نظرةٌ شاملةٌ على برشلونة بدون ميسي
جو 24 : إسقاط تاريخ غيابات "البرغوث" سابقاً عن البارسا على توقعاتنا لغيابه عنه في الوقت الحاضر...
تعرض النجم الأرجنتيني الدولي ليونيل ميسي لتمزقٍ في الرباط الداخلي لركبته اليسرى في الأسبوع الماضي، خلال المباراة التي شهدت فوز فريقه برشلونة على لاس بالماس في الدوري الإسباني بـ2-1، ليعلن ناديه في بيانٍ رسميٍ عن غيابه لفترةٍ قد تصل لنحو 8 أسابيع، مما يعرضه للغياب عن 8-9 مبارياتٍ هامةٍ في الفترة القادمة بعيداً عن تشكيلة مدربه لويس إنريكي.
ومن ضمن هذه المباريات، كانت مباراة باير ليفركوزن في دوري أبطال أوروبا يوم الأربعاء الماضي، والتي نجح البارسا بقيادة مهاجمه لويس سواريز في حسمها في الدقائق الـ10 الأخيرة بـ2-1، بينما تنتظره غداً السبت مواجهةٌ صعبةٌ يحل فيها ضيفاً على إشبيلية العنيد في الليجا، فيما يواجه بعدها مبارياتٍ أسهل كثيراً من الفريق الأندلسي في الدوري أمام كلٍ من: رايو فاييكانو، إيبار وخيتافي، ثم مباراةٍ صعبةٍ مجدداً أمام فياريال -متصدر البطولة حالياً- في الشهر القادم، بالإضافة لمباراتي الذهاب والإياب أمام باتي بوريسوف البيلاروسي المتواضع في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا.
وبغض النظر عن تباين صعوبة المباريات التي سيضطر البلوجرانا لخوضها في غياب نجمه الأول وهدافه التاريخي البالغ عمره 28 عاماً، إلا أنه لا يوجد خلافٌ بالطبع على أن الغياب الأكثر تأثيراً لميسي على العملاق الكتالوني سيكون أمام غريمه التقليدي ريال مدريد في الـ22 من نوفمبر المقبل، عقب فترة التوقف الدولي التي سيحظى بها الفريق لمدة أسبوعين بعد مباراة الغواصات الصفراء، والتي سيعمل أطباء النادي وفريق الإعداد البدني على تجهيز "البرغوث" خلالها على أفضل ما يكون لكي يصبح لائقاً طبياً وبدنياً للمشاركة في ذلك اللقاء، في محاولةٍ لترجيح كفة فريقه في كلاسيكو الأرض.
الفارق بين الإصابة الأولى والإصابة الأخيرة
كانت المرة الأولى التي يتعرض فيها المهاجم الأرجنتيني للإصابة في فبراير 2006، وغاب على إثرها لمدة 10 أيامٍ عن صفوف برشلونة، إلا أن وقع ذلك على النادي ومسؤوليه كان مغايراً تماماً لما حدث مؤخراً أمام لاس بالماس.
قبل نحو 10 أعوام، كان ميسي شاباً يافعاً بعمر الـ18 ربيعاً فقط، يحمل القميص رقم 30 -الذي يعني قلة أهميته- على ظهره، ولم يسجل في هذا الموسم سوى 5 أهدافٍ فقط، مما أدى لعدم اكتراث فريقه ومدربه الأسبق فرانك ريكارد كثيراً لإصابة لاعبه الصاعد لتوه من أكاديمية لاماسيا، في ظل تواجد أساطيرٍ بحجم البرازيلي رونالدينيو والكاميروني صامويل إيتو داخل أرض الملعب.
أما يوم السبت الماضي، فبعد مرور 10 دقائقٍ فقط من بداية مباراة لاس بالماس في الليجا، خرج البرغوث مصاباً بألمٍ شديدٍ في ركبته، وشاهدنا رد فعلٍ مغايرٍ تماماً عمَّا حدث في الماضي البعيد، فقد خلت المقصورة الرئيسية لمسؤولي برشلونة في الكامب نو من نصف أعضاء مجلس إدارة الفريق، والذين ذهبوا للاطمئنان بأنفسهم ومتابعة النتيجة التي ستسفر عنها الفحوصات الطبية الأولية، تمهيداً لمعرفة المدة التي سيغيب خلالها النجم الأول للفريق عن الملاعب، فيما تم استكمال المباراة وسط أجواءٍ .فاترةٍ شابها القلق من مدى خطورة الإصابة التي تعرض لها ميسي في ركبته
نسبة فوز برشلونة في غياب ميسي
غياب البرغوث يفتح الباب على مصراعيه مجدداً أمام السؤال الجدلي التقليدي المُثار حول مدى اعتماد فريق برشلونة بأكمله على ما يقدمه ساحر التانجو من أجل ترجيح كفة ناديه أمام الفرق الأخرى.
وفي واقع الأمر، وبالأرقام، فإنه توجد حياةٌ في البارسا في غياب ميسي. فقد غاب الأخير عن صفوف فريقه في 75 مباراةٍ طوال مشواره الذي يمتد لنحو 12 عاماً مع البلوجرانا، وهو عددٌ قليلٌ نسبياً من المباريات إذا ما تم تقسيمه على تلك الفترة الطويلة ليصل مُعدَّل غيابه لنحو 6 مبارياتٍ وربع عن الموسم الواحد. أما الأهم من ذلك، فهو أن نسبة فوز كبير الكتلان في وجود ميسي وصلت لـ70% مع تسجيل متوسط 2,5 هدف في المباراة الواحدة، بينما انخفضت فقط لـ62,6% في غيابه مع تسجيل متوسط 2,1 هدف في المباراة الواحدة، وهو ما يظهر مدى تضاؤل الفارق في تأثير غياب البرغوث من عدمه على نتائج الفريق.
هناك حياةٌ بدون ميسي
من واقع النِسَب السابقة، فإن البارسا يبقى على قيد الحياة في غياب أسطورته وملهمه الأول، ربما ليست بجودة الحياة في وجوده، إلا أن الأرقام تثبت أن الفريق يمكنه الاستمرار في تحقيق الفوز وبلوغ أهدافه في غيابه. وفيما يلي، نستعرض سريعاً مواجهات برشلونة في غياب ميسي خلال السنوات القليلة الماضية مع التركيز بشكلٍ أكبر على الموسم الأخير...
موسم 2011/10:
غاب ميسي عن مباريات سبورتينج خيخون، أثلتيك بيلباو وليفانتي خلال هذا الموسم من الليجا، والتي شهدت فوز فريقه بـ1-0، 1-3 و2-1 على الترتيب، بينما غاب أيضاً عن مباراتي كأس ملك إسبانيا أمام كلاً من سبتة وألميريا، والتي انتهت كذلك بفوز البارسا بـ0-2 و0-3 على الترتيب، قبل أن تتم إراحته عقب ضمان لقب الليجا في نهاية الموسم خلال التعادل السلبي أمام ديبورتيفو لاكورونيا بـ0-0 والفوز على ملقا بـ1-3، لكي يعود جاهزاً في نهائي دوري الأبطال أمام مانشستر يونايتد على ملعب ويمبلي، والذي انتهى بفوز فريقه بـ1-3، كان له نصيبٌ بتسجيل الهدف الثاني منها.
موسمي 2012/11 و2013/12:
لم يغب نجم الألبيسيليستي عن أي مباراةٍ في الليجا طوال هذين الموسمين سوى في المباراة التي تم إيقافه
عن اللعب قبلها أمام سبورتينخ خيخون في موسم 2012/11، والتي لم يجد فريقه صعوبةً في الفوز خلالها بـ3-1 على ضيفه المتواضع، بينما تمت إراحة ميسي من خوض مبارياتٍ أخرى أكثر سهولةً بين بطولتي كأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا في هذين الموسمين، أمام كلٍ من: أوسبيتاليت وديبورتيفو ألافيس ذهاباً وإياباً، وقرطبة ذهاباً في كأس ملك إسبانيا، بالإضافة لمباراة باتي بوريسوف ذهاباً في دوري أبطال أوروبا، وقد انتهت جميعها بالفوز بنتائج: 0-1، 9-0، 0-3، 3-1، 5-0 و4-0 على الترتيب، مما يؤكد على عدم سهولة تسجيل نتائجٍ كبيرةٍ في غياب ميسي أيضاً.
موسم 2014/13:
تعرض ميسي لإصابةٍ مبكرةٍ في ذهاب كأس السوبر الإسباني أمام اتلتيكو مدريد، أجبرته على الغياب عن مباراة ملقا في الليجا والتي انتهت بفوز فريقه بـ0-1، قبل أن يُصاب مجدداً أمام ألميريا في نهاية سبتمبر ليغيب من عن مواجهة بلد الوليد التي حسمها فريقه في الليجا بـ4-1، قبل أن يعود في نهاية مباراة فريقه التي تعادل فيها مع أوساسونا بـ0-0.
أخيراً وليس آخراً، لم يتعرض ميسي لإصاباتٍ طويلةٍ في الموسم الماضي -2015/14- إلا أننا إذا ما فكرنا في تخيل الإصابة الحالية في نفس الوقت من العام الماضي -بين أواخر سبتمبر إلى أواخر نوفمبر، لم يكن شيئاً ليتغير على صعيد نتائج الفريق في الدوري، باستثناء 9 أهدافٍ سجلها بنفسه وبعض الأهداف المصنوعة بواسطته في الليجا، أما على صعيد دوري الأبطال، فلم يكن شيئاً ليتغير لو كان قد غاب عن المباريات الـ5 المتبقية في دور المجموعات بأكمله -مما يمدد فترة الإصابة المفترضة إلى الأسبوع الثاني من ديسمبر- اللهم إلا التعادل مع أياكس أمستردام، بدلاً من الفوز عليه بـ2-0، وبالرغم من تسجيل ميسي لـ70% من أهدافه في النسخة الماضية من البطولة الأوروبية خلال تلك المباريات، بيد أن تأهل فريقه لم يكن ليتأثر بغيابه، باستثناء أنه كان سيحل ثانياً في مجموعته خلف باريس سان جيرمان الفرنسي، وبالتالي، الحلول في قرعةٍ مغايرةٍ في أدوار خروج المغلوب.
ماذا نتوقع في غيابه هذا العام؟
قياساً على جميع ما سبق، يمكننا التأكيد بالدليل القاطع أن برشلونة يبقى كبيراً في حضور ميسي أو غيابه، وليس بفريق النجم الأوحد، ولا تتأثر نتائجه بغيابه سوى نادراً، فماذا نتوقع للبارسا في الفترة القادمة؟
الفارق هذا الموسم يكمن في امتلاك البلوجرانا لنجمين في الخط الأمامي، لا يقلا أهميةً عن البرغوث بأي حالٍ من الأحوال ألا وهما البرازيلي نيمار دا سيلفا والأوروجوياني لويس سواريز.
فالأول هو قائد منتخب السامبا، والذي أكد في الأسبوع الماضي جاهزيته لارتداء حذاء الإجادة الخاص بميسي في مقعد النجم الأول -بالإنابة- في قلعة الكامب نو، واستعداده لتولي مهمة تنفيذ الضربات الثابتة التي كان نجم التانجو اختصاصياً بها، ورغبة ابن الـ23 عاماً في دخول القائمة النهائية المنافسة على لقب الكرة الذهبية كأفضل لاعبٍ في العام -بجوار المفروغ من أمر ترشيحهما ميسي وكريستيانو رونالدو- في منافسةٍ ستكون حامية الوطيس مع كلٍ من زميله لويس سواريز، نجمي بايرن ميونيخ توماس مولر وروبرت ليفاندوفسكي وربما هداف يوفنتوس السابق وبوكا جونيورز كارلوس تيفيز.
أما الثاني، فلا حاجةٌ بنا للتدليل على مدى أهميته منذ الموسم الماضي في تشكيل الضلع الثالث في مثلث الرعب MSN، خصوصاً مع تأقلمه بشكلٍ تامٍ هذا الموسم كمهاجمٍ رئيسيٍ للفريق، ـثبت وجوده بجلب 6 نقاطٍ كاملةٍ في الليجا للبارسا حتى الآن، بهدفه الذي أهدى به الفوز لبرشلونة على أثلتيك بيلباو بـ0-1 في افتتاح المسابقة، قبل أن يسجل ثنائيةٍ حسمت فوز فريقه على لاس بالماس في غياب ميسي في اللقاء الأخير من الليجا بـ2-1. أما على صعيد دوري الأبطال، فكان لويزيتو -28 عاماً- عنواناً للتألق، إذ سجل هدف التعادل خارج الديار أمام روما الإيطالي في افتتاح مشوار فريقه بدور المجموعات، قبل أن يساهم في هدف التعادل ويسجل بنفسه هدف فوز فريقه على باير ليفركوزن الألماني بـ2-1 يوم الأربعاء الماضي.
ما هي النصيحة التي ننصح إنريكي بها؟
بالرغم من تصريح أطباء البلوجرانا عن إمكانية تعافي ميسي قبل مباراة الكلاسيكو أمام ريال مدريد، وجاهزيته لخوضها في الـ22 من نوفمبر المقبل، إلا أنني لا أنصح مدربه إنريكي شخصياً بإشراك البرغوث فيها منذ البداية.
ولنا في درس النصف الثاني من موسم 2013/12 عبرةً وعظة، فقد تم استعجال عودة ميسي من الإصابة وإشراكه أمام في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان، وبالرغم أن وجوده قد ساهم بشكلٍ معنويٍ في حسم اللقائين، بالرغم من مشاركته في الشوط الأول فقط والشوط الثاني فقط من مباراتي الذهاب والإياب على الترتيب، إلا أن ذلك كان له بالغ الأثر في خروج فريقه من البطولة فيما بعد، إذ تفاقمت إصابته في مباراتي الفريق الباريسي بسبب استعجال عودته، مما أدى لمشاركنه -بروحه فقط- دون وجوده بدنياً في ذهاب نصف نهائي البطولة أمام بايرن ميونيخ الألماني، في المباراة التي خسرها البارسا بـ4-0 على ملعب أليانز أرينا، قبل أن يغيب عن لقاء العودة الذي شهد خسارةٍ مذلةٍ للفريق أمام جماهير الكامب نو بـ0-3.
لذا، فإني أنصح إنريكي بعدم تكرار نفس الخطأ، واستعجال عودة ميسي من إصابته، مهما كانت أهمية مباراة الكلاسيكو أمام ريال مدريد، نظراً لأنها تبقى مجرد مباراة، ولكنها قد تكلف الكتلان كثيراً جداً إذا ما تفاقمت إصابة نجمهم ومعشوقهم الأول خلالها، واستمر غيابه لفترةٍ أبعد منها.
وبُناءًا على ما سبق ذكره في الفقرة السابقة عن أهمية دور نيمار وسواريز في تعويض إنريكي عن غياب ميسي في هجوم الفريق، فإن المثل يقول "عصفورٌ في اليد، خيرٌ من 10 على الشجرة".
جول
تعرض النجم الأرجنتيني الدولي ليونيل ميسي لتمزقٍ في الرباط الداخلي لركبته اليسرى في الأسبوع الماضي، خلال المباراة التي شهدت فوز فريقه برشلونة على لاس بالماس في الدوري الإسباني بـ2-1، ليعلن ناديه في بيانٍ رسميٍ عن غيابه لفترةٍ قد تصل لنحو 8 أسابيع، مما يعرضه للغياب عن 8-9 مبارياتٍ هامةٍ في الفترة القادمة بعيداً عن تشكيلة مدربه لويس إنريكي.
ومن ضمن هذه المباريات، كانت مباراة باير ليفركوزن في دوري أبطال أوروبا يوم الأربعاء الماضي، والتي نجح البارسا بقيادة مهاجمه لويس سواريز في حسمها في الدقائق الـ10 الأخيرة بـ2-1، بينما تنتظره غداً السبت مواجهةٌ صعبةٌ يحل فيها ضيفاً على إشبيلية العنيد في الليجا، فيما يواجه بعدها مبارياتٍ أسهل كثيراً من الفريق الأندلسي في الدوري أمام كلٍ من: رايو فاييكانو، إيبار وخيتافي، ثم مباراةٍ صعبةٍ مجدداً أمام فياريال -متصدر البطولة حالياً- في الشهر القادم، بالإضافة لمباراتي الذهاب والإياب أمام باتي بوريسوف البيلاروسي المتواضع في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا.
وبغض النظر عن تباين صعوبة المباريات التي سيضطر البلوجرانا لخوضها في غياب نجمه الأول وهدافه التاريخي البالغ عمره 28 عاماً، إلا أنه لا يوجد خلافٌ بالطبع على أن الغياب الأكثر تأثيراً لميسي على العملاق الكتالوني سيكون أمام غريمه التقليدي ريال مدريد في الـ22 من نوفمبر المقبل، عقب فترة التوقف الدولي التي سيحظى بها الفريق لمدة أسبوعين بعد مباراة الغواصات الصفراء، والتي سيعمل أطباء النادي وفريق الإعداد البدني على تجهيز "البرغوث" خلالها على أفضل ما يكون لكي يصبح لائقاً طبياً وبدنياً للمشاركة في ذلك اللقاء، في محاولةٍ لترجيح كفة فريقه في كلاسيكو الأرض.
الفارق بين الإصابة الأولى والإصابة الأخيرة
كانت المرة الأولى التي يتعرض فيها المهاجم الأرجنتيني للإصابة في فبراير 2006، وغاب على إثرها لمدة 10 أيامٍ عن صفوف برشلونة، إلا أن وقع ذلك على النادي ومسؤوليه كان مغايراً تماماً لما حدث مؤخراً أمام لاس بالماس.
قبل نحو 10 أعوام، كان ميسي شاباً يافعاً بعمر الـ18 ربيعاً فقط، يحمل القميص رقم 30 -الذي يعني قلة أهميته- على ظهره، ولم يسجل في هذا الموسم سوى 5 أهدافٍ فقط، مما أدى لعدم اكتراث فريقه ومدربه الأسبق فرانك ريكارد كثيراً لإصابة لاعبه الصاعد لتوه من أكاديمية لاماسيا، في ظل تواجد أساطيرٍ بحجم البرازيلي رونالدينيو والكاميروني صامويل إيتو داخل أرض الملعب.
أما يوم السبت الماضي، فبعد مرور 10 دقائقٍ فقط من بداية مباراة لاس بالماس في الليجا، خرج البرغوث مصاباً بألمٍ شديدٍ في ركبته، وشاهدنا رد فعلٍ مغايرٍ تماماً عمَّا حدث في الماضي البعيد، فقد خلت المقصورة الرئيسية لمسؤولي برشلونة في الكامب نو من نصف أعضاء مجلس إدارة الفريق، والذين ذهبوا للاطمئنان بأنفسهم ومتابعة النتيجة التي ستسفر عنها الفحوصات الطبية الأولية، تمهيداً لمعرفة المدة التي سيغيب خلالها النجم الأول للفريق عن الملاعب، فيما تم استكمال المباراة وسط أجواءٍ .فاترةٍ شابها القلق من مدى خطورة الإصابة التي تعرض لها ميسي في ركبته
نسبة فوز برشلونة في غياب ميسي
غياب البرغوث يفتح الباب على مصراعيه مجدداً أمام السؤال الجدلي التقليدي المُثار حول مدى اعتماد فريق برشلونة بأكمله على ما يقدمه ساحر التانجو من أجل ترجيح كفة ناديه أمام الفرق الأخرى.
وفي واقع الأمر، وبالأرقام، فإنه توجد حياةٌ في البارسا في غياب ميسي. فقد غاب الأخير عن صفوف فريقه في 75 مباراةٍ طوال مشواره الذي يمتد لنحو 12 عاماً مع البلوجرانا، وهو عددٌ قليلٌ نسبياً من المباريات إذا ما تم تقسيمه على تلك الفترة الطويلة ليصل مُعدَّل غيابه لنحو 6 مبارياتٍ وربع عن الموسم الواحد. أما الأهم من ذلك، فهو أن نسبة فوز كبير الكتلان في وجود ميسي وصلت لـ70% مع تسجيل متوسط 2,5 هدف في المباراة الواحدة، بينما انخفضت فقط لـ62,6% في غيابه مع تسجيل متوسط 2,1 هدف في المباراة الواحدة، وهو ما يظهر مدى تضاؤل الفارق في تأثير غياب البرغوث من عدمه على نتائج الفريق.
هناك حياةٌ بدون ميسي
من واقع النِسَب السابقة، فإن البارسا يبقى على قيد الحياة في غياب أسطورته وملهمه الأول، ربما ليست بجودة الحياة في وجوده، إلا أن الأرقام تثبت أن الفريق يمكنه الاستمرار في تحقيق الفوز وبلوغ أهدافه في غيابه. وفيما يلي، نستعرض سريعاً مواجهات برشلونة في غياب ميسي خلال السنوات القليلة الماضية مع التركيز بشكلٍ أكبر على الموسم الأخير...
موسم 2011/10:
غاب ميسي عن مباريات سبورتينج خيخون، أثلتيك بيلباو وليفانتي خلال هذا الموسم من الليجا، والتي شهدت فوز فريقه بـ1-0، 1-3 و2-1 على الترتيب، بينما غاب أيضاً عن مباراتي كأس ملك إسبانيا أمام كلاً من سبتة وألميريا، والتي انتهت كذلك بفوز البارسا بـ0-2 و0-3 على الترتيب، قبل أن تتم إراحته عقب ضمان لقب الليجا في نهاية الموسم خلال التعادل السلبي أمام ديبورتيفو لاكورونيا بـ0-0 والفوز على ملقا بـ1-3، لكي يعود جاهزاً في نهائي دوري الأبطال أمام مانشستر يونايتد على ملعب ويمبلي، والذي انتهى بفوز فريقه بـ1-3، كان له نصيبٌ بتسجيل الهدف الثاني منها.
موسمي 2012/11 و2013/12:
لم يغب نجم الألبيسيليستي عن أي مباراةٍ في الليجا طوال هذين الموسمين سوى في المباراة التي تم إيقافه
عن اللعب قبلها أمام سبورتينخ خيخون في موسم 2012/11، والتي لم يجد فريقه صعوبةً في الفوز خلالها بـ3-1 على ضيفه المتواضع، بينما تمت إراحة ميسي من خوض مبارياتٍ أخرى أكثر سهولةً بين بطولتي كأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا في هذين الموسمين، أمام كلٍ من: أوسبيتاليت وديبورتيفو ألافيس ذهاباً وإياباً، وقرطبة ذهاباً في كأس ملك إسبانيا، بالإضافة لمباراة باتي بوريسوف ذهاباً في دوري أبطال أوروبا، وقد انتهت جميعها بالفوز بنتائج: 0-1، 9-0، 0-3، 3-1، 5-0 و4-0 على الترتيب، مما يؤكد على عدم سهولة تسجيل نتائجٍ كبيرةٍ في غياب ميسي أيضاً.
موسم 2014/13:
تعرض ميسي لإصابةٍ مبكرةٍ في ذهاب كأس السوبر الإسباني أمام اتلتيكو مدريد، أجبرته على الغياب عن مباراة ملقا في الليجا والتي انتهت بفوز فريقه بـ0-1، قبل أن يُصاب مجدداً أمام ألميريا في نهاية سبتمبر ليغيب من عن مواجهة بلد الوليد التي حسمها فريقه في الليجا بـ4-1، قبل أن يعود في نهاية مباراة فريقه التي تعادل فيها مع أوساسونا بـ0-0.
أخيراً وليس آخراً، لم يتعرض ميسي لإصاباتٍ طويلةٍ في الموسم الماضي -2015/14- إلا أننا إذا ما فكرنا في تخيل الإصابة الحالية في نفس الوقت من العام الماضي -بين أواخر سبتمبر إلى أواخر نوفمبر، لم يكن شيئاً ليتغير على صعيد نتائج الفريق في الدوري، باستثناء 9 أهدافٍ سجلها بنفسه وبعض الأهداف المصنوعة بواسطته في الليجا، أما على صعيد دوري الأبطال، فلم يكن شيئاً ليتغير لو كان قد غاب عن المباريات الـ5 المتبقية في دور المجموعات بأكمله -مما يمدد فترة الإصابة المفترضة إلى الأسبوع الثاني من ديسمبر- اللهم إلا التعادل مع أياكس أمستردام، بدلاً من الفوز عليه بـ2-0، وبالرغم من تسجيل ميسي لـ70% من أهدافه في النسخة الماضية من البطولة الأوروبية خلال تلك المباريات، بيد أن تأهل فريقه لم يكن ليتأثر بغيابه، باستثناء أنه كان سيحل ثانياً في مجموعته خلف باريس سان جيرمان الفرنسي، وبالتالي، الحلول في قرعةٍ مغايرةٍ في أدوار خروج المغلوب.
ماذا نتوقع في غيابه هذا العام؟
قياساً على جميع ما سبق، يمكننا التأكيد بالدليل القاطع أن برشلونة يبقى كبيراً في حضور ميسي أو غيابه، وليس بفريق النجم الأوحد، ولا تتأثر نتائجه بغيابه سوى نادراً، فماذا نتوقع للبارسا في الفترة القادمة؟
الفارق هذا الموسم يكمن في امتلاك البلوجرانا لنجمين في الخط الأمامي، لا يقلا أهميةً عن البرغوث بأي حالٍ من الأحوال ألا وهما البرازيلي نيمار دا سيلفا والأوروجوياني لويس سواريز.
فالأول هو قائد منتخب السامبا، والذي أكد في الأسبوع الماضي جاهزيته لارتداء حذاء الإجادة الخاص بميسي في مقعد النجم الأول -بالإنابة- في قلعة الكامب نو، واستعداده لتولي مهمة تنفيذ الضربات الثابتة التي كان نجم التانجو اختصاصياً بها، ورغبة ابن الـ23 عاماً في دخول القائمة النهائية المنافسة على لقب الكرة الذهبية كأفضل لاعبٍ في العام -بجوار المفروغ من أمر ترشيحهما ميسي وكريستيانو رونالدو- في منافسةٍ ستكون حامية الوطيس مع كلٍ من زميله لويس سواريز، نجمي بايرن ميونيخ توماس مولر وروبرت ليفاندوفسكي وربما هداف يوفنتوس السابق وبوكا جونيورز كارلوس تيفيز.
أما الثاني، فلا حاجةٌ بنا للتدليل على مدى أهميته منذ الموسم الماضي في تشكيل الضلع الثالث في مثلث الرعب MSN، خصوصاً مع تأقلمه بشكلٍ تامٍ هذا الموسم كمهاجمٍ رئيسيٍ للفريق، ـثبت وجوده بجلب 6 نقاطٍ كاملةٍ في الليجا للبارسا حتى الآن، بهدفه الذي أهدى به الفوز لبرشلونة على أثلتيك بيلباو بـ0-1 في افتتاح المسابقة، قبل أن يسجل ثنائيةٍ حسمت فوز فريقه على لاس بالماس في غياب ميسي في اللقاء الأخير من الليجا بـ2-1. أما على صعيد دوري الأبطال، فكان لويزيتو -28 عاماً- عنواناً للتألق، إذ سجل هدف التعادل خارج الديار أمام روما الإيطالي في افتتاح مشوار فريقه بدور المجموعات، قبل أن يساهم في هدف التعادل ويسجل بنفسه هدف فوز فريقه على باير ليفركوزن الألماني بـ2-1 يوم الأربعاء الماضي.
ما هي النصيحة التي ننصح إنريكي بها؟
بالرغم من تصريح أطباء البلوجرانا عن إمكانية تعافي ميسي قبل مباراة الكلاسيكو أمام ريال مدريد، وجاهزيته لخوضها في الـ22 من نوفمبر المقبل، إلا أنني لا أنصح مدربه إنريكي شخصياً بإشراك البرغوث فيها منذ البداية.
ولنا في درس النصف الثاني من موسم 2013/12 عبرةً وعظة، فقد تم استعجال عودة ميسي من الإصابة وإشراكه أمام في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان، وبالرغم أن وجوده قد ساهم بشكلٍ معنويٍ في حسم اللقائين، بالرغم من مشاركته في الشوط الأول فقط والشوط الثاني فقط من مباراتي الذهاب والإياب على الترتيب، إلا أن ذلك كان له بالغ الأثر في خروج فريقه من البطولة فيما بعد، إذ تفاقمت إصابته في مباراتي الفريق الباريسي بسبب استعجال عودته، مما أدى لمشاركنه -بروحه فقط- دون وجوده بدنياً في ذهاب نصف نهائي البطولة أمام بايرن ميونيخ الألماني، في المباراة التي خسرها البارسا بـ4-0 على ملعب أليانز أرينا، قبل أن يغيب عن لقاء العودة الذي شهد خسارةٍ مذلةٍ للفريق أمام جماهير الكامب نو بـ0-3.
لذا، فإني أنصح إنريكي بعدم تكرار نفس الخطأ، واستعجال عودة ميسي من إصابته، مهما كانت أهمية مباراة الكلاسيكو أمام ريال مدريد، نظراً لأنها تبقى مجرد مباراة، ولكنها قد تكلف الكتلان كثيراً جداً إذا ما تفاقمت إصابة نجمهم ومعشوقهم الأول خلالها، واستمر غيابه لفترةٍ أبعد منها.
وبُناءًا على ما سبق ذكره في الفقرة السابقة عن أهمية دور نيمار وسواريز في تعويض إنريكي عن غياب ميسي في هجوم الفريق، فإن المثل يقول "عصفورٌ في اليد، خيرٌ من 10 على الشجرة".
جول