رحلة تشرد جديد لنازحي سوريا
يبدأ عشرات آلاف السوريين ممن ألجأتهم حملات القصف العشوائي إلى المدارس مغادرتها اليوم، بعدما أعلنت الحكومة عزمها بدء العام الدراسي الجديد رغم استمرار العنف.
ودب الذعر بين النازحين في نحو 800 مدرسة كانت تؤوي العائلات التي هدمت منازلها ولم يعد لها من مأوى أو التي أجبرتها عمليات الاقتتال بين الجيش السوري والحر على مغادرة منازلها.
وقال أبو أحمد الذي فر من ضاحية تشهد قتالا في دمشق حيث استخدمت القوات الحكومية القصف المدفعي وغارات المروحيات لطرد الثوار "أبحث عن مكان جديد مرة أخرى لعلمي بأنه لا يمكنني العودة إلى حي التضامن".
وأمضى أبو أحمد وأسرته بضعة أشهر في مدرسة بحي المزة الأكثر أمانا وسط دمشق.
وتابع "ما الذي تفكر فيه الحكومة؟ من الغريب أنها تريد حل مشكلة المدارس لتتسبب في مشكلة أخرى".
العديد من المدارس تضررت أو تهدمت بفعل الاقتتال وعمليات القصف العشوائي (الجزيرة)
مدارس مدمرة
ويقول أبو خليل الذي انتقل مع أبنائه الأربعة إلى مدرسة في المزة قادما من ضاحية اليرموك جنوبا فرارا من القصف "ليس لدينا خطة بديلة، أعتقد أننا ربما نلجأ إلى مسجد".
وأضاف "أنا متعب وأريد العودة إلى منزلي، لكني أشعر بالقلق على أبنائي، سألت العاملين في الهلال الأحمر عما إذا كانت الحكومة قالت لهم ما الذي سيحدث لنا، لكنهم لا يردون".
وكان وزير التعليم هزوان ألوز قد صرح للتلفزيون الحكومي الأسبوع بأن الحكومة "مستعدة" لبدء العام الدراسي اليوم، "رغم قيام الإرهابيين بتدمير نحو ألفي مدرسة".
لكن كثيرين يقولون إن الأسر -في خضم المعارك المتواصلة وعمليات القصف العشوائي- لن ترسل أبناءها إلى المدارس وسيلزم بعض المعلمين منازلهم.
بل إنه في الضواحي حيث تتواصل المعارك وعمليات القصف يستهجن الكثير من الآباء فكرة بدء السنة الدراسية. وقال خالد الأب لثلاثة أبناء من ضاحية دوما في دمشق "حتى إذا تحسنت الأوضاع فلن أرسل أبنائي إلى المدرسة، يجب ألا ندعم النظام بأي صورة".
وعمدت قوات النظام السوري مؤخرا إلى قصف المدارس في المناطق التي يسيطر عليها الثوار بعد أن حولوها أحيانا إلى ثكنات وأحيانا إلى سجون.
وينسب صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) لوزارة التعليم قولها إن نحو 10% من 22 ألف مدرسة في أنحاء البلاد أتلفت أو دمرت.
ويستنكر عدد من المعلمين افتتاح الدراسة في ظل هذه الأوضاع، وتقول إحدى المعلمات واشترطت عدم ذكر اسمها إن "على الحكومة أن تجد أماكن أخرى". وتضيف "يبدو أنهم يتوقعون من الجمعيات الخيرية والسكان المحليين تحمل المسؤولية". الجزيرة