اليأس يدفع محمود عباس لسياسة الرموز
جو 24 : إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الانسحاب من اتفاقية أوسلو لا يعني أنه ينقض هذه الاتفاقية كما يرى خالد الجندي من معهد بروكينغز للدراسات الإستراتجية في واشنطن، وذلك بالرغم من الانطباع السائد الذي روجت له وسائل الإعلام، ومفاده أن السلطة الفلسطينية قد تخلت بشكل أحادي عن اتفاقية أوسلو التي تنظم عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين القائمة على حل الدولتين. ويوضح الجندي في حوار معDW أن عباس يرى أن "الفلسطينيين لا يريدون أن يكونوا الطرف الوحيد الملتزم بالاتفاق".
وذهب الجندي إلى أن عباس أكد في خطابه في نيويورك أنّ الجانب الفلسطيني لا يمكنه الاستمرار بالالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، ما دامت (الأخيرة) مصرة على عدم الالتزام بها، وترفض وقف الاستيطان، والإفراج عن الأسرى، كما حمل الدولة العبرية مسؤولياتها كافة كسلطة احتلال. "إنها خطوة كلاسيكية من قبل عباس، فهو يحمل البندقية لكنه يتردد في استعمالها" على حد تعبير الجندي الذي استطرد موضحا أنه لا يعتقد أن الرئيس الفلسطيني سيلغي التعاون الأمني مع الإسرائيليين، مؤكدا أن الأمن هو مصدر القلق الرئيسي للأمريكيين والإسرائيليين.
هيمنة الأزمة السورية
وكما هو الأمر بالنسبة للشأن الأوكراني، يُعتبر الفلسطينيون من ضحايا التغييرات التي حصلت مؤخرا في أجندة السياسة الدولية، إذ باتت الأزمة السورية تحتل واجهة الأحداث لتداعياتها على مستوى تدفق اللاجئين والحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية"، فأصبحت بالتالي من أولويات الروس والأمريكيين والأوروبيين على حد سواء. لقد تأثر الفلسطينيون كثيرا لكون الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يشر ولو بكلمة واحدة، في خطابه أمام الجمعية الأممية، للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وفي تصريح لـDW عبّر صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين (القريب من محمود عباس)، عن خيبة أمله لتجاهل الرئيس الأمريكي لأزمة الشرق الأوسط التقليدية بقوله "أوباما وكل الزعماء كانون متحدين في مواجهة داعش، هذا شيء جيد وندعمه"، واستطرد بهذا الصدد "كيف يمكن للرئيس الأمريكي تأكيد أنه يريد القضاء على الدولة الإسلامية ونشر الاستقرار والديمقراطية في المنطقة، وفي الوقت نفسه يتجاهل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين؟"
عجز سياسة الرموز
وأشار عريقات إلى حفل رفع العلم الفلسطيني في مقر الأمم المتحدة الذي نُظم مباشرة بعد خطاب محمود عباس، وهو ما يؤكد إصرار الفلسطينيين على الكفاح من أجل الحصول على الاستقلال. ويرى خالد الجندي في ذلك تعبيرا، في الواقع، عن عجز الفلسطينيين: "رفع العلم هو الشيء الوحيد الذي تبقى لعباس"، ليس له من خيار آخر سوى سياسة الرموز لأنه ليس بوسعه تغيير الحقائق السياسية على الأرض.
ويرى عريقات أنه إذا لم يتغير الوضع فإن درجة الاحتقان لدى الفلسطينيين يمكن أن تصل لدرجات خطيرة. وفي حال تواصل النشاط الاستيطاني، فإن "الحكومة الإسرائيلية تتحمل كامل المسؤولية فيما يتعلق بالتداعيات (..) اليأس يؤدي إلى أعمال يائسة، لا بد من إيقاف هذا اليأس."
(DW)
وذهب الجندي إلى أن عباس أكد في خطابه في نيويورك أنّ الجانب الفلسطيني لا يمكنه الاستمرار بالالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، ما دامت (الأخيرة) مصرة على عدم الالتزام بها، وترفض وقف الاستيطان، والإفراج عن الأسرى، كما حمل الدولة العبرية مسؤولياتها كافة كسلطة احتلال. "إنها خطوة كلاسيكية من قبل عباس، فهو يحمل البندقية لكنه يتردد في استعمالها" على حد تعبير الجندي الذي استطرد موضحا أنه لا يعتقد أن الرئيس الفلسطيني سيلغي التعاون الأمني مع الإسرائيليين، مؤكدا أن الأمن هو مصدر القلق الرئيسي للأمريكيين والإسرائيليين.
هيمنة الأزمة السورية
وكما هو الأمر بالنسبة للشأن الأوكراني، يُعتبر الفلسطينيون من ضحايا التغييرات التي حصلت مؤخرا في أجندة السياسة الدولية، إذ باتت الأزمة السورية تحتل واجهة الأحداث لتداعياتها على مستوى تدفق اللاجئين والحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية"، فأصبحت بالتالي من أولويات الروس والأمريكيين والأوروبيين على حد سواء. لقد تأثر الفلسطينيون كثيرا لكون الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يشر ولو بكلمة واحدة، في خطابه أمام الجمعية الأممية، للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وفي تصريح لـDW عبّر صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين (القريب من محمود عباس)، عن خيبة أمله لتجاهل الرئيس الأمريكي لأزمة الشرق الأوسط التقليدية بقوله "أوباما وكل الزعماء كانون متحدين في مواجهة داعش، هذا شيء جيد وندعمه"، واستطرد بهذا الصدد "كيف يمكن للرئيس الأمريكي تأكيد أنه يريد القضاء على الدولة الإسلامية ونشر الاستقرار والديمقراطية في المنطقة، وفي الوقت نفسه يتجاهل الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين؟"
عجز سياسة الرموز
وأشار عريقات إلى حفل رفع العلم الفلسطيني في مقر الأمم المتحدة الذي نُظم مباشرة بعد خطاب محمود عباس، وهو ما يؤكد إصرار الفلسطينيين على الكفاح من أجل الحصول على الاستقلال. ويرى خالد الجندي في ذلك تعبيرا، في الواقع، عن عجز الفلسطينيين: "رفع العلم هو الشيء الوحيد الذي تبقى لعباس"، ليس له من خيار آخر سوى سياسة الرموز لأنه ليس بوسعه تغيير الحقائق السياسية على الأرض.
ويرى عريقات أنه إذا لم يتغير الوضع فإن درجة الاحتقان لدى الفلسطينيين يمكن أن تصل لدرجات خطيرة. وفي حال تواصل النشاط الاستيطاني، فإن "الحكومة الإسرائيلية تتحمل كامل المسؤولية فيما يتعلق بالتداعيات (..) اليأس يؤدي إلى أعمال يائسة، لا بد من إيقاف هذا اليأس."
(DW)