jo24_banner
jo24_banner

فن المسرح الأردني "لسا بخير"

فن المسرح الأردني لسا بخير
جو 24 : مسرحية "عرس الدم" الإسبانية تعود بعد أكثر من 80 عاماُ بالجنسية الأردنية
عرض مميز يبشر أن فن المسرح الأردني "لسا بخير"

ميس طمليه/ كاتبة ومترجمة

"أعطني خبزاً ومسرحاً، أعطيك شعباً مثقفاً"... مقولة لطالما ترددت على مسامعنا منذ قديم الزمان، لما للمسرح من أثر تنموي وتوعوي كبير في كل المجالات وكل البلدان منذ قديم الزمان وحتى الآن، بالرغم من أن الإقبال على هذا الفن بدأ يضعف شيئاً فشيئاً في العالم العربي، إلا أن مسرحية "عرس الدم" التي عرضت على المسرح الرئيسي للمركز الثقافي الملكي يوم الإثنين الماضي، ضمن فعاليات مهرجان عمون لمسرح الشباب (14)، برهنت أن المسرح "لسا بخير" في الأردن للإقبال الجماهيري الكثيف من مختلف الأعمار والخلفيات الثقافية، الأمر الذي فاجأ الجميع؛ حيث حضر المسرحية حوالي 800 شخص من أصل 300، مما اضطر الفريق أن يعيد العرض مرة أخرى، وهذا أمر غير اعتيادي أبداً كما قال النقاد الحاضرون والقائمون على المهرجان.

"عرس الدم" مسرحية مأخوذة من النص العالمي للشاعر الإسباني لوركا التي كتبها عام 1933، لكنها عدلت بتصرف محترف لتكون مرآة تعكس مجتمعنا الأردني في العصر الحديث، بالرغم من التشابه الكبير بين العمل الأصلي وهذا العمل.
تناقش المسرحية عدة قضايا كاحترام خصوصية الآخرين والحب والوفاء والثأر والتعميم. وتنتمي لفئة "تراجوكوميديا" أي مزج التراجيديا بالكوميديا. وهي من إخراج أحمد سرور وتمثيله مع عدي حجازي، وابراهيم نوابنة وسميرة الأسير بأكثر من شخصية لكل منهم، وسينوغرافيا ليث العرينات وموسيقى كريست الزعبي.
"عرس الدم" تحت مظلة فرقة رؤى للفنون المسرحية، ومن إنتاج وزارة الثقافة.

قال مخرج العمل أحمد سرور: "المسرح هو أكبر معلم لأنه يعرض لنا قضايا تهمنا وهو يعلمنا الكثير بعيداً عن التلقين، أما مسرحية "عرس الدم" التي عرضناها فقد ناقشت الحياة وابتكاراتها من أمل وألم وحب وحياة وموت، وكذلك تعاطي الناس معها بشكل مبالغ فيه." أما عن اختياره للممثلين فقال سرور بأنه يؤمن بكل واحد منهم لمعرفته السابقة بهم، وأضاف أنهم التزموا بالتدريبات اليومية المكثفة لمدة شهرين متتاليين، واعتمدوا على طريقة العصف الذهني في اتخاذ كل قرار بشأن العمل. كما أنه لم ينس مغني الراب الأردني كريست الزعبي الذي أشرف على الموسيقى، وليث العرينات مسؤول الإضاءة اللذان ساهما بوضع المشاهدين في جو المسرحية بسلاسة ليصنعوا مع الممثلين والجمهور لوحة فنية نابضة. ورداً على سؤال "الغد" لهم حول رهبة لحظة صعودهم على خشبة المسرح قال سرور متنهداً بأنهم صعدوا ممتلئين بالخوف لأن ثقة الجمهور حملتهم مسؤولية مضاعفة. كما مدح المخرج نبيل نجم الجمهور كذلك قائلا بأنه تفاعل وغاص في المعاني العميقة التي عرضتها المسرحية، فكان ناقدا ومحللا، وهذا يبشر بمستقبل عظيم للمسرح الشبابي الأردني الهادف.
"عدي حجازي" وهو إحدى الممثلين في المسرحية تحدث وقال أن أكثر ما جعله يشعر بالثقة بهذا العمل بالذات هو أنه سمع من أكثر من شخص من الجمهور أن هذا العمل جعلهم يحبون المسرح ويعودون إلى مدرجاته بعد طول غياب، وتمنى "حجازي" ان يستمر هذا العرض لسنوات ليشاهده أكبر عدد من الناس ويستقبلون رسالته. كما أعربت "سميرة الأسير" أن هذه المسرحية هي الأقرب إلى قلبها من بين أعمالها الأخرى.
كما اعرب الممثل "ابراهيم نوابنة" عن حزنه لانتهاء التدريبات المكثفة التي أصبحت جزءاُ من روتين يومه، وقد تأثر نوابنة عندما عرف بأن شخصاً ضريراً كان من بين الحضور وأنه كان في قمة الاستمتاع خلال العرض، كما أنه فرح عندما سأله الكثير من الحضور عن وقت إعادة العرض لحماسهم لحضوره من جديد.
ومن بين الجمهور أيضاً كانت المخرجة والممثلة "أسماء مصطفى" التي عبرت عن فخرها قائلة "شبابنا يتناول نصوص عالمية ليخلق منها نص للخشبة... هناك أمل.". وقد وافقتها الرأي منار مناصرة "طالبة صحافة وإعلام من جامعة اليرموك". أما ولاء ابو يحيى "إحدى الحضور" فأضافت بأن هذا العمل يشير إلى قضايا اجتماعة هامة كمسألة الثأر.
والجدير بالذكر أن وسم "عرس الدم" أصبح Trend على تويتر مع انتهاء العرض الأول له كما أفادنا عدي كباريتي من فريق نشامى.
تابعو الأردن 24 على google news