الخطوبة.. أولى الخطوات نحو الطلاق
جو 24 : لا زواج القلب، يدوم، ولا زواج العقل ينجح، والدليل تزايد حالات الطلاق، سيما في السنوات الأولى من عمر الزواج. هناك من آمن بالحب، وحطم التحديات، وحصد خذلان الحب بل حول حياتهم الى جحيم، على الطرف الآخر، انهار زواج امن اصحابه بأن الحب شيء والزواج شيء اخر، فكان الاختيار وفق العقل، وبعيدا عن العاطفة. قد تريد عزيزي المقبل على الزواج والارتباط قراءة ما قاله ألبرت اينشتاين «تتزوج النساء على أمل تغير أزواجهن ، ويتزوج الرجال على أمل الا تتغير زوجاتهم.. وكلاهما يخيب ظنه بذلك». وقد ترغب بقراءة التحقيق التالي لمزيد من الايضاح عن أهمية استكشاف الطرف الآخر حتى تضمن الاستقرار والاستمرار والهروب من عواصف وتقلبات الحياة الزوجية لاحقا.
غير مناسب
لماذا يراه الجميع غير مناسب، بل ان لسان حالهم، كان يردد «لن يدوم هذا الزواج». محادثة لطالما أجرتها «لارا» بينها وبين نفسها، حين قال الجميع ان هذا الانسان غير مناسب لترتبط به. تقول: «لم آبه، وركبت المركب الذي غرق لاحقا في بحر من المشاكل والخلافات مع اختياري».
تضيف «تقبلت العديد من الطباع السلبية في شخصيته، يحدوني الامل في تغييرها لاحقا، بطيء، عنيد وبخيل، هذه الصفات لفتت انتباه أهلي وصديقاتي في مرحلة الخطوبة، وكانت الهمسات تأتي مع نسمات الهواء، اتركيه، ولكن هيهات، صممت وتابعت على ثقة بقدرتي على تغيير محتواه».
تؤكد»بالطبع فشلت معه، بل وتضررت، فرحل الحب مع بداية الخلافات، والحقيقة انني ما كنت عادلة مع نفسي ولم استمع للعديد من المؤشرات التي لفتت انتباه الآخرين في شخصيته، ولم اتوقف عندها».
لا وجود للعصا السحرية
تقول استشارية العلاج النفسي الدكتورة منى نبيه، فترة الخطوبة العاجلة، القصيرة، غير كافية لتأسيس علاقة متوازنة تدوم سنوات لاحقا.
وتضيف «غالبا وفي مجتمعاتنا تكون هذه المدة الزمنية، فترة لتجهيز بيت الزوجية، فيكون اثاث المنزل، والديكور ومستلزمات الزفاف هاجس الشاب والفتاة، وبعد اعداد المنزل، يصبح من الصعوبة بمكان التخلي عنه لعيب هنا او هناك في شخصية الطرف الآخر».
وتؤكد» نجاح الزواج لا يعتمد بالضرورة على الاختيار وفق العقل او العاطفة، فحتى زواج الصالونات «المرتب»، انما يحتاج الى عاطفة تتدرج، من القبول والاعجاب، التوافق الفكري والاجتماعي والاقتصادي ايضا، ومن ثم يأتي الحب، والعكس ايضا قد يقود الزواج المبني فقط على الحب والعاطفة، الى الفشل».
وتوضح» نحن نحب لاسباب لا علاقة ولا رابط لها بمقومات استمرار الحياة والزواج، فقد نحب، اعتمادا على المظهر، او كون الطرف الآخر عوضنا عن اهتمام أهل، او اصدقاء، ولربما نحب بدافع السن التي قد نصلها ونحتاج فيها الى رفيق».
ما تقدم بحسب الدكتورة نبيه، يوضح ان الارتباط يبنى بغير توازن اساسا، وبدون تقييم واجب لعلاقة الشريك بمحيطه من رفاق واهل وجيران، تصبح مهمة لاحقا عندما تخبو جذوة الحب والمشاعر.
شخصيات، وعلاقات محكومة بالفشل
يؤكد سلطان انه لم يصغي لنصيحة ذويه، بل صمم وأكمل مشوار حياته مع خطيبته التي كان سرعة الغضب ابرز عناوين شخصيتها.
يقول» لاحظ الجميع هذه الخصلة في مرحلة خطوبتنا، فقد كانت شديدة التقلب في ارائها وكثيرة الاندفاع، وكانت تميل الى الغضب والاكتئاب».
«قلت في نفسي، لربما الاستقرار هو العلاج، ولكن اكتشفت لاحقا ان مثل هذه السلوكيات من الصعوبة بمكان ان تصلح بالزواج، بدأ الشجار، وتطور الأمر الى طلاق في السنة الثانية من الزواج»، بحسب حديثه.
النظر من خارج الدائرة
تنصح الاخصائية الاجتماعية رندة روحي، الفرد بالانسحاب الفوري من علاقة فيها طرف لا يقبل او يحتمل سلوكيات يحملها الطرف الآخر.
تقول» لا يجب ان تكون شخصية الطرفين متطابقة، ولكن اقلها يجب ان تكون متقاربة، وذلك لتجنب مأزق الانعزال والانهزام في تغيير او تقريب الشريك لاحقا، هناك العديد من المفاهيم الخاطئة للارتباط، قد يمضي وقت فترة التعارف والخطوبة فيها، كالتنزه، الخروج وعدم طرح الاحاديث الجدية التي تفضي الى التعرف اكثر على الشريك».
وتوضح ان الاسراف في التوقعات ، الصادم الرئيس في اغلب حالات الزواج ، الزواج ليس نهاية سعيدة كما تصور الدراما او كما يظن الاهل، بل هو بداية مرحلة محورية ومفصلية في حياة الافراد.
هل يمكن تحقيق السعادة بعد الزواج ؟ أجابت روحي، من لم يكن سعيدا قبله قد يفشل في ذلك الا اذا كان مدركا تماما ان السعادة مسؤوليته وان عليه بذل مجهود لتحقيقها، والخطوة الاولى في دراسة الشريك جيدا، عن طريق دلالات اولية لابد وان تظهر على شخصيته، وهنا انصح بالبعد عن الشخصية النرجسية، والاكتئابية، والاعتمادية السلبية، وتلك التي تعاني من الوسواس».
تقول» معظم الشخصيات السابقة نجم الارتباط باصحابها عن طلاق حتمي، وكذلك الحال مع اصحاب الشخصيات متقلبة المزاج والانانيين».
المنطق يقول بضرورة تحكيم رأي الاخرين ايضا في شخصية الطرف الاخر، اذ انهم خارج دائرة الاخذ بشخصيته سواء عن طريق الحب او الرغبة بالارتباط، لذا يمكن الاصغاء للمشورة، ومقارنتها مع واقع الحال.
ارتفاع حالات الطلاق
يقول الخمسيني فخري أحمد» ان ارتفاع حالات الطلاق في مجتمعنا ينبأ بضرورة تعليق الجرس وقرعه، فثمة حالات كان يمكن تجنب ارتباط افرادها في مرحلة ما قبل الزواج اي الخطوبة. يقول «حدث وان تعرضت ابنتي لخطوبة من شاب، كانت سلوكياته تنبىء بخلل معين، لذا اثرت ان ندرس الوضع ونسأل اكثر قبل تحديد موعد للزفاف، فكان ان اكتشفنا ان الشاب يعاني من سلوكيات لا تناسب ابنتي فكان الطلاق قبل الدخول». تشير الأرقام الصادرة عن الدوائر الرسمية في الأردن الى إزدياد نسبة الطلاق عاماً وراء عام. وبحسب الاحصائية السنوية لدائرة الافتاء العام في العاصمة والمحافظات فإن مجموع حالات الطلاق الواقعة خلال السنوات الثلاث الماضية 37 ألفاً و615 حالة طلاق.
الدستور
غير مناسب
لماذا يراه الجميع غير مناسب، بل ان لسان حالهم، كان يردد «لن يدوم هذا الزواج». محادثة لطالما أجرتها «لارا» بينها وبين نفسها، حين قال الجميع ان هذا الانسان غير مناسب لترتبط به. تقول: «لم آبه، وركبت المركب الذي غرق لاحقا في بحر من المشاكل والخلافات مع اختياري».
تضيف «تقبلت العديد من الطباع السلبية في شخصيته، يحدوني الامل في تغييرها لاحقا، بطيء، عنيد وبخيل، هذه الصفات لفتت انتباه أهلي وصديقاتي في مرحلة الخطوبة، وكانت الهمسات تأتي مع نسمات الهواء، اتركيه، ولكن هيهات، صممت وتابعت على ثقة بقدرتي على تغيير محتواه».
تؤكد»بالطبع فشلت معه، بل وتضررت، فرحل الحب مع بداية الخلافات، والحقيقة انني ما كنت عادلة مع نفسي ولم استمع للعديد من المؤشرات التي لفتت انتباه الآخرين في شخصيته، ولم اتوقف عندها».
لا وجود للعصا السحرية
تقول استشارية العلاج النفسي الدكتورة منى نبيه، فترة الخطوبة العاجلة، القصيرة، غير كافية لتأسيس علاقة متوازنة تدوم سنوات لاحقا.
وتضيف «غالبا وفي مجتمعاتنا تكون هذه المدة الزمنية، فترة لتجهيز بيت الزوجية، فيكون اثاث المنزل، والديكور ومستلزمات الزفاف هاجس الشاب والفتاة، وبعد اعداد المنزل، يصبح من الصعوبة بمكان التخلي عنه لعيب هنا او هناك في شخصية الطرف الآخر».
وتؤكد» نجاح الزواج لا يعتمد بالضرورة على الاختيار وفق العقل او العاطفة، فحتى زواج الصالونات «المرتب»، انما يحتاج الى عاطفة تتدرج، من القبول والاعجاب، التوافق الفكري والاجتماعي والاقتصادي ايضا، ومن ثم يأتي الحب، والعكس ايضا قد يقود الزواج المبني فقط على الحب والعاطفة، الى الفشل».
وتوضح» نحن نحب لاسباب لا علاقة ولا رابط لها بمقومات استمرار الحياة والزواج، فقد نحب، اعتمادا على المظهر، او كون الطرف الآخر عوضنا عن اهتمام أهل، او اصدقاء، ولربما نحب بدافع السن التي قد نصلها ونحتاج فيها الى رفيق».
ما تقدم بحسب الدكتورة نبيه، يوضح ان الارتباط يبنى بغير توازن اساسا، وبدون تقييم واجب لعلاقة الشريك بمحيطه من رفاق واهل وجيران، تصبح مهمة لاحقا عندما تخبو جذوة الحب والمشاعر.
شخصيات، وعلاقات محكومة بالفشل
يؤكد سلطان انه لم يصغي لنصيحة ذويه، بل صمم وأكمل مشوار حياته مع خطيبته التي كان سرعة الغضب ابرز عناوين شخصيتها.
يقول» لاحظ الجميع هذه الخصلة في مرحلة خطوبتنا، فقد كانت شديدة التقلب في ارائها وكثيرة الاندفاع، وكانت تميل الى الغضب والاكتئاب».
«قلت في نفسي، لربما الاستقرار هو العلاج، ولكن اكتشفت لاحقا ان مثل هذه السلوكيات من الصعوبة بمكان ان تصلح بالزواج، بدأ الشجار، وتطور الأمر الى طلاق في السنة الثانية من الزواج»، بحسب حديثه.
النظر من خارج الدائرة
تنصح الاخصائية الاجتماعية رندة روحي، الفرد بالانسحاب الفوري من علاقة فيها طرف لا يقبل او يحتمل سلوكيات يحملها الطرف الآخر.
تقول» لا يجب ان تكون شخصية الطرفين متطابقة، ولكن اقلها يجب ان تكون متقاربة، وذلك لتجنب مأزق الانعزال والانهزام في تغيير او تقريب الشريك لاحقا، هناك العديد من المفاهيم الخاطئة للارتباط، قد يمضي وقت فترة التعارف والخطوبة فيها، كالتنزه، الخروج وعدم طرح الاحاديث الجدية التي تفضي الى التعرف اكثر على الشريك».
وتوضح ان الاسراف في التوقعات ، الصادم الرئيس في اغلب حالات الزواج ، الزواج ليس نهاية سعيدة كما تصور الدراما او كما يظن الاهل، بل هو بداية مرحلة محورية ومفصلية في حياة الافراد.
هل يمكن تحقيق السعادة بعد الزواج ؟ أجابت روحي، من لم يكن سعيدا قبله قد يفشل في ذلك الا اذا كان مدركا تماما ان السعادة مسؤوليته وان عليه بذل مجهود لتحقيقها، والخطوة الاولى في دراسة الشريك جيدا، عن طريق دلالات اولية لابد وان تظهر على شخصيته، وهنا انصح بالبعد عن الشخصية النرجسية، والاكتئابية، والاعتمادية السلبية، وتلك التي تعاني من الوسواس».
تقول» معظم الشخصيات السابقة نجم الارتباط باصحابها عن طلاق حتمي، وكذلك الحال مع اصحاب الشخصيات متقلبة المزاج والانانيين».
المنطق يقول بضرورة تحكيم رأي الاخرين ايضا في شخصية الطرف الاخر، اذ انهم خارج دائرة الاخذ بشخصيته سواء عن طريق الحب او الرغبة بالارتباط، لذا يمكن الاصغاء للمشورة، ومقارنتها مع واقع الحال.
ارتفاع حالات الطلاق
يقول الخمسيني فخري أحمد» ان ارتفاع حالات الطلاق في مجتمعنا ينبأ بضرورة تعليق الجرس وقرعه، فثمة حالات كان يمكن تجنب ارتباط افرادها في مرحلة ما قبل الزواج اي الخطوبة. يقول «حدث وان تعرضت ابنتي لخطوبة من شاب، كانت سلوكياته تنبىء بخلل معين، لذا اثرت ان ندرس الوضع ونسأل اكثر قبل تحديد موعد للزفاف، فكان ان اكتشفنا ان الشاب يعاني من سلوكيات لا تناسب ابنتي فكان الطلاق قبل الدخول». تشير الأرقام الصادرة عن الدوائر الرسمية في الأردن الى إزدياد نسبة الطلاق عاماً وراء عام. وبحسب الاحصائية السنوية لدائرة الافتاء العام في العاصمة والمحافظات فإن مجموع حالات الطلاق الواقعة خلال السنوات الثلاث الماضية 37 ألفاً و615 حالة طلاق.
الدستور