jo24_banner
jo24_banner

رابطة علماء الأردن تطالب الأنظمة العربية والاسلامية باتخاذ موقف تجاه الاساءة للرسول

رابطة علماء الأردن تطالب الأنظمة العربية والاسلامية  باتخاذ موقف تجاه الاساءة للرسول
جو 24 : استنكرت رابطة علماء الأردن كل انواع الاساءات للاسلام رافضة لكل ما يمس الرسول صلى الله عليه وسلم.


وأكدت الرابطة في بيان اصدرته اثر الفيلم المسيء للنبى الكريم على واجب الأنظمة العربية والإسلامية في اتخاذ المواقف الصادقة القوية تجاه الأنظمة الغربية التي تغطي مثل هذه الجرائم بدعوى حرية الفكر والتعبير كما أكدت على حق الشعوب في التظاهر والتعبير عن نصرة رسولهم الكريم بالوسائل الحضارية السلمية.

وتاليا نص البيان:

تعالوا لتدرسوا دين محمد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين النبي المبعوث رحمة للعالمين رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وصحبه ومن سار على دربهم إلى يوم الدين.
وبعد
فإننا في رابطة علماء الأردن نستنكر كل أنواع الإساءات للإسلام في أي صورة من صورها ونؤكد رفضنا لكل ما يمس رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ويسيئ إليه.

وندعو العالم أجمع ليتعرف على رسالة الإسلام وعلى الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم بعيداً عن التشويه والتلفيق والدس والكذب.

فقد أكد الإسلام على التعددية " لا إكراه في الدين " فغير ممكن أن يكون الناس على دين واحد أو فكر واحد ، وخلق الله تعالى المخلوقات على صور وأشكال وألوان ولغات ، وهذا التعدد إنما يعطي جمالاً للكون إذا احترم الناس ذلك وقبلوا به وتعايشوا معه ، ومع ذلك فقد وقع الصدام في البشر نتيجة القهر والإرهاب والقمع ، كما يقع الصدام إذا لم يحترم الإنسان مشاعر الآخرين ، إلا أنه لا يحق لأحد أن يهاجم معتقدات الآخرين رغم أنه صاحب حق في الحوار مع غيره " وجادلهم بالتي هي أحسن " ، فالحوار تعبير عن رقي الإنسان وكرامته التي منحها الله تعالى له ، أما السخرية والاستهزاء والافتراء والدس فهذه لغة الفاشلين الذين لم يجدوا ما يمكن أن يقولوه ، هم فارغون من المضمون حيث لا يملكون طرحاً يقدمونه للناس سوى الكذب واستغلال الماكنة الإعلامية التي قد تضلل من لا يعرف وبهذا تساهم في التجهيل.

لكن العقلاء يعرفون أن ما يطرح من كذب وافتراء يولد ردود فعل مناقضة لمقصدهم وهذا ما حصل ويحصل عندما يسخر كاتب أو مستشرق أو راسم للكاريكاتير أو منتج سينمائي من الإسلام ونبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم . ها نحن نرى الشارع الإسلامي يغلي حتى من الذين لا يطبقون الإسلام في سلوكهم لكن الخميرة الدينية موجودة حتى لو كانت ضعيفة .

إن القاريء للتاريخ البشري يعرف أن الأنبياء جميعاً قد سخر منهم بعض من عاش في زمنهم فقالوا ( ساحر ) ( مجنون ) ( كذاب ) ( لقيط ) ( طامع بالسلطة ) إلى غير ذلك من السباب والشتائم التي لم تزد الأتباع إلا إيماناً واتباعاً وإصراراً . وفي العصر الحديث كتب سلمان رشدي وقالت نسرين البنغالية وتهكم علمانيون ويساريون وشيوعيون وطغاة وإعلاميون من الدين ، وكذا فعل مستشرقون ومبشرون وعرضت أفلام وأحرقت مصاحف ومنع الأذان في كثير من دول العالم.

سخروا من الحج فزاد عدد الحجيج ، استهزؤا بالصيام فجاء الطب ليطالبنا بتقليل الطعام والحمية ، ضحكوا من الزكاة ففشل اقتصادهم الشرقي والغربي ، ادعوا حقوق الإنسان فذبحوا الملايين من الشعوب ونهبوا خيرات البلاد المستضعفة وجعلوها أسواقاً ، أهانوا الإنسان وكرموا الكلاب !! ميزوا بين الألوان والطبقات وصنفوا الشعوب على أساس العرق واللون.

واليوم يسخرون من محمد صلى الله عليه وسلم ويكذبون عليه ولا يذكرون إنسانيته ورحمته وحبه الخير ونهضته بأمة كانت تعيش حالة من التخلف حتى أنها كانت تعبد الحجارة وتقتل الأنثى المولودة.

محمد صلى الله عليه وسلم لم يميز بين الألوان ولا الأعراق ، كان حريصاً على التعايش مع الجميع بشرط الوفاء بالعهد ، يعيرون الرسول بأنه استخدم السيف فهلا حدثونا عن مجازرهم وقنابلهم التي أهلكت الحرث والنسل ومسحت المدن وزرعت الأمراض المزمنة ، وينسون أن أكبر بلد إسلامي " أندونيسيا " قد دخل الإسلام عبر الحوار والكلمة.

يعيرون الرسول بأنه تزوج من النساء لكنهم لم يجدوا في تاريخه الاعتداء على أعراض الناس بل مارس البشرية الفطرية عبر الزواج النظيف وليس كما يفعل أصحاب الأخلاق المنحلة والمبادئ الساقطة ، أقام محمد صلى الله عليه وسلم مجتمعاً نظيفاً على أساس الطهر والعفة ، مجتمع محمد لم تكن فيه الأمراض الجنسية فهم الذين صدروا لنا الزهري والسفلس والإيدز ، أما دين محمد فيؤكد أن نأتي البيوت من أبوابها.

عيروا محمداً بخلافات داخل أسرته وضخموها وكذبوا فيها ، وكأن الأسر لا خلافات داخلها ، محمد بشر كإخوانه الأنبياء يعيشون حياتهم الفطرية الطبيعية كبقية الناس فيأكلون ويشربون ويمرضون ويبكون ويتألمون ، لكنهم المعصومون بعصمة الله أن يقعوا فيما يخل بالمهمة والرسالة.


إنهم قوم يحتاجون لمعرفة محمد ودينه فليطلبوا العلم بذلك بعيداً عن السفه والاستهزاء ، والمطلوب منا أن نعلمهم ونبين لهم لا أن نقابل الإساءة بالإساءة لأن محمداً علمنا الصفح وكظم الغيظ والعفو عن الناس حتى نبقى أمة متميزة هي أمة " إقرأ " التي تتميز على الأمم الهمجية التي لا تفكر إلا بأرجلها أو عضلاتها دون رأسها المكرم بالعقل.

ونؤكد على واجب الأنظمة العربية والإسلامية في اتخاذ المواقف الصادقة القوية تجاه الأنظمة الغربية التي تغطي مثل هذه الجرائم بدعوى حرية الفكر والتعبير ، ولتمارس واجبها تجاه الإسلام والمسلمين في الضغط على تلك الحكومات لسن القوانين التي تمنع أي نوع من أنواع الإساءة للشعائر الدينية والرموز الإسلامية.

كما نؤكد حق الشعوب في التظاهر والتعبير عن نصرة رسولهم الكريم ولكن بالوسائل الحضارية السلمية التي تفوت الفرصة على كل المترصدين بالمسلمين وبمشروعهم القادم لمحاولة إفشاله وتشويه صورة الإسلام، بعيداً عن العنف والتخريب والتكسير.

ونؤكد على دور العلماء والدعاة في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم وبيان دينه ومنهجه القويم في التعامل مع كل مكونات الحياة.


"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
رابطة علماء الأردن
16 / 9 / 2012
تابعو الأردن 24 على google news