الاحتلال "يعربد" والشعب يواجه والفصائل تتأهب.. هل اندلعت انتفاضة فلسطينية ثالثة؟
يشهد بيت المقدس وأكنافه حالة نضال وكفاح لم يعرف التاريخ مثلها أبدا، حالة أثرت وانتقلت إلى باقي أنحاء فلسطين المحتلة والتي يبدو أنها على موعد مع انتفاضة ثالثة ستندلع إن لم ترتدع اسرائيل وتوقف اعتداءاتها.
المختلف في هذه المرة، أن التحرك الفلسطيني لم يقتصر على مواجهة اقتحامات الإحتلال في القدس، بل تخطاها إلى رام الله، بيت لحم، طولكرم، الخليل، نابلس وغيرها الكثير من المدن الفلسطينية التي صارت تشهد بطولات تسفر عن مقتل مستوطنين بشكل شبه يومي.
ارهاب اسرائيلي
الاحتلال الاسرائيلي يعتبر انتفاضة الشباب الفلسطيني ضده "شغبا" لا بدّ من السيطرة عليه، ويتعامل مع تلك الحالة النضالية بكلّ ما اوتي من وسائل الإرهاب، وهذا ما أشارت إليه تعليمات رئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو، عقب ترأسه اجتماعا طارئا للمجلس الوزاري المصغر، الأحد، والقاضية بتشديد الاجراءات ضد الشباب الثائر ابتداء من "ابعاد الفلسطينيين عن الحرم القدسي الشريف، هدم منازل المناضلين، توسيع نطاق الاعتقالات الادارية وتعزيز التواجد الأمني في الأراضي المحتلة".
ولم تتأخر قوات الاحتلال عن ترجمة تلك التعليمات على أرض الواقع، فقد استشهد شاب فلسطيني وطفل (13 عاما) بنيران الاحتلال، الاثنين، وأصابت العشرات، بالإضافة لاستمرار عزل المسجد الأقصى لليوم التاسع على التوالي.
صلف الاسرائليين يدفعهم للاعتقاد أن اغتصابهم للأراضي الفلسطينية وتدنيسهم المقدسات هناك وقتل واهانة كرامة الفلسطينيين أمر اعتيادي يجب تحمله وعدم الردّ عليه، وهو ما رفضه حتى طفل بالكاد بلغ 13 عاما.
نساء الأقصى أثارن الرعب
واضح أن النساء الفلسطينيات يرعبن الاحتلال كما يرعبهم الرجال والمقاومون، وهذا ما ظهر من الاجراءات المتخذة في القدس الشريف؛ حيث سمحت قوات الاحتلال للرجال المقدسيين الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما بدخول المسجد الأقصى وسط اجراءات أمنية مشددة، فيما منعت معظم النساء من الدخول.
وبحسب مدير أوقاف القدس، عزام الخطيب، فإن مجموعات من المستوطنين استغلوا عزل الأقصى لليوم التاسع وقاموا باقتحام المسجد الأقصى في اخر أيام "عيد العرش الاسرائيلي" عبر باب المغاربة.
ولليوم الثاني على التوالي، منعت قوات الاحتلال الرجال المقيمين خارج القدس القديمة من دخول المدينة، فيما منع الاحتلال النساء من التواجد داخل البلدة القديمة وقام بإخراجهن منها!
عشرات الإصابات
المواجهات المستمرة بين الشباب الثائر وقوات الاحتلال أسفرت عن ارتقاء شهيدين اثنين، اليوم، واصابة العشرات، ففي باب الزاوية بالخليل أصيب 9 مواطنين أحدهم اصابته خطرة، كما شهدت رام الله اصابة 12 بالرصاص الحي والمطاطي واختنق عشرات اخرون بالغاز المدمع.
وفي بيت لحم أصيب 4 مواطنين بينهم اصابتان بالرصاص الحي والمطاطي في مواجهات عنيفة شهدها مدخل المدينة الشمالي.
الفصائل الفلسطينية تتأهب
ومن جانبه، قال الناطق باسم لجان المقاومة، أبو مجاهد، إنه الفصائل الفلسطينية تداعت صباح الاثنين للاجتماع في مكتب لجان المقاومة بمدينة غزة لبحث التصعيد الاسرائيلي في الضفة والقدس، داعيا الشعب الفلسطيني والمقاومة لتصعيد الانتفاضة.
وطالب أبو مجاهد خلال مؤتمر صحفي السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال ورفع يدها عن المقاومة.
حركة الجهاد الإسلامي أكدت من جهتها أنها لن تسمح للاحتلال بالاستفراد بأبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس، وشدد الناطق باسمها، داود شهاب، على أن الحركة في قلب هذه المعركة، التي وصفها بالأقدس.
وقالت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) إنها ستأخذ بالثأر لدماء جميع الفلسطينيين، مشيرة إلى أن الشعب لا زال يجود بخيرة أبنائه دفاعا عن كرامته وحقه في الحرية.
اللجنة السياسية في المجلس الوطني الفلسطيني، أكدت من جانبها ضرورة تعزيز المقاومة الشعبية وتصعيدها في مختلف المواقع، دفاعا عن الشعب الفلسطيني.
اضراب شامل
إلى ذلك، أعلنت حركة "الحراك الشبابي" العاملة داخل الخط الأخضر الاضراب ليوم غد الثلاثاء في كافة المدارس، يرافقها تظاهرات في المدن والقرى الفلسطينية داخل الخط الأخضر.
وتأتي تلك الدعوة احتجاجا على ما يشهده المسجد الأقصى من اعتداء وانتهاك لحرية العبادة.
عربدة اسرائيلية مرفوضة
الفلسطينيون اليوم تواقون للحرية أكثر من أي وقت مضى، وها هم ينتفضون في وجه عربدة الاسرائيليين بما أوتي لهم من قوة، يستخدمون الحجر وما تيسّر لهم من سلاح أبيض يمكن أن يردي هذا المستوطن قتيلا أو يجعله جريحا.
يأمل الفلسطينيون من فصائل المقاومة أن تعاود نشاطها السابق، وأن تعود العمليات وأنباء تفجير الحافلات داخل المستوطنات إلى الواجهة من جديد؛ فالقناعة الراسخة، أن هذا الصلف لا يجدي معه سلام أو مفاوضات ولا يفهم غير لغة القوة.