فصائل المعارضة تصر على رفض أي دور مستقبلي للأسد رغم تحول مواقف الغرب
جو 24 : تصر قوى المعارضة السورية السياسية والعسكرية على رفض أي دور محتمل للرئيس السوري بشار الأسد في تسوية النزاع المستمر في البلاد منذ عام 2011، رغم التحول الذي طرأ على المواقف الغربية تجاه دمشق.
ولم يعد مطلب رحيل الأسد والذي تمسكت به عواصم عدة داعمة للمعارضة سابقا، يشكل شرطا مسبقا لأي مفاوضات حول مستقبل سوريا، بعد أن باتت فكرة ضرورة بقاء الاسد في السلطة للتصدي للتنظيمات الارهابية اكثر تداولا في الاسابيع الاخيرة على وقع التعزيزات العسكرية الروسية إلى دمشق.
لكن قياديين في الفصائل المسلحة والائتلاف السوري المعارض يعتبرون ان بقاء الاسد في الحكم لا يزال من المحظورات. ويقول المتحدث باسم حركة احرار الشام الاسلامية احمد قره علي لوكالة فرانس برس “بقاء الاسد واستمرار نظامه بمثابة إفشال لأي عملية سياسية”.
ويضيف “يدل ذلك أيضا على الاستهتار بتضحيات الشعب السوري والأهم من ذلك الاستهتار بإرادة الشعب السوري”.
ويقول الناشط ابراهيم الادلبي الذي شارك في اولى التحركات الاحتجاجية التي اندلعت ضد نظام الاسد في منتصف اذار/ مارس 2011 “لن نرضى كسوريين ببقاء الاسد في الفترة الانتقالية” مضيفا “لا يمكن اعتبار قاتل ارهابي حاميا وصمام امان”.
وتتمسك المعارضة السورية والفصائل المقاتلة بمطلب رحيل الاسد عن السلطة منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضده، وبمقررات مؤتمر جنيف -1 الذي عقد عام 2012 ونص ابرز بنوده على تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة.
ويعني هذا البند وفق المعارضة والقوى الدولية الداعمة لها انه لا دور محتمل للاسد في المرحلة الانتقالية، لكن المواقف الدولية الصادرة في الاسابيع الاخيرة بدت اكثر مرونة تجاه مشاركة الاسد في الجهود المبذولة لانهاء الصراع في سوريا.
ويثير توسع نفوذ تنظيم داعش ، على الرغم من الضربات الجوية التي يشنها الائتلاف الدولي ضده، بالاضافة الى ازمة الهجرة الحادة باتجاه اوروبا، مخاوف المجتمع الدولي.
ويبدو أن العديد من دول الغرب تنظر الى الاسد اليوم بوصفه “اهون الشرين” مقارنة مع تنظيم داعش الذي يرتكب جرائم مروعة على غرار قطع الرؤوس والاغتصاب وتدمير الاثار.
في المقابل، تعتبر قوى المعارضة ان عدد القتلى السوريين جراء قصف قوات النظام يفوق بكثير عدد قتلى تنظيم داعش. وترى ان استراتيجية النظام لطالما قامت على اعتبار الاسد البديل الوحيد عن المتطرفين.
ويقول مامون ابو عمر، الناشط ومدير وكالة “شهبا” المحلية في حلب، لوكالة فرانس برس “لقد كبر تنظيم داعش في سوريا بمباركة من الاسد وتوسع على حساب الثورة والفصائل لا على حساب النظام”.
وشكلت التحولات في المواقف بشأن موقع الاسد في المرحلة الانتقالية، لا سيما تلك الصادرة عن الدول الداعمة للمعارضة، مفاجآة للعديد من اعضاء الائتلاف السوري المعارض الذين ينتقدون تردد حلفائهم وانقسامهم.
ويقول القيادي في الائتلاف السوري المعارض سمير نشار لوكالة فرانس برس “ما يدعو للدهشة هو ان ايران وروسيا تقدمان للنظام ومن دون توقف، كافة اشكال الدعم سياسيا وعسكريا، بينما دخلت مجموعة اصدقاء الشعب السوري في تنافس وصراع على الملف السوري وقوى المعارضة والفصائل”.
ويضيف “سبب ذلك ارباكا وعجزا عن اظهار موقف مشترك من قضايا حساسة”.
ولطالما تباينت وجهات نظر ابرز القوى الداعمة للمعارضة كالولايات المتحدة الاميركية وتركيا والسعودية وقطر حيال الطريقة الافضل لدعم الفصائل، وذهبت الى حد التنافس على النفوذ داخل مكوناتها.
ويوضح الادلبي “لم تعد تهمنا كسوريين التصريحات الاعلامية التي لا تاتي بنتيجة على الارض بل تقطف ثمارها اطراف سياسية تعمل لتحقيق مصالحها الخاصة”.
ويضيف “في بداية الامر، كنت اظن ان الغرب حليف حقيقي للشعب السوري (…) لكن سرعان ما تغير الظن بهم بسبب تقلباتهم السياسية”.
ميدانيا، تصر الفصائل المقاتلة على استكمال معاركها حتى اسقاط النظام الذي ترى انه لا يمكن ان يكون حليفا في الحرب ضد تنظيم داعش.
ويقول المتحدث باسم الجبهة الجنوبية الرائد عصام الريس لوكالة فرانس برس “ليس امامنا الا ان نعد لعمل عسكري اكبر ونضع مزيدا من الضغط لاظهار ضعف الاسد وحلفائه”، متسائلا “هل يمكن الاعتماد على نظام عاجز عن السيطرة على معابره الحدودية؟”.
ويؤكد المتحدث باسم حركة احرار الشام “من جهتنا لم يتغير شيء ونحن نعول على عملنا على الأرض ووحدة القرار السوري”، مضيفا “سنعمل على التوصل الى مواقف موحدة من الجميع إزاء التطورات السياسية التي تخص سوريا”.
وترى فصائل عدة انه “لا خيار” لديها سوى الاطاحة بالاسد بعد نزاع دام تسبب منذ اندلاعه بمقتل اكثر من 240 الف شخص وبتدمير البلاد وتشريد نصف سكانها.
ويقول ابو عمر في هذا الاطار “من قدم مئات الالاف من الشهداء وتحمل الدمار لا يمكنه القيام بخطوة الى الوراء” مضيفا “من يقم بنصف ثورة كأنه يحفر قبره”.
(أ ف ب)
ولم يعد مطلب رحيل الأسد والذي تمسكت به عواصم عدة داعمة للمعارضة سابقا، يشكل شرطا مسبقا لأي مفاوضات حول مستقبل سوريا، بعد أن باتت فكرة ضرورة بقاء الاسد في السلطة للتصدي للتنظيمات الارهابية اكثر تداولا في الاسابيع الاخيرة على وقع التعزيزات العسكرية الروسية إلى دمشق.
لكن قياديين في الفصائل المسلحة والائتلاف السوري المعارض يعتبرون ان بقاء الاسد في الحكم لا يزال من المحظورات. ويقول المتحدث باسم حركة احرار الشام الاسلامية احمد قره علي لوكالة فرانس برس “بقاء الاسد واستمرار نظامه بمثابة إفشال لأي عملية سياسية”.
ويضيف “يدل ذلك أيضا على الاستهتار بتضحيات الشعب السوري والأهم من ذلك الاستهتار بإرادة الشعب السوري”.
ويقول الناشط ابراهيم الادلبي الذي شارك في اولى التحركات الاحتجاجية التي اندلعت ضد نظام الاسد في منتصف اذار/ مارس 2011 “لن نرضى كسوريين ببقاء الاسد في الفترة الانتقالية” مضيفا “لا يمكن اعتبار قاتل ارهابي حاميا وصمام امان”.
وتتمسك المعارضة السورية والفصائل المقاتلة بمطلب رحيل الاسد عن السلطة منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية ضده، وبمقررات مؤتمر جنيف -1 الذي عقد عام 2012 ونص ابرز بنوده على تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة.
ويعني هذا البند وفق المعارضة والقوى الدولية الداعمة لها انه لا دور محتمل للاسد في المرحلة الانتقالية، لكن المواقف الدولية الصادرة في الاسابيع الاخيرة بدت اكثر مرونة تجاه مشاركة الاسد في الجهود المبذولة لانهاء الصراع في سوريا.
ويثير توسع نفوذ تنظيم داعش ، على الرغم من الضربات الجوية التي يشنها الائتلاف الدولي ضده، بالاضافة الى ازمة الهجرة الحادة باتجاه اوروبا، مخاوف المجتمع الدولي.
ويبدو أن العديد من دول الغرب تنظر الى الاسد اليوم بوصفه “اهون الشرين” مقارنة مع تنظيم داعش الذي يرتكب جرائم مروعة على غرار قطع الرؤوس والاغتصاب وتدمير الاثار.
في المقابل، تعتبر قوى المعارضة ان عدد القتلى السوريين جراء قصف قوات النظام يفوق بكثير عدد قتلى تنظيم داعش. وترى ان استراتيجية النظام لطالما قامت على اعتبار الاسد البديل الوحيد عن المتطرفين.
ويقول مامون ابو عمر، الناشط ومدير وكالة “شهبا” المحلية في حلب، لوكالة فرانس برس “لقد كبر تنظيم داعش في سوريا بمباركة من الاسد وتوسع على حساب الثورة والفصائل لا على حساب النظام”.
وشكلت التحولات في المواقف بشأن موقع الاسد في المرحلة الانتقالية، لا سيما تلك الصادرة عن الدول الداعمة للمعارضة، مفاجآة للعديد من اعضاء الائتلاف السوري المعارض الذين ينتقدون تردد حلفائهم وانقسامهم.
ويقول القيادي في الائتلاف السوري المعارض سمير نشار لوكالة فرانس برس “ما يدعو للدهشة هو ان ايران وروسيا تقدمان للنظام ومن دون توقف، كافة اشكال الدعم سياسيا وعسكريا، بينما دخلت مجموعة اصدقاء الشعب السوري في تنافس وصراع على الملف السوري وقوى المعارضة والفصائل”.
ويضيف “سبب ذلك ارباكا وعجزا عن اظهار موقف مشترك من قضايا حساسة”.
ولطالما تباينت وجهات نظر ابرز القوى الداعمة للمعارضة كالولايات المتحدة الاميركية وتركيا والسعودية وقطر حيال الطريقة الافضل لدعم الفصائل، وذهبت الى حد التنافس على النفوذ داخل مكوناتها.
ويوضح الادلبي “لم تعد تهمنا كسوريين التصريحات الاعلامية التي لا تاتي بنتيجة على الارض بل تقطف ثمارها اطراف سياسية تعمل لتحقيق مصالحها الخاصة”.
ويضيف “في بداية الامر، كنت اظن ان الغرب حليف حقيقي للشعب السوري (…) لكن سرعان ما تغير الظن بهم بسبب تقلباتهم السياسية”.
ميدانيا، تصر الفصائل المقاتلة على استكمال معاركها حتى اسقاط النظام الذي ترى انه لا يمكن ان يكون حليفا في الحرب ضد تنظيم داعش.
ويقول المتحدث باسم الجبهة الجنوبية الرائد عصام الريس لوكالة فرانس برس “ليس امامنا الا ان نعد لعمل عسكري اكبر ونضع مزيدا من الضغط لاظهار ضعف الاسد وحلفائه”، متسائلا “هل يمكن الاعتماد على نظام عاجز عن السيطرة على معابره الحدودية؟”.
ويؤكد المتحدث باسم حركة احرار الشام “من جهتنا لم يتغير شيء ونحن نعول على عملنا على الأرض ووحدة القرار السوري”، مضيفا “سنعمل على التوصل الى مواقف موحدة من الجميع إزاء التطورات السياسية التي تخص سوريا”.
وترى فصائل عدة انه “لا خيار” لديها سوى الاطاحة بالاسد بعد نزاع دام تسبب منذ اندلاعه بمقتل اكثر من 240 الف شخص وبتدمير البلاد وتشريد نصف سكانها.
ويقول ابو عمر في هذا الاطار “من قدم مئات الالاف من الشهداء وتحمل الدمار لا يمكنه القيام بخطوة الى الوراء” مضيفا “من يقم بنصف ثورة كأنه يحفر قبره”.
(أ ف ب)