التحالف الدولي يعتبر العمليات العسكرية الروسية في سوريا "تغذية للتطرف"
انتقدت دول عدة بالتحالف الدولي العمليات العسكرية الروسية في سوريا، ووصفتها بأنها "تصعيد إضافي للصراع ولن تعمل سوى على تغذية التطرف".
ودعا الائتلاف الوطني السوري المجتمع الدولي إلى إدانة ما وصفه بـ "عدوان روسيا غير القانوني على سوريا". وحذر من أن روسيا سوف يطالها "تبعات" تدخلها العسكري في الأزمة السورية.
ودعت تركيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وحلفاؤها في دول الخليج، في بيان مشترك، روسيا إلى وقف ضرباتها الجوية "ضد المعارضين السوريين والتركيز على ضرب تنظيم الدولة الإسلامية"، معبرة عن "القلق العميق".
وجاء في البيان "نعبر عن القلق العميق فيما يخص التعزيزات العسكرية الروسية في سوريا وخصوصا الضربات الجوية الروسية في حماة وحمص وإدلب منذ البارحة، والتي أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين ولم تستهدف داعش (في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية)".
وجاءت الانتقادات بينما يجتمع الرئيس السوري فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في العاصمة الفرنسية باريس لمناقشة جهود السلام في أوكرانيا، ولكن من المتوقع أن تخيم الأزمة السورية على أجواء المحادثات.
وشدد هولاند على ضرورة أن تستهدف الغارات تنظيم الدولة الإسلامية، بغض النظر عن الجهة التي تشنها.
وقد عقد أول اجتماع بين وزارة الدفاع الأمريكية والروسية للتنسيق حتى لا يحدث صدام عسكري عرضي بين البلدين.
وتقول روسيا إنها تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية، وإن الغارات قد تستغرق ثلاثة إلى أربعة شهور.
وقال أليكسي بوشكوف رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الروسي إن الولايات المتحدة كانت "تتظاهر فقط بأنها تقصف تنظيم الدولة الإسلامية"، وإن الحملة الروسية ستكون أكثر فعالية.
ورد الرئيس الروسي الخميس على الاتهامات بأن ضحايا مدنيين سقطوا في الضربات الروسية بالقول إن هذا يمثل "هجوما إعلاميا".
وقال الائتلاف السوري إن الغارات الروسية "أوقعت ضحايا بين المدنيين زاد عددهم عن ٦٠ شهيداً بينهم أطفال ونساء."
وفي رسالة إلى رئيس مجلس الأمن، طالب الائتلاف السوري المعارض "بالعمل الفوري على إيقاف الغارات الجوية الوحشية على دمشق وحمص وحماة."
وقالت الرسالة إن الغارات دمّرت منازل ومشاف ومساجد وهيئات عامة.
واعتبرت الرسالة أن تدخل موسكو العسكري "جزء من محاولات روسية علنية ومحسوبة لتغذية حرب الأسد ضد المدنيين السوريين، إضافة إلى أن مشاركة روسيا إلى جانب النظام تجعلها طرفاً مباشراً ضد الشعب السوري، ويعزز من احتمال تورطها في ارتكاب جرائم حرب".
وأضافت أن هذا التدخل "له تبعات كبيرة ليس على الروس فحسب، ولكنه سيغذي التطرف وسيكون أداة تجنيد بيد داعش، كما سيزيد من أزمة اللاجئين."
وتقول مصادر عسكرية سورية إن الطائرات الروسية شنت 18غارة منذ مساء الخميس، وشن معظمها على أهداف في حماة وإدلب، حيث هناك وجود محدود لتنظيم الدولة الإسلامية .
تطورات ميدانية
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن طائرات سلاح الجو الروسي هاجمت أهدافا في الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية الرئيسي في سوريا.
وقال نشطاء إن عشرة من مسلحي تنظيم الدولة على الأقل قد قتلوا.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض إلى أن طفلين قتلا ضمن سبعة مدنيين سقطوا في الضربات الروسية في محافظة إدلب بالشمال الغربي من سوريا.
واستهدفت الغارات منطقة جبل الزاوية وهي منطقة خاضعة لسيطرة جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وتنظيمات سورية معارضة أخرى متحالفة معها.
وقال المرصد، ومقره بريطانيا، إن الغارات الروسية أدت إلى مقتل 28 شخصا منذ بدء شنها الأربعاء الماضي، حسب وكالة فرانس برس.
واتهمت مجموعات معارضة سورية روسيا بقتل 36 مدنيا الأربعاء في حماة لكن الكرملين نفى سقوط ضحايا مدنيين في الضربات الجوية.
(وكالات)