تهديد بعزل القدس والأقصى واجتياح الضفة
جو 24 : باتت إمكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة واردة وفق مراقبين، في ظل تراكمات تصاعدت وتيرتها مؤخرا، وجديدها تهديدات إسرائيلية بعزل مدينة القدس والأقصى واجتياح الضغة الغربية. حالة من الاستنفار الشعبي بعد 3 أيام من رفرفة العلم الفلسطيني فوق بناية الأمم المتحدة، كانت نتيجتها مواجهات حادة بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي أدت خلال الساعات الأولى من فجر أمس إلى استشهاد ثاني شاب فلسطيني، فادي سمير علون، قرب منطقة المصرارة في محيط باب العامود بالقدس. وحسب شهود عيان فقد استشهد علوان بعد مطاردته من قبل مجموعة من المستوطنين، الرواية التي دحضتها قوات الاحتلال زاعمة أن الشاب أقدم على تنفيذ عملية طعن لمستوطن ومن ثم لاذ بالفرار. كما أقدمت قوات الاحتلال على اقتحام منزل الشاب علوان واعتقال بعض أقاربه. ورفضت المخابرات الإسرائيلية أمس تسليم جثماني الشهيدين فادي علون، ومهند شفيق الحلبي من القدس المحتلة. وأوضح محامي مؤسسة الضمير محمد محمود في بيان له «أن مخابرات الاحتلال في المسكوبية أخبرته برفضها تسليم جثماني الشهيدين علون والحلبي في هذه المرحلة علما إنهما في مستشفى «أبو كبير». واعلن الهلال الاحمر الفلسطيني أمس اصابة 77 فلسطينيا بالرصاص الحي والمطاطي خلال 24 ساعة مع اندلاع موجة جديدة من المواجهات مع قوات الامن الاسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وقالت المتحدثة باسم الهلال الاحمر عراب فقهاء ان بين الاصابات 18 بالرصاص الحي، و59 بالرصاص المطاطي، و139 نتيجة الاختناق بالغاز المسيل للدموع اضافة الى 6 حالات تعرض للضرب. واكد الهلال الاحمر اعلان حالة الطوارئ لمواجهة الاوضاع اثر هجومين في القدس نفذهما فلسطينيان واسفرا عن مقتل اثنين من الاسرائيليين. من جهته، اتهم المتحدث باسم الاجهزة الامنية الفلسطينية اللواء عدنان الضميري الحكومة الاسرائيلية بدعم تحركات المستوطنين. وقال لفرانس برس «حتى الان، واضح ان هناك تصعيد من المستوطنين تحميه الحكومة الاسرائيلية، لان المستوطنين لا يمارسون ما يقومون به دون غطاء من الحكومة الاسرائيلية». وحسب الضميري فان قادة الاجهزة الامنية الفلسطينية سيعقدون اجتماعا اليوم الاثنين مع رئيس الوزراء رامي الحمد الله والرئيس محمود عباس لبحث «التصعيد». واندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال وطلبة جامعة القدس «ابو ديس» على مدخل حرم الجامعة وفي قرية ابو ديس شرقي مدينة القدس المحتلة. وافاد الناطق باسم لجنة المقاومة الشعبية هاني حلبية في بيان ان المواجهات اسفرت عن اصابة العشرات من الطلاب باعيرة مطاطية وحالات اختناق، مضيفا ان قوات الاحتلال اطلقت الرصاص والغاز المسيل للدموع داخل حرم الجامعة كما استخدمت الرصاص الحي لقمع الشبان. وأغلقت قوات الاحتلال أمس أبواب المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة أمام المصلين دون الـ50 عاماً. وقالت دائرة الاوقاف الاسلامية بالقدس المحتلة في بيان لها ان عشرات الشبان صلوا صلاة الفجر أمام بوابات المسجد الأقصى لمنع سلطات الاحتلال المصلين دون الـ50 عاما من دخوله. وأضافت أن من بين البوابات التي أقيمت أمامها الصلاة باب الأسباط. وكانت جماعات دينية «إسرائيلية» دعت على مواقع التواصل الاجتماعي، الليلة قبل الماضية، إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى. وأوضحت دائرة الاوقاف ان مدينة القدس تحولت منذ ساعات الليلة قبل الماضية وحتى الأمس إلى ثكنة عسكرية نصبت فيها عشرات نقاط التفتيش في القدس المحتلة وبالتحديد بالبلدة القديمة. وأحرقت قوات الاحتلال منزلا في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، واصابت عددا من الشبان بالأعيرة النارية خلال مواجهات اندلعت في المخيم عقب اقتحامه. وذكرت اللجنة الشعبية للمخيم في بيان لها ان قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت فجرا، مخيم جنين وقامت بمحاصرة المنزل في محيط مسجد عبد الله عزام واحرقت غرفتين فيه، وحولت العديد من المنازل المجاورة الى نقاط عسكرية، وقد فشلت تلك القوات في عملية الاعتقال، واندلعت على اثر ذلك مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال ما ادى الى اصابة العديد. من جهته، هدد وزير المواصلات الإسرائيلية، يسرائيل كاتس أمس بأنه من «شأن الاحتلال أن ينفذ اجتياحا بريا للضفة الغربية ومدنها على غرار الاجتياح البري عام 2002 الذي أطلق عليه «السور الواقي». وأضاف كاتس: «إذا اضطررنا، سنشن حملة «السور الواقي 2 وأسوار القدس» وتصعيد الخطوات، من أجل تعزيز الأمن للإسرائيليين». وتأتي هذه التصريحات في وقت أعلنت فيه شرطة الاحتلال عن خطوات جديدة لعزل البلدة القديمة في القدس والمسجد الأقصى من خلال إصدار أوامر بمنع المقدسيين من الدخول إلى البلدة القديمة، إلا من يسكن داخل الأسوار أو يملك مصالح تجارية داخلها، فيما أبقت على حرية دخول البلدة القديمة للسياح الأجانب والإسرائيليين. وكانت إسرائيل قد شنت عدوانا بريا تحت مسمى «السور الواقي» عام 2002 انتهى بمحاصرة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في المقاطعة في رام الله. في غضون ذلك، قال الناطق باسم حركة «فتح» فايز أبو عيطة «إن السياسة التي يتبعها نتنياهو وحكومة اليمين المتطرف في إسرائيل ستجر المنطقة إلى دوامة جديدة من العنف، ولطالما حذر الرئيس أبو مازن حكومة إسرائيل والمجتمع الدولي من خطورة ما يقوم به المستوطنون في القدس». من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمود الزهار إن فرصة حدوث انتفاضة ثالثة متوفرة وبصورة أشد من انتفاضة الأقصى، لكن القوات الأمنية للسلطة الآن أقوى مما كانت عليه في عام 2000. ورأى الزهار، في حوار مع الموقع الرسمي لحركة «حماس» أن الحل الوحيد للدفاع عن المسجد الأقصى ومنع المخططات الإسرائيلية هو أن يحمل أهل الضفة الغربية والقدس السلاح. وبين أن السلاح متوفر في الضفة لحماية المستوطنين، رافضا إغفال المخزون البشري الحقيقي في الضفة الغربية الذي يمكن أن يتحرك في أي لحظة. من جهته، حمل كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين، إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع في القدس في أعقاب عملية الطعن التي نفذها الشاب مهند حلبي السبت. ودعا الخطيب، في حوار مع صحيفة «الرسالة»، إسرائيل إلى لجم مستوطنيه ووزرائه الذين يتقدمون اقتحامات الأقصى، للتخفيف من اللهيب المتسارع في الشارع الفلسطيني، محذرا من خطورة تدهور الأوضاع.(وكالات).