كبّلت عزيمتي ووضعت امامي عائقاً صعبٌ تخطيه. قرار الثورة على الذات اتخذ بعد اسبوع، حين حجزت تذكرة الى دبي وعزمت على القفز من الطائرة كإهداء الى روحها واتخلّص من مظاهر اليأس عبر تجديد #الادرينالين في جسمي". على رغم عزيمة التصميم، الا ان شجاعة التنفيذ تحتاج إلى خطواتٍ مغايرة. تقول: "لحظة الصعود الى الطائرة كانت مختلفة. الرهبة والخوف سيطرا منذ صعدت ورأيت طاقم العمل مجتمعاً. حين اقلعنا بدأت وتيرة دقّات القلب تتسارع حتى حانت اللحظة المنتظرة. فتح الباب عن ارتفاعٍ جنوني، فنظرت الى الاسفل وانا ارتجف. ما يثير الرعب، انني كنت معلّقة بين السماء والارض دون وجود أي عامل امان حسي، رغم توافرها في الخفاء". وتعتبر "انني لم استطع القفز من باب الطائرة بل قاموا بدفعي من الاعلى، لأنهم معتادون على هذه التجارب ويعلمون ان العملية تحتاج الى تشجيع منهم. في الدقائق الاربعة الاولى تأرجحت في الفضاء وانا اصرخ باعلى صوت، لكن ما لبثت ان فتحت المظلة تلقائياً بعد وقتٍ معيّن حيث شعرت بالراحة واستمتعت بالمنظر الخلّاب الجامع لأشجار البلح في الجزيرة". وحول ما اذا كانت مستعّدة لتكرار التجربة، تؤكّد "انني لن اعيدها مرّة اخرى، لانني سأتذكّر المواقف المخيفة التي حصلت معي، الا انها كانت لحظات رائعة لا تتكرّر ساعدتني على طرد ذبذبات التوتّر والقلق، كما عبّرت عن سخطي بطريقة اراحتني فاهديتها الى امي".
7000 قدم مرحلة اولى
توصيف رياضة القفز المظلي الحرّ عملياً يعطيها بعداً ترفيهياً. فيلفت الاستاذ محمّد ابرهيم، منسّق دورات الـskydiving بين #لبنان و#اوروبا الى ان "هذه الرياضة تحتاج الى الشجاعة وتحدي الذات كخطوة اولى. الفرق بينها وبين القفز المظلي الاعتيادي يكمن في ان المظلّة هنا لا تفتح سوى في منتصف الرحلة عند الوصول الى ارتفاعٍ معيّن، فتكون العمليّة حرّةً على مسافة 7000 قدم كمرحلة اولى قبل ان تفتح المظلة". وحول اقبال اللبنانيين على ممارسة هذه الرياضة، يؤكّد ان "النسبة تقارب سنوياً الـ 500 قفزة توزّعت بين مطار رياق، القليعات وحالات في حين يتجاوز العدد 2500 تجربة تنفذ في ايطاليا. ويعود السبب في اختلاف العدد الى الكلفة المرتفعة نسبياً في لبنان التي تشمل الكلفة على القيمة المضافة وشؤون بلدية ووزارية حيث يبلغ السعر في لبنان نحو 480 دولاراً للقفزة الواحدة، في حين لا تزيد في #ايطاليا على الـ 175 يورو". وعن الاسباب التي تدفع اللبنانيين الى القفز المظلي الحرّ، يشير الى ان "غالبية الراغبين في تنفيذها يرجّحون دوافعهم الى رغبة شخصيّة في التجربة، خصوصاً بعد الضوضاء الاعلامية التي اتخذها هذا الموضوع في السنوات الاخيرة. اما في اوروبا، فهم اكثر صراحة، حيث يعترفون انهم يعانون مشاكل نفسية معينة ويرغبون في تخطيها، حتى إن منهم من يأتي الينا وتظهر عليه علامات السكر والطيش".
أعراض جانبية؟
يشدّد الاستاذ ابرهيم على ان "تنفيذ القفز المظلي الحر يحتاج قبل كل شيء الى مستندات طبيّة تؤكّد عدم معاناة المغامر من امراض #القلب والديسك، اضافةً الى عدم اصابته بمظاهر التقيؤ و#الغثيان. ففي حال توافرت هذه الدلائل، استطيع ضمان سلامة القفزة على مسؤوليتي الخاصة، اما في حال التشكيك بها، فتقع المسؤولية في هذه الحالة على الراغب في التجربة حيث لا بد من التوقيع على مستندات معيّنة في هذه الحالة". ويشير الى ان "لا اعراض جانبية لرياضةٍ ترفيهية كهذه، بل على العكس فهي تساهم في اضفاء روح الايجابية والمرح، والتخلّص من مظاهر الحزن والكآبة والقلق النفسي، كما تزيد هذه العملية من تدفق الادرينالين في جسم الانسان وتمده بالطاقة". ويعتبر ان "الخطوة الاهم تكمن في تحليه بالثقة في النفس في محيطه وقوّة في الشخصية اساسها المغامرة".
البنات اكثر شجاعة
من المستغرب ان نسبة الفتيات اللواتي يقدمن على على القفز المظلي الحرّ تفوق نسبة الذكور بأشواط. فيؤكّد الاستاذ ابرهيم ان "عدد الفتيات اللواتي نفذن هذه #الرياضة في لبنان كبير، وهن يأتين الينا بكامل لياقتهن البدنية والنفسية، ويصمّمن على تنفيذ القفزة بعنفوان، في حين ان الشبان يكونون اكثر حذراً وقلقاً وتظهر عليهم علامات الخوف والرهبة والتردّد". وحول احتفاظ المغامرين بلحظات مغامرتهم يضيف: "اجمل ما في التجربة انها تصوّر على طريقة الفيديو اضافةً الى الصور الخاصة التي تبقى تذكاراً يحتفظ به القافزون مدى الحياة، حيث ان كلفتها تكون مقتطعة مسبقاً فيشملها سعر القفزة".
الوصول الى الأرض من الفضاء لم يعد حكراً على "سوبرمان". المسألة باتت تشمل كلّ راغبٍ في تجربتها، شرط ان يتخذ القرار الجريء. دقائق معدودة استثنائية لا تمحى مدى العمر. الا ان عاملاً واحداً على القافزين ان يتشاركوا فيه مع ابطال المسلسلات الكرتونية الطائرة... انها الشجاعة.
النهار