قرية ابو العلق.. حياة بدائية أسيرة الفقر والعوز والحرمان

رغم تواضع الخدمات المقدمة لهم وانعدام بعضها وقساوة العيش فيها ما زال سكان قرية ابو العلق في قضاء اذرح بمحافظة معان متمسكون بارض ابائهم واجدادهم ويرضون بما قسم الله لهم من لقمة عيش وبما جادت عليهم الحكومات المتعاقبة من خدمات ما زالت دون طموحهم . ويعيش سكان قرية ابو العلق الذي يقدر تعدادهم بـ 500 نسمة حياة ما زالت بدائية في كثير من تفاصيلها فيما لم تعرف التنمية بمفهومها الشامل طريقها للقرية ولم يلمس سكانها اية اثار ما جعل القرية وسكانها اسيرة الفقر والعوز والحرمان .

ورغم الفقر والجهل الذي يلف القرية يحرص الستيني قاسم حمدان المراعية على النداء للصلاة بصوته المبحوح حيث يقف عند زاوية بيت الشعر الذي يعيش فيه مطلقا العنان لصوته ليرفع الاذان ومتوكلا كما يقول على الله ليسمع هذه النداء لمن حوله من ابناء قريته التي تفتقر الى مسجد او حتى مصلى تقام فيه الصلاة .

التنمية التي وصلت كافة المناطق والقرى المحيطة بقرية ابو العلق ما زالت عاجزة عن تخطي السلال الحجرية التي تحيط بالقرية لتترك وساكنها في واقع معيشي لا يمكن القبول فيه في بلد يعد من اكثر البلدان في المنطقة اهتماما بالتنمية وتحقيقا لها .

ويعيش سكان ابو العلق في بيوت الشعر وقلة منهم في بيوت من الحجر والطين فيما تفتقر القرية الى الطرق المعبدة وخطوط المياه حيث ما زالت الدواب هي الوسيلة الوحيدة التي يستخدمها المواطنون لنقل المياه من احد الابار القريبة من القرية الى منازلهم .

« الدستور» وانطلاقا من رسالتها زارت القرية للمرة الثانية في استمرار لمحاولات لفت انظار المسؤولين واصحاب المكاتب المغلقة لمعاناة القرية ومواطنيها لعل هناك من يحرك ساكنا ويضع القرية ومطالبها الخدمية المتواضعة على سلم الويات وزارته ودائرته .

ويقول مختار القرية هارون سالم المراعية ان « ابو العلق « ما زالت غائبة تماما عن انظار المسؤولين في الحكومات المتعاقبة في وقت يتطلع فيه ابناؤها لمزيد من الاهتمام والرعاية في كافة المجالات وبخاصة التعليمية والصحية والاجتماعية .

ويضطر طلبة القرية من الذكور وقلة من الاناث ممن يصلون الى الصف العاشر الى ترك الدراسة وعدم مواصلتها نتيجة عدم مقدرتهم واسرهم على توفير متطلبات النقل الى المدارس الثانوية القريبة في لواء الشوبك او قرى قضاء اذرح المجاورة حيث يوجد في القرية مدرسة مختلطة من الصف الاول وحتى الصف العاشر .

ورغم عملهم بالزراعة وتربية المواشي الا ان هذه المهن ما زالت غير قادرة على تامين حياة كريمة لاصحابها بسبب ارتفاع كلفها وشح المياه وارتفاع اسعار الاعلاف وانعدام المراعي ما جعل العديد من الاسر في القرية هدفا للمعونات النقدية المتكررة من صندوق المعونة الوطنية والتي لا تلبي هي الاخرى احتياجات من يتقاضونها ويستفيد منها .

المختار المراعية جدد وعبر « الدستور» مطالبته وزارة المياه والري اعادة تاهيل بئرين قديمين للمياه في القرية وايجاد شبكة مياه في القرية لتمكين بعض الاسر من الحصول على احتياجاتهم المائية من خلال هذه الشبكة وكذلك توفير مضخات للمياه لتمكين سكان القرية من ري مواشيهم .

وتفتقر القرية كذلك الى عيادة صحية تقدم خدمات الرعاية الصحية الاولية لسكان القرية ما يضطر المواطنين الى مراجعة المراكز الصحية في القرى المجاورة رغم عدم توفر وسائط نقل خاصة او عامة لديهم .

وطالب سكان القرية وزارة الصحة ضرورة العمل على استحداث عيادة صحية في القرية لوضع حد لمعاناتهم وتقدم الخدمة الصحية اللازمة .

ويتساءل ابراهيم محمد المراعية عن سبب عدم شمول القرية بمشروع اسكان الاسر العفيفة الذي لم يشمل القرية رغم حاجة اسرها الى هذا المشروع وافتقار الكثير منهم لمنازل تؤويهم وتقيهم حرارة الصيف وبرودة الشتاء في وقت تتطلع فيه الاسر الى شمولها بحملات توزيع المساعدات والمؤن والطرود الغذائية والايام الطبية المجانية لتخفيف معاناتهم وشدة عوزهم .

ودعا سكان القرية الى فتح بعض الطرق التي تربط قريتهم بالمناطق المجاورة وتختصر عليهم الكثير من المسافات ، وزيادة عدد الاسر المستفيدة من صندوق المعونة الوطنية الى جانب وضع قريتهم ضمن اولويات التنمية .

وكانت وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية وصندوق الزكاة وباشراف مدير اوقاف معان الشيخ عبد السلام دويرج ومدير مكتب الزكاه في معان الشيخ هارون قباعه نفذت في شهر رمضان المبارك الماضي حملة خيرية في القرية وزعت من خلالها مبالغ مالية على عدد من الاسر الفقيرة فيما وعدت بتنفيذ ملتقى خيري في القرية في اقرب وقت لتنفيذا لتوجيهات وزير الاوقاف. الدستور