جيهان ابنة الـ 25 عاماً تحارب مرضها: "لو بكيت هل سأُشفى؟"
جو 24 : خضعت جيهان لفحوص ما قبل الزواج وظهرت النتائج إيجابية للثنائي الشاب فعقدا قرانهما. بعد مرور شهر على حفل الزفاف حملت جيهان إلاَّ أنَّ #الحمل رافقه ألم شديد في الظهر. تخبر "النهار" عن تفاصيل يومياتها: "تواصلت مع طبيبي فأخبرني بضرورة تحمل الألم فلا يمكنني أن آخذ دواءً أو أجري فحوصا شعاعية لأنَّ ذلك يضرُّ بالجنين ، والألم يمكن أن يكون مرتبطاً بالحمل، ما يعني أنَّ جسمي لم يتأقلم بعد. تزايد الألم في شكل غير مُحتمل مؤثراً في قدرتي على المشي أو التنفس. لكنني تحملت تدهور وضعي الصحي وصولاً إلى الشهر الرابع من الحمل، عند ذلك أخبرني الطبيب أن #الجنين قد تكوَّن وخلال إجرائنا فحوصا لحاله سنتمكن من معرفة سبب الألم في ظهري. وطلب أن أخضع لفحص الـ IRM وهي لا تحوي أشعة فتبين أن الخرزة L4 مطحونة وتضغط على عصب الظهر وإذا بقي الحال من دون عملية فإنَّ النتيجة هي الشلل".
"كان ضرورياً أن أخضع لجراحة عاجلة في الظهر، ما تطلَّب مني إجهاض الجنين. خلال العملية بحث الأطباء في وضع الخرزة، ليجدوا أنها تحوي سرطاناً لم يعرفوا مصدره في البدء، وراوحت الترجيحات بين المصران أو الثدي، في تلك الفترة لم أكن على علمٍ بأي شيء. بقيت في المستشفى أسبوعين ومن ثمَّ خضعت لـ IRM للثدي وبدا أنَّ المرض منتشرٌ. في الفترة الأولى لم أتقبَّل الفكرة، من ثمَّ توجهت إلى طبيبة لتساعدني في العلاج، فأخذعت خزعة من الصدر لمعرفة نوع #السرطان وكيف يستجيب. تبين أن نوعه مرتبط بالهرمونات، ومن جراء الحمل تغيَّرت الهرمونات في جسمي فانتقل في شكل أسرع ما يعني أنه كان موجوداً قبل ذلك وينتشر ببطء. بدأت العلاج منذ سنتين بسن الـ 23، وطُلب مني أخذ دواء لوقف الدورة الشهرية وآخر لإزالة الورم من الصدر. العلاج الأوَّلي كان "العلاج المستهدف" (Target therapy) لأنَّ وضعي لم يكن يتطلَّب علاجاً كيماوياً إذ كنت في المرحلة البدائية. من ثمَّ تقدَّمت بطلبٍ إلى وزارة الصحة للحصول على دواء ضروري، فجاء الجواب أنَّ "هذا #الدواء ليس ضمن بروتوكول الوزارة، فتأخرت شهراً عن العلاج ما اضطُر الطبيبة إلى تحويل العلاج إلى كيماوي. ومنذ 6 أشهر أخضع لهذا العلاج الذي تُعتبر نتيجته أسرع ولكن عوارضه مزعجة ومؤثرة في الجسم، إذ يتساقط الشعر وأشعر بغثيان دائم وأوجاع".
الوسواس يقتل أكثر من السرطان
"الفترة الأولى كانت صعبة جداً وطلبت من زوجي عدم إخبار أهلي، لم أرغب بدفي رؤية نظرات الشفقة في عيون الآخرين. بقيت مدَّةً في المنزل ومنعت الجميع من التحدث عن الموضوع، خصوصاً أنَّ الإصابة بسرطان الثدي غالباً ما تطاول النساء فوق سنِّ الخمسين، وليس في الثالثة والعشرين. إلاَّ أن الطبيبة أخبرتني أنَّ أسبابه وراثية ولم تظهر إصابة أفرادٍ من عائلتي به، وهو يزداد بكثرة في لبنان نتيجة للتلوث أو الطعام أو الحرب الأهلية من قصف وقذائف بدأت تظهر آثارها فينا كجيل جديد. بمرور الوقت تقبلت المرض وقلت في نفسي إذا بكيت فهل سأُشفى؟ عليِّ أن أمضي في حياتي، لأن الوسواس يقتل أكثر من السرطان، فإما أُشفى أو لا أُشفى، والحزن لن ينفعني بشيء. اعتدتُ المستشفى وتأقلمت مع الفكرة، وباتت الممرضات صديقات لي. لم يعُد اهتمامي مرتبطاً بالشفاء بل بعيش حياتي فيشكل طبيعي. وضعي الصحي تحسَّن حالياً وبتُّ على مقربة من نهاية العلاج. الماموغرافي ضروري حتى لو كانت الفتاة صغيرة في السن، ولمَ لا تتضمن فحوص الزواج فحصاً لـ #سرطان_الثدي؟ لو أجريته حينها لجنَّبت نفسي الإجهاض وتبعاته النفسية السيئة، و4 أشهر من الألم، وعملية في الظهر".
امرأة من بين مئة ألف قد تُصاب
الوضع الصحي لجيهان نادر، فالمرأة إجمالاً لا تصاب في سنٍّ صغيرة بسرطان الثدي، و99% من #الأورام التي تشعر بوجودها في صدرها مرتبطة بكتلة دهن أو كيس، خصوصاً إذا ما رافقها ألم، إذ إنَّ الأخير يتناقض ومرض السرطان"، هذا ما يؤكده الدكتور جوزف عازوري، اختصاصي جراحة نسائية توليد وعقم في مستشفى جبل لبنان. ففي الطب الألم يُقلق المريض ويريح الطبيب. ما مفاده أنَّ الألم الذي تعانيه المرأة في الصدر لا يكون سرطاناً لأنَّ الأخير لا يؤدي إلى ألم، ولذلك نسميه مرضاً خبيثاً. العامل الوراثي للإصابة نسبته 20%، فمن لديها تاريخ عائلي يجب أن تُجري فحصBRCA 1 أو BRCA 2، فإذا كانت النتيجة إيجابية تكون المرأة عُرضة للإصابة، ما يستدعي إجراء #الماموغرافي في سنِّ الـ 35 بدلاً من الأربعين. كما أنَّ إصابة الوالدة والخالة والعمَّة بسرطان الثدي يجعل المرأة حذرةً أكثر من خطورة هذا المرض في سنٍّ مبكرة. إلى ذلك، يبيِّن فحص BRCA احتمال إصابتها بسرطان المبيض أيضاً، والمثال هنا لجوء الممثلة الأميركية أنجيلينا جولي إلى استئصال ثدييها ومبيضها جراء وفاة والدتها بسرطان الثدي".
الإنجاب والفحوص قبل الزواج
يقترح الدكتور عازوري على المرأة "في عمر #الإنجاب والتي لم تُنجب بعد حفظ وتجميد البويضة لأن #العلاج_الكيماوي الذي ستخضع له يُضعف المبيض ويقتله، لذا فإنَّ تخرين #البويضة قبل التعرض للعلاج أساسي". أما عن فحص سرطان الثدي قبل الزواج فيقول "إنَّ الأمر غير ضروري، ولا يُمكن أن نعمم حالاً واحدة على مجموعة من الناس، إذ إنَّ امرأة واحدة من بين مئة ألف قد تُصاب بسرطان الثدي. بالتالي، تطبيق القانون وفرضه على مليون امرأة في سنِّ العشرين غير جائز لأنَّ الإصابات في سنِّ مبكرة غالباً ما تكون نادرة".
يُصادف تشرين الأول من كل عام شهر التوعية بسرطان الثدي، إلاَّ أنَّ الوقاية والوعي ليسا حكراً عليه، إذ إنَّ تنبُّه المرأة للتغيرات التي تطرأ على جسدها يجب أن يؤتي ثماره ويتيح لها الإنتصار على المرض ومواجهة الحياة.
المصدر: "النهار"
سلوى أبو شقرا
"كان ضرورياً أن أخضع لجراحة عاجلة في الظهر، ما تطلَّب مني إجهاض الجنين. خلال العملية بحث الأطباء في وضع الخرزة، ليجدوا أنها تحوي سرطاناً لم يعرفوا مصدره في البدء، وراوحت الترجيحات بين المصران أو الثدي، في تلك الفترة لم أكن على علمٍ بأي شيء. بقيت في المستشفى أسبوعين ومن ثمَّ خضعت لـ IRM للثدي وبدا أنَّ المرض منتشرٌ. في الفترة الأولى لم أتقبَّل الفكرة، من ثمَّ توجهت إلى طبيبة لتساعدني في العلاج، فأخذعت خزعة من الصدر لمعرفة نوع #السرطان وكيف يستجيب. تبين أن نوعه مرتبط بالهرمونات، ومن جراء الحمل تغيَّرت الهرمونات في جسمي فانتقل في شكل أسرع ما يعني أنه كان موجوداً قبل ذلك وينتشر ببطء. بدأت العلاج منذ سنتين بسن الـ 23، وطُلب مني أخذ دواء لوقف الدورة الشهرية وآخر لإزالة الورم من الصدر. العلاج الأوَّلي كان "العلاج المستهدف" (Target therapy) لأنَّ وضعي لم يكن يتطلَّب علاجاً كيماوياً إذ كنت في المرحلة البدائية. من ثمَّ تقدَّمت بطلبٍ إلى وزارة الصحة للحصول على دواء ضروري، فجاء الجواب أنَّ "هذا #الدواء ليس ضمن بروتوكول الوزارة، فتأخرت شهراً عن العلاج ما اضطُر الطبيبة إلى تحويل العلاج إلى كيماوي. ومنذ 6 أشهر أخضع لهذا العلاج الذي تُعتبر نتيجته أسرع ولكن عوارضه مزعجة ومؤثرة في الجسم، إذ يتساقط الشعر وأشعر بغثيان دائم وأوجاع".
الوسواس يقتل أكثر من السرطان
"الفترة الأولى كانت صعبة جداً وطلبت من زوجي عدم إخبار أهلي، لم أرغب بدفي رؤية نظرات الشفقة في عيون الآخرين. بقيت مدَّةً في المنزل ومنعت الجميع من التحدث عن الموضوع، خصوصاً أنَّ الإصابة بسرطان الثدي غالباً ما تطاول النساء فوق سنِّ الخمسين، وليس في الثالثة والعشرين. إلاَّ أن الطبيبة أخبرتني أنَّ أسبابه وراثية ولم تظهر إصابة أفرادٍ من عائلتي به، وهو يزداد بكثرة في لبنان نتيجة للتلوث أو الطعام أو الحرب الأهلية من قصف وقذائف بدأت تظهر آثارها فينا كجيل جديد. بمرور الوقت تقبلت المرض وقلت في نفسي إذا بكيت فهل سأُشفى؟ عليِّ أن أمضي في حياتي، لأن الوسواس يقتل أكثر من السرطان، فإما أُشفى أو لا أُشفى، والحزن لن ينفعني بشيء. اعتدتُ المستشفى وتأقلمت مع الفكرة، وباتت الممرضات صديقات لي. لم يعُد اهتمامي مرتبطاً بالشفاء بل بعيش حياتي فيشكل طبيعي. وضعي الصحي تحسَّن حالياً وبتُّ على مقربة من نهاية العلاج. الماموغرافي ضروري حتى لو كانت الفتاة صغيرة في السن، ولمَ لا تتضمن فحوص الزواج فحصاً لـ #سرطان_الثدي؟ لو أجريته حينها لجنَّبت نفسي الإجهاض وتبعاته النفسية السيئة، و4 أشهر من الألم، وعملية في الظهر".
امرأة من بين مئة ألف قد تُصاب
الوضع الصحي لجيهان نادر، فالمرأة إجمالاً لا تصاب في سنٍّ صغيرة بسرطان الثدي، و99% من #الأورام التي تشعر بوجودها في صدرها مرتبطة بكتلة دهن أو كيس، خصوصاً إذا ما رافقها ألم، إذ إنَّ الأخير يتناقض ومرض السرطان"، هذا ما يؤكده الدكتور جوزف عازوري، اختصاصي جراحة نسائية توليد وعقم في مستشفى جبل لبنان. ففي الطب الألم يُقلق المريض ويريح الطبيب. ما مفاده أنَّ الألم الذي تعانيه المرأة في الصدر لا يكون سرطاناً لأنَّ الأخير لا يؤدي إلى ألم، ولذلك نسميه مرضاً خبيثاً. العامل الوراثي للإصابة نسبته 20%، فمن لديها تاريخ عائلي يجب أن تُجري فحصBRCA 1 أو BRCA 2، فإذا كانت النتيجة إيجابية تكون المرأة عُرضة للإصابة، ما يستدعي إجراء #الماموغرافي في سنِّ الـ 35 بدلاً من الأربعين. كما أنَّ إصابة الوالدة والخالة والعمَّة بسرطان الثدي يجعل المرأة حذرةً أكثر من خطورة هذا المرض في سنٍّ مبكرة. إلى ذلك، يبيِّن فحص BRCA احتمال إصابتها بسرطان المبيض أيضاً، والمثال هنا لجوء الممثلة الأميركية أنجيلينا جولي إلى استئصال ثدييها ومبيضها جراء وفاة والدتها بسرطان الثدي".
الإنجاب والفحوص قبل الزواج
يقترح الدكتور عازوري على المرأة "في عمر #الإنجاب والتي لم تُنجب بعد حفظ وتجميد البويضة لأن #العلاج_الكيماوي الذي ستخضع له يُضعف المبيض ويقتله، لذا فإنَّ تخرين #البويضة قبل التعرض للعلاج أساسي". أما عن فحص سرطان الثدي قبل الزواج فيقول "إنَّ الأمر غير ضروري، ولا يُمكن أن نعمم حالاً واحدة على مجموعة من الناس، إذ إنَّ امرأة واحدة من بين مئة ألف قد تُصاب بسرطان الثدي. بالتالي، تطبيق القانون وفرضه على مليون امرأة في سنِّ العشرين غير جائز لأنَّ الإصابات في سنِّ مبكرة غالباً ما تكون نادرة".
يُصادف تشرين الأول من كل عام شهر التوعية بسرطان الثدي، إلاَّ أنَّ الوقاية والوعي ليسا حكراً عليه، إذ إنَّ تنبُّه المرأة للتغيرات التي تطرأ على جسدها يجب أن يؤتي ثماره ويتيح لها الإنتصار على المرض ومواجهة الحياة.
المصدر: "النهار"
سلوى أبو شقرا